في الوقت الذي يظهر فيه بوضوح الخبث الأمريكي ومن ورائه الصهيوني في التعامل مع ايران .. برغم قبولها بالاتفاق النووي الذي وقعه الطرفان الايراني والأمريكي .. حيث أن انعكاس ذلك الاتفاق ايجابا على ايران كان مخيبا للآمال فيما يخص الاقتصاد الايراني من قبيل رفع العقوبات أوالانفتاح الغربي على الجمهورية الاسلامية ، فالأرصدة الايرانية المجمدة في الغرب لم تعد كما تنص بنود الاتفاق ، بل وبالعكس، حكم القضاء الأمريكي مؤخرا باقتطاع 2 مليار دولار من تلك الأموال الايرانية لصالح أسر ضحايا 11 أيلول ، مع تحميل ايران مسؤولية تلك الهجمات.. بينما تتم التغطية على المتهم الأول والحقيقي، والتي هي المملكة العربية السعودية حسب الاعلام الأمريكي الرسمي، مباشرة بعد تلك الهجمات أولا، وكذلك حسب تحديد هوية المنفذين ثانيا وذلك بالعودة الى التحقيقات المعلنة وأسماء وجنسيات المنفذين حيث السواد الأعظم منهم يحمل الجنسية السعودية ، و يضاف الى ذلك ثالثا اخفاء مئات الصفحات من التقارير الخاصة بنتائج التحقيقات وهو ما أثار مؤخرا فضيحة كبرى للادارة الأمريكية من قبل خصومها السياسيين داخل الولايات المتحدة كما أثار عاصفة في الرأي العام الأروبي الذي بات يدرك الآن اكثر من اي وقت مضى خطورة نظام الحكم السعودي على الاستقرار العالمي عموما وعلى استقرار القارة ، كونه نظام يستند الى المبادئ الوهابية الدينية المتطرفة ذاتها التي يتسم بها تنظيم القاعدة سواء بنسخته الأصلية أو بأجياله الجديدة، الأمر الذي يجعل فكرة أن مملكة الرمال وعقيدتها الدينية هما الحاضنة المثالية للفكر الارهابي التكفيري المتطرف للتنظيمات التي تتشرب هذا الفكر الوهابي هي فكرة منطقية ومقنعة ، خاصة بعد أن طالت هذه التنظيمات في هجماتها مؤخرا قلب الاتحاد الأوروبي _ بروكسيل و باريس _ بينما ومضحك جدا أن يعود التهديد الأمريكي بمزيد من العقوبات على الجمهوية الاسلامية بعد الدخول في مرحلة تنفيذ بنود الاتفاق النووي بحجج جديدة لم تتطرق بنود الاتفاق النووي الى مضمونها أصلا وأقصد هنا تطوير ايران لمنظوماتها الصاروخية ..
محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري في الجمهوية الاسلامية اعتبر في بداية أبريل/نيسان الجاري أن الاتفاق النووي مذلا للشعب الإيراني وأن مصيره "مجهول". مؤكدا أن الشعب الإيراني لم يستفد شيئا من توقيع الاتفاق النووي بين بلاده والقوى العالمية..
وبينما من الواضح بالنسبة لقادة ثوريين عقائديين مثل محسن رضائي أمين تشخيص مصلحة النظام و علي جعفري قائد الحرس الثوري ومن ورائهم قائد الثورة أية الله علي خامينئي أن الولايات المتحدة شيطان أكبر، وأنها مخاتلة ، لا يمكن الوثوق بعهودها..فانه كان على هؤلاء جميعا .. الانتظار ليثبتوا للشعب الايراني بالدليل الملموس أن تضحية ايران والتنازلات في الاتفاق النووي من جانبها لم يحصد في النهاية وبالمقابل ايما مردود ..
انه لمن المدهش حقا ، في الوقت الذي ظهر فيه انكشاف الخبث الأمريكي حتى على أبسط البسطاء.. أن ينبري مئات الأساتذة من 72 جامعة إيرانية لتوجيه رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يرفضون فيها تدخل "بعض الأجهزة العسكرية" وعلى رأسها الحرس الثوري في السياسة الإيرانية..معبرين عن تضامنهم ودعمهم لمهندس الاتفاق النووي الرئيس روحاني ولفريقه المفاوض في الاتفاق النووي وعلى رأسهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف .. وكأنها رسالة موجهة ضد تصريحات قادة الحرس الثوري ومنهم خاصة تصريحات الجنرال جعفري الأخيرة المنتقدة للاتفاق الذي لم يجر على ايران النتائج الايجابية الموعودة..
نشر موقعنا - آرام بريس - بتاريخ 01/ 03/2016 تصريحا لمحسن رضائي أمين تشخيص مصلحة النظام وهو قائد سابق للحرس الثوري وهذا هو رابط المقال
http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=13&id=693&lang=ar
الذي أكد فيه الجنرال رضائي بالحرف وذلك خلال الملتقى الرابع العام للعلوم والهندسةالدفاعية لدى حرس الثورة بجامعة الامام الحسين (ع) :
"ان موضوع تغلغل العدو في ايران أمر جاد ، مشيرا الى ان عميل الـ(سي آي ايه) المسؤول عن مخطط التغلغل زار كل الجامعات في ايران.. ان العدو مارس ضدنا حربا ناعمة خلال الانتخابات الاخيرة، وقد دخل الساحة بإمكانات برمجية وسايبرية ضخمة ، يمكن مشاهدة نتائج هذه الحرب الناعمة في طهران اكثر من المحافظات الأخرى ، نظرا لتوفر الامكانات البرمجية والبنى التحتية السايبرية فيها اكثر من الاماكن الاخرى، حيث استغل العدو هذا الموضوع. . ان عميل منظمة سي آي ايه والذي أنيطت به مسؤولية التغلغل في ايران، زار ايران في شهر حزيران/ يونيو الماضي بعد الاتفاق النووي ،وتفقد كل الجامعات الايرانية وتعرف عليها، .. هذا الشخص هو الذي ذهب الى روسيا بعد انفتاح الأجواء في الاتحاد السوفييتي السابق، وايضا زار كوبا بعد انفتاح الأجواء فيها، وأيضا زار ايران بعد الاتفاق النووي".. الى هنا انتهى الاقتباس!!
فبينما يسعى القادة العسكريون الايرانيون الى توسيع دائرة الحزام الامني حول ايران الى مسافة الفي كيلومتر مدركين ضرورة الحفاظ على هذا الحزام وأن الاعتماد هو على الاقتصاد المقاوم وعلى مراقبة الامن القومي خارج حدود البلاد.. حيث يعرف القادة العسكريون في ايران بان الظروف التي تمر بها الجمهورية الاسلامية مهمة للغاية، حيث أتون الحرب تحيط بايران من افغانستان في الشرق الى شمال افريقيا في الغرب ..فان الكثيرين من ابناء الشعب الايراني لا يشعرون بهذه التهديدات في ضوء الامن المتوفر في ايران رغم انها تقع في وسط هذه الحروب.، اليمن ،العراق ، سورية، شمال افريقيا وأفغانستان
ان اليقظة حيال المؤامرات التي تتربص بالشعب الايراني هي مطلوبة الآن اكثر من أي وقت مضى .. صحيح أن الشعب الايراني يعيش في راحة بال وفي منتهى الامن والأمان ولكن على أساتذة الجامعات أن يعرفوا أنه انما يعود الفضل في هذا الاقتدار الى دماء الشهداء وليس الى سياسة االتقرب من الغرب أوعقد الصفقات معه التي يعتمدها روحاني والتي يعتبر رفسنجاني منظر تلك السياسات وأبوها الروحي.. على الأجيال الجديدة من طلبة الجامعات أن يعودوا الى الماضي وأن يتذكروا أن أسلافهم من الطلاب هم الذين شكلوا نواة الحرس الثوري وكانوا خط الدفاع الأول عن الثورة الاسلامية عندما كانت في المهد .. على الأجيال الجديدة أن تدرك أن خطط ووعي قادة الحرس الثوري والمرشد في صد الاختراقات والتخطيط والسعي الدائم الى الحفاظ على حزام أمني عمقه الفي كيلوميترا .. هو الذي يجلب الأمن والرخاء لايران ..
ليس في التراخي مع الغرب الا تسهيلا لأدوات اختراقه للجمهورية الاسلامية ومؤسف أن يلقى عميل السي اي ايه الذي زار الجامعات الايرانية في الشهور الأخيرة أذنا صاغية علما أنه هو نفسه الذي عمل على تفكيك الاتحاد السوفييتي سابقا .. وبألية مشابهة تتمثل دوما في اختراق الشباب والتأثير على الرأي العام عبر التركيز على أحلام الشباب ..
خاص سيريا-إن (شبكة آرام الاخبارية)/ بقلم د. ليندا نجار