اعزائي القراء والمتابعين هل تذكرون تصريحات القاضي الشرعي الاول بدمشق الاستاذ محمود المعرواي في السنة الماضية حول ضرورة الزواج الثاني لحل مشكلة العنوسة, وانتقاده لعمل المرأة في المطاعم والكافتيريات, وايضا تصريحاته عن زواج الصغيرات بعمر ال 13 عام, وتدخل القضاة الشرعيين في قانون الاحوال المدنية لتعديل سن الزواج الى 13 عام؟؟؟ هذه التصريحات التي لاقت انتقادا واسعا من مختلف اطياف المجتمع السوري, من هنا كانت البداية التمهيدية لازمة مشروع مرسوم قانون الاوقاف.
بداية اتمنى من جميع القراء الاعزاء وخاصة السيد وزير الاوقاف ان ينظر الى الصورة التي ارفقتها بمقالي هذا جيدا, هذه الصورة التي تحمل معاني كثيرة للشرف والعزة والاباء وعنفوان الفتاة والمرأة السورية, التي لا ولم ولن تنكسر يوما, بل كانت رمزا للتضحية الفداء, فمنهن من قدمن خمسة او ستة ابناء فداء للوطن ومنهن من قدمن ارواحهن لنحيا نحن, مما جعلها رمزا وطنيا لا نسمح لاي شخص (ذكر) الاساءة اليه ولو كان رجل دين. واتمنى من السيد وزير الاوقاف خصوصا وجميع القراء عموما ان يقراوا ويتمعنوا جيدا بما قاله القائد الخالد المؤسس بابا حافظ الاسد (الرحمة والنور لروحه الطاهرة).....(نحن اصحاب قضية..... لا خوف على المستقبل فنحن اقوى من الجميع لاننا مع الحق لاننا مع الشعب.... لاننا مع الله... والله مع الشعب..... نريد مجتمعا تسوده المحبة لان هذه الارض ارض الكادحين لاتحمل في باطنها ولا على وجهها الا المحبة)....... فليكن يا حضرة وزير الاوقاف كلام القائد المؤسس بابا حافظ الاسد "رحمه الله وقدسه" دستورنا لسورية الحديثة التي يكون فيها الوطن للجميع والدين للخالق, وليكن هذا شعار وزارة الاوقاف بالفعل قبل القول فلا تكفيريين بيننا ولا خوان مجرمين او ارهابيين قتلة ولتقم وزارتكم بابعاد ومعاقبة كل امام او خطيب يستهزئ بالناس ويتعمد الشتم والاساءة للنساء والفتيات السوريات غير المحبات او اللواتي يرتدين السفور باسلوب استفزازي يحمل كل معاني التحريض وهنا اسأل هل الفتيات المقاتلات في صفوف جيشنا وقواتنا المسلحة غير مستورات لانهن لا يرتدين الحجاب؟؟ ألا تعتبر هذه اهانة لهن ولنا ولكل امراة تعتز بانتمائها لسورية, ويتحفنا بفيديو لفتوى تكفيرية (قتل تارك الصلاة باعتبار ان تارك الصلاة كافر) من امثال المدعو محمد خير الشعال ومن على شاكلته او شابهه بالفكر والنهج والعقيدة حيث لا ندري كم عددهم بيننا.
ازمات متعددة يعيشها المجتمع السوري بكل اطيافه منذ 8 سنوات تقريبا, ازمات معيشية واقتصادية وغيرها الكثير, ولكن من يتابع سير الاحداث وخاصة بعد تحرير غوطة دمشق من الارهابيين, يجد ان هناك ازمات قد تم افتعالها ومنها ازدياد واضح في معدلات الفساد وارتفاع مفاجئ للاسعار وخاصة المواد الغذائية وعلى راسها اللحوم بكافة انواعها وسوء الخدمات في الكثير من المناطق ومؤخرا ازمة الطحين والازدحامات على الافران واخيرا ازمة مشروع مرسوم قانون الاوقاف.
