الاعلامي عمار عوض...سوق الهال واللحوم بدمشق في زمن الكورونا كوفيد 19.... استهتار وعمالة اطفال وقذارة.... !!!!!
بداية تود ادارة التحرير التنويه , ان هذا التقرير الذي أعده زميلنا الاعلامي عمار عوض قد تم بتاريخ 26 من شهر نيسان الماضي عن سوق الهال وسوق اللحوم بدمشق واثرنا التاخر بنشره ضمن موقعنا لاننا كنا نراقب عن كثب ونأمل ان يحدث تغيير ما في واقع سوق الهال وسوق اللحوم بدمشق ولكن عبثا فالحال مازال على ماهو عليه بل ويتجه الى الاسوأ.......نرجو منكم متابعة روابط الفيديوهات المرفقة والموجودة على قناتنا على يوتيوب..... تابعونا.....
حزينٌ باتَ عندما بَدا في أعين زواره على عُروشِهِ خاوياً.... لم تعهده دمشق على هذه الحال من البؤس كما لم يعهدها هو .... فلا ثماره تستطيع أن تبشر بفصول غوطتنا الجميل, ولا زواره على اغتنام ثماره قادرين ..... حتى تلك الأصوات التي كانت تصدح من أركانه لتجلب الزوار للتذوق و الشراء أصابها الهرم بين ليلة و ضحاها و باتت قصيدة صامتة مرسومة على الوجوه كفيلة لتجعل المتوسم يعرف الإجابة دون السؤال .
وحدها الشكوى لغير الله مذلة.... يصيح عجوز سبعيني وقد اختلطت عبراته بذلك الصوت المتحشرج الصاعد من ثنايا الزمن الغابر المليء بالذكريات يختزنها في صدره....
من هو الحزين حقاً...أنا أم الأيام أم.......الوطن ...؟"..... أكيد إنه الوطن ، ولا شك بذلك .... فالجراح أثخنته و هي تغور في الأعماق في رحلة بؤس يرسمها الحبيب و الابن و الصديق قبل ...العدو .
ثلاث جائحاتٍ باتت وجهاً لوجه مع من صَبَر و احتَسَب...
تراجع أصاب العملة الوطنية..يتلوه تراجع وتراجع حتى بات المواطن يتقاضى دخله الشهري بعد طول صبر و عناء و يخرجه ممزوجاً بالدموع و الألم وقد رسمته ليبرالية غربية اقتصادية و بأيدٍ وطنية بحجة طغيان اللون الأخضر على كل الألوان تحت مسمى سعر صرف هذا الأخضر اللعين .
قليل من الشرود كفيل بنقلك إلى عالم الرعب....
كيف لا و ال COVID 19 اجتاح الخطوط الحمراء وكل المحرمات عند البشر وصولاً إلى غرف نومهم في لحظة استسلام من الجميع و مكابرة لأمواج بحر من مقولات خدرت العقول و حولتها إلى خبط عشواء و هي تعلق ما أصابها على شماعة القدرية و الانتقام الإلهي ب: (لكل أجل كتاب) تارةً أو على مؤامرة كونية تارةً أُخرى .
هذا ولم نتطرق إلى حالة استغلال الوقت الضائع أو اللعب بالبيضة و الحجر التي إمتهنها من غرهم سذاجة البسطاء و ضعفهم بالإضافة إلى دعم بعض أصحاب القرار من هواة أكل لحوم البشر و شرب دمائهم .
لم يبق َ أحد على وجه البسيطة إلا و دان لسمعه رجع الصدى من دول ما يسمى زورا ً الربيع العربي على وجه العموم ومن سورية على وجه الخصوص ....
و هو ما جعل القَدَّرِيَة تتجلى بأجمل معانيها و أسرارها عندما يصل المواطن إلى نهاية الشهر و هو على قيد الحياة و قد تداركته محاسن الصُدَف ليدخل في معركة جديدة لشهر جديد حفاظاً على قوته و قوت أبنائه اليومي .
هنا يقف منتصباً و مصفقاً ذلك الأحد و أقرانه من الأحدات المنتشرة على ثرى المعمورة ذهولاً و احتراماً لطبيعة و جبروت المواطن السوري .
الساعة الثانية ظهر يوم الأحد 26/إبريل/ 2020
ثالث أيام شهر رمضان المبارك ، ولكن قلة عدد رواد سوق الهال وسط العاصمة دمشق من المواطنين تكاد تمحو من الذاكرة طقوس و ذكريات و تفاصيل هذا الشهر الكريم ..
السبب في ذلك بالطبع هو الارتفاع الكبير في أسعار المواد الاستهلاكية الذي لا يخضع لضوابط تموينية بدليل ما نشهده بأم العين .
نسأل التاجر عن سبب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ليس بين ليلة و ضحاها بل بين ساعة و أختها ، فيجيب بأن السبب هو عملية العرض و الطلب ...
.
الملفت للانتباه أن جُلَّ تجار سوق الهال أصابهم سهم نظرية العرض و الطلب و اعتبروها حجة تخفف عنهم لعنة الدولار و سعر صرفه علماً بأن ما رُسِمَ على مُحَياهم يوحي بأن قوت يومهم بالدولار و بأنهم أجهل الناس بنظرية العرض و الطلب التي توحدوا جميعهم من باب سوق الهال إلى محرابه للتشدق بها و بأفكار آدم سميث و رأس ماله .
