بينما أدلة كثيرة وتجارب سابقة في التعامل مع الأمريكي على مر سنوات طويلة تجعل القيادات الوطنية في البلدان الرافضة للهيمنة الأمريكية لا تثق بالأمريكي أو بلغته الخطابية أو بمساعيه سواء العسكرية منها او السياسية بشأن اية تسويات أو مفاوضات أو مبادرات - فالأمريكي يفعل دوما غير ما يقول .. يرفع الشعارات وينفذ في الواقع نقيضها - فان قيامنا بنشر - نتائج دراسات مركز الأبحاث العسكري الاستراتيجي الأمريكي مترجمة - الذي يحتل الصدارة الآن في واشنطن (مركز الأمن الأمريكي الجديد CNAS ) و يجد الأذن الصاغية لدى الادارة الأمريكية الحالية وسيظل بتوصياته الحالية المستقبلية دليل عمل للادارة الأمريكية المقبلة عسكريا وسياسيا: وبالتالي فان اطلاع أخوتنا القراء في موقعنا المتواضع آرام بريس على أحدث دراساته فيما يخص الخطط الأمريكية في سورية والعراق والجوار ( وهي نشرت في واشنطن في حزيران 2016) سيكشف بالوثائق للقارئ وللقائد العسكري وللمخطط الاستراتيجي في دول محور المقاومة حقيقة المخطط المرسوم أمريكيا للمنطقة وهو مقلق للغاية وصادم أيضا لمن فاتته الحلقات الثلاثة الأولى سنضع روابط تلك الحلقات ..
الأولى : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1113&lang=ar
الثانية : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1120&lang=ar
الثالثة : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1140&lang=ar
ويزيد من ثقتنا بأهمية هذه الاستراتيجية هو قيامنا أيضا بنشر خطة صهيونية جديدة صادرة عن معاهد الأبحاث الاستراتيجية في تل أبيب وهي مرفوعة حاليا لجهات رفيعة في دولة الكيان تتعلّق بالجنوب السوري وعند التمعّن في التفاصيل نجدها نسخة حرفية عن الاستراتيجية الأمريكية لواشنطن و التي وضعها CNAS وانما مصغرة عنها لتشمل منطقة الجنوب السوري القريبة والمحاذية للجولان المحتل .. رابط المقالة على موقعنا هو :
http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1151&lang=ar
تتناول حلقتنا هذه (وهي الرابعة في السلسلة) تفاصيل بناء مجموعات معارضة محلية متماسكة من الأسفل وبالتدريج نحو الأعلى في مختلف مناطق سورية حسب الاستراتيجية الموضوعة والتي ستستغرق سبع سنوات قادمة وتتحدث الحلقة أيضا عن العراق الشقيق والحاجة حسب الاستراتيجية الأمريكية الموضوعة لبناء قوة سنية مدعومة أمريكيا ومستقلة عن بغداد .. اضافة لدعم اقليم كردستان والبشمركة عسكريا وماليا بينما ستختص الحلقة القادمة (الخامسة) بشرح تفاصيل توسيع العمل العسكري الأمريكي في المنطقة ( سورية والعراق) حسب الاستراتيجية الأمريكية الموضوعة المطالبة بضرورة توسيع العمل العسكري الأمريكي
تنويه : بينما موقع آرام بريس يركز في مقالاته على حرب المصطلحات ولا يقبل بالمصطلحات الغربية الاستعمارية التي هي جزء من الاستعمار الثقافي وغسيل الأدمغة والايحاء وسنستمر على نهجنا هذا لا نتبدل ولا نتغير .. فاننا نعتذر هنا للأخوة القراء عن حرفية النص الواردة في هذه الحلقات فقد تعمدناه من أجل المصداقية في الترجمة ..كما وجب التنويه أننا نرمي من سرد تفاصيل هذه الوثائق الأمريكية بحرفيتها أخذ العلم بما يخطط العدو من أجل العمل كأفراد وقيادات ومخططين استراتيجيين في دول محور المقاومة على احباطها وافشالها وكذلك نسعى من نشرها الى حفز الهمم لدى الطبقة الواعية المثقفة من أبناء شعبنا ممن وقف بكل جرأة ووطنية وبسالة الى جانب الوطن وكذلك نضعها بين أيدي كل من اصطف معارضا منذ بدايات الأحداث وما زال .. فقد آن الأوان أن يعي خطورة المرحلة ويقف في المكان الصحيح ونحن كلنا ثقة من قدرة شعبنا على اعداد الخطط المعاكسة في المواجهة التي تفشل هذه المخططات القذرة المرسومة بعناية فائقة لسورية والعراق والمنطقة لتكون تحت أقدام جنودنا البواسل ورفاقهم من رجالات الوعد الصادق ..
ان الوعي وادراك الخداع الأمريكي في فرض الهدنات وفي المفاوضات العبثية بينما المخطط الأمريكي على الأرض كما سترونه من خلال هذه الدراسة والتوصيات الصادرة عنها (مركز الأمن الأمريكي الجديد) هو مختلف تماما وقائم على ضرورة وكيفية تغيير الواقع على الأرض لصالح عصابات المسلّحين المتمردين خلال سنوات سبع قادمة في سورية وانشاء ميلشيا سنية اضافة لدعم البشمركة الكردية بحجة محاربة داعش التي أوجدتها استخباراتها لستعملها كحصان طروادة لتنتهي بشرذمة هذين البلدين العريقين (كل من سورية والعراق) الى كانتونات طائفية وعرقية .. فانه من البدهي أن تحشد كل الطاقات باتجاه التعبئة العامة في دول محور المقاومة والشروع في حسم المعارك الكبرى في كل من سورية والعراق وانجاز النصر مستفيدين من جملة عوامل مساعدة متوفرة حاليا وخلال شهور قليلة قادمة فقط لتشكل فرصة ذهبية سنندم ان لم نحسن استغلالها حيث الولايات المتحدة في مرحلة البطة العرجاء حتى نهاية العام ، وتركيا في مرحلة الاهتزازات الارتدادية لزلزال محاولة الانقلاب الفاشلة وتتخبّط في وضع داخلي معقّد حيث تجاوزت الاعتقالات 50 ألف معتقل جزء كبير من هذا العدد هو من المؤسسة العسكرية اضافة للحاجة في انقرة لاعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ناهيك عن التوتر وانعدام الثقة بين التركي من جهة و الولايات المتحدة والغرب عموما اضافة الى التقارب التركي مع ايران وروسيا بينما السعودي يتلقى اللكمات في اليمن وغارق في المستنقع اليمني حتى الأذنين ..