لقد كان لقاء السيد وزير الاوقاف على قناة الاخبارية السورية غير واضح المعالم, فلم يستطع المشاهد ان يفهم مضمون اللقاء, حيث ان الاستاذ حسين الفياض الذي اجرى اللقاء مع السيد وزير الاوقاف, قد لا يكون قد اضطلع وتمحص في فقرات مشروع مرسوم الاوقاف, او انه خشي الخوض في تفاصيل هي من صميم تخوفات شريحة واسعة من المجتمع السوري, من مشروع مرسوم قانون الاوقاف, كما اني كنت اتوقع من السيد وزير الاوقاف الذي نحب ونحترم, ان يبادر هو بنفسه الى شرح بعض الفقرات والمواد في القانون, والتي اثارت مخاوف وحفيظة الناس, ولكن للاسف هذا لم يحدث. فهل كان اللقاء مجرد دعاية وترويج لمشروع مرسوم قانون الاوقاف رقم 16؟؟
امضيت كل الفترة السابقة نحو 10 ايام بقراءة مشروع مرسوم قانون الاوقاف قراءة تحليلية بالمقارنة مع قوانين الاوقاف السابقة, بالاضافة الى متابعة ردود الافعال للحقوقيين والمثقفين وعموم اطياف المجتمع السوري ولكني الان لست بصدد الخوض في تفاصيل مواد القانون بما له وما عليه, وانما اقدم بعض الملاحظات حول لقاء السيد وزير الاوقاف على قناة الاخبارية السورية.
1- قال السيد الوزير ان مواجهة الفكر التكفيري والوهابي والتشدد تعتبر من اهم اهداف مشروع مرسوم قانون الاوقاف, وانا اقول ان هذا كلام جميل لا غبار عليه, ولكن اتوجه بالسؤال الى السيد وزير الاوقاف بسؤال وهو ما هي الالية والطريقة التي ستواجهون بها الفكر التكفيري الوهابي الارهابي المتشدد وخلال اللقاء جميعنا لاحظما دفاع سيادتك ولو بشكل سريع عن المدعو محمد خير الشعال بحجة ان مقاطع الفيديو قديمة من عدة سنوات, والذي اطل علينا بفيديو اخر يشرح فيه ان عقوبة تارك الصلاة هي القتل واذا كانت عقوبة تارك الصلاة هي القتل, فيا ترى ما هي عقوبة المرتد عن الدين الاسلامي خاصة ان الله قال في القران (لا اكراه في الدين)؟؟ اليس هذا تكفيرا واضحا لشريحة كبيرة من المجتمع السوري غير الملتزمة باداء الصلاة فيا ترى كم يوجد بيننا على شاكلة الشعال حيث ان هذا الامر خطير جدا ويدخل في اطار التحريض ؟؟؟ ويحق لي انا اسال السيد وزير الاوقاف اين محاسبة الشعال وامثاله وسيادتك تتكلم عن الاسلام الوسطي المعتدل ومحاربة الفكر التكفيري ومنذ عدة سنوات؟؟؟
كم كنت اتمنى ومعي شريحة كبيرة من اطياف المجتمع السوري ان تقوم وزارة الاوقاف بالتعاون مع الاساتذة في كلية الشريعة بتطهير كل المناهج الشرعية من كل ما يدعو الى تكفير الاخر وقتله عملا بقول الله في القران (كل نفس بما كسبت رهينة) ونتمنى ان يكون سحب كتب المجرم ابن تيمية والوهابية من التداول في المساجد والمدارس الشرعية هو البداية ولكننا نسال ماذا عن كتب المجرم ابن تيمية الموجودة في المكتبات وايضا تلك التي تباع على الارصفة. ... 7 سنوات ونصف مرت من عمر الحرب الارهابية على سورية ولم يتم تطهير المناهج الشرعية من هذه الافكار التي تفرقنا ولا تجمعنا تحت سقف وطن واحد.
2- السيد وزير الاوقاف ومنذ عدة اشهر شارك بفعاليات المؤتمر الدولي الاسلامي, والذي عقد في الجزائر حول تدريس مادة التربية الاسلامية في المؤسسات الرسمية, وهنا اسأل هل جاء مرسوم الاوقاف ليلبي مقررات هذا المؤتمر؟؟
3- المجلس الفهي الاعلى يضم ممثلون عن الطوائف المسيحية والملاحظة هنا ان دور ممثلي الطوائف المسيحية ينحصر فقط عند مشاركة الامور المشتركة بين الاديان وتعزيز الوحدة الوطنية مما يعني ان تمثيلهم بالمجلس الفقهي الاعلى غير دائم وانما محصور فقط بنقطة محددة. نتمنى من السيد وزير الاوقاف ان يكون حضور ممثلي الطوائف المسيحية دائما في المجلس الفقهي الاعلى وليس محصورا ضمن نقطة محددة او اطار محدد.
