إن نجاح وسائل الاعلام يعتمد بالدرجة الأولى على الإعلاميين ، هذا النجاح – حسب اعتقادي - هو ليس بمعجزة بل هو ظاهرة موضوعية مرتبطة بتوفير متطلبات النجاح من أجواء وإمكانيات ضرورية للعمل الاعلامي والصحفي وهو مبدأ عام ينطبق على كل اعلام في أي بلد .
لقد تعلمت من تجربتي واحتكاكي بالصحفيين العرب والأوروبيين والأمريكيين والروس وغيرهم أن ذلك الاعلامي والصحفي في الداخل السوري هو مُحبط ، تراه ساخطا على ظروف عمله حيث يطلب منه مسؤولو مؤسسته الاعلامية الكثير من الجهد والبذل والعطاء في مقابل أجرلا يكفي لسد الرمق ولا يلبي الحد الأدنى من احتياجات موظف لديه المؤهل الجامعي العالي والكفاءة المتميزة والسؤال الذي يجول دوما في خاطري هو لماذا لا يكون الاعلامي السوري كغيره من صحفيي العالم من حيث المردود والاهتمام ..
الاعلاميون السوريون الذين اشتغلوا في مؤسسات إعلامية خارج البلاد يعلمون جيدا ما رميت اليه .. تجدونهم يتألقون ويبرزون في خارج البلاد بينما هم مغمورون داخلها .. مما يدل على أمرين : الأول هو أن البلاد تزخر بالخامات والأدمغة الاعلامية لكنه بالمقابل ويدل أكثر على سوء استخدامها .. وهذا- بمنتهى الشفافية والصراحة - هو قمة الفشل من قبل المؤسسات الاعلامية ووزارة الاعلام والدولة في سورية من حيث سوء رعايتها لكوادرها من الاعلاميين ..
هل يُعقَل أن يُضطَر الاعلامي او الاعلاميه او الصحفي او الصحفيه ان يعمل اكثر من عمل لتوفير احتياجاته المعيشيه ؟
هل يُعقل أن يضطر بسبب ضيق العيش الى أن يكون صحفيا في الصباح لينقلب الى بائع مواد غذائية او سائق تكسي في المساء ؟؟
أنا لا أتخيل أشياء بل أتحدث عن حقائق وعن وزملاء أعرفهم شخصيا.
إذا كانت ثمة إرادة في إصلاح الوضع، يجب أن تضع السلطات حدا لهذه المآسي التي كثيرا ما تضع الصحفي او الاعلامي في حالة القابل للانبطاح فيبيع ذمته لمَن هب ودب على حساب هذه المهنة وهي من أكثر المهن احتياجا الى المصداقية والشرف والنزاهة ..
أرمي الكرة هنا وهي مسؤولية كبيرة وخطيرة أمام المجتمع والدولة.. وان كانت الحجة هي نقص الامكانات وان البلاد تخوض حربا .. فانني أقول:" إن كان الاعلام في السلم هو سلاح فعال لا ينكر أحد أهميته أو مداه وتأثيره .. فانه في حالة الحرب ينقلب ليصبح وحده نصف المعركة بل وأكثر ..!!
للاسف ارى بعض من يدعون انهم إعلاميون وااعلاميات ليست لهم او ليس لهنّ صلة بالاعلام .. فلا شهادات اعلاميه ولا خبره صحفيه .. اصبحوا بقدرة قادر مذيعين واعلاميين فهل هي الواسطات والمحسوبيات ؟؟!! أم المؤهلات الجسدية يتساءل مراقبون .....!!!!!!!!!!!!! بينماعلى المقلب الآخر..أعرف بعض الاعلاميات والاعلامين الشرفاء والمبدعين رفضوا الابتزاز ..... وبسب رفضهم همشوا ....... نعم تم تهميشهم بسبب الفساد فالى متى هذه الحال؟؟؟؟؟