والآن الى النص الحرفي لترجمة الفصل الثاني من دراسة مركز الأمن الأمريكي الجديد والصادرة في حزيران 2016 التي تحمل عنوان :
DEFEATING THE ISLAMIC STATE: A Bottom-Up Approach
الفصل الثاني: بناء مجموعات معارضة محلية متماسكة من الأسفل وبالتدريج نحو الأعلى:
من دون قوة برية موثوق بها ومقبولة من السكان المحليين فانه ليس فقط من المستحيل طرد ISIS من المناطق التي تسيطر عليها وانما كذلك الأمر بالنسبة لجبهة النصرة والجماعات الارهابية الأخرى التي يمكن أن تهدد مصالح الولايات المتحدة . ربما لا يكمن الحل في قوة عربية تضم جيوش من دول شرق أوسطية متعددة . من غير المحتمل أن تكون تلك الدول على استعداد ل –أو قادرة على- انجاز مهمة كهذه . فهي لديها عدد من المشاكل المتجمّعة كما أنه تستنفذها صراعات أخرى (مثل اليمن) .
لقد كان الأكراد شركاء فعالين في العراق وسورية ، ولكنهم لن يكونوا على استعداد لاستعادة – والسيطرة- على مساحات واسعة من أراضي السنة ولن يكونوا مقبولين من قبل السكان المحليين هناك .
وكذلك فان استعمال (نظام الأسد) أو ميليشيا الشيعة العراقية: هو أيضا لن ينجح، وقد يؤدي الى تطهير طائفي وعرقي ، وكذلك سيؤدي الى ردة فعل سلبية بشكل قوي من قبل السكان المحليين الذين قد لا يقبلون بهذه القوات .
ان الخيار الأكثر قابلية للبقاء هو باتباع استراتيجية من الأسفل بالتدريج نحو الأعلى Strategy A Bottom-Up من أجل بناء تحالفات مسلّحة محلية مقبولة مكوّنة من جماعات محلية متعددة يمكن تصميمها (من أجل مناطق بعينها أي بشكل افرادي) في العراق وسورية .
لذلك فان الخيار الأكثر قابلية للبقاء هو باتباع استراتيجية من الأسفل بالتدريج نحو الأعلى Strategy A Bottom-Up من أجل بناء تحالفات مسلّحة محلية مقبولة مكونة من جماعات محلية متعددة يمكن تصميمها (من أجل مناطق بعينها أي بشكل افرادي) في العراق وسورية.
يجب تطبيق هذا النهج بشكل مختلف في جنوب غرب سورية، شمال غرب سورية، وغرب العراق.
على الولايات المتحدة أن تركّز على تزويد تلك الجماعات التي خصصتها بالحوافز كي تنظم بعضها في تحالفات اقليمية أكبر بقيادة موحدة حقيقية.
مع الوقت ، حيث أن هذه الجماعات تصبح مركزا للجذب في مناطقها الخاصة ، وتهمّش أو تهزم المنظّمات المتطرفة ايديولوجيا ، وبذلك يمكنها أن تندمج لتشكل بنى مدنية – عسكرية حقيقية أكبرعبر مجالس محلية وأن تسيطر وتحكم المناطق التي يسيطر عليها المتمردون ذوو الأغلبية السنية .
وعندما تسمح الظروف السياسية والأمنية ، وعندما تطالب هذه الجماعات باكتساب النفوذ ، فانه يمكن لهذه التراكيب الاقليمية التفاوض على حل سياسي طويل الأمد مع (بقايا نظام الأسد) ، الحكومة المركزية العراقية، وحكومة اقليم كردستان .
من الناحية المثالية، فان مثل هذه الحلول تؤول رسميا الى الحكم كسلطة على مستوى محلي مع الاحتفاظ بوحدة كل من سورية والعراق .
واحد من المفاتيح لهذه الاستراتيجية هو التمسك بنمط التعبئة والتنظيم الذي تتبعه المعارضة المسلّحة بدلا من محاولة التطعيم ببنية اصطناعية هي خارجية بالنسبة للصراع في العديد من الديناميات المحلية ومراكز القوى .
الأكثر شيوعا هو أن يتم تنظيم جماعات المعارضة المسلّحة على مستوى محلّي في مناطقهم الأصلية ،وأن يقوموا بالعمليات بشكل نموذجي بالقرب من تلك المناطق .
وبينما يمكن أن تكون عملية البناء - من الأسفل بالتدريج نحو الأعلى – معقدة وصعبة التنفيذ ، فان هناك أمثلة تثبت نجاحها في سورية والعراق :
الجبهة الجنوبية – وهي قوة معتدلة ايديولوجيا مكوّنة من 40 -50 من الجماعات المحلية في جنوب سورية ومدعومة من الولايات المتحدة والأردن – انها واحدة من أكثر الأمثلة المذهلة في نجاحها . تشكلت في شباط 2014 ، وهي جماعات محلية منظمة بشكل كونفدرالي حرّ، قادرة على استعادة والاحتفاظ بأجزاء كبيرة من الأراضي في جميع أنحاء درعا ، القنيطرة، ومحافظة ريف دمشق .
