اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن إعلان واشنطن عن هجمات إرهابية محتملة على روسيا كشف عن وجود "الدولية الإرهابية" التابعة للولايات المتحدة في سوريا.
رأت وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن أقرت بأن جماعات المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية تمثل في الحقيقة "الدولية الإرهابية". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، وجه تحذيرا مبطنا قال فيه إنه من الممكن أن يفقد سلاح الجو الروسي طائرات في سوريا، ويعود عسكريون روس إلى الوطن من سوريا في "أكياس الجثث"، ويمكن أن تتعرض مدن روسية لهجمات إرهابية في حال رفضت روسيا التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا (أي رفضت أن تساعد الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها في سوريا).
وفي تعليق على تصريح لجون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية حذر فيه روسيا من تعاظم خسائرها، "وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها" في سوريا، قال إيغور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: "لقد رفعت الأقنعة ايها السادة!". وأضاف: إنني على يقين تام بأن جون كيربي الذي خلع البزة العسكرية مؤخرا وارتدى زي الناطق باسم الخارجية الأمريكية، يدرك تماما الآثار التي ستترتب على تصريحه.فالعبارات الصادرة عن كيربي اعتراف أمريكي صريح بأن جميع ما يسمى بالمعارضة السورية التي "تخوض" حربا أهلية في سوريا، ليست إلا حشدا إرهابيا دوليا خاضعا لإمرة واشنطن.
وتابع كوناشينكوف: وفي ما يتعلق بما أشار إليه كيربي حول عودة عسكريينا جثثا في الأكياس، واستهداف طائراتنا في سوريا، أقول: نحن على علم كامل بعدد من تسميهم واشنطن بـ"الخبراء" في سوريا عموما، وفي محافظة حلب حصرا، ولا يخفى علينا أنهم يعكفون هناك على وضع خطط العمليات العسكرية ويشرفون على تنفيذها.وأضاف كوناشينكوف قائلا: "في حال بذلت محاولة لتنفيذ التهديدات ضد روسيا وعسكرييها في سوريا، فإن الارهابيين لن يعثروا حينها على الأكياس لوضع أشلائهم فيها، ولن يتسنى لهم الهروب من هناك.
وختم كوناشينكوف بالقول: نجدد التأكيد مرة أخرى على استعدادنا التام لمواصلة الحوار مع الجانب الأمريكي وصياغة الخطوات المشتركة لمكافحة الإرهاب في سوريا، فيما ذلك يتطلب استثناء أي تلميح بتهديد عسكريينا ومواطنينا. نحن لا نساوم على أمن وسلامة مواطنينا أينما كانوا في العالم، حيث أن حمايتهم على رأس أولوياتنا.
الى ذلك أعلن توني بلينكن مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن الرئيس باراك أوباما طلب من جميع وكالات الأمن القومي الأمريكي بحث كافة الخيارات بخصوص سوريا، التي تراجع الآن بنشاط كبير, حيث اتهم بلينكن خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي الخميس 29 سبتمبر/أيلول، موسكو ودمشق بإلغاء اتفاق الهدنة، الذي تم التوصل إليه في جنيف. وأضاف بلينكن أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات السورية وروسيا "باتت تهدد بتقويض المبادرة الحالية"، المعدة في جنيف، وبالتالي تدمير "أفضل أفق لإنهاء الحرب الأهلية"، قائلا: "نحن ندرس خيارات أخرى للتوصل إلى هدفنا المتمثل في إنهاء الحرب الأهلية وبداية التحول السياسي (الحكومة الجديدة) في سوريا"، دون الخوض في التفاصيل.
ووفقا لبلينكن، فإن واشنطن لا تزال تحافظ على علاقات وثيقة مع المعارضة السورية المعتدلة لدعم قدرتها على البقاء.