يشهد الريف الغربي لمدينة السلمية من بداية السنة الجديدة، هجمات عنيفة وعشرات الخروقات لإرهابيي "جبهة النصرة" وإرهابيي "الجبهة الإسلامية" في منطقة السطحيات وقرى تل الدرة ومحيطها، هذه القرية التي تأوي حوالي 13 ألف شخص، وقدمت حتى الآن ما يقارب 200 من أبنائها بتضحيات الدفاع عن الأرض عبر مساحات البلاد كافة، غير الذين قدموا دماءهم على حدود القرية في عشرات الهجمات الإرهابية.
وآخرهم كان أكبرهم، "عبد العزيز وسوف" المسن ذو السبعين سنة والذي قدم روحه على حدود القرية في الهجوم الأخير قبل أيام قليلة جراء هجوم إرهابيي الجبهة الإسلامية على نقاط تمركز قوات الدفاع الوطني والشعبي على حدود القرية.
وتحدثت مصادر أهلية من قرية تل الدرة لـ"سبوتنيك"، "أن القرية تشهد حالة استنفار كامل وخصوصا في الفترة الأخيرة بعد تقدم الجيش وتحريره لعدة قرى هامة على طرق إمداد المسلحين على محور نهر العاصي، وفي آخر هجوم للإرهابيين على نقاط تمركز الجيش، حيث تمكنت القوات من قتل 12 إرهابيا، خلال الهجوم ارتقى "العم أبو شادي" كما يصفونه، أثناء تلبيته للواجب للتصدي بوجه الإرهابيين الطامعين بقريته تل الدرة.
ووصفت المصادر الأهلية، أن "العم أبو شادي"، كان قد انتسب لقوات الدفاع الوطني في قريته بداية اندلاع الاشتباكات والخطر الذي هدد قريته تل الدرة وسلمية بشكل عام، غير أن كل أهالي القرية لا يمر يوم إلا ويرونه يتنقل من جبهة إلى أخرى عبر دراجته الهوائية وبدلته العسكرية التي بقي يدافع عن أرضه وهو يرتديها لسنوات عدة".
كتب الدكتور "إبراهيم وردة" أحد أطباء القرية على صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن "أبو شادي"، "عبد العزيز وسوف شهيد تل درة بلدتي اليوم يتميز عن كل الشهداء وإن كان يشبه شهداء سورية جميعا، هل سيصبح رمزا وطنيا من رموز التحرر لسورية الوطن، هل ستنصب له بلدية تل درة تمثالا في ساحتها العامة يوما، في ساحة الأبطال الذين حاربوا الأتراك والفرنسيين والإسرائيليين وكل عصابات الحرب القذرة الحالية أقصد ساحة القرية التي علمت نصف ريف سوريا القراءة والكتابة والعلوم وطردت الأمية مبكرا وكانت الرقم الثاني عام 1985 في سورية بنسبة المتعلمين فيها".
"وتمثالا يحمل وجه مغوارها شهيد اليوم الذي حرر ورفاقه مرصد جبل الشيخ، ابن السبعين المرابض على حدودها يوميا ليدافع عنها في وجه الإرهابيين القتلة المجرمين من جبهة "النصرة" وعصابات أردوغان التركمانية العصمللية، الشهيد عبد العزيز وسوف البطل، المقاتل، النمر القوي الشرس في جبل الشيخ، مغوارا في أول إنزال جوي يلامس أرض الوطن المحتلة ويفتح أبواب تحصينات مرصد جبل الشيخ الإسرائيلي ويحرره، ينزل ورفاقه علم الكيان الإسرائيلي ويرفع علم سورية عاليا في صورة عزّ لا تنسى هي الأولى في تاريخ سورية الحديث عام 1973 في حرب تشرين/أكتوبر".
ويشار إلى أن مدينة السلمية بريفها الواسع، ما تزال عرضه لهجمات المجموعات الإرهابية بكافة فصائلها من سنين فصائل الجيش الحر وصولاً لإرهابيي "جبهة النصرة" وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، ويعد الريف الشرقي لمدينة السلمية المتصل بالبادية السورية الممتد نحو معقل تنظيم "داعش" الإرهابي، يعد من أكثر الأرياف سخونة جراء حدية الاشتباكات الدائمة بين قوات الجيش السوري والقوات الشعبية المرابطة والتي تتصدى عبر السنين لهجمات "داعش" الإرهابي.
سلمية — خالد الخطيب /سبوتنيك
موقع آرام بريس بدوره يضم صوته الى صوت الدكتور ابراهيم وردة ويطلب المعنيين أن ليكون للشهيد البطل نصبا تذكاريا يخلّد بطولاته مرحلتين عاشهما البطل المغوار واستبسل فيهما حتى ارتقى شهيدا.. العدو في الحالين هو ذاته .. هذا ما أدركه الشهيد البطل ابن السبعين عاما