يمكن الاعتقاد بأن الجبهة الجنوبية لديها طبقات متعددة ، جماعات نشأت في البداية حول القادة ، بتجنيد السكان المحليين . شكلت هذه الجماعات الأصغر تحالفات عريضة أكثر مع أمثالها في المناطق المحيطة ، متطورة في نهاية المطاف الى منظمة محلية متماسكة بمعنى الكلمة . تتضمن المجموعة قرابة 30 ألف مقاتل وتتلقى الدعم من الولايات المتحدة والأردن ، وتلتزم كل المجموعات المكونة لهذا التنظيم بالعهد الذي يدعم قيام سورية ديمقراطية شاملة .
ولكن من دون نهج مرن يقوم على البناء من الأسفل بالتدريج نحو الأعلى ، والذي يبدأ مع الزعماء المحليين الموثوقين ، فان هذا النموذج لن ينجح .
مثال آخر هو شمال شرق سورية ، حيث دعمت الولايات المتحدة قوات سورية الديمقراطية ، ذات الأعراق المتعددة مع سيطرة للعرق الكردي في الأساس، هذا الائتلاف (SDF ( اي قوات سورية الديمقراطية ، يتألّف من أكراد محليين ، عرب، وميليشيات طائفية وعرقية : والغاية اقتلاع ISIS من مناطق الحدود السورية التركية مع الاحتفاظ بالسيطرة على تلك المناطق ليتم استعمالها في شن الحملات ضد المناطق الأساسية ل ISIS لاخراجها عن سيطرتها في شرق سورية . بدأت القوة من خلال بناء تدريجي نحو الأعلى من YPG وهي قوة عسكرية كردية منحازة لحزب العمال الكردستاني PKK موجودة منذ سنوات ، وكانت العمود الفقري للقوة القتالية الأولية . وكما هو الحال مع الجبهة الجنوبية ، فان المفتاح كان الاستفادة من قوى محلية قائمة بالفعل بدلا من بناء قوة خارجية غير منسجمة مع كيفية القتال ، وتم تطوير التنظيم على أرض الواقع.
وبينما جيش سورية الجديد، وهو منظمة وليدة مضادة ل ISIS مدعومة من الولايات المتحدة وتتألف من فروع الجيش السوري الحر التي شرّدها ISIS من المناطق الحدودية –السورية العراقية في محيط شرق مدينة دير الزور، فانه يزداد قوة ليشكل الطليعة التي يمكنها أن تشجع وتدعم النهوض المعادي لداعش في سيطرتها على قلب مناطق شرق سورية.
ويشكل هذا شكلا معدّلا لنموذج ناجح تم استخدامه في العراق خلال صحوة الأنبار 2006- 2008، التي فيها تدخّلت الولايات المتحدة في مناطق القبائل السنية من أجل مساعدتهم على بناء قوة قادرة على إزالة تنظيم القاعدة في العراق والسيطرة على أراضيها . في الحقيقة فان صحوة الأنبار قد تكون المثال الأمثل والوحيد عن كيف يمكن بالعمل مع قوات محلية أن يتم تأمين العراق وسورية على المدى البعيد . بعد سنوات من الفشل في قمع التمرد السني في العراق، فان القدرة على بناء قوة سنية محلية من الأسفل إلى أعلى كانت واحدة من المكوّنات الأساسية لإعادة تشكيل الوضع على الأرض، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعمال العنف. المفتاح لتكرار هذا الجهد هو أن معظم المقاتلين يأتون من المناطق التي تسيطر عليها ISIS الآن ، وأنها ستكون مسؤولة عن تحريرها .
علاوة على ذلك، يتم التدريب في مكان قريب على الجانب الأردني من الحدود، وبالتالي يبقى هؤلاء المقاتلين قريبين جدا من ساحة المعركة.
صحوة الأنبار قد تكون المثال الأمثل والوحيد عن كيف يمكن بالعمل مع قوات محلية أن يتم تأمين العراق وسورية على المدى البعيد .
تقف هذه الجهود على النقيض من نهج أكثر مركزية في بناء قوات وطنية ، كالذي فعلته الولايات المتحدة بدعمها المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر (SMC) في بداية الحرب الأهلية ، أو في برنامج البنتاغون - الأسوأ سمعة - للتجهيز والتدريب 2014-2015 . في كلتي هاتين الحالتين ، فان البنى العسكرية للمعارضة وقياداتها التي تمت ازالتها من ساحة المعركة لم تعكس الحقائق على الأرض وقد أدى ذلك الى الفشل .
بالنسبة للمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر حاولت الولايات المتحدة أن تشكل هيكلية للقيادة والسيطرة مصطنعة من خارج سورية لا تعكس أو تمثل هؤلاء الذين يقاتلون على الأرض - بما يناقض بشكل صارخ نموذج الجبهة الجنوبية . وفي حالة برنامج البنتاغون لتدريب والتسليح المعارضة 2014 -2015 ، تم تدريب القوات بشكل محصور لمحاربة ISIS على الرغم من حقيقة أن معظم المتدربين كانوا يعيشون في مناطق كان الصراع فيها في المقام الأول مع الأسد. قد تم أخذهم أيضا لأماكن بعيدة كل البعد عن أرض المعركة من أجل التدريب ، مما قطع اتصالهم بالدينامية المحلية .
