لم يطغِ صوت الصواريخ التي أطلقها الاسرائيليون على مطار المزة العسكري المتاخم لمدينة دمشق في الدقائق الأولى من فجر الجمعة الثالث عشر من كانون الثاني 2016 لم يطغِ على جلبة المعارك المعقدة التي استمرت خلال الليل وحتى صباح الجمعة في وادي بردى قرب مياه نبع الفيجة المتدفقة في مجراها دون أن تصل إلى شفاه السكان.
هاشتاغ سيريا ــ خاص
لابد من الانتباه إلى الترابط الواضح بين العمليات العسكرية المستمرة في وادي بردى وبين حدثين آخرين هما التفجير الانتحاري في كفر سوسة والقصف الاسرائيلي لمطار المزة العسكري، وكأن الصواريخ الاسرائيلية المتساقطة على طرف دمشق الجنوبي الغربي حيث يقع المطار كانت تريد في منتصف ليل الخميس/ الجمعة التخفيف وطأة العمل العسكري للجيش السوري المتسارع عند بسيمة وعين الخضراة وعين الفيجة، إلا أنها لم تستطع، فالذين يقطنون هناك قالوا لهاشتاغ سيريا إن هجمات الجيش السوري لم تتوقف بعد ضرب المطار، بل على العكس ازدادت حدتها، وظل القصف الذي يستهدف المجموعات المسلحة يسمع إلى أن أشرقت شمس الجمعة !
الترابط العملياتي بين التطورات في عين الفيجة والهجمات الاسرائيلية في مطار المزة وتفجير كفر سوسة الانتحاري، أشار إليه الناطق العسكري السوري، وتحدثت عنه وجهات نظر مؤيدة للدولة السورية، وطرحت أسئلة كثيرة من نوع توقيته عشية اجتماع أستانة للحوار السوري وكأنه محاولة إسرائيلية للتذكير بدورها وبأهمية ماتراه هي من مستقبل لنهاية هذه الحرب التي أرادتها لاخراج سورية من الصراع وفكفكة محمور المقاومة ….
واليوم يجد المحلل السياسي أمامه على الطاولة كل هذه المعطيات في وقت تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة الكازاخية أستانة لتعرف ما الذي سيجري بعد عشرة أيام بالضبط بين أطراف الحوار، أو على نحو أدق لتعرف هل ستتمكن أستانة من وضع النقاط على الحروف الضائعة في لعبة الحرب السورية ، وإذا وضعت هذه النقاط في مكانها ماهي حصة حروف اللعبة الاسرائيلية في المنطقة؟!
ومن الطبيعي هنا أن يسأل السوريون عن العين الروسية إذا ما كانت أغمضت عن ضربات الصواريخ الاسرائيلية على المطار، وكالعادة، لايأتي الجواب، لأن اسرائيل اعتادت في كل الحقبة الماضية من تاريخها العدواني أن تكون مستثناة بإلا، وهو استثناء مرده إلى التداخل الصهيوني في كل كواليس كل الساحات الدولية، مهما كانت قوة استقلالها.
وهنا لابد من التعريج قليلا على سؤال حول مصير المياه العذبة، ومعنى التلكؤ العملياتي للمجموعات المسلحة في تسليم النبع للدولة السورية، فمن السخف تصديق إداء المجموعات المسلحة أن الجيش هو الذي أعاق عمل وفد التفاوض، فمن الواضح أن المياه ورغم حساسيتها الانسانية، ومعاني قطعها عن السكان واعتبارها جريمة حرب .. إن هذه المياه ارتدت لبوس التفاوض الأكبر، أي الاقليمي، كله فلعلها تحقق شيئا في البعد الاقليمي، وهنا يسأل كثيرون :
هل لتركيا دور في مسألة مياه دمشق ؟
هل للسعودية دور فيها؟ ثم هل يمكن للدولة السورية أن تقدم تنازلات على هذا الصعيد ؟
لم يعد ثمة وقت للتفكير في الموضوع والاجابة على هذه الأسئلة لأن الجيش السوري تجاوز بلدة بسيمة باتجاه بلدتي عين الخضرة وعين الفيجة حيث يوجد النبع، ولن يتوقف إلا بعد أن يحقق هدفه، وهذا الاصرار عند الجيش كان واضحا خلال الساعات الثمان والأربعين الماضية ولذلك كان يفترض أن يفهم الكثيرون أبعاد الضربة الاسرائيلية وتوقيتها..
إذن نحن على عتبة مستجدات أكبر ، فمن يعرف إلى أي طريق تتجه التوقعات ؟!
القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية تصرح ..
شارك في العدوان الجوي الصهيوني ثلاث طائرات واحدة منها اساسية واثنتان للمساندة الجوية حيث أقلعت الطائرات من مطار بن غوريون في تمام الساعة 12:17 وقد قام السرب بعملية التفاف من جهة لبنان ثم دخلت الأجواء السورية وأطلقت ثلاث صواريخ موجهة في محيط مطار المزة العسكري ، ثم اتجهت الى الشمال الغربي ونفذت اربع غارات متتالية وغادرت نحو اجواء فلسطين المحتلة هذا ولم تصدر أي أوامر عسكرية بالتعامل مع الطائرات المذكورة. والجدير بالذكر انها المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات من هذا الطراز في المنطقة.