4- منذ مدة تم الترويج للفريق الديني الشبابي على انه فريق تطوعي وفي لقائه المتلفز صرح السيد وزير الاوقاف ان الفريق الديني الشبابي هم موظفون في وزارة الاوقاف, فكيف تم ذلك ونتمنى ان من السيد وزير الاوقاف ان يصرح لنا عن عدد اعضاء الفريق الديني الشبابي في كل سورية وفي كل محافظة على حدى. وايضا لماذا لا يضم الفريق الديني الشبابي شباانا وشابات من الطوائف المسيحية خاصة ان المنبع الاساسي للاديان والرسالات السماوية هو الخالق, واعتقد ان هكذا خطوة تعزز الوحدة الوطنية.
5- اعتب كثيرا على السيد وزير الاوقاف الذي نحب ونحترم, انه وخلال لقائه قال ان اعداء الوطن لا يريدون لهذا الصك التشريعي ان يصبح قانونا نافذا..... وانا اقول للسيد وزير الاوقاف ان المعترضين على مشروع مرسوم قانون الاوقاف يمثلون شريحة لا يستهان بها من المجتمع السوري بينهم عسكريين واسر شهداء وجرحى ومثقفين وعلمانيين مدنيين معتدلين فهل اسر شهداء وجرحى الجيش والقوات الرديفة هم ونحن يا معالي الوزير اعداء للوطن؟؟؟؟
5- نتمنى من السيد وزير الاوقاف ان يخبرنا لمذا يتم الان طرح مشروع مرسوم قانون الاوقاف وفي هذا التوقيت بالذات حيث تشهد عدد من المدن السورية ومنها حماة وحلب انتشارا لعناصر دعوية اغلبها من النساء الداعيات تتبع تنظيم المجلس الدولي للعالم الاسلامي الممول من مملكة العدو الصهيوسعودي الذي يدين بالولاء للوهابية الاجرامية؟؟
6- هل يعلم السيد الوزير عن انتشار جماعة متشددة في حلب يطلق عليها اسم جماعة ابو انس والتي يراسها طالب عمره 18 سنة تقريبا وهو متشدد فكريا واصبح له مريدين تجاوز عددهم ال 200 شخص يحملون هذا الفكر المتشدد.؟؟؟
7- لماذا تم طرح مشروع مرسوم الاوقاف في هذا التوقيت والذي نحن فيه على عتبة التخلص من اخر معاقل الارهابيين في ادلب. هذا الطرح الذي تزامن مع تصريح رئيس نظام العدو التركي ان قوات الاحتلال التركي لن تخرج من سورية الا بعد اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة؟؟
وختاما اقول للسيد وزير الاوقاف انحن لسنا ضد الدين ولسنا ضد اي قانون ينظم عمل وزارة الاوقاف وغيرها من المؤسسات الرسمية, ولكننا ضد ان يتم حكمنا باسم الدين وان يتغول علينا الاسلام السياسي. اتمنى من السيد وزير الاوقاف الذي نحب ونحترم لكونه يمثل (الاسلام الوسطي المعتدل) ان يطلب من الحكومة ومن مجلس الشعب تاجيل البت والمداولة في مشروع مرسوم قانون الاوقاف الى ما بعد الانتهاء من تحرير ادلب من الارهابيين اولا, وطرح الدستور الجديد لسورية الحديثة الجديدة ثانيا, وذلك كي لا نعطي الفرصة لتيارات الاسلام السياسي باستغلال القانون ونمنع تغولها في الحياة السياسية والاجتماعية, وذلك لكونك يا سيادة وزير الاوقاف مشهود لك ولمجلس علماء بلاد الشام التصدى للتيارات الاسلامية السياسية المتمثلة بالخوان المجرمين والوهابية الاجرامية وتفرعاتها حسب ما صرحت به سيادتكم عبر وسائل خلال سنوات الحرب العجاف.
وفي هذه النقطة تحديدا استشهد بكلام الاعلامية كوثر البشراوي في لقائها على الفضائية السورية عام 2013 حول تجربتها مع حركات الاسلام السياسي حيث اوضحت ان تيارات الاسلام السياسي لا امان لهم.... الرجاء متابعة الفيديو المرفق
يتبع في تفنيد مختلف نقاط مشروع مرسوم قانون الاوقاف جملة جملة وكلمة كلمة.
للحديث بقية اذا كان في عمري بقية/ هبة قاسم