لا شيئ يحدث بالصدفة.....لا شيئ يكون كما يبدو عليه........كل شيئ مرتبط ببعضه......ثلاثة عناصر تُكَوِن تصميماً مُغلَقاً غير قابل للدحض ، يجبر البعض إن لم يكن الأغلبية على إمتهان العقل بتقديس الإيمان الأعمى و رفض الدليل .ففي الخارج نجد من يقوم بالتخطيط ضد الداخل و هو العدو الخارجي, وفي الداخل نرى المتآمرين الذين لا يمكن تمييزهم عن المواطنين العاديين و هُم العدو الداخلي .وهناك الأقوياء الذين يتلاعبون بالأحداث من أجل مكاسبهم الخاصة و هُم العدو الأعلى . أما