ذكر الامام الشعراني عن الشيخ ابي الفضل الأحمدي ان سيدي علي الخواص لم يمت حتى صار يأخذ عن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا واسطة. اي، ان الرسول ياتي ويلقن علي الخواص الشريعة والاحكام الجديدة.
بمثل هذه الخديعة حولوا كل تخريفات الفقهاء الى جزء من الدين ونسبوها للنبي محمد الذي كان يزورهم لتزويدهم بتوجيهاته. ولا ادري لماذا كان النبي يزود علي الخواص بتوجيهاته ولم يزود علي ابن طالب او زوجته عائشة بتوجيهاته لمنع الاقتتال بينهما.
ويفتخر القطب الشعراني بأن بينه وبين رسول الله في التربية رجل واحد هو شيخه علي الخواص , ولقد ورث الخواص شيخه إبراهيم المتبولي وصار بعده قطبا راسخا في الولاية, ولقد كان من مظاهر هذا الارث ان ابراهيم المتبولي كان يقام له سماط كل سنة على سد يأجوج ومأجوج ويحضره جميع الاولياء من سائر اقطار الارض وهو بمثابة حفل تكريم يحتفل فيه الاقطاب به وتتلاقى انوار العارفين في هذا المشهد الروحي العظيم وتعم النفحات والبركات ارجاءالكون. وقد ظل هذا السماط يقام للقطب المتبولي حتى انتقل إلى جوار مولاه , فلما ورثه القطب الخواص
صار يقيم السماط الذي كان يقام لشيخه بل لقد زاد سماطه على سماط شيخه بان صار يحضره ارواح الشهداء والانبياء اضافة لجمع الاولياء اجمعين.
وقد قال علي الخواص: لا يصح خروج قول من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة أبدا عند أهل الكشف قاطبة، وكيف يصح خروجهم عن الشريعة مع اطلاعهم على مواد أقوالهم من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومع الكشف الصحيح ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤالهم عن كل شيء توقفوا فيه من الأدلة هل هذا من قولك يا رسول الله أم لا؟ يقظة ومشافهة بالشروط المعروفة بين أهل الكشف وكذلك كانوا يسئلونه عن كل شيء فهموه من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه في كتبهم.
ومما يؤيد ذلك أيضا ما أجمع عليه أهل الكشف من أن المجتهدين هم الذين ورثوا الأنبياء حقيقة في علوم الوحي فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم كذلك وارثه محفوظ من الخطأ.
فالفقهاء محفوظون من الخطأ حسب مايدعون لانهم يتلقون اوامرهم من النبي يقظة ومشافهة اي، النبي حي ويقول بزيارة الفقهاء لارشادهم الى الفتاوى والاحكام الفقهية الصحيحة ولكني لاادري لماذا لم يتفق الفقهاء على اي شيئ حتى الان.
ومن هؤلاء العلماء المحفوظين من الخطأ يطالعنا الإمام الشعراني الذي يقول: " لما اطلعني الله على عين الشريعة( لاحظ، ليس النبي الذي اطلعه على الشريعة بل، الله اطلعه ليس على الشريعة بل على عين الشريعة – ويقول حضرته: رأيت المذاهب كلها متصلة بها ورأيت جميع المذاهب التي درست. ورأيت أطول الأئمة جدولا الإمام أبا حنيفة ويليه الإمام مالك ويليه الإمام الشافعي ويليه الإمام أحمد بن حنبل. فالمذاهب قدر من الله، وعدد افرادها واسماء ائمتها ومجتهديها مقرر سلفا، واهل الكشف يقابلون الرسول عيانا ويسالونه ويناقشونه وياخذون عنه وبذلك، فقد توجب على المسلمين طاعة الائمة بدون سؤال او اعتراض.
حسنا، مثل هذه الطريقة لخداع الشعوب وارضاخهم كانت ناجحة قبل الف سنة ويمكن تبريرها لمن عاشوا بتلك الازمنة ولكن، استمرار هذا الاستهزاء بالعقل والمنطق واستحمار الناس حتى الان امر لايمكن تبريره باي شكل من الاشكال. فما العمل ايها الفقهاء؟ اما حان الوقت لتعترفوا بجزء من ذنوبكم امام الناس بدلا من تاجيلها ليوم القيامة؟ وقال ايضا إنه رأى بكشفه مراتب المذاهب الأربعة في الجنة حول مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبين على مراتب أزمانهم فأبو حنيفة أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالك بعده والشافعي بعد الإمام مالك وأحمد بعد الشافعي رضي الله عنهم فهذا يدل على أنه لو كان المجتهد المطلق له وجود في غيرهم لرأى من طريق الكشف كما رأى الأئمة الأربعة فلهذا اتفق أهل الظاهر والباطن من جميع الأمة على أن لا مجتهد سواهم.
امثال هؤلاء المزعبرون باسم الدين اوقفوا عجلة العقل في المجتمع الاسلامي وقضوا على كل امكانية للتطور بقتل او تشريد او سجن العلماء الحقيقيين. الامة الاسلامية لم تكن عاقرة عن انجاب المبدعين ولكن الجزارون باسم الله كانوا لهم بالمرصاد دوما.
على سبيل المثال:
هل سمعتم باسم العالم تقي الدين الشامي؟اظن ان 90% من القراء لم يسمعوا به. هذا المخترع المبتكر سبق عصر النهضة الايطالي ولو تسنى للمسلمين ان يستفيدوا من علومه لتغير وضع الامة الاسلامة كلها ولما كنا اجهل امة اخرجت للناس.
جاء في الموسوعة الحرة عنه مايلي:
تقي الدين محمد بن معروف الشامي (1526 دمشق، سوريا- 1585). كان مصنفاً عسكرياً عثمانياً وهو واحد من المسلمين العرب الذين أحاطوا بكل العلوم: كان عالماً، فلكياً ومنجماً، مهندساً ومخترعاً، وصانع ساعات الحائط والساعات اليدوية، رياضياً وفيزيائياً، خبيراً زراعياً وجنائنياً، طبيباً وصيدلياً، حاكماً مسلماً وحافظاً لمواقيت الصلاة في المسجد، فيلسوفاً مسلماً وصاحب علم الكلام، ومعلم مدرسة. كان مؤلفاً لأكثر من 90 كتاباً في شتى المواضيع المختلفة، والتي تشمل: علم الفلك، والتنجيم، وصناعة الساعات، والهندسة، والرياضيات، والميكانيكا، والبصريات، والفلسفة الطبيعية؛ وعلى الرغم من ذلك، فإن 24 كتاباً فقط قد نجت من بين هؤلاء الكتب. حظي بتقدير واسع بسبب شهرة سمعته التي عاصرت علماء عصره في الدولة العثمانية كأعظم عالم على وجه الأرض. وصفت إحدى كتبه: الطرق السامية في الآلات الروحانية سنة 1551م، وصفاً لأجزاء الأساسية الذي يتكون منها التوربين البخاري والمحرك البخاري، سابقاً بذلك أهم وأشهر اكتشاف للطاقة البخارية من قبل جيوفاني برانكا سنة 1629م. كان تقي الدين أيضاً معروفاً لاختراعه مضخة ذات ست أسطوانات (بالإنجليزية: Monobloc) سنة 1559م، واختراعه شتى الأنواع من الساعات الدقيقة (وتشمل أول ساعة منبهة ميكانيكية، وأول ساعة فلكية تسير بقوة الزنبرك، وأول ساعة يدوية تحسب الوقت بالدقائق، وأولى ساعات الحائط التي تحسب الوقت بالدقائق والثواني)، وذلك من سنة 1556م إلى 1580م، واختراع التلسكوب المبكر لبعض الوقت قبل سنة 1574م، وإنشائه لمرصد تقي الدين الإسطنبولي الفلكي في مدينة إسطنبول سنة 1577م، ونشاطه الفلكي هناك حتى سنة 1580م.
هل عرفتم من اين يبدأ التحرر من الاحتلال؟ انه يبدأ من التحرر من الاستحمار. فالفقهاء يستحمروننا ولا خلاص من الاستعمار قبل الخلاص من الاستحمار الديني.
ومازال وزير الاوقاف يفضل النقل على العقل.
ودق المهباش يا سويلم.