تقديم..... في هذا المقال يطرح الباحث محمد بوداي اشكالية العقل الجمعي الاسلامي عموما والعربي خصوصا, حيث قبل هذا العقل الجمعي والفردي بسيطرة رجال الدين عليه, ولو كانت افكار وقصص وحكايا وروايات رجال الدين تتناقض مع العلم والفلسفة والمنطق, من خلال مقارنة بسيطة بين شركة سامسونغ الكورية الشهيرة ووزارة الاوقاف السورية التي هي نموذج عن كل وزارات الاوقاف في العالم العربي والاسلامي.
ان ما يهمنا من نشر هذه المقالات هو تنوير المجتمع وتشجيع الناس على تحكيم واستخدام العقل والتحليل المنطقي لروايات من يسمون انفسهم رجال دين. فمن خلال العقل وحده والتحليل المنطقي, نستطيع ان نحرر عقولنا وافكارنا من السيطرة والتبعية العمياء لمن يسمون انفسهم رجال دين اسقطوا ميزان العقل من حساباتهم ..... ان الرب في القران كرم العقل ودعا الناس الى التفكير والتعقل والتدبر فتابعونا.... يقول الباحث محمد بوداي
عندما ترى تظاهرة يشارك فيها عشرات الالوف فاعلم ان هناك من دفع المال للكثيرين منهم، وعندما ترى تظاهرة يشارك فيها مئات الألوف فاعلم بانها تظاهرة حكومية لترديد بعض الشعارات، وعندما ترى تظاهرة بالملايين فاعلم انك امام قطيع من البشر يحركهم فكر ديني او سياسي موروث. وهنا يبرز دور المثقفين غير المأجورين لتحطيم الاصنام الفكرية بمعاول العقل.
الانبياء حطموا عددا من الاصنام المصنوعة من الحجر، واتباعهم خلقوا ملايين الاصنام من البشر. وعندما تسمح الدول في البعالم العربي والاسلامي لتلك الاصنام من رجال الدين بالسيطرة على عقول شبابنا، وعندما يتلقى شبابنا مايقدموه لهم على انها حقائق مطلقة اعتمادا على ثقتهم برجال الدين، تتعطل عندهم ملكة التحليل والتركيب العقلي لصالح الحفظ والتخزين النقلي وتتحول ادمغتهم الى اوعية ملساء لشحنها بالموروث على حساب المدروس. وبدلا من اكتشاف الحقيقة بالذات يتوارثونها عن الغير وبذلك، تخرج الحقيقة عن اطارها النسبي لتدخل في فلكها القدسي الذي لايتطور بالفكر ولا يتحلل بالحوار. هؤلاء الشيوخ يحولون شبابنا الى اصنام فكرية بحاجة الى ملايين الفؤوس الابراهيمية لتحطيمها وهذا يقودنا الى مقارنة بسيطة بين ما قدمته شركة سامسونج الكورية وزارة الاوقاف السورية
- في شركة سامسونج يعمل اكثر من 70 الف مهندس في قسم البحث والتطوير والابتكار بينما في وزارة الاوقاف السورية يعمل 75 الف داعية درسوا ويدرسون عقيدة المجرم ابن تيمية الذي كفر الجميع بل ويرممون قبره ايضا واضفاء القدسية عليه كصنم بشري.
- مهندسو شركة سامسونج قدموا للعالم 7300 براءة اختراع خدمت البشرية ككل بينما دعاة وزارة الاوقاف القوا خلال سنة فقط: مليون و650 الف خطبة جمعة ، وثلاثة ملايين و360 الف درس – بمعدل درس واحد في الاسبوع- وصلوا على النبي مليارين و555مليون مرة – بمعدل مائة مرة فقط يوميا- ماعدا التسبيح والحمد والشكر والابتهالات. وكل هذه الخدمات لدعاة وزارة الاوقاف لم يستفد المجتمع منها شيئا.
- شركة سامسونج انفقت 435 مليون دولار كمساعدات في مجال التعليم والصحة والمجتمع بينما وزارة الاوقاف تصرف المليارات لاعادة ترميم المساجد والناس يموتون من الجوع ويعانون من سوء الخدمات الصحية والتشرد والتهجير وغلاء المعيشة
سؤال للحكومة:
لماذا لانحول املاك وزارة الاوقاف الى وزارة جديدة نسميها "وزارة التطوير والابتكار" . ونتعاون مع خبراء من كوريا وماليزيا وروسيا والصين من اجل تبني العلماء والمخترعين السوريين وتاهيلهم لقيادة نهضة علمية ومعرفية وثقافية واقتصادية وصناعية ترتقي بسوريا لتتربع على عرش الحضارة الحديثة في العالم العربي والاسلامي.
كم اعجب من مجتمع يعيد شحذ السيف الذي ذبحه، ويقدس الاصنام الفكرية ويسير بكل جدية وراء من يسمون انفسهم رجال دين ويقدس الكثير من خرافاتهم التي تتعارض مع القران والعقل والفلسفة والمنطق...... فيا حسرتي على امة ضحكت من جهلها وتخلفها كل الامم تسعى وراء الوهم وتتخلى عن السعي وراء المعرفة وانتاج المعرفة.