تحقق القوات السورية العاملة في جبهة ريف حماة نجاحات ميدانية هامة وسريعة، حيث باتت على قرب من استعادة كافة المناطق التي خسرتها قبل شهر، بل ومن المرجح توسيع سيطرتها لتطال معاقل بارزة للجماعات الارهابية في المنطقة التي شهدت خلافات دموية بين مقاتلي "جند الأقصى" وآخرين يتبعون لحركة "أحرار الشام".
وثبت الجيش السوري سيطرته، اليوم الثلاثاء، على قريتي كوكب وكبارية الاستراتيجيتين، واللتين تفسحان المجال له نحو إسقاط مناطق إضافية في ريف حماة الشمالي أهمها صوران ومعان غربا. وحول الهجوم الذي شنته قوات خاصة من الجيش السوري، قال مصدر ميداني لمراسل "سبوتنيك"، إن التقدم الذي أحرزه الجيش السوري اليوم يقع في إطار مجموعة أهداف لم تكتمل بعد ولن يكون لها نطاق جغرافي محدد، وقد أسفرت العملية منذ بدئها قبل أيام عن تحرير 14 بلدة، أعادت الخريطة الميدانية لما كانت علية منذ أشهر، وأفشل أهداف الهجوم الكبير الذي أطلق عليه معركة "مروان الحديد" اتحدت به كافة الفصائل المسلحة في ريف حماة لقتال الجيش السوري. وبيّن المصدر أن وحدات الجيش ألحقت خلال تقدمها في بلدة كوكب خسائر كبيرة بالمسلحين، وقد بلغ عدد القتلى أكثر من 27 مسلحا، إضافة لعشرات الجرحى نقلوا إلى مناطق مجاورة عبر شاحنات صغيرة. كما أسفرت الرمايات النارية والصواريخ الموجهة عن تدمير 4 سيارات مزودة برشاشات ودبابة، في حين وجهت المروحيات الحربية الروسية ضربات مركزة على مقرات المسلحين داخل البلدة لتتقدم بعدها الوحدات المهاجمة وتسيطر على كامل البلدة. وكانت وحدات الجيش قد سيطرت، مساء أمس، على بلدة "الكبارية"، وبدأت بنشر المرابط المدفعية والرشاشات المتوسطة على نقاط داخلها بغية ضرب مواقع المسلحين في بلدة معان وتل بزام و صوران وعطشان وتل سكيك. ويشار إلى أن نيران الجيش السوري موجهة بشكل مباشر نحو بلدتي معان وصوران ومن المتوقع إسقاطها خلال أيام قليلة.
كما تصدت وحدات الجيش السوري ومجموعات الدفاع الوطني لهجوم كبير شنته فصائل مسلحة على مواقع له بمحيط "كنسبا" بريف اللاذقية، بعد أن أطلقت ما يسمى معركة "عاشوراء" والتي تهدف إلى تحرير كامل جبل الأكراد في الجهة الشمالية الشرقية.
وبدأت الجماعات المسلحة المدعومة بالمقاتلين التركستانيين هجومها، مساء أمس، عبر إطلاقها وابل من القذائف المتفجرة والصواريخ الموجهة، والتي طالت مواقع الجيش السوري في المنطقة القريبة بلدة "كباني"، حيث سقطت معظمها على قلعتي شلف وطوبال وتلة الملك. وأكد قائد ميداني في الدفاع الوطني أن هجوم المسلحين دام لساعات وتم احتواءه بالكامل، وقد فشل ولم يحقق أي مكاسب ميدانية وبقيت خريطة السيطرة على حالها، حيث كبدت القوات السورية المتمركزة في خطوط الاشتباك الأمامية المسلحين خسائر كبيرة ومازالت جثثهم تملأ المنطقة. فيما نشط الطيران الحربي الروسي السوري لمنع المسلحين من التقدم واستقدام الدعم من الخطوط الخلفية القريبة من ريف إدلب واستهدف تجمعاً كبيراً لهم في(كتف رجوب، سندو، تلة حمدو)، وقتل العشرات من المهاجمين، كما لازمت القواعد النارية التابعة للجيش السوري المعركة ووجهت الضربات الكثيفة على محاور الهجوم من الرشاشات المتوسطة والمدفعية الثقيلة. وتسعى الجماعات المسلحة التابعة لـ"جبهة النصرة" لتغطية خسائرها الميدانية في كافة الجبهات، والتعتيم على اقتتالها الداخلي عبر فتح معركة جديدة في ريف اللاذقية الهام والمرتبط بشكل كبير مع ريف حماة، والذي يشهد مواجهات عنيفة وتقدم ميداني واسع لطلائع الجيش السوري في معظم المناطق التي خسرها قبل قرابة الشهر