باعتراف كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تتواجد قوات برية لهما على الأرض السورية وبشكل غير شرعي وحجتهما في ذلك المعارك الجارية شمال سوريا، ومحاربة داعش الارهابي لتكون داعش حصان طروادة الذي بحجته يمكن دخول سورية دون استئذان ويمكن دفع الأكراد باتجاه احتلال مناطق من التراب السوري الموحد بحجة تحرير ذلك التراب من داعش .. وآخر ما تكشف الآن هو الوجود الفرنسي ورغبته بانشاء قاعدة عسكرية في عين العرب .
آخر أشكال التدخل الأمريكي في سوريا كان في إعلان وزراة الدفاع الأمريكية عن مساندة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" بشن أكثر من مئة غارة في محيط مدينة منبج، قبل أن تعلن القوات سيطرتها الكاملة على المدينة.
وتبرز إلى جانب معركة منبج، معركة الرقة التي تتجلى أولى مراحلها في تحرير مدينة الطبقة من داعش، حيث يتسابق إلى دخول المدينة كل من الجيش السوري بدعم من رجال المقاومة والذي انطلق من محور خناصر جنوب حلب، و"قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من أمريكا من جهة "عين عيسى" في ريف الرقة الشمالي، وقد حقق الطرفان تقدماً ملحوظاً لا سيما الجيش السوري الذي وصل إلى مفترق (الطبقة – الرصافة – إثريا) وأصبح على بعد 4 كيلومترات من قرية صفيان وأقل من 20 كيلومتر من مطار الطبقة العسكري إضافة لفرض سيطرته على محطة ضخ النفط ومحطة كهرباء الطبقة بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم "داعش"، في حين أعلن المتحدث باسم ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية السيطرة الكاملة على مدينة منبج بعد قطع طريق (منبج – الغندورة) شمال غربي المدينة.
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عن تأييدها للتقدم الذي يحرزه الجيش السوري بدعم من القوات الروسية في الشمال مؤكدة عدم وجود تنسيق في العمليات العسكرية مع الجيش السوري والطائرات الروسية، إلا أن اللافت في التصريحات الأمريكية، أنها أكدت خشيةً من إمكانية حصول صدام بين القوات السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" في ريف الرقة.
ويكشف التصريح الأخير لوزراة الدفاع الأمريكية، عن نوايا أمريكية لخلق صراع جديد بين الجيش السوري من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى خاصة وأن الطرفين يقتربان كثيرا من السيطرة على مدينة الطبقة غرب الرقة، ما يعزز فكرة سعي الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها بريطانيا وفرنسا إلى تقسيم سوريا إلى فيدرالية عبر إحداث صراعات بين مكونات الشعب السوري واستغلال أكراد سوريا لتحقيق هدف التقسيم وإنشاء قواعد عسكرية لها شمال البلاد.
ويبقى اللغز الأكبر هو هل تحرك الأكراد في الشمال السوري بالدعم الغربي .. سيهدد تركيا؟؟ أم أنه موجه ضد سورية فقط
من حيث المبدأ تركيا دولة ناتو وتحتفظ بعلاقات وثيقة بالكيان الصهيوني ودور أردوغان والعدالة والتنمية وحزب الأخوان المسلمين العالمي الذي مقره تركية في أحداث ما يسمى الربيع العربي بدءا بليبيا وانتهاء بسورية مرورا بمصر هو أوضح من الحاجة للشرح أو التفصيل فيه .. ولن يكون الغرب ضد تركية لأنه اكتشف ان أردوغان يدعم داعش أولا لأن الغرب نفسه هو من خلق داعش وثانيا ان كانت داعش الآن ورقة محترقة يريد الغرب فعلا توجيهها باتجاه آخر بعيدا عن سورية والعراق نحو الجزائر أو نحو القوقاز وان كان الغرب يجد أردوغان لم يعد مطيعا لارادته فانه من السهل التخلص منه بدعم اتقلاب عسكري ضده كما جرت العادة غير مرة في تركية..