أعضاء من جيش سوريا الجديد يشاركون في التدريب لاكتساب المهارات اللازمة للتواصل مع الضربات الجوية للتحالف في دعم جوي محكم ضد ISIS. جيش سوريا الجديد تم تجنيده من مقاتلين تم انتقاؤهم بدقة من بين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في المنطقة الشرقية ممن لديهم سجل طويل في محاربة ISIS. (الجيش السوري الجديد / يوتيوب)
درس هام آخر استسقي من جهود داعمة أمريكية سابقة لقوات الأمن ، كان الدرس في أهمية اظهار درجة من الصبر مع المنظمات التي تدعمها الولايات المتحدة. ستعاني هذه القوات في بعض الأحيان من النكسات في ساحة المعركة، ولكن هذا لا ينبغي أن يؤدي إلى سحب الدعم الأمريكي. وعلاوة على ذلك، قد تعمل بعض الجماعات في بعض الأحيان مع (أو تنفصل عن) جماعات متطرفة غير مقبولة من الولايات المتحدة . ولكن إذا كانت الاستجابة في مثل تلك الحالة هي القطع الفوري لكل الدعم ، فان ذلك قد لا يؤدي الا الى زيادة تمكين المتطرفين. وهناك العديد من الأمثلة، خصوصا في شمال غرب سوريا، حيث سحب الدعم بشكل سريع جدا من دون محاولة لتصحيح هذا الوضع قد أدى فقط إلى فقدان نفوذ الولايات المتحدة ونجاحات أكبر للمتطرفين.
ومن الأمثلة البارزة في شمال غرب سوريا كانت حركة حزم، أول ائتلاف للمعارضة المسلحة المعتدلة تتلقى صواريخ مضادة للدبابات من طراز BGM-71 TOW، والفصيل 30، أول جماعة من المعارضة المسلحة المعتدلة يدرجها البنتاغون تحت برنامج التدريب والتجهيز . وباعتراف الجميع، هذا النهج يتمخض عن مخاطر حقيقية. قد يكون المتطرفون مصرين بشكل جدي على بناء بديل موثوق وفعال وخاصة في شمال غرب سوريا. ان محاولة فصل الجماعات الأكثر اعتدالا عن المتطرفين يستغرق وقتا طويلا، الأمر الذي يتطلب الفضاء السياسي والصبر المفقود في كثير من الأحيان من قبل واشنطن والرأي العام الأميركي. كما حتما ستكون هناك مجموعات تفشل في ساحة المعركة والحالات التي تكون فيها تلك المنظمات مدعومة مبدئيا من الولايات المتحدة يصبح الأمر فيه اشكالية أوغير مقبول . وهناك خطر النجاح الكارثي، عندما تقوم مجموعات بالضغط أكثر من اللازم على نظام الأسد ويتسبب ذلك في انهيارها، مع أن الدعم الروسي للنظام ينبغي أن يكون قادرا على منع هذا السيناريو. ولكن يبقى هذا النهج من أسفل إلى أعلى هو الوحيد الذي أظهر سجلا حافلا بالنجاح داخل سوريا والعراق.
نحن نضع أدناه : خطوطا عريضة حول كيفية اتباع هذا النهج في أربع مناطق رئيسية في العراق وسوريا، في مناطق تسيطر فيها ISIS ، أو في مناطق فيها تنافس على الحكم وعلى السيطرة الأمنية المكثفة بين الجماعات بمن فيها الجماعات المتطرفة.
جنوب غرب سورية:
على الولايات المتحدة أن تستمر وأن تعمّق دعمها للجبهة الجنوبية في جنوب غرب سورية، التي هي بالفعل قوة محلية فعالة مقبولة . بسبب جهود الولايات المتحدة والأردن فان الجبهة الجنوبية هي تحالف فاعل ، رغم أنه لم يبلغ حد الكمال، أكثر من 40 فصيل من قوات معارضة مسلّحة معتدلة نسبيا من الناحية السياسية والتي مسرح عملياتها يمتدّ من ضواحي دمشق الى الحدود السورية الأردنية .
منذ تشكيلها في شباط 2014 ، تسعى الجبهة الجنوبية بشكل واع الى ربط عملياتها على الأرض مع منصة سياسية شاملة تكون مقبولة من سياسة الولايات المتحدة بينما هي تتطوّر في نفس الوقت لتكون قوة فعّالة ضد المتطرّفين السنة الراديكاليين في ذلك الجزء من البلاد. وهي تشكل في الواقع الآن أقوى قوات معارضة في جنوب سورية . بسبب فعاليتها فانها كانت أيضا قادرة على توحيد العديد من فئات معارضة مسلّحة أصغر باتجاه قوة قتالية وسياسية أكثر تماسكا . تبذل الجبهة الجنوبية الآن جهدا كبيرا كي تزيد تواجدها قرب دمشق من أجل ممارسة الضغط على (نظام الأسد) وكي تقوّي قدرتها على الردع المنظّم ضد الجماعات السنية الراديكالية ، والتي تشمل ISIS والقاعدة في جنوب سورية .
الجبهة الجنوبية هي بعيدة عن شريك مثالي . هي مستمرة في احتفاظها بعلاقات مع جماعات فاعلة متطرفة ايديولوجيا مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الاسلامية . هذه العلاقات هي موجودة بشكل عام لمنع الصراع الداخلي بين المتمرّدين ، حيث أن العديد من فصائل الجبهة الجنوبية والمقاتلين المحليين من الجماعات المتطرّفة ايديولوجيا تنتمي الى نفس القبيلة ، العشيرة، والعائلة الموسعة , عانت الجبهة الجنوبية أيضا من انتكاسات هامة منذ التدخل الروسي في صيف 2015 ، فتفوّق سلاح الجو- الروسي (والنظام)- أدّيا الى انتكاسات في ساحة المعركة .
هذه الخارطة مبنيّة على تقارير شبكة السوريين ((ETANA داخل المنطقة - الشاملة للجبهة الجنوبية- وهي تصوّر مناطق السيطرة في جنوب غرب سورية، وتشمل محافظات درعا ، السويداء ، القنيطرة ، وريف دمشق .. ((ETANA
ان استمرار حملة ( بشار الأسد) في استهداف ( المدنيين) عبر (البراميل المتفجرة والمدفعية) قد جعل من الصعب جدا على الجبهة الجنوبية ان تطوّر هياكل حكم فعالة ، ومنعت تلك القوات من تعزيز سيطرتها ومن البدء بالحلول محل نظام الأسد كسلطة حكم محلّي جديدة في تلك المنطقة . ومع ذلك فانّه منذ الاعلان عن وقف الأعمال العدائية ، فان الجنوب بقي هادئا بشكل عام ، مانحا الجبهة الجنوبية استراحة من القتال , برغم التحديات المتنوعة التي تواجهها الجبهة الجنوبية ، فانها تبقى قوة المعارضة المعتدلة الأكثر سطوة في جنوب سورية – والمفضلة الى حد بعيد عن العديد من البدائل المحتملة الأخرى .
شمال غرب سورية :
مناطق السيطرة في شمال غرب سورية:
تصوّر هذه الخارطة مناطق السيطرة في شمال غرب سورية، بما في ذلك محافظتي اللاذقية و إدلب، ومناطق محافظة حلب ومحافظتي حماة وحمص. وهي مبنية على تقارير شبكة الشعب
يطالب بالتغييرات على الأرض People Demand Change’s network في جميع أنحاء هذه المنطقة من سورية . ( الشعب يطالب بالتغيير والمركز الأمريكي للأمن الجديد).
في شمال غرب سورية على الولايات المتحدة أن تدعم جهود جيش النصر وائتلاف الفرقة الشمالية ، وتستخدمهم في سعي عبر نهج صبور طويل الأمد لابعاد المنظّمات عن جبهة النصرة . يمثل شمال غرب سورية تحدّيا معقدا ، حيث فئات المعارضة المتطرّفة تسيطرعلى ساحة المعركة وتتضمّن جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الاسلامية . في هذه المنطقة بعض جماعات المعارضة المسلّحة المعتدلة القابلة لتأسيس التحالفات ، ولكنها أكثر حداثة ، أصغر، وأضعف بالمقارنة مع الجبهة الجنوبية، ويجبرهم الضغط العسكري من قبل نظام الأسد وحلفائه على تعميق التعاون مع المنظمات المتطرّفة ايديولوجيا . وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فان هنالك تحالفات إقليمية وليدة للمعارضة المسلحة المعتدلة يمكن للولايات المتحدة أن تعمل معها لاسترداد الأراضي والاحتفاظ بها ، بدلا من المتطرفين و تطوير حكم محلي مع مرور الوقت . واحد من هذه التحالفات الواعدة هو جيش النصر، الذي مرعبرعمليتي تكرار تشكيل منذ التشكيل الأولي في أغسطس آب عام 2015. وايضا فان تحالف الفرقة الشمالية الوليد لديه امكانية أن يصبح مؤسسة قوية للمعارضة المسلحة المعتدلة في شمال سورية.
تحالف القوى الديمقراطية السورية، وهنا نرى الإعلان عن تشكيله في أكتوبر تشرين أول عام 2015، وكان الأداة الرئيسية للمكونة الأرضية
من حملة التحالف المضادة ل ISIS في سوريا. (Syrian Democratic Forces/YouTube)
ولكن أي جهد في تلك المنطقة ( الشمالية الغربية) سوف يأخذ وقتا أطول وسوف يكون أصعب مما هو في الجنوب . في حالات عديدة فان هذه الجماعات المعتدلة قد تم حشرها في الزاوية من قبل نظام الأسد واستدارت باتجاه منظمات مؤهلة للتطرف أكثر طلبا للمساعدة . ومن غير المرجح على المدى القريب نجاح عملية سحبهم عن الاعتماد على تلك الجماعات مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الاسلامية . ولكن على المدى البعيد ، عندما يصبحون - بفضل الدعم الدولي والدعم الأمريكي – قادرين على مقاتلة نظام الأسد بفعالية أكثر من المتطرفين وأن يسيطروا ويحكموا بفعالية أكثر من المتطرفين، فانهم يمكن أن يصبحوا قادرين على النأي بأنفسهم عن الاعتماد على هؤلاء المتطرفين.
التحدي الآخر يتمثل في أنّ هذه الجماعات قد خاضت معارك ضارية ضد قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد المدعومة من الولايات المتحدة وذلك في كل من داخل و محيط حلب ، ويشكل ذلك تحدياً للتنسيق فهو يضعف التكامل في نهاية المطاف . تُظهر هذه التوترات بين اثنتين من الجماعات المدعومة أمريكيا تلك الشبكة المعقدة التي تواجهها واشنطن لدى اتباعها لهذا النهج . كما أنه عندما تزيد الولايات المتحدة من تسليح وتدريب هذه الجماعات فانها عليها ان تستخدم زيادة نفوذها لممارسة الضغوط على كلا الجانبين كي يظهروا ضبط النفس ويتفقوا على خط واضح من التحكم .
ان ايّ حهد ناجح في الشمال الغربي يجب أن يستخدم أيضا تنسيقا أكبر بشكل هام بين الولايات المتحدة وتركيا لاغلاق الحدود السورية التركية وللتنسيق في دعمهم للجماعات المحلية . فقط التنسيق العالي التركي الأمريكي هو الذي يمكنه أن يقود الى خلق معارضة مسلحة متعددة الاثنيات في منطقة حلب لتحقيق استقرار واحدة من أكثر خطوط الجبهة أهمية في مواجهة كل من: ISIS وكذلك ( نظام الأسد وحلفائه) .
في نهاية المطاف ربما أنه فات الأوان على القضاء على مشكلات التطرّف في الشمال الغربي – في احسن الأحوال يمكن تهميشها, وحتى هذا قد لا يكون ممكنا بالنظر الى التقدم العميق الذي أحرزته القوى المتطرّفة في تلك المناطق . ولكن يبقى من المفضل محاولة تمكين عناصر أكثر قبولا، آخذين في عين الاعتبار أن تلك تعتبر استراتيجية فعالة من حيث مقارنة التكلفة . وان فشلت فان على الولايات المتحدة وحلفائها في نهاية الطاف التحول الى استراتيجية الاحتواء في الشمال الغربي والتعامل معها على نحو مماثل للادارة الفدرالية للمناطق القبلية في باكستان وقيادة اجراءات مكافحة ثابتة للشبكة لكي يتم تفكيك جبهة النصرة وحلفائها بشكل مستمر .
شرق سورية:
على الولايات المتحدة أن تستعمل شمال شرق سورية كموطئ قدم لها منه تقوم بتدريب العرب السنة المهجّرين من المناطق التي تسيطر عليها ISIS في شرق سورية وكذلك منه يتم الوصول للقبائل المحلية ، في حين تواصل توسيع الدعم لجيش سوريا الجديد في جنوب سورية .
في سورية: انّ أكثر حملة مكونة من مزيج نجاحا في مكافحة داعش هي في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الأكراد في الريف والتي تعمل تحت اسم قوات سورية الديمقراطية (SDF). الميليشيات ضمن قوات سورية الديمقراطية هي متحفزة بشدة لطرد ISIS من مناطق الحدود السورية التركية . هذه القوات لها نفع كبير في حملة مكافحة داعش ويجب أن تبقى الخط المركزي في الجهد الأمريكي . ولكن هناك معوّقات حقيقية، وعلى الولايات المتحدة تجنب تحميل قوات سورية الديمقراطية (SDF) أعباء لا تستطيعها ، فهي تزعج بذلك لاعبين رئيسيين آخرين . على الرغم من الجهود الهامة لتنويع اللون الذي تتكون منه فانّ قوات سورية الديمقراطية تبقى مقاتلين من الكرد في معظمها ، وهي بالتالي ليست قوات مناسبة لطرد SIS من المناطق ذات الأغلبية العربية بما في ذلك كل من عاصمة ISIS المزعومة : الرقة ومدينة دير الزور بالقرب من الحدود السورية العراقية. علاوة على ذلك، ترتبط معظم وحدات قوات سورية الديمقراطية بوحدات الحماية الشعبية YPG الشعبية ، والتي تربطها علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، التي تعتبرها تركيا منظمة ارهابية مع تاريخ طويل من القيام بهجمات داخل تركيا . وبسبب هذا الارتباط ، فان تركيا تعارض بشدّة التوسّع المستمر لقوات سورية الديمقراطية (SDF)، وان أي جهد على المدى الطويل لن يكون قادرا على الاعتماد على الأكراد بشكل كبير للغاية دون أن يسبب ردة فعل سلبية كبيرة من حليف أساسي للناتو على أي حسم طويل الأمد في سورية والعراق .
كما تخلق هذه القوات- التي هي بمثابة رأس جسر- الفرصة لبناء قاعدة في قلب الشمال الشرقي لمحافظة الحسكة حيث تسيطر تلك القوات ، لتكون تلك القاعدة بمثابة محور العمليات التي يقودها التحالف لطرد ISIS من محافظتي الرقة ودير الزور . أعلنت الولايات المتحدة مجددا نشر 250 عنصر اضافي من عناصر قوات العمليات الخاصة في سوريا لهذه المهمة في المقام الأول . العديد من المقاتلين المحليين لا يرغبون في مغادرة منازلهم ومناطقهم المحلية التي يدافعون عنها الى خارج تلك المناطق . ولكن من تلك القاعدة المتقدمة يمكن للولايات المتحدة أن تركز على تجنيد العرب السنة بشكل أساسي ، الذين نزحوا من أماكن سيطرة ISIS في شرق سورية ، كي يكونوا جزءا من تلك القوة فهم المفروض أنهم الأكثر حماسة أن يأتوا الى تلك الأراضي ويتدربوا على استعادة بيوتهم السابقة . المثالي أن يشكّل هؤلاء المقاتلون في نهاية المطاف قوة منفصلة عن ال YPG ، ولكن يبقى هذا مستبعدا على المدى القصير لأن الYPG بقدراتها الأميز ما تزال تمثل العمود الفقري لأية قوات في الشمال الشرقي. هذه القاعدة يمكنها أيضا أن تؤمن خطوط آمنة للامداد والتعزيزات العسكرية لدعم القبائل العربية السنية الرئيسية ، مثل
Shammar, Ougaidat, al-Afadlah, Mashahda, Na’ime,Jabbour, Dulaim, Baggara, Bani Khaled, Waldeh, Turki,Bani ‘Izz, al-Haddadeen, Jees, Quliaan, ‘Anazah, al-Dyab,and al-Shay’tat,
والتي تعيش تحت حكم ISIS في شرق سورية. وعلى الولايات المتحدة أن تدفع شركاءها الاقليميين ، وبشكل خاص العربية السعودية، كي يستخدموا هم أيضا تأثيرهم على تلك القبائل في سبيل تجنيد المقاتلين واقناع تلك القبائل بالعمل ضد ISIS .
بالاضافة الى الدفع من جهة الشمال ، الولايات المتحدة يمكنها أيضا أن تفتح جبهة جديدة ضد ISIS في جنوب شرق سورية . على قوات الولايات المتحدة أن تستمر في بناء قدرات جيش سورية الجديد ، الذي هو الآن في مرحلة التأسيس من تطوره . يتكون جيش سورية الجديد من عناصر تابعة للجيش السوري الحر في منطقة شرق سورية والتي تم طردها بشكل أساسي من محافظة دير الزور من قبل ISIS . تتبع معظم مكونات المليشيات التي هي ضمن جيش سورية الجديد لمظلة منظمة الأصالة والتنمية التي تدعمها السعودية ، والتي هي اسلامية ايدولوجياً ولكن هي قابلة لأن تصبح تعددية بعد انتهاء الصراع في سورية . ومع ذلك فهي تبقى في مراحلها الباكرة من التطوّر ، جيش سورية الجديد يمكنه ان ينطلق من الأردن ، والاستفادة من منطة الصحراء السورية في الجنوب الشرقي ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي من الصعب ضبطها من قبل الشرطة .
مناطق السيطرة في شرق سورية
هذه الخارطة تصوّر مناطق السيطرة في شرق سورية ، متضمنة محافظات دير الزور ، الحسكة ، والرقة ( الشعب يطالب بالتغيير): (People Demand Change)
غرب العراق:
على الولايات المتحدة أن تضع في سلّم أولوياتها تدريب قوات سنية في العراق ، بشكل مثالي : عبر الحكومة المركزية العراقية، ولكن ان استمرّ هذا في الفشل ، عندها فليتم بشكل مباشر . في العراق: التحدّي الملحّ هو بناء قوة محلية سنية ذات مصداقية يمكنها أن تعمل كمعاضد لقوات الأمن العراقية في تحرير والسيطرة على الأراضي في غرب العراق . ان الطريقة المثالية في تحقيق ذلك هي في أن تصبح قوات الأمن العراقية بشكل متزايد متعددة المذاهب ، وعلى الولايات المتحدة أن تستمرّ في العمل باتجاه هذا الهدف في برامج بناء قدرات قوات الأمن العراقية . ولكن ان بقيت الحكومة العراقية متعنتة في رفضها لدمج السنة في القوات الأمنية، عندها على الولايات المتحدة البدء بالبحث عن فرص لاختبارالخطة المقترحة بتدريب السنة بشكل مباشر في مناطق سيطرة الأكراد في الشمال.
ان التغلّب على العدو في ساحة المعركة والسيطرة على الأراضي التي تتم استعادتها في المناطق السنية يتطلب من قوات الأمن العراقية أن تكون أكثر قدرة وجامعة أكثر ، بوجود كتائب سنية ضمنها يتم حشدها من السكان المحليين في مناطق سيطرةISIS . لأنه اذ كانت القوات المضادة ل ISIS ، تتألف في معظمها من ميليشيات شيعية تم بناؤها عمدا على طراز نظام ميليشيا الحرس الثوري الايراني الباسيج الذي يحتفظ بالولاء الباطني لايران ، فان النتيجة النهائية المحتمل حدوثها هي زيادة العنف المذهبي . لن يؤدي هذا الا الى مزيد من تهميش المجتمعات السنية العراقية وانفصالهم عن الحكومة المركزية العراقية. ان تطوير قوات محلية سنية قادرة ، بشكل جوهري حرس سني محلي يكافئ البشمركة الكردية ، يمكنه على المدى البعيد، أن يعطي السنة نفوذا أكبر في مفاوضاتهم مع الحكومة المركزية التي يسيطر عليها الشيعة ، وبالتالي ضمان أن يتم معالجة المظالم السنية في الترتيبات طويلة الأمد . ولكن سياسة حافة الهاوية في بغداد، وخاصة من قبل القادة الشيعة ، يمنع السماح بهذه القوة السنية المحلية، ومن الممكن أن يحتاج الأمر الى التغلّب على هذه التحديات السياسية أولاً قبل أن يتم اتباع هذا الخط من الجهد. لقد كانت عملية بناء قوات الأمن العراقية بطيئة بسبب تدهور وضع قوات الأمن العراقية وذلك قبل هجوم ISIS في حزيران يونيو/ 2014 والذ ي فيه استحوذت على أراض واسعة من غرب العراق ، وسوف تبقى تحديا طوال الزمن المتبقي من الحملة المضادة ل ISIS . على الولايات المتحدة أن تواصل إعطاء الأولوية للعمل مع بغداد لتحديد من هم أكثر ضباط قوى الأمن العراقي كفاءة ووضعهم بالمكان المناسب ،وتمكينهم ، وخاصة السنة منهم ، من اتخاذ زمام المبادرة في بناء ألوية ذات غالبية سنية والتي يمكن نشرها في مواجهة ISIS . نحن نحتاج هذه الألوية لقيادة الحملة ضد ISIS في مناطق مثل الموصل، حيث السكان المحليون هم بالفعل متشككون جدا بقوات الأمن العراقية بسبب سنوات من الفساد وسياسات المحسوبيات المذهبية في عهد نوري المالكي.
