بداية نود التنويه ان هذا المقال يحوي مقالين مرتبطين ببعضهما فالجزء الاول كتبه الباحث محمد بوداي ويعرض فيه ما ورد في كتاب ابن خلدون عن تخاذل علماء الدين والقضاة لتسقط دمشق بيد تيمورلنك فقط ليحافظوا على مكتسباتهم ومناصهم اما في الجزء الثاني من المقال فيستعرض الكاتب سعيد شعيب كيف تلاعب المفسرون بايات القران حول الارض التي اورثها الرب لبني اسرائيل
عندما ارسل الله تيمورلنك لتدمير دمشق
تقول كتب التاريخ: وحار أهل دمشق فيما يفعلونه، فالعلماء والقضاة أرادوا تسليم المدينة إذ لا قبل لهم بالوقوف أمام تيمورلنك وجيشه، أما نائب القلعة فلم يقبل بذلك، وخرج أخيراً القاضي الحنبلي ومعه جماعة من الفقهاء إلى تيمورلنك فحصلوا منه على الأمان، على أن تسلم المدينة ويسمح لنائبه بدخولها.والظاهر أن بعض من في دمشق عاد فضلع مع الوالي، فحدث هرج في المدينة حول تسليمها، وهنا نترك لابن خلدون التحدث عما حدث بعد ذلك.
فوصفه واضح، وروايته صريحة، قال: (وبلغني الخبر من جوف الليل، فخشيت البادرة على نفسي، وبكرت سحراً إلى جماعة القضاة عند الباب، وطلبت الخروج أو التدلي من السور، فأبوا علي أولاً، ثم أصخوا لي، ودلوني من السور، فوجدت بطانة تيمور عند الباب.. فحييتهم وحيوني، وقدموا لي مركوباً، أوصلني إليه، فلما وقفت بالباب خرج الاذن فاستدعاني، ودخلت عليه بخيمة جلوسه متكئاً على مرفقه، فلما دخلت عليه فاتحته بالسلام وأوميت إيماءة الخضوع، فرفع رأسه ومد يده إلي فقبلتها، وأشار بالجلوس فجلست حيث انتهيت، ثم استدعى من بطانته الفقيه عبدالجبار بن النعمان، من فقهاء الحنفية بخوارزم، فأقعده يترجم بيننا.
وبينما انا عند تيمورلنك جاء الخبر بفتح المدينة، وخروج القضاة على غير ما زعموا من الطاعة للفاتح، وكان تيمورلنك معاباً بداء ركبته يمنعه من المشي مسافة طويلة، فرفع إلى فرسه، ومضى نحو دمشق، وجلس عند باب الجابية حيث دخل إليه القضاة وأعيان البلد، فأقر كلاً منهم في منصبه وأنعم عليهم، بينما استعصى نائب القلعة فيها، فسلط تيمورلنك عليها المجانيق والنفوط، وضاق الحصار بأهلها فطلبوا الأمان فأمنهم، غير أنه أخلف وعده فخرب القلع وطمس معالمها واحتجز السكان.
ويصف ابن خلدون ما فعله تيمورلنك بالمدينة وأهلها فيقول: ثم أطلق أيدي النهابة على بيوت المدينة، فاستوعبوا أناسيها وأمتعتها وأضرموا النار فيما بقي من سقط الأقمشة، فاتصلت النار بحيطان الدور المدعمة بالخشب، فلم تزل تتوقد إلى أن اتصلت بالجامع الأعظم، وارتفعت إلى سقفه، فسال رصاصه وتهدمت سقفه وحوائطه، وكان أمراً بالغاً مبالغة في الشناعة والقبح.
كالعادة، فان رجال الدين الذين يؤلبون المسلمين على بعضهم ليل نهار ويفتون بقتل بعضهم لم يعلنوا الجهاد ضد تيمورلنك بل بايعوه ورضخوا له مقابل تثبيتهم في اماكنهم والحفاظ على ممتكاتهم اما بقية الشعب فقد فعل بها تيمورلنك مافعل ولاداعي لاعادة ذكره. واخترع رجال الدين قصة تصور غزو تيمورلنك لدمشق وتدميرها على انه كان بامر من الله. تقول قصة رجال الدين:
ان اهل الشام عندما رأوا جيوش تيمورلنك، خرجوا بتظاهرات تستنجد بالشيخ رسلان ليقوم من قبره ويرد جيوش تيمورلنك. ويقال ان الشيخ رسلان قام من قبره وخرج لمقاتلة الغزاة فرأى الخضر عليه السلام وهو يمسك بلجام حصان تيمورلنك بهيئة جندي، فقال له الشيخ رسلان: اراك معه؟ فاجاب الخضر: وربك معه. فعلم الشيخ رسلان ان الله هو الذي ارسل تيمور ليعاقب اهل الشام على ذنوبهم فعاد الى قبره وغطى نفسه وتابع موته. وفعل تيمورلنك بدمشق ما فعل ومن ضمنها اغتصاب كل نساء دمشق وقتل رجالها وسبي اطفالها ثم احراقها وذلك تحت سمع وبصر رجال الدين الذين لم يتجرأ واحد منهم على الاعتراض.
ومازال تيمورلنك يدمر بلادنا، ومازال الشيوخ يخترعون القصص الخرافية لتبرير العدوان على بلادنا.
كل من غزا بلادنا ابتداء بالمغول ثم بتيمورلنك وبعده المماليك ثم العثمانيين ثم الانكليز ثم الفرنسيين ثم الامريكيين حصلوا على الدعم والتاييد من رجال الدين والتاريخ امامكم لتتأكدوا من صحة كلامي.
ودق المهباش يا سويلم
اما عن الفتاوى والتفاسير الخاصة بالقد وارض الميعاد فنذكر المقال التالي للكاتب المصري سعيد شعيب
إنّي مُسلم وكمان معتز بديني جدًا أدافع عن حقّ الفلسطينيّين طبعاً وحقّ أي مظلوم. ومن يرغب بالرد فمن الافضل له ان يرد على آيات القرآن وكبار المفسِّرين، الذين يدعون ويقولون ان القرآن الكريم يقول ان هناك أرض مقدَّسة ربنا عزَّ وجلَّ ورّثها لليهود. وهذا موجود في أكتر من آية. وعلماء كبار مسلمين كبار مثل الطّبري والقرطبي وغيرهم يقولون أن الأرض المقدّسة هي من النّيل للفرات وليس هذا فقط، بل يقولون ان الله جلَّ علاه عاقب اليهود (يهود وقتها طبعًا) بالتوهان أربعين سنة في صحراء سيناء، لأنّهم رفضوا دخول الأرض اللي كتبها لهم لانهم كانوا خايفين من سُكّانها الأصليّين.
القرآن لم يذكر مدينة القدس (ايلياء) ولا فلسطين نهائياً، رغم أنّه ذكر -بكل التقديس- مُدن اخرى مثل مكّة الّتي اتولد فيها سيدنا رسول الله (ص)، وفيها البيت الحرام اللي بناه سيدنا ابراهيم، ونشد الرّحال ونحج له (ربنا يوعدنا جميعا). مثل قول الله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (الشّوري 7). وقوله: وَالّتينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (الّتين من 1 الي 3).
