انتصرت إرادة الشعب السوري, وقرر مواصلة مسيرته الحضارية في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين وفلولهم من عصابات الجريمة المنظمة، و هو على وشك الشروع ببناء دولته العصرية بعد أن دمرها أعداءه.
فها هي الغوظه تعود لنا, وتفتح كل الطرق المغلقة، وأولها تلك الممسكة بعنق الوطن والساعية الى ذبحه في حروب الآخرين على أرضه، وحروب الموتورين الطائفيين على اقتسام السلطة والاستئثار بها، غدراً بإرادة الشعب. بقى ضرورياً التنبه الى ان المهزومين لن يتركوا بنادقهم كلها، وسوف يظل هناك من يحاول اللجوء الى سياسة التسميم الفكري والاعلامي والسياسي. ولكن الأمل يظل أيضاً كبيراً بالرئيس االمقاوم بشار الاسد (أمير القلوب والياسمين) كرئيس لدولة تبنى على قيم هذا الرجل ونقاء سريرته وسيرته وحكمته، وعلى طهارة سجله االصلب في مواجهة العدو الاسرائيلي والامريكي والارهبيين، وعلى حكمته العالية في حمل المسؤولية تجاه الأحداث الدامية.
إن أمام سوريا فرصة تاريخية لإعادة بناء ما تهدم بالعدوان الارهابي, وما دمرته الدعاوى الأجنبية في صدور السوريين من قواعد بناء الوطن ومقومات وجوده واستمراره. وعلى كل سوري ان يحمل اليوم وردة تهدى الى كل من اختار طريق سلامة الوطن. وتهدى الى أرواح شهدائه الذين دفعوا حياتهم ثمناً لحياة سوريا الحرة, وتهدى الى المستقبل الذي نحلم به عنواناً جديدا، الوطن القوي القادر على صيانة دستوره وصون ترابه من غدر الطامعين ومن رواسب الخائفين والخانعين.
وأخيراً.. ها هو صنين يشمخ بتاجه الأبيض، وها هي دمشق تستعيد الصولجان الذي أراد بعض الأغرار تجريدها من جوهرته الكبرى، لتعود دمشق لكل سوري ولكل عاشق عربي لها يعرف أن في روحها روحه, وإن فوق أرصفتها يختبئ التاريخ, وعلى رمال شواطئها الخلابه يختزن الماضي والمستقبل. لقد عادت دمشق الى سوريا, وعادت الغوطة الى شعبها السوري, وعاد شعبها الى أصالته العربية التي حاولوا طعنها بالمذهبية والطائفية المتجددة سموماً وطاعة للارادات الأجنبية.
وبهذه المناسبة التاريخية السعيدة، أهنئ السيد الرئيس بشار الاسد و الجيش السوري على هذا الانتصار العظيم, أهنئهم شعبا وجيشا وقادة أمنيين والشرفاء من السياسيين، وجميع الخيرين النبلاء من أصدقاء شعبنا بهذا النصر العظيم.
بعد كل الكوارث التي مرت على سوريا بسبب هؤلاء المتطرفين من حملة الافكار الارهابية الشمولية المدمرة، بدأ السيد الرئيس وقادته ينتبهون إلى اللعبة القذرة التي تريد بسوريا شراً، والمخاطر المميتة التي تحيق بها، والساعية لجعلها ساحة للحروب الأهلية الطاحنة كما حصل في الصومال والعراق, ولكن بفضل حكمة الرئيس تعامل مع هذه النكبات بكل صبر وحكمة لانه يعرف ان الحرب لا تجلب لنا سوى الدمار الشامل.
عاد السلام إلى دمشق, عاد السلام الى عاصمه الياسمين بفضل أسد سوريا و رجاله, لأن العقل انتصر على الجنون، ولأن حقيقة انتماء سوريا إلى محيطها الطبيعي انتصرت على كل محاولات إلحاقها بمراكب المهاجرين خلف الأصوات المرتهنة، وبعيداً عن مواكب المتاجرة بسوريا: شعباً وارضاً وإرادة. لقد انتصرت سوريا على كل أعدائها في الداخل والخارج، وها هي بفضل حكمة الرئيس الاسد وجهود جنوده البواسل، وبفضل تحكيم العقل السوري وشعبه تدخل في حقبة السلام الأهلي الطارد لمحاولات إغراقه في مستنقع العبودية المزين باستقلالية زائفة، وبسيادية لفظية تخفي وراءها الانسياق في المخططات المدمرة لسوريا وعروبتها ومستقبلها. لقد عاد السوريون الى اصالتهم التي جعلت من أرضهم ساحة كبرياء, ومن فكرهم نطاق ضمان للحرية ومن حريتهم راية عالية لا تنكسر حريتهم التي حققها لهم السيد الرئيس بشار الاسد والجيش الباسل.
عندما بدأت مناجيق هولاكو والارهابيين تدق في أرض سوريا دون اكتراث بالقيم الإنسانية و الأخلاقية ظنا منهم إنما هي إلا ساعات وينتهي كل شي ويصبح كل شئ بيدهم. إلا أنه ورغم الإبادة والتدمير والتقتيل لم يجنوا إلا الصمود والتحدي من قبل الشعب السوري, هنا تبين لي أن هؤلاء الأوغاد واللصوص الذين تزندقوا في المدرسة الساركوزية والترمبية لم يدركوا أن سوريا تقرأ من وجهتين, فيما قراءتهم لها من جهة واحدة وهذا دليل على غبائهم، ناسين و متناسين أن سوريا هي تلك الصخرة التي تهشمت عليها أعتى قوى الشر والجبروت، فجوبهوا بالصمود والتضحية والتماسك والثبات والتحدي الذي أدهش العالم وأربك حسابات الغرب المتوحش المتعفن الذي راهن على مدى صمود الشعب السوري, ومدى تمسكه بثوابته الوطنية والتاريخية, لتمرير مشروعه اللئيم عبر تهميش الحس الوطني وتفتيت لحمة الشعب، إلا أن إرادة الشعب السوري وجيشه الباسل كانت أقوى من ذلك، فتجندت حرائر سوريا إلى جانب الرجال وكوّنوا طوقا فولاذيا بعثر أوراق العدو الغاشم, فتقوّت عزيمة الجندي السوري، وارتفعت درجة مقاومته واختار الشعب التحدي, فأضحت سوريا شامخة برمزها وصامدة بشعبها ورئيسها بشار الاسد, وباتت لغة التحدى قصيدة يتغنى بها جميع أطياف المجتمع السوري, جاعلا من صموده والتفافه حول رئيسه شعاراً ونبراساً, ووجّه إرادته ضد الامبريالية الجانحة إلى الغطرسة والإستهانة بالشعوب المستضعفة وكسر الإغترار الأمريكي المتعملق الذي أفرغ الميدان القانوني والشرعي من المعايير الإنسانية من خلال تحويل القانون الدولي إلى وعاء شرعي لمحتوى غير شرعي لاغتصاب مجد وعزة وكرامة الشعب السوري العظيم التي تعتبر أعز ما يملك، وهو في عمقه وتجلياته دفاع عن كرامة الوجود من أجل الوجود تجسيدا لمقولة المناضل المجاهد الحق عمر المختار "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت".