ليست نظرية مؤامرة الغرب والماسونية العالمية وحكام الظل مثل "روتشيلد وماكسويل وميردوخ وركيفيلر ومورغان" الذين يملكون وكالات ومراكز ابحاث عالمية لدراسة ماذا يحوي الرأس العربي, هذه الجمجمة الفارغة من شمال أفريقيا إلى الخليج العربي.....
كله ممنهج ومدروس من ايام مؤتمر (يالطا) مرورا بمؤتمر( نيقيا), فقد غزوا عقولنا بالسينما وثم التلفزيون وبعده الفيديو ومن ثم البث الفضائي الى السوشيال الميديا والقادم اعظم.
في البدء كانت مسلسلاتهم عن تفوق الرجل الابيض الأمريكي مثل ستيف اوستن وكولمبو وغيره ثم بدأوا بمصر التي اكلت أكبر خازوق مسلسل (رأفت الهجان) الذي كله كذب وبطولات وهمية عن المخابرات المصرية, حيث كان هدفه الاساسي أن نكحل عيوننا بعلم العدو الإسرائيلي وشعاره نهرين( الفرات والنيل).
ثم ومن المال الخليجي أدخلونا بمتاهات الثأر والحقد والبداوة( الزير سالم) وكلنا يعرف قصة الشاب اللي من ركن الدين ترك المانيا واولاده وجاء ليقتل شخصا آخر ثأرا لاخيه بعد أن تحمس بااغنية ( عشر ابيات) الزير سالم؟؟؟؟
بعدها اتت جائحة الفانتازيا التاريخية من كواسر وجوارح وزواحف وغيرها ونحن مبسوطين على الوان ابن الوهاج ولا ننسى ايضا مسلسل اخوة التراب الذي سعى في مضمونه الى تكريس الرابط الديني بين المحتل العثماني البغيض والسوريين, بالرغم من استخدام المحتل العثماني الخازوق في اعدام ومعاقبة كل سوري وطني حر.
اخيرا جاء ابن حارة الاكراد بسام أدهم الملا ومعه لفيف من القاووق وجحا وغيرهم في باب الحارة المخلوع, حيث أرسى قيم المناطقية والطائفية والاقليمية واخترع لغة العكيد والزعيم والقبضاي وهنا نسأل كم ابو شهاب كان في ميليشيا الجيش الحر الارهابي العميل ....
لقد تم تعزيز المناطقية والطائفية من شيء لاوجود له اسمه ( البيئة الشامية) والتي في كل مسلسلاتها من الخوالي الى حمام القيشاني وليالي الصالحية وقمر شام وغيرها من المسلسلات الفاشلة تسلط الضوء على شريحة محددة من الشعب السوري, وتعمل على اهانة المرأة السورية وتكريس سلطة مشايخ الدين في مناطقهم باسلوب مبطن تارة وظاهر بوقاحة تارة اخرى. في المقابل نجد مسلسلات كوميدية تتحدث عن اطياف اخرى من الشعب السوري, من اجل اظهار هذه الاطياف على انها جاهلة ومتخلفة وانها تعيش على هامش الحياة.
منذ ان بدأت الدراما السورية, لم نجد اي عمل درامي يمثل البيئة السورية كاملة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب, لم نجد اي عمل درامي سوري يتحدث عن مجازر الاحتلال العثماني البغيض ضد كل اطياف المجتمع السوري في الساحل الى الارمن والسريان واآشوريين وغيرهم. كما اننا لم نجد اي مسلسل درامي سوري واقعي يتحدث عن مجازر الارهابيين الخونة ضد مختلف اطياف الشعب السوري, هذه المجازر التي كان اساسها فتاوى التكفير والسبي والقتل, ولم نشاهد اي مسلسل سوري يتحدث عن الازمات المعيشية اليومية للمواطن السوري. هنا نسأل الكتاب والمخرجين والممثلين أين انتم؟؟..... وهنا يحضرني ان اذكر بعض الممثلين بمواقفهم الفيسبوكية, عندما حدثت منذ عدة اشهر ازمة الغاز والمازوت وحليب الاطفال, وكيف علا صوتهم بمناشدات للسيد رئيس الجمهورية, بينما اكلت السنتهم القطة عندما ارتكب الارهابيون المجازر البشعة ضد شباب جيشنا واهلنا على مختلف الجغرافيا السورية من اشتبرق مرورا بالزارة الى عدرا العمالية ومخيم اليرموكوغيرها من القرى والبلدات
نحن أكثر شعب متلقي ومستهلك ..فقدت عنا روح الإبداع.. ...والان الطامة الكبرى المسلسلات اللبنانية, حيث لم يعد ينقصنا الا تفاهة وغلاظة بعض الممثلين, وتمجيد رجال العصابات والمهربين في الهيبة مثلا ولا ننسى دس السم في العسل في مسلسل دقيقة صمت.
وهنا اقول لكل الكتاب والمخرجين والممثلين, انتم امام خيارين, إما ان تحملوا مسؤولية وطن وتبرزون الحقائق في هذه الدراما السورية, وإما ان تكونوا مجرد ممثلين على الشعب وتساهمون في غسل العقول وتكريس الجهل والتخلف.
اما شعبنا السوري الصامد الصابر فاتوجه له بالقول, عليك يا شعبنا العظيم الصامد ان تتحلى بالوعي والمسؤولية وان ترفض اي عمل درامي سوري يسعى الى تدمير اخلاقنا وحضارتنا الممتدة الى اكثر من 8000 عام قبل الميلاد
من صفحة الصديق زكريا العلي على فيس بوك/ بتصرف الاعلامية هبة قاسم