بعد فشل برنامج التدريب الاميركي لمقاتلين من ما يحلو للمخطط الأمريكي تسميته “المعارضة السورية المعتدلة ” منذ عامين، حيث تم صرف نصف مليار دولار على برنامج تدريب مجموعات مسلحة ثم تقلص العدد الى عدة افراد، وهؤلاء ايضا لم ينجزوا شيئا فتم اعلان فشل البرنامج..
لم يتعظ الأمريكي من تجربته الفاشلة في سورية فيجند ألف مقاتل عميل من الجيش الكر تحت مسمى " جيش سوريا الجديد" يتلقى الأخير أسلحة وتجهيزاً وعتاداً أميركياً كاملاً ، من بنادق «أم 16 اي تو» الأكثر تحديثا في تجهيز القوات الخاصة الأميركية، الى قناصات «أم 14». ودفع إليهم الأردنيون أيضاً بعربات «الثعلب» السريعة، التي طوروها لتصبح قادرة على العمل في مناطق صحراوية وعرة ليبلغ مداها 1500 كيلومتر، مزودة برشاشات «براونينغ» الثقيلة.
وخصص البنتاغون 4.3 ملايين دولار لتزويد الأفراد بمعدات اتصال عبر الأقمار الاصطناعية، وواقيات من الكيميائي. وتم تزويد المجموعات بعربات «همفي» المدرعة، وصواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات، ومنظومة مدافع هاون متطورة من «أم 224» عيار 60 ملليمتراً، و «ام 252» عيار 81 ملليمترا و «ام 120» عيار 120 ملليمتراً، ومنظومة «أم 1100» من مدافع هاون المقطورة.
وانخرط الأميركيون أنفسهم في عمليات التدريب، إلى جانب الأردنيين والبريطانيين، وهو ما لم يحصل من قبل على هذا النطاق، وتم تقسيم «الجيش» إلى مجموعات يقودها مستشار أجنبي، للتنسيق مع غرف العمليات، وذلك دلالة على عمق واتساع الرهان الأميركي على المجموعة العربية السنية العشائرية من الشرق السوري .
منذ تشرين الماضي يتم تدريب هؤلاء في كلية عبد الله الثاني للقوات الخاصة نقلت التجربة السابقة الفاشلة من الحدود التركية السورية الى الأردن للابتعاد عن المخابرات التركية وعن النصرة ومجال تحركها العسكري رسم له ان يكون الجنوب الشرقي من سورية
تم نشر تلك القوات على مسافة تمتد 500 كيلومتر، من بير القصب جنوباً حتى المثلث العراقي - السوري - الأردني، تبلغ مساحتها 20 الف كيلومتر مربع. ويندرج ذلك في حسابات سريعة لإنشاء منطقة آمنة على طول هذا المثلث، وإنشاء مواقع متقدمة لحماية الأردن أولاً، والقواعد الأميركية فيه. ومن ثم الانطلاق لوراثة داعش الارهابي في تلك المنطقة لوضع اليد الأمريكية على المعابر الحدودية(التنف وغيرها) ومن ثم الانتشار و تحقيق الاتصال مع قوات عربية عميلة (موالية لهم جنوب شرق سوريا- كما يعتقدون-)، تطوق مع القوات الكردية في شمال شرق سورية في منطقة الشدادي، منطاق سيطرة داعش لاسقاط المنطقة بالكامل ووضع اليد الأمريكية والعميلة لها عليها.
ولا يخفى على أحد أن الغاية الاستراتيجية هي تتمثل - بالاعتماد على العشائر في سورية والعراق- لوضع معالم جديدة للحدود أمام أي محاولة إيرانية أو سورية لفتح الطريق مجدداً من بيروت إلى دمشق فبغداد فطهران، خصوصاً أن محاولة جرت لتحريك قوات العشائر العراقية، في راوة والانبار.