القوة البشرية الاحتياطية من أجل قوة حرس وطنية سنية يمكن حشدها جزئيا من مئات الآلاف من السنة العراقيين الذين نزحوا داخليا من مناطق هي الآن تحت سيطرة ISIS ، والذين يقيمون الآن في معظمهم في شمال العراق . لقد كانت الحكومة العراقية المركزية بطيئة في تسليح ودعم قوى المعارضة السنية نتيجة لمخاوف مذهبية والضغط من ايران ، والتي لديها نفوذ هام في بغداد . وتعتبر خطوة سياسية هامة أن يستمر دعم الولايات المتحدة من أجل قوى أمنية على قاعدة قبلية سنية محلية والتي يجب أن تستمر بالعمل من خلال بغداد بالمساعدة والتنسيق مع القوى الأمنية العراقية . هذا سيساعد في توثيق عرى الترابط ما بين الحكومة العراقية الوطنية والجماعات السنية المبنية من أسفل لأعلى . لكن على الولايات المتحدة أن توضح للحكومة العراقية انها ان لم تكن على استعداد لتكثيف دعمها للسنة فان الولايات المتحدة يمكن ان تصبح مستعدة لتزويد القوات السنية المحلية بدعمها المباشر. السبب في الحذر هو هشاشة حكومة حيدر العبادي في بغداد – والتي نرغب برؤيتها باقية في السلطة بينما يمكن لذلك أن يتأثر ان توجهت الولايات المتحدة لدعم السنة مباشرة . ولكن مصالح الولايات المتحدة في دحر ISIS هي أهم بكثير من أن تكون رهينة لسياسة بغداد المختلة . علاوة على ذلك فان امكانية استمرار العبادي في الحفاظ على موقعه تنبع من قلة البدائل القابلة للتطبيق حيث لا يوجد أي واحد من الأحزاب يرغب بأشهر طويلة من الركود الذي يأتي مع تشكيل حكومة جديدة. على الولايات المتحدة والحكومة المركزية العراقية أن تركزا أيضا على المعارضة المسلحة الداخلية ضد ISIS وذلك داخل الأراضي التي تسيطر عليها حاليا في غرب العراق. منظمات المقاومة المعبأة قبلياً مثل قوات أسود نينوى هي بالفعل تقدّم لقوات التحالف معلومات استخباراتية حول ISIS مساهمة في التزويد بمعلومات عن الأهداف من أجل ضربات التحالف الجوية ضد أهداف ISIS .
على الولايات المتحدة وبغداد الاستثمار بشكل أكبر في تجنيد جهات المعارضة الداخلية هذه التي تعمل ضد ISIS وفي تزويدهم بالسلاح والتدريب وتقديم المشورة كلّما كان ذلك ممكنا.
في بعض الحالات فانّ هذا سوف يعني تحمّل خطر أكبر في الاتصال وربما تقديم المساعدة لابعاد ISIS عن حلفائها السنة غير الشاعرين بالارتياح لها والذين يخضعون أنفسهم لسيطرة تنظيم ايديولوجي متطرّف بسبب كراهيتهم سياسات بغداد . وبينما تنظيمات المعارضة الداخلية مثل قوات الأسود هي ليست قوية لوحدها بما يكفي للقيام بطرد ISIS فانها يمكن أن تكون أكثر فعالية بشكل واضح ان تم التنسيق ضمن شبكة مقاومة تضمّها جنبا الى جنب مع القوات الوطنية العراقية ، وحينها يمكنها استعادة الأراضي من الدولة الاسلامية والتمسك بتلك الأراضي .
مناطق السيطرة في العراق
هذه الخارطة تصوّر مناطق السيطرة من قبل المقاتلين الرئيسيين في الحر الأهلية العراقية : (CNAS )
هناك سؤال رئيسي واحد هو ما اذا كانت الحكومة المركزية في العراق ستستمر في عرقلة جهود عملية دمج السنة ، على الولايات المتحدة في هذه الحالة أن تجد السبل للالتفاف على بغداد وان تعمل على تدريب المقاتلين السنة في الشمال الكردي ، ويحمل ذلك في طياته مخاطر كبيرة ، حيث انها قد تؤدي بالحكومة العراقية لأن تطلب من الولايات المتحدة المغادرة والتسبب في قيام ايران بالعمل ضد جهود الولايات المتحدة وأن يتم استهداف القوات الأمريكية , كما أنه ايضا بذلك سيكون من الصعب جداً نشر هذه القوات خارج المناطق الكردية ان لم يكن مرحبا بها من قبل قوات الأمن العراقية .
الأفضلية يجب ان تستمرّ بأن تكون من خلال الحكومة العراقية ، لأن البدء في تدريب السنة بشكل منفصل عن الحكومة في المناطق الكردية سوف يأخد وقتا أطول بشكل هام ، وسيحتاج قوة بشرية أمريكية أكبر ، ويمكن أن يسرّع في تقسيم الدولة العراقية الى ثلاثة كيانات مستقلّة . ولكن على الولايات المتحدة ألا تمنع تطبيق هذا الخيار، و خاصة عندما تسيطر قيادة أكثر مذهبية في بغداد . في نهاية المطاف فانّه من دون قوة سنية قادرة فانه لا يمكن طرد ISIS ولن يكون لدى أهل السنة نفوذاً للتفاوض على اتفاق سياسي يعالج مظالمهم . ان كل من بغداد و طهران هما بحاجة للوجود الأمريكي في العراق للمساعدة في محاربة ISIS ، وسوف يفكرون مرتين قبل أن يطلبوا من الولايات المتحدة المغادرة أو قبل استهداف القوات الأمريكية .
من المهم أيضا ألا ننسى حكومة اقليم كردستان ، والتي كانت القوة المقاتلة الأكثر فعالية في ايقاف زخم ISIS . على الولايات المتحدة أن تستمر بشكل مباشسر في العمل مع البشمركة الكردية ، واذا كان ضروريا ، تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية المباشرة ، بما في ذلك التسليح والرواتب ، للمحافظة على الدفاعات الكرديّة ضد هجمات ISIS المستقبلية . هذه المساعدة هي من المحتمل أنها ضرورية بسبب سوء الوضع الاقتصادي لحكومة اقليم كردستان في العراق . تراجع أسعار النفط والخلافات مع بغداد حول تقاسم حصص عائدات النفط المتناقصة مما جعل من الصعب على حكومة اقليم كردستان أن تدفع لقواتها الأمنية .
تابعونا في الحلقة القادمة وهي تحمل العنوان الأخطر: توسيع العمليات العسكرية الأمريكية
خاص سيريا-ان (شبكة آرام الاخبارية) / الاعلامية د. ليندا نجار