من خلال متابعتي في الاونة الاخيرة لللتقديرات التي تنشرها مراكز الدراسات الاستراتيجية التي تتابع الوضع السوري عن كثب باتت تعتقدٌ بل تؤمن بأن اسقاط الدولة السورية والإتيان بنظام حكم موال للدوائر الغربية هو من رابع المستحيلات، لذلك يرى بعض المراقبين ان استمرار الدولة السورية اصبح واقعاً مؤكداً بالرغم من استمرار الاعمال العنفية والتفجيرات وان ما يسمى بالمعارضة وجميع التشكيلات العسكرية التابعة لها لم يعد بإمكانها احداث اي تغير في الواقع السوري الراهن، لذلك ترى بعض الدوائر الأميركية الصهيونية التي تعنى بالشأن السوري بأن الوضع الراهن واستمرار العنف سيقود الى اضعاف كل المكونات السورية الرسمية والمعارضة، وبالتالي سيكون بإمكان الولايات المتحدة والغرب فرض بعض وان لم نقل جميع املاءاتهم على ما يترتب عليه الوضع وان طال في نهاية المطاف على الوضع السوري.
وتشير مراكز الدراسات المريكية الصهيونية أن الوضع الميداني في سورية واحراز الجيش النظامي السوري انجازات ميدانية مهمة في جميع المحافظات عكس نفسه على جميع التوجهات السياسية الإقليمية والدولية التي تعالج الوضع في سورية, واستمرار انقسام ما يسمى بالمعارضة وتشرذمها وتشتت تنظيماتها العسكرية, واحتدام الجدل بين الكثير من الدوائر الأوروبية وبعض مؤسسات الإدارة الإمريكية حول المصالحة المشروطة مع ايران أدى الى اعادة النظر في كثير من توجهات بعض الأطراف الاقليمية ذات الصلة للوضع السوري وصارت بعض هذه الأطراف تجاهر علناً بأن من مصلحتها ابقاء الدولة السورية والنظام بالتحديد لما يعكسه ذلك على اوضاع بعض هذه الاطراف الإقليمية التي باتت تدرك بإن زيادة نفوذ بعض المجموعات الارهابية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي سوف يكون لها اثر بالغ على وضعها الداخلي لذلك نرى تصريحات بعض الأطراف الإقليمية باتت تؤكد على ان من مصلحتها اغلاق الحدود مع سورية لأن في ذلك خدمة لمصالحها الداخلية.
واضاف المعهد الامريكي للدراسات الاستراتيجية في تقريره "مما لاشك فيه أنّ التركيبة السياسية العسكرية المنتقاة جيدا بواسطة الرئيس الاسد في سورية والتي تسيطر علي كافة المستويات في نظام الحكم وعلى الأقل قيادة الأجهزة الأمنية، ضمنت استحالة وجود معارضة داخل الحكومة، مضيفاً أن الجيش حالياً هو الذي يمكن الرئيس الأسد من البقاء في الحكم. وهنا يجب ان لا نختلف علي ان الفضل في استمرار بقاء نظام الأسد حتى الآن متماسكا يرجع إلى الدعم الخارجي الذي يتلقاه من إيران وحزب الله وروسيا. و أن الرئيس بشار الأسد ما كان ليكون بموضع القوة التي هو عليه الآن دون دعم حزب الله وإيران وروسيا أضافة الى القاعدة الشعبية الواسعة التي يتمتع بها الرئيس الاسد """" ذلك حسب معهد الدراسات الاستراتيجية الامريكية.
والسؤال الدي يفرض نفسه علي الساحة الان وبعد مرور اربعة سنوات من الدوار هل استطاعت او تستطيع الولايات المتحدة والدول الداعمة لها معالجة جذور المشكلة سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض. .. سؤال ينتظر الاجابة؟؟؟؟؟؟؟