ثلاث قصص في الأخبار هذه الأيام تستحق التوقف عندها والتأمل طويلاً:
الأولى هي اعترافات رأس الأفعى القطري حمد بن جاسم...
فبعد أن داست بساطير أبطال الجيش السوري وحلفائه على رؤوس مرتزقته ومسحت أرض سوريا بكرامته، خرج علينا مدمر الأوطان وأصل البلاء في مقابلته التلفزيونية الأخيرة مع الإعلامي الأمريكي تشارلي روز ليعترف بكل صلافة ووقاحة وانعدام للضمير بأنهم (قطر والولايات المتحدة والسعودية) أخطأووا في دعمهم للجماعات المسلحة في سوريا...
لا والله يا شيخ جد بتحكي
ومن تعتقد نفسك أصلاً لتعترف بجريمة ذبح الشعب السوري وتدمير وطنه على يد فصائل تنظيم القاعدة لست سنوات متواصلة بواسطة مليارات عائلتك بهذه البساطة، وكأنك تتحدث عن خطأ الإكثار من ملح الطعام في طبخة كبسة؟؟
هل تظن أن الشعب السوري والقيادة السورية سوف ينسون دماء أحبائهم ويغفرون لك ولدولتك ولعائلتك جريمتكم لمجرد أنك اضطررت للإعتراف بها اضطراراً، مرغماً لا بطلاً، بعد أن انقلب عليكم حلفاء الأمس، وبعد أن بات حكم آل ثاني بأكمله على كف عفريت؟؟
القصة الثانية هي المقابلة المذهلة التي أجرتها جريدة الشرق الأوسط السعودية مع السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، والتي أعلن فيها أن بشار الأسد وحلفاؤه قد انتصروا في الحرب، وأن بشار باقٍ في الحكم وسيستعيد السيادة على كامل الأراضي السورية...
الدلالة في نشر هذه الصحيفة بالذات بصفتها المعروفة لهذه المقابلة بكل حذافيرها لا تكمن فقط في مضمون المقابلة نفسها مع السفير الذي اشتهر بزيارته لحماة في أوائل الأحداث في 2011، وإنما في الجهة التي أجرتها معه ونشرتها دون حذف أو تحوير، مما يشكل تمهيداً أقرب ما يكون إلى الإعلان الرسمي بانتهاء الحرب على سوريا...
أما القصة الثالثة والأخيرة، فهي عن تقرير صحيفة الوول ستريت جورنال قبل يومين حول الدعم الإسرائيلي المباشر لـ"الثوار" في سوريا...
فقد أفردت الصحيفة المرموقة في عالم السياسة والمال في الولايات المتحدة تحقيقاً استقصائياً نقلته أيضاً صحيفة هآرتس، كشف أنه علاوة على معالجة جرحى "الثوار" في مشافيها، وهو الأمر الذي بات مفضوحاً منذ سنوات، فإن إسرائيل كانت تقدم أيضاً دعما مادياً ورواتب شهرية وسلاح وذخيرة وعتاد لهؤلاء المرتزقة، وأجرت الصحيفة مقابلة مع المتحدث باسم كتيبة "فرسان الجولان" المدعو معتصم الجولاني قال فيها أن: "إسرائيل وقفت بجانبنا بطريقة بطولية... لولا دعم إسرائيل لنا لما تمكنا من البقاء على قيد الحياة"
بعد أن تقرأ هذا التقرير الفاضح عن خيانة الوطن والعمالة للمحتل الصهيوني من قبل هذه الوحوش التكفيرية الوهابية، لا تملك إلا أن تبصق على هذه الثورة وعلى من جاء بها، وتقول ما كنا نقوله لست سنوات:
بورِكَت يا بشار الاسد...بورك الجيش السوري و بورك محور المقاومة وحلفاء سوريا كل شخص شريف وقف مع سوريا