في ظل التهديدات التركية لابأس بقليل من الجيوبوليتيك
المخطط كان لتركيا والتنفيذ لداعش والنصرة والكومبارس عصابة الرياض
-الاطماع التركية بسوريا ليست حديثة الولادة
قراءة سريعة في تاريخ العداء التركي لسوريا
-ما يستدعي الإنتباه حاليا هم الأشخاص ألذين إنطلت عليهم اللعبة والحيلة التركية ومازالوا يصفقون ويهللون لتركيا .هؤلاء من السوريين الذين لا يعلمون قصة هذا العداء وما هي أبعاده الجيواستراتيجية والسياسية او ركبهم الوسواس المذهبي فاودى ببصرهم وبصيرتهم
إن المرتكزات الأساسية ألتي تحكم السلوك السياسي والعسكري التركي تجاه سوريا بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي فيها او رجالات السلطة قديم جدا ولو عدنا للتاريخ لوجدنا الكثير من الاجوبة التي نحتاجها في هذا الموضوع .
منذ ما قبل استقلال الدولة السورية شكلت أزمة الحدود المرتكز الاول الذي يحكم مستوى العلاقات بين البلدين ، وكان لاقتطاع كيليكيا ثم لواء الاسكندرون بتامر حكومة الاخوان المجرمين والرئيس تاج الدين الحسني في ذلك الوقت وبتواطؤ فرنسي الأثر البالغ في استمرار حالة التوتر وعدم الثقة وعلى مر العقود.
انقرة لم تخفي أطماعها في مدينة حلب ,وتعتبرها من ممتلكات الدولة العثمانية و ينطبق هذا على الأطماع التركية في شمال العراق وتحديدا في كركوك والموصل و بغض النظر عن طبيعة السلطة السياسية فيها هناك المسألة الكردية التركية المتوارثة وتاثيراتها على الحلم التاريخي للأكراد باقامة دولتهم المستقلة والتي تشكل رعبا لتركيا, وانعكاس تلك الازمة على الأمن القومي التركي والمحاولات التركية لاجهاض فكرة منح الأكراد حكما ذاتيا في اي بقعة من الدول التي يتواجدون فيها.
في سوريا تتلخص الأزمة في مطاردة حزب العمال الكردستاني وهذا ما جعل العلاقات السورية التركية متوترة بالماضي والحاضر لأن سوريا كانت تساعد بشكل خفي هذا الحزب حتى عام 1997 و توقيع اتفاق اضنة، ونهاية وجود الحزب بشكل علني على الأراضي السورية وابعاد زعيمه عبدالله اوجلان عن دمشق, ورفع حماية الرئيس الراحل المؤسس حافظ الأسد عن هذا الحزب ودعمه, ولاننسى الضغط الذي مارسته تركيا على سوريا بعامل المياه لتضييق الخناق على دمشق وبغداد ، بحكم سيطرتها على منابع دجلة والفرات.
تركيا إستخدمت ورقة المياه للضغط وتحسين شروطها التفاوضية مع العاصمتين دمشق وبغداد كما اقدمت تركيا على بناء سد اتاتورك مما تسبب بتقليل حصة البلدين من المياه, وتقليل منسوب مياه نهري دجلة والفرات, فعاش البلدان مراحل من الجفاف اصاب المناطق الشمالية الشرقية من سوريا وسبب هجرات كبيرة باتجاه المدن وسائر المحافظات وترك الزراعة والارض واصبحت تلك المناطق فقيرة ومهمشة, فشكلت بيئة حاضنة للجماعات المسلحة في الحرب الراهنة على سورية.
جأءت المرحلة الاستثنائية في العلاقات بين البلدين بعد تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في انقرة, حيث وقع البلدان العشرات من الاتفاقيات لتعزيز وتطوير العلاقة بين البلدين. هذه العلاقة اصيبت بانتكاسة مرة اخرى بعد تفجر الأوضاع الأمنية في سوريا مطلع عام 2011, وانحياز تركيا الى المعسكر المنادي باسقاط السيد الرئيس بشار الاسد.
لقد استفادت تركيا من العاملين الجيوسياسي و المذهبي الطائفي في تحكمها بالجزء الأهم من الملف السوري, فتقديم أراضيها كمنطقة دعم واسناد و تدريب للجماعات المسلحة, واستضافتها للعديد من قيادات ما يسمى بالمعارضة السورية المرتهنة للخليج والناتو, واحتضانها للعشرات من الاجتماعات والمؤتمرات لهم.
كل هذه العوامل وغيرها مكنت انقرة من لعب دور محوري في ادارةالحرب على سورية, وهيأت لها من الظروف والمعطيات لتقدم نفسها للغرب ولواشنطن تحديدا, باعتبارها القوة الاقليمية التي يعتمد عليها في ضبط ايقاع المنطقة والتحكم بمسارات الحل فيها, وتحديدا ملف الصراع العربي الاسرائيلي, ولعبها دورالوسيط بالتفاهمات السرية بين حماس والعدو الاسرائيلي.
لطالما انتظرت تركيا المبررات للاعتداء على سوريا، وما اقدمت عليه انقره من تحشيد لقواتها على الحدود السورية عام 1957 انتصارا لحلف بغداد، واستعدادها لاجتياح الاراضي السوري ابان حرب تشرين, وتهديدها المستمر في الوقت الراهن لسوريا وامنها الوطني, الا دليلا على الاحلام العثمانية لتركيا في اعادة امجادها الغابرة في دمشق, واحتلالها عفرين اخيرا, ولا زالت تركيا ومن خلفها واشنطن تعمل على ضرب محور ( طهران – بغداد – دمشق ) لصالح محور يضم مجموعة التحالف الاسلامي انشاتها السعؤدية على المقاس التركي, فيه لانقرة اليد الطولى في التحكم بسيادتها وسياستها وارادتها ومخزوناتها الاستراتيجية, وبالتالي شرق أوسط كبير على المقاسين التركي الاسرائيلي والأمريكي.
تحلم تركيا بسوريا مجزاة ضعيفة خالية من اي سلطة مركزية قوية, كما تحلم بخطوط النفط والغاز القادمة من العراق والخليج العربي تعبر الأراضي السورية باتجاه ميناء جيهان التركي لا ميناء طرطوس, وتحلم ايضا بالتحكم بأكبر مخزون للنفط والغاز ممتد من أقاصي شرق سوريا حتى البحر المتوسط, وداخل المياه الدولية المقابلة للشواطيء السورية, وربما تحلم بان تستحوذ على أوراق الشرق الأوسط الكبير كلها اوتشارك العدو الااسرائيلي بها.
ان حسابات الحقل ربما لن تتطابق مع حسابات البيدر نظرا لحساسية الملف السوري وللتدخل العسكري الروسي، الذي يحتاج الى تسوية, ربما خارج الحسابات التركية, وبما لا يحقق أحلامها, هذا ان لم يكن لسوريا الجيش والشعب ولحلفاء سوريا كلمة الفصل في وضع حد لهذا النزاع الطويل والدامي, الذي مازال مستمرا بصور أكثر رعبا وحقدا وكراهية من الجانب التركي وذلك بعد بروز العامل الكردي على الخط.