هذا الجهل دفعهم أيضاً لتجاهل وزارة حماية المستهلك ومديريات التموين و كأنها غير موجودة على أرض الواقع و هو ما أصاب الحفيظة بمقتل لاسيما و أن خيرات سوق الهال تصل في هذا الوقت إلى أغلب البلدان المستوردة و بأسعارٍ أرخص من تلك التي تكاد أن تقضي على المواطن السوري بارتفاعها الجنوني ..
نتابع السير قليلاً في أروقة السوق عسى أن نجد ما يثلج الصدور ، و لكن هيهات ثم هيهات ...أكثر ما يلفت الانتباه هو عدم وجود أي مظهر من مظاهر توخي الحيطة و الحذر تجاه و باء الكورونا المنتشر . فلا نجد من يضع قناعاً واقياً على الفم و الأنف ولا من يرتدي الأكف المطاطية ناهيك عن انعدام مسافة الأمان الصحي بين المواطنين .
بالطبع هذا إن دل على شيئ فإنما يدل ليس على قلة الوعي فحسب بل على الإستخفاف بقرارات خلية الأزمة المتابعة لهذه الجائحة الوبائية القاتلة ، ومن جهة أخرى عدم وجود جهة مسؤولة تتصرف بما يليق بمستوى المُصاب و الحدث .
لا حاجة لتدقيق النظر في أرجاء السوق.....فالجريمة التي ترتكب بحق الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر واضحة للعيان.....في غياب واضح لمسؤوليات وزارة الشؤون الإجتماعية و العمل . فمن أجل مبلغ 200 ل.س تجد طفلاً لا يتجاوز وزنه 35 كغ يجر عربة وزنها 400 كغ بشكل لا يستوعبه العقل من خلال اللعب على فكرة التوازن ، ولكم أن تتصوروا ما سيحدث إذا اختل التوازن مع هذا الطفل و هو يقطع مسافة 500 م ذهاباً و إياباً و طفولته تسحق تحت أقدام التجار و الزمن الغادر.
تابعوا الفيديو ادناه عن عمالة الاطفال في سوق الهال بدمشق من اجل 200 ليرة سورية يجر الطفل حمولة تصل الى 4 اضعاف او 5 اضعاف وزنه وربما اكثر من ذلك
أما عن سوق اللحوم ....فحدث ولا حرج ، و قد تكون الصورة أكثر بياناً من الكلمة ... لنا أن نتوقع حجم الكارثة الصحية لمجرد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال .... هل يعقل أن نجد تسرب للصرف الصحي فوق أرصفة سوق اللحوم ...؟ هل يعقل أن يتم التخلص من مخلفات سوق اللحوم من عظامٍ و غيرها بهذه الطريقة الغوغائية ....؟
يرجى متابعة الفيديو المرفق الخاص بالقذارة المنتشرة ضمن سوق اللحوم في سوق الهال بدمشق
الصورة ادناه توثق خروج مياه الصرف الصحي الاسنة عبر جدران المحلات والانابيب الى الشارع
المضحك المبكي هو أن كل حالات الاستهتار و اللامسؤولية المنتشرة في أرجاء سوق الهال وسط العاصمة السورية دمشق ليس من باب عدم وجود الإمكانيات بل من باب الاستهتار لمجرد الاستهتار, على صعيد التحكم بسعر المواد الاستهلاكية الأساسية للمواطن وعلى صعيد النظافة العامة فكل هذه القذارة المنتشرة بسوق اللحوم وسوق الهال تشجع على انتشار الاوبئة والحشرات الضارة والقوارض، ناهيك عن استغلال الأطفال في سوق العمل.. إلى الكثير مما هو على شاكلة هذا أو ذاك.
ختاما لا يسعنا القول إلا أن قلة الوعي و الاستخفاف بالقوانين والأنظمة الناظمة سواءً من قبل التاجر أو المواطن أو المسؤول ما هو إلا نتيجة لتراخي الحكومة في أداء واجباتها تحت طائلة المسؤولية التي يجب أن لا يستثنى منها أي مواطن من مواطني الجمهورية العربية السورية مهما علا أو دنا شأنه.
وهنا نسال اين محافظة دمشق ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بل وقبلهم اين وزارة الصحة ولماذا يغيبون عما يحدث في سوق الهال بدمشق؟؟؟؟؟!!!!!!!
يبدو ان ما يحدث في سوق الهال بدمشق من اهمال واستهتار من قبل اصحاب المحلات والتجار والمسؤولين والمواطنين على حد سواء يحدث في اسواق الهال الاخرى في باقي المحافظات مما يتوجب على الجهات المعنية في المحافظات ودوائر الخدمات والصحة الاستنفار الكامل لوضع حد لهذه الممارسات وتطبيق قانون الحماية الصحية واجراءات التعقيم (التي لم نلحظ انها اقتربت من سوق الهال وسوق اللحوم وهذا مثبت بالصور والفيديوهات المرفقة بالمقال) ولو اضطر الامر ان تتم الاستعانة بوزارة الداخلية لتطبيق قانون الحماية الصحية في الاسواق, ليس في زمن كورونا كوفيد 19 فقط بل في كل الاوقات فليس بغير هذا الطريق ....تبنى الأوطان.