المقصود هنا بالبلد الأمين طبعاً مدينة مكة، ووصفها القرآن بأم القرى، يعني أم المُدن وأقدسها. كمان القرآن الكريم ذكر مدينة يثرب،وهي المدينة الّتي هاجر إليها سيدنا النّبي (ص) بعد ان آذوه جبابرة مكة، حسب ما ورد في كتب السّيرة. وفيها قبر النبي محمد ومسجده. ويثرب وردت في القرآن مرّتين، الأولى باسم يثرب، والتانية باسم المدينة، وهو الاسم اللي اختاره ليها سيدنا النّبي. يقول الله: "وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ" (سورة الأحزاب آية 13). وقال الله: "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ" التوبة /120
هناك مُدن أخرى ذكرها القرآن مثل بابل ومدينة ارم ذات العماد، وذكر مصر طبعًا. لكنه لم يذكر أبداً القدس أو اسم فلسطين. غريب أن مدينة بكل القداسة اللي بيتكلم عنها الفقهاء والمفسرون ولا يذكرها القران؟ أعتقد انه امر غريب فعلا؟؟؟!!!
نضيف ايضا إن القرآن الكريم،وحسب زعم مفسّرين وعلماء كبار، لم يكتفي بإن القدس وفلسطين يهوديّة، لكن أضاف هؤلاء المفسرين والعلماء عليهما الأرض من النّيل في مصر إلى الفرات في العراق.
هنا بعض الآيات وتفسير علماء كبار من مختلف المذاهب
*قال الله: وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الّتي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا على أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا موسى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حتى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (المائدة 20 الي 22)
نجد هنا أوّلاً أن الله فضّل اليهود على باقي البشر، ونجد ثانياً أمر إلهي لليهود بأنّهم يدخلوا الأرض المقدّسة الّتي كتبها ليهم، ولما رفضوا لأنّهم كانوا خائفين من سكانها الأصليّين (قومًا جبّارين)، هدّدهم بأن يكونوا من الخاسرين.
ويكمل القرآن الكريم: قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربّك فقاتلا إّنا هاهنا قاعدون (المائدة 24) وقَالَ: "فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" (المائدة 26).
وبسبب إصرار اليهود على عدم محاربة السّكان الأصليّين قرّر ربنا عقابهم بأنّهم يتوهوا في صحراء سيناء 40 سنة. ونلاحظ هنا ان الآيات لا تحتاج الى تأويل، فهي واضحة. ونجد ان هذه الآيات تتفق مع الرّؤية التوراتية.
ما هي الأرض المقدّسة اللي ذكرها القرآن الكريم؟
الطّبري -وهوه من كبار العلماء والمفسّرين المسلمين يقول: "لن تخرج من أن تكون من الأرض الّتي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسّير والعلماء بالأخبار على ذلك (1). نلاحظ هنا ان الطّبري يقول إجماع بين العلماء على مكان الأرض المقدّسة، يعني الأمر محسوم وهي حسب تفسير الطبري لا تضم القدس وفلسطين، لكن أيضا جزء كبير من مصر وجزء كبير من العراق، ومعاهم كل سوريا ولبنان والأردن.
اما الطّبرسي فيقول: "وهي بيت المقدس عن ابن عباس والسّدي وابن زيد وقيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، عن الزجاج والفراء هي الشّام، عن قتادة وقيل هي أرض الطّور وما حوله" (2).
ما معنى أن ربنا يقول: كتب الله لكم؟
يرد الطّبرسي: أي كتب في اللوح المحفوظ أنّها لكم وقيل معناه وهب الله لكم "اللوح المحفوظ في العقيدة الإسلاميّة هو أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل ما يخلقهم" (3) ويؤول القرطبي: "فرض دخولها عليكم ووعدكم دخولها وسكناها لكم". (4) وبيؤول ابن كثير (من كبار المفسّرين المسلمين): "الّتي وعدكموها الله على لسان أبيكم إسرائيل: أنّه وراثة من آمن منكم" (5) * قال الله: فأخرجناهم من جنّات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل (الشّعراء 57 الى 59) يعني ربّنا اخرج اليهود من أرض اللي فيها الخير كله، وهي اللي أورثها ليهم.
الألوسي يفسّر ويقول: وأورثناها بني إسرائيل - أي ملكناها لهم تمليك الإرث. (6) ويؤول البغوي (من كبار المفسّرين): يقول أن الله تعالى رد بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن.(7) ويأول الطّبرسي: وذلك إن الله سبحانه ردّ بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه وأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والعقار والمساكن والدّيار. (8) وحيث انه لا يوجد اي دليل تاريخي مادي على عودة بني اسرائيل الى مصر، لكن هؤلاء المفسّرين وغيرهم يقولون ان ربّنا أورثهم مصر بخيراتها، أورثهم مصر كلّها فما معنى هذا الكلام؟
معناه ان القرآن الكريم وعلماء كبار بيؤكّدوا ان القدس وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان وجزء كبير من مصر ربنا اعطاها لليهود. وحيث انه من المعروف ان سيدنا النّبي (ص) دخل في صراع سياسي مُسلَّح وغير مُسلَّح مع اليهود في ذلك الوقت، والقرآن طبعاً كان ضدّهم ووصفهم "القردة والخنازير". (9) وايضا يحرّفوا كلام ربنا وقرّر ان يعاقبهم: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلًا فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكسبون" (البقرة آية 79) (10)
ومع ذلك فإنّ الله جل علاه في القرآن الكريم لم يعاقب بني اسرائيل ولم يسحب منهم الأرض المقدّسة التي لم يذكر القران مكانها واسمها.
ماذا تقول الاسانيد التي يتمسك الإسلاميّون ومعاهم ناس كتير:
ذكر في الأسانيد إن سيدنا النّبي (ص) صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى. الحجة الثانية أنّها أولى القبلتيْن.فلو كان ربّنا جلَّ علاه شايف ان الحُجج هذه تجعل الأرض ملكا للمسلمين لوحدهم،فما كان للرب ان يعطيها لليهود أو كان ربنا قد سحبها منهم بعد ان حصل ما حصل بينهم وبين سيدنا النّبي. وحيث ان القرآن هو الأساس ولا يستطيع احد ان يغير كلام ربنا فيه بأي حديث اخر حتى لو كان الحديث منسوب لسيدنا النّبي (ص).
لكي نعرف الحقيقة لا نستطيع أنا أو غيري نغيّر في القرآن كي نقول كلام يعجب أحدا وهنا علينا ان نعترف ان لدينا مشكلة تكمن في تفسير النصوص القرانية طبعاً لأنّنا كمسلمين ننجر الى معركة خاسرة. والإسلاميّون وكتير معهم من مؤسسّات دينية ودول وحكام وغيرهم وغيرهم جرّوا وراءهم ملايين من المسلمين واوقعونا في ورطه كبيرة. هتف النّاس الطّيبين وراهم "إسلاميّة إسلاميّة"، وتبين انها وحسب كتب التفاسير المجمع عليها بانها (القدس وفلسطين) ليست إسلاميّة. وإذا حصل وقرّر العدو الاسرائيلي أن يحتكم إلى النّصوص المقدّسة في التوراة والكتاب المقدّس والقرآن الكريم، ولجأ الى الامم المتحدة فان العدو الاسرائيلي سيكسب المعركة بسبب تلاعب الفقهاء والمفسرين بتفسير الايات والنصوص القرانية (وهذا ما عرف باسم الاسرائيليات في الاسلام)
يهل نستطيع القول ان القدس وفلسطين قد ضاعت؟؟
طبعا لا ولكن يجب ان نعرف ان طريقتنا في حل المشكلة على الطريقة الاسلامية فاشلة، ونحتاج الى التفكير بطريقة اخرى هذا أولاً .. وثانياً أن الأوطان في زمننا لا يمكن ان يتم بناؤها على أساس ديني.وبات معروفا ان العالم كله مسلمين ومسيحيّين، وغيرهم وغيرهم، دخلوا حروب دينيّة، وسال دم ملايين البشر، لأن كل واحداعتقد إنّه لوحده وكيل ربّنا على الأرض، دينه أعظم وأصدق دين، وطبعا يموت شهيدا لاجله ويدخل الجنّة. وهذا ما ليس له حل، الحروب والصّراعات الدّينيّة لا يمكن فيها الوصول إلى أمور مشتركة، لأن كل طرف يرغب بالقضاء على التاني نهائياً أو يجعله يخضع ليه بالكامل. مما يعني اننا لن نستطيع ان نقنع بعضنا البعض، ولن يمكن لنا ان نتفق.
وصل الإنسان إلى إنه يجب ان يبتعد عن الصّراعات الدّينيّة. ولأن أي وطن في الدّنيا فيه ديانات وعقائد مختلفة عن بعضها، وفي ناس ليس لها عقائد أو دين، الحل إن الوطن يؤسّس على أساس المواطنة مما يعني ان كل الذين يعيشون على أرض الوطن، كل فرد حر بعقيدته. وأنهم بالنّسبة للدولة كلهم مواطنين؛ ليهم نفس الحقوق والواجبات، يعني دوله علمانيّة.
اياكم ان تصدقوا ان العلمانيّة كُفر وكل الكلام الذي يقوله الإسلاميّون. العلمانيّة ليست دين ولن تكون ضد أي دين. العلمانيّة طريقة في إدارة الدّولة، معناها ان المواطنين في اية دولة هم سواسية لهم حقوق وعليهم واجبات ولا يمكن ان تنحاز لأصحاب دين ضد دين اخر ويتم فيها تطبيق قوانين مدنية. ما يعني ان نحيا مع بعض بسلام وعلى علم انّنا مختلفين، ويجب على كل مواطن فينا ان يكون حُرّ ويُقدّس حريّة غيره
إما علاقة هذا الكلام بفلسطين والقدس؟
هذا هو الأساس. الاساس في استعادة فلسطين والقدس يجب ان لايكون على ديني وانما على اساس ان فلسطين والقدس وطن مسلوب من شعب متعدد المعتقدات اي اننا يجب ان نناضل لاستعادة فلسطين والقدس على اساس ومبدأ الوطن وليس على اساس"إسلاميّة إسلاميّة" اللي ضيّعت حقوق الفلسطينيّين. ومعنى ذلك انّنا نحتاج الى اعادة التفكير في ان الصّراع بيننا وبين العدو الاسرائيلييجب ان لا يبقى يبقى صراع دينيا (لاننا سنخسر هذا الصراع بسبب تفاسير الفقهاء والمفسرين لايات القران الكريم)، وليس "صراع وجود لا حدود" مما يعني ان الصراع هو صراع سياسي، صراع على حقوق شعب مظلوم، من حقّه أن يستعيد ارضه ويطرد المحتل الاسرائيلي ليعيش كمواطن حُر في بلد حُر. المواطن الفلسطيني ليس مسلما فقط بل يوجد في فلسطين فلسطينيّين مسيحيّين وغير مسيحيّين، من حقّهم يعيشوا أحرار في بلد حُر. يعني صراع على حقوق بشر. وهذا ما فعله مثلاً نيلسون مانديلا اللي حرّر بلده جنوب أفريقيا من العنصريّة.
-------------------------------------------------------------------------------
ختاما نقول انه علينا اعادة النظر في تفاسير نصوص القران واعادة النظر بالاحاديث وتنقيتها واعادة صياغة كتب التراث الديني من اجل ترسيخ نصر جيشنا الباسل على الارهاب وتكريس مفهوم علمانية الدولة ومدنيتها وترسيخ حقوق المواطنة وان جميع المواطنون سواسية امام الدولة. تكفينا 7 سنين من الحرب في سوريا سببها موروث ديني وكتب واحاديث وتفاسير لم يات بها القران ولم تاتي على لسان محمد نبي الرحمة الذي كانت رسالته متممة لرسالة عيسى المسيح نبي المحبة والسلام......