تفاصيل الهجوم الفاشل في محيط البوكمال:
-
انها الخامسة والربع فجرا : طائرات “هيروكوليس سي 130” أميركية تقلع من قاعدة الأزرق في الأردن لتلقي بالمظلات حوالى بقرابة 200 من وحدات ما يسمى جيش سورية الجديد ومعهم ربما بعض ضباط القوات الخاصة الأردنية خلف خطوط داعش بالتحديد قرب مطار الحمدان الزراعي في محيط “البوكمال” : جنوب غرب (قرب الجدار النباتي الأخضر الذي يحمي البوكمال من زوابع البادية الرملية) - وهو ما اعلنوا عنه على انه انزال خلف خطوط العدو في محيط البوكمال
-
ثلاث ساعات فقط أمضوها على الأرض بعد إنزالهم بالمظلات تم ذلك تحت حماية الطوافات الأميركية التي لم تتوقف عن إرسال صواريخها والتمهيد الناري، تقدمت القوة بمواكبة مجموعة من 20 مستشاراً أجنبياً، غالبيتهم من الأردن، شاركوا منذ تشرين الماضي بتدريبهم على تنفيذ هذا النوع من العمليات في كلية عبد الله الثاني للقوات الخاصة تم التدريب ، برفقة أميركيين وبريطانيين، قد يكونون فضلوا البقاء في الأردن والعراق، بسبب حاجز اللغة، لمتابعة الهجوم عن بعد وإدارته من غرفة العمليات.
-
عند الثامنة والنصف صباحا تجمعت القوة في مطار الحمدان الترابي، على أطراف المدينة لاتخاذه مقرا للعمليات. لكن أحداً من الجوار العشائري لن يأتي لملاقاتهم أو مؤازرتهم في الهجوم على البوكمال لقد كانت قراءة خاطئة ورطهم فيها عملاء ما يسمى جيش سوريا الجديد وعملاء الاستخبارات الأمريكية متوهمين ان ابناء وعشائر البوكمال سيقفون الى جانبهم مجرد ظهرت طلائع قواتهم (المحررة) تطأ بأقدامها أرض البادية ,, فما حصل ؟؟!!
-
ربع القوة المظلية أبيدت بعد ساعات. 40 قتيلاً و15 أسيراً، وعشرات المفقودين من أصل 200 مقاتل. ثلاث ساعات فقط أمضوها على الأرض بعد إنزالهم بالمظلات وبعدها تلاشوا بين قتيل وأسير ومفقود
-
وكان ارهابيو البغدادي قبل ساعات فقط من الإنزال الجوي، قد ذبحوا شبكة التجسس والاستطلاع المحلية الهزيلة التي تبدو مصدر المعلومات الأساسي للمهاجمين. أربعة شبان لا خبرة لهم: بائع شحاطات، ومالك مكتب انترنت، وعامل صندوق في مخزن أغذية، وطالب جامعي. ووزع التنظيم الارهابي صور رؤوسهم المقطوعة، بينما كانت تنفتح في فضاء الفرات والبادية مظلات الهابطين من «الهيركوليس» الأميركية.
والهزيمة تبدو مضاعفة، لا سيما أن الأميركيين وضعوا في «جيش سوريا الجديد» العميل كل إمكانياتهم التي لم يسبق لهم أن وضعوها في أي من «المجموعات المعتدلة» التي استثمروا فيها من دون حساب أكثر من نصف مليار دولار بموجب برامج وكالة الاستخبارات الأميركية (سي اي ايه) والبنتاغون خلال الأعوام الماضية
وهكذا يلاقي ما يسمى «جيش سوريا الجديد» مصير ما يسمى المجموعات «المعتدلة» الأخرى التي سبقته في التحالف مع الأمريكي لتفتيت سورية ، بدءاً من ارهابيي «جبهة ثوار سوريا»، إلى ارهابيي «حركة حزم»، فـما يسمى «الفرقة 30»، فـما يسمى «الجيش الحر»
فهل يتعط العملاء.. وهل يتعظ الأمريكيون في أن لعنة سورية ولعنة العراق ستظل تلاحقهم وتودي بهم من فشل الى فشل..
لن يحرر سورية من قبضة الارهاب الا أبناؤها من حماة الديار وحلفائها الصادقين
وستبقى حرة موحدة برغم أنف العملاء والارهابيين ومشغليهم
خاص سيريا-ان (شبكة آرام الاخبارية)/ د. ليندا نجار