نخلص الى القول أن الخطة الأطلسية هي اقامة دولة للأكراد في الشمال السوري بطريقة لا تؤذي تركية .. ونذكر هنا بأن الخطة مرسومة منذ اتفاق لانكستر هاوس بين فرنسا وبريطانيا في نوفمبر 2010 اي قبل أحداث الربيع العربي وكان في ملحقات الاتفاق السرية مهاجمة ليبيا وسورية في العام التالي اي 2011 وفعلا تم الهجوم على ليبيا قبل موعده المقرر بالاتفاق بيومين بينما تأجل الهجوم على سورية بسبب التردد الأمريكي واضطراره لمراجعة الحسابات .. نعود الى رابط مقالة لنا نشرت على ارام بريس في 27 نوفمبر 2015 : http://arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=355 بعنوان( دولة للأكراد عام 2016 في سورية أحد أخطر أهداف التدخل العسكري الفرنسي) وذكرنا فيها كيف تقدم الفرنسي نحو التركي في عام 2011 بمعاهدة سرية وقع عليها عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية آنذاك آلان جوبه, وعن التركي أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركية آنذاك حول قيام دولة كردية بمباركة تركية في الشرق والشمال السوري .. تكون بمثابة المنفى للأكراد الاتراك الذين يناهضون حكم أردوغان( اي أنصارحزب العمال الكردستاني حزب أوجلان)
بتاريخ 31 تشرين أول اكتوبر 2014 يعقد في قصر الاليزيه، اجتماع سري بين الرئيسين، الفرنسي أولاند، والتركي أردوغان يحضره الخائن صالح مسلم ويتم في قبول مسلم بالخطة الفرنسية التركية السرية بانشاء كيان كردي مستقل في سورية بعيد عن الحدود التركية تمهيدا ليقوم أردوغان لاحقا و في الوقت المناسب بتهجير جماعة أوجلان وأنصاره في تركيا الى ذلك الكيان الكردي الهزيل وبذلك يحل أردوغان مشكلة الأكراد التي تقض مضجعه بطريقة ال Transfer متشبها في مخططه او في حلمه بقادة الليكود في الكيان الصهيوني الذين يحلمون بترحيل العرب من فلسطين ال 48 واعلان يهودية الدولة.. نعرف صالح مسلم بأنه يتزعم احد التيارين في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبينما آسيا عبدالله الزعيمة الثانية تؤمن بأحقية الأكراد الأتراك في تحصيل حقوقهم في تركيا بما فيها اقامة حكم ذاتي فيها فان صالح مسلم يبدو أنه على النقيض منها يعمل بأوامر غربية وأردوغانية .. ويرضخ لاملاءاتهم الهادفة الى تفتيت سورية
وذكرنا أيضا في تلك المقالة أيضا كيف انشأت الاستخبارات الامريكية في منتصف اكتوبر تشرين الاول عام 2015، ردا على الحملة الروسية ضد الارهابيين المتطرفين، ) مايسمى "القوى الديمقراطية السورية"، ويتم تقديمها كتحالف بين الأكراد السوريين, و"الارهابيين المتمردين". وذكرنا في المقالة أيضا كيف قرر الأكراد السوريون في العام المنصرم "أكردة" الأراضي في شمال سورية, باحتلال منازل المواطنين من غير الأكراد, ويبعثون برسائل تهديد إلى المدارس تحثهم على الاستغناء عن المعلمين العرب, لصالح مدرسين أكراد من أجل تعليم كردي حصرا. . من هنا كانت قراءتنا أكثر من واضحة ان الامور تحضر نحو اقامة دولة كردية عام 2016 .. في سورية
يقوم أردوغان من جانبه في الأسابيع الأخيرة و بشكل ممنهج ومتواصل على حث قوى الأمن والجيش التركي على قمع واضطهاد سكان مناطق كردية قريبة من الحدود السورية مؤيدة لحزب العمال الكردستاني وصلت الى حد العمليات العسكرية التركية الواسعة حيث دمرت قرى كردية بالكامل لنشر الرعب في قلوب سكان بلدات أخرى .. كل ذلك يسير وفق مخطط التهجير المستمر بالآلاف وغايته اخلاء المنطقة لتسليم الأراضي والمنازل في المناطق الكردية الحدودية الى غير الأكراد من الأتراك وفي ذلك تغيير ديموغرافي خطير ويوضح لنا عمق المؤامرة وانها تستهدف سورية فقط
يعي الروسي جيدا الآن بعد اتضاح تصريحات قادة وحدات ما يسمى قوات سورية الديمقراطية وقادة حزب الاتحاد الديمقراطي أنها ليست وطنية في تحركها وانها عميلة للغرب بالمطلق وأنها تسعى لتحرير الرقة لضمها والانفصال فيها مع منطقة الجزيرة عن الوطن الأم سورية .. وأن تقوية هذه المجموعات العميلة لن تساهم اضعاف تركية كما يبو للوهلة الأولى لأن مخططات سرية واتفاقات وتعهدات سبقت تشكيل تلك القوات ..
خاص سيريا -ان ( شبكة آرام الاخبارية)/ الاعلامية د. ليندا نجار