بداية نتمنى من حكومتنا العتيدة ان تمعن النظر جيدا في الصورة المرفقة بهذا المقال, حيث لا ينكر عاقل أن الله قد حَبَا الحبيبة سوريا برئيس دولة تحسد عليه... هذا بشهادة الدول الغربية التي واكبت السنوات العشر الأولى من توليه لمنصب الرئاسة ، ناهيك عن الدول العربية التي شهدت بذلك خلال مؤتمرات القمم العربية في ذلك الوقت
نعم .... الكل شهد بذلك فالأسد يجيد التوقيع و لكنه كأبيه لا يوقع و لا يهرب ، ويجيد تسمية الأشياء بمسمياتها بكل جرأة خصوصاً عندما يزيل الألقاب و يخلع العرف الدبلوماسي و يبعد حواجز البروتوكولات عن طريقه فينعت الشخوص و الأصنام بالسارقين و قطاع الطرق و المحتلين وأنصاف أو أشباه الرجال.......
استلم الدكتور بشار حافظ الأسد سدة الحكم رئيساً للجمهورية العربية السورية بتاريخ 17/يوليو/2000 وبارك ذلك المسيرات الإحتفالية العفوية المؤيدة و المرحبة به من كل المحافظات السورية على مدى شهر و نصف دون أي ضغوطات كما يشيع بعض المتحذلقين الغارقين في أضغاث كوابيسهم, حيث استطاع الرئيس بشار الأسد منذ أيام حكمه الأولى أن يسمع ذاك الصدى الذي آمن به... فألغى قانون الطوارئ, واصدر مرسوم العفو الشامل و العام و نشر حق حرية التعبير عن الرأي و ألغى الكثير من القوانين التي لا تريح المواطن حتى عم الرخاء الذي إستشعره الجميع بشهادة أن الشارع السوري كان يتغنى بذلك.
ويكفي القارئ الواعي و النهم إلى سبر أغوار الحقيقة, أن يعود إلى الوثائقيات المسجلة بالصوت و الصورة, و المنتشرة على كافة وسائل التواصل الإجتماعي حتى يعرف أن ماجرى منذ عام 2011 و حتى الآن ما هو إلا مؤامرة خارجية بادوات داخلية استهدفت الرئيس بشخصه قبل أن تستهدف الوطن بأبنائه .
لقد شكل الدكتور بشار الأسد بما يملكه من وعي و إدراك منفتح ، الخطر الأكبر على الدول العربية وسياساتها الشمولية, أما أصحاب النظر الثاقب والرؤية الواسعة, فقد كالوا المديح لسياسته التي وضعت سورية في مراتب الدول التاريخية بما تملكه من إرث حضاري و ثقافي يجلب القاصي و الداني للتبرك به, .و بما تملكه من مقومات النجاح و الأمن و الأمان لتغدو أيقونة العرب حتى قيل عنها في ذلك الوقت...سويسرا العرب و بلاد الحرير .
و لكن......أهل مكة أدرى بشعابها, اذ ان خطر هذا الرجل قض مضاجع الحكام العرب الذين لم يتعودوا على إستيعاب الرأي و الرأي الآخر و حق الإنسان بإنسانيته ، بل تربوا على سماع كلام السمع و الطاعة من شعوبهم المستعبدة و التي لا حول لها ولا قوة . فكانت المؤامرة على سوريا منذ عام 2011 ، و سقطت كل أوراق التوت لتعري من كنا نظن أنهم إخوة و أبناء عمومة و جيران, .كلهم أرادوا أن يطفئوا نور الله و الله متم نوره ولو كرهوا. فقد استطاعت سوريا أن تكابر و تعض على جراحها و تلملم شتاتها و تنهض بهمة أبنائها الشرفاء وجيشها العظيم وقائدها الصابر على صروف الدهر و المحن .
كل ما تقدم ليس محور الحديث و لكن كلمة حق يجب أن لا تغيب عن مخيلة أي مُغَيَّب عن الوعي و الإدراك.
حديثي موجه إلى الحكومة العتيدة ببابها العالي في سوريا والتي لا نسمع من المواطن عنها إلا عبارات الشجب و الاستنكار والانكار و المطالبة بتغييرها، والسبب في ذلك أنها لا تملك أي فكرة عن التطور و الإبداع و الابتكار ....
وحده المواطن الفقير, كقائده الاسد لا يجيد توقيع صكوك الإستسلام ولا يؤمن بفكرة الهجرة و الهروب، بل يلبي نداء الثرى ويذود بفلذات الأكباد عن حياض بلاد الياسمين عدواً في الخارج لقتالنا انبرى, و عدواً في الداخل استكبر و استنكر و طغى....
من يخون العهدة ويسرق مال الدولة والفقراء ليس مجرد فاسد ، بل هو شر مكاناً من الأعداء ولا يليق به إلا رُتَبُ مصاصي الدماء......
فهل يعقل من الحكومة العتيدة أن تنتظر منذ تاريخ 3 /يوليو / 2016 وحتى الآن مقابلة تلفزيونية للسيد رئيس الجمهورية لتعرف ما هي حقوق المواطن وواجباتها تجاهه؟؟
علماً أن الرئيس بشار الأسد قد منح الضوء الأخضر لحكومة المهندس عماد خميس للنهوض بالوطن و المواطن و السير به نحو ذاك القبس في نهاية النفق المظلم منذ تاريخ 3/يوليو/2016, وعاد واكد سيادته اثناء لقائه بالحكومة بعد التعديل الوزاري, ان الحكومة يجب ان تكون في خدمة الوطن والمواطن, وعلى راسهم اسر شهداء وجرحى الجيش والقوات المسلحة. لكن ما نراه على أرض الواقع من اجراءات حكومية وقرارات ما هو إلا إمتهان لعقل المواطن و إستفحال للفساد و مرض البيروقراطية.....
أما إن كان هناك ثمة بطاقة شكر فهي موجهة أولاً وأخيراً للرئيس بشار حافظ الأسد الذي حولنا نحن الإعلاميين إلى سيف حق يبتر به يد الفساد و المفسدين ونحن بدورنا حملنا هذه الأمانة و لن نكون إلا طوع بنانه ولن تأخذنا في قول كلمة الحق لومة لائم.
محور حديثي في هذه السطور و هو ما أثار حفيظتي و جعلني أسمي الأمور بمسمياتها هو هذا التصريح :_
" استجابة لتصريحات الرئيس بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناتي الإخبارية و الفضائية السورية فقد طلب رئيس الوزراء السوري عماد خميس من لجنة السياسات واللجنة الاقتصادية, تحليل القضايا الاقتصادية للمواطنين السوريين و مراجعة و تقييم أداء الوزارات وجميع الجهات العامة, بالإضافة إلى توسيع دائرة الحوار مع المختصين والمواطنين للوصول إلى استراتيجية وطنية متكاملة لتحسين المستوى المعيشي للسوريين و مكافحة الفساد و الآثار الاجتماعية و الاقتصادية الناجمة عن الحرب في سوريا "
شكراً من القلب للسيد الرئيس بشار حافظ الأسد الذي أسمع الجميع صرخة الوطن و جعل بظهوره على شاشتي الفضائية السورية والإخبارية لهذه الحكومة صحوة إنسانية و انقلابية لصالح المواطن لتدرك أن 80% من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر حسب تقارير الأمم المتحدة ، و أن نسبة البطالة حسب بيانات موقع Trading Economics هي 14،90 % لعام 2018. و أن الفساد ليس وهماً بل أنه موجود و مستشري في الكثير من المفاصل ويجب اجتثاثه حتى لا نصبح مضرباً به للمثل .
ختاما نقول ان اول اجراء يجب على الحكومة العتيدة ان تقوم به هو خفض سعر الدولار الى 300 ليرة سورية وضرب المضاربين ومصادرة اموالهم وايقاف عملية تمويل المستوردات بشكل كامل وتحديد الاسعار الخاصة بالمنتجات الاساسية التي تمس حياة المواطن اليومية من غذاء ودواء وملبس وتدفئة, بعد حساب تكاليف استيرادها او تصنيعتها وتكاليف استيراد المواد الاولية الداخلة في التصنيع مع ضمان هامش ربح لا يقل عن 30% للمستورد او للصناعي وهذه العملية ليست صعبة ابدا, لتاتي بعدها خطوة تامين الضمان الاجتماعي لجميع المواطنين.
Ammar Awad