إذا تجاوزنا الإرهاب عبر التاريخ منذ تكون التجمعات البشرية وتجاوزنا إرهاب الدول وحكوماتها، ففي سبعينيات القرن الماضي وبعد دخول القوات العسكرية السوفيتية إلى أفغانستان ظهرت مؤشرات في تغيير قواعد الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي بقيادة أمريكا والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي ومنها :
- استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الدين الإسلامي في مواجهة القوات السوفيتية تحت شعار الشيوعية كفر والحاد ، حيث تم تجنيد فكر الجهاد الإسلامي والمجاهدين الإسلاميين المتطرفين في الصراع الدولي بين المعسكرين الذي انتهى بهزيمة الجيش السوفيتي ، وإقامة نظام حكم إسلامي بقيادة حركة طالبان (سني المذهب) وظهور واضح لأول تنظيم جهادي إسلامي متطرف هو تنظيم القاعدة بقيادة عبد الله عزام وأسامة بن لادن من بعده .
- مهدت الدوائر المخابراتية العالمية وخاصة الغربية منها وفي مقدمتها الأجهزة السرية الأمريكية وتوابعها في العالم والمنطقة العربية إلى إشعال الفتنة بين نظام الحكم في العراق وسوريا قومي الاتجاه مع النظام الإسلامي الجديد في طهران ونجحت في العراق ولكنها لم تنجح في سورية.ففي عام 1980 نشبت الحرب العراقية الإيرانية ودامت ثمان سنوات كانت الغالبية من دول العالم بين مشجع لاستمرارها أو متفرجاً أو من هو فاقد القدرة في تغيير مسارها. فكانت النتيجة انتصار ظاهري للجيش العراقي دون تحقيق أي هدف سياسي ."كتاب فخ العولمة، تأليف هانس بيترمارتن – هارالد شومان" تركز المال بيد القلة 10% في العالم لنصف ثروات العالم والنصف الآخر إلى 90% وأثرها في سحق الطبقة الوسطى بقولهم"من سيحصل من الطبقة الوسطى على وظيفة خادم مقابل سد جوعه حظه من السماء".
فهل يمكن القضاء على العنف والإرهاب بالأحلاف الدولية واستخدام القوة دون أخذ الأسباب الحقيقية لظهوره وتطوره ...؟ أم ان الحلف الجديد الذي تدعو إليه الولايات المتحدة بعد ظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا لأهداف أخرى ؟ ربما لشعار القرن الواحد والعشرون "قرناً أمريكياً".