يصرخ الغرب و امريكا خاصه بأن في حلب كارثة إنسانية والمدينة مدمرة. ولكن في الواقع تحاصر قوات الحكومة السورية الجزء الشرقي من حلب الواقع تحت سيطرة الارهابيين. التقدم بطيء بسبب وجود مدنيين في هذا الجزء، لذلك قررت موسكو ودمشق فتح ممرات إنسانية ليتمكن الراغبون من المدنيين والمسلحين مغادرته. الهدف من هذا هو منع وقوع ضحايا كثر، وليرى الغرب بأن تسوية المسألة ممكنة عن طريق الحوار ، كما أُقترح على الغرب والمملكة السعودية وقطر وتركيا، وكل من يدعم المسلحين، اقناع الموالين لهم بالخروج من المدينة ولكن هذا لم يحصل، ولم يحركوا ساكنا وبان فشل واشنطن في فصل المعارضة عن الارهابيين.
ان أهمية تحقيق الانتصار في حلب للحكومة السورية الشرعية يعني الانتصار في الحرب، حيث سيصبح من السهولة بعد ذلك القضاء على الارهابيين الباقين. أما بشأن إدلب التي سيلجأ اليها الارهابيون، فقد أعلن الرئيس بشار الأسد بأن المسألة سيتم تسويتها سياسيا وليس عسكريا. ان تحرير حلب سيكون من جانب ورقة رابحة في المفاوضات، ومن جانب آخر يحرم الارهابيين من نقطة ارتكاز مهمة. أما الرقة فإن مصيرها بعد تحرير الموصل سيكون مماثلا. تتعلق هذه الأمور بمستوى التنسيق بين الولايات المتحدة والأكراد والتركمان، وكذلك بين سوريا وروسيا لأن الجميع سيتوجهون نحو الرقة، ولكن انطلاقا من مصالح مختلفة، أما تحرير الموصل فهو عملية دعائية للإدارة الأمريكية، حيث أن تحرير المدينة مهم جدا خلال هذا الأسبوع، ليرى العالم انتصارها(الإدارة) في الحرب على الارهاب.
وحول سؤال عن هدف كل من التحالفين بعد نجاح عمليتي تحرير الموصل وحلب، يقول الخبير كونوفالوف: من المهم لروسيا القضاء على الارهابيين. أما الولايات المتحدة فمن المهم بالنسبة لها اثبات قدراتها العسكرية في محاربة الارهاب بمنطقة الشرق الأوسط، وإذا تحدثنا عن سوريا فإن الهدف لم يتغير، الولايات المتحدة تريد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد المحاط بقوى مستعدة لمحاربة الارهاب الدولي ولكن من دونه ينهار الأمن في منطقة الشرق الأوسط، وهذا سيشكل ضربة سريعة لروسيا سيظهر الارهابيون عندنا بأعداد كبيرة المهم بالنسبة للولايات المتحدة الاطاحة بالأسد ومن ثم “نرى ماذا سيحصل”. أما روسيا فتنظر إلى هذا بمسؤولية أكبر، وتؤكد على أنه يجب أولا القضاء على العدو في سوريا، ومن ثم اجراء انتخابات لتحديد الرئيس الجديد لسوريا.
روسيا ليست لاعبا مباشرا على الساحة العراقية، ولكن رغم ذلك هي التي انقذت بغداد من السقوط بيد “داعش” بتسليمها الطائرات وغيرها من المعدات العسكرية لحكومة بغداد. أما الولايات المتحدة التي تعلن باستمرار بانها حليفة لبغداد فإنها لم تسلم طائرات “اف – 16” التي اشتراها العراق إلى بغداد حتى عندما كانت بغداد على وشك السقوط.