على قدر حبي لكافة اصدقائي ومتابعي كتاباتي , الا انني اليوم تمنيت ان يلهمني الله الصبر علي فظاعة ما قرأت وما اتهمت به كفلسطيني عربي محبا لإخوتي واخواتي العرب بغض النظر عن ماهية جنسيتهم او انتمائهم . حيث فوجئت من تصرف هؤلاء الاحباء عندما عرفوا انني من اصول فلسطينه وكان فرحهم وتقديرهم وتعاطفهم معي هو للاسف الشديد نعتي ونعت الفلطسينين بالوباء والارهاب.
على العموم ليس لدي الوقت لاكره من يكرهوني لاني مشغول بحب من يحبوني .... حسبي الله ونعم الوكيل ... قالها اسيدنا يعقوب عندما ضاقت عليه دنياه، وقالها عندما فقد سيدنا يوسف وأخيه أحب أبناؤه إلى قلبه وتآمر عليه باقي أبناؤه بالكذب عليه وخداعه، وقالها عندما مزق الحزن قلبه وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم، والآن يقولها اللاجئون الفلسطينيو وهم يتعرضون للاتهام بالارهاب من اناس لايعون معني القهر والفقر والحرمان , ومن ثم نجد انفسنا بين قولين المقاومة والارهاب, مفارقة بين قولين قد لا تبدو بسيطة، لكنها تكشف عن خطأ قاتل لا يغتفر، بغض النظر عن أسباب هذا الخطأ أو الدافع له مرضيا أو غباء وعلى كل فالمقولة المستسلمة بحد ذاتها بلهاء، سواء أطلقت من على منبر مشبوه أو صادق أو مأجور، فالقول المعلن المبتور بالحرص على سلامة شعب فلسطين وأمنه وفي طياته الأفخاخ والمراوغة المؤدية إلى إفنائه هو مرفوض ولا ينطلي في دوافعه وأهدافه على أحد، لا في داخل فلسطين أو خارجها،
فالحريص على سلامة شعب فلسطين وبقائه ضد منهج الإفناء عليه أن يكون حريصا على مقاومة هذا الشعب وتوفير وسائل الدعم لها ومحاربة كل من ينعته بصفة الارهابي او يمارس الارهاب من اجل البقاء والحماية،
سلامة أي شعب إنما تنبع من صون حقوقه ومن حقه المقاوم، لا بإحباط محاولات الدفاع عن الذات الوطنية بالمقاومة لتبقى الحياة، وأي قول آخر مخالف فهو مردود إلى صاحبه وإلى أطقم الدول التي دفعت به عربية كانت أو عالمية، فماذا يعني القول إذن "لا نريد مقاومة تتسبب بإفناء شعبنا" حتى قادة العدو الإسرائيلي على اختلافهم بديمقراطيتهم المزعومة لم يقولوا "لا نريد حروبا تتسبب في إفنائنا" وهم إلى ذاك سائرون،
ماذا يعني هذا القول ؟ هل المقصود به مقاومة شعب فلسطين للاحتلال وقد توحد مع الفصائل المقاومة، ماذا يعني سوى السماح بمزيد من القتل والدمار والتشريد لشعب فلسطين وتحضير من بقي منه والشعوب العربية المحيطة به إلى الاستسلام، بما يعنيه ذلك وفق الخبرة من موت محقق بطيء أو سريع وإفناء، إن السلام لا يأتي إلا بالدفاع عن الذات والوطن ضد العدو أي بالمقاومة وليس الارهاب كما يدعي ضعاف النفوس ..
إن المفارقة تتوضح بما كان يفترض أن يقال، وهو قول آخر يرفض الباطل. أليس من الأفضل كان إطلاق قول آخر قويم يرفض إقامة دولة يهودية محتلة مصطنعة بتجمعات سكانية إحتلالية إجرامية ملفوظة من أطراف الأرض على حدود شعب مسالم أصيل هو صاحب الأرض ومالك التاريخ، ورفض ممارسات عصابات يهودية غازية وتوسعية لا ضابط لها تعلن متى شاءت زمن الدمار والخراب وسفك الدماء.
فليس كل من حمل راية الدفاع عن الشعب والوطن هم دعاة حربا و ارهابيون، كما يدعي العملاء واصحاب المصالح الخونة , وعلى هذا تقتضي الحكمة التمييز بين المقاومة والارهاب , متمنيا ان يتحري المتشدقون بكلمة ارهاب ان يفهموا جيدا الفرق بين المقولتين الارهاب والمقاومة يحيث يبين ذلك الأسلوب في الحرب النفسية هذا السلوك الذي يسعى إلى إثارة الفتنة وتهوين العزائم. الا تعلمون ان أي شخص في العالم لديه الحق بالدفاع عن بيته وعائلته، ولكن في الغرب يُسقط هذا الحق عن الفلسطيني عندما يقاوم الاحتلال الصهيوني دفاعاعن بيته المغتصب الذي سلبه يهود أوروبا "المضطهدين" حيث أن الغربيين (خاصة الأروبيون) تناوبوا على إغتصاب ومحرقة مواطنيهم من اليهود منذ مئات السنيين، وهذا يُستغل من قبل اللوبي الصهيوني لتأنيهم بشكل لا يوصف. شعورهم بالذنب (مع قوة اللوبي الصهيوني) هي الأسباب التي تدفع الغرب للتعتيم عن جرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي، وتدفعهم لوصف عنصرية العدوالإسرائيلي"بالديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
إن التاريخ سيشهد أن العالم الغربي لم يظلم الفلسطينيين فقط بجعلهم كبش الفداء لجرائمهم، ولكن لأنهم ظلموا مواطنيهم اليهود مرتين: مرة بسبب المحارق العديدة التي مورست ضد يهود أوروبا، والأخرى بسبب خلقهم لصراع أبدي مع هذا الشعب العربي العنيد الذي يرفض الخنوع وبيع حقوقه مقابل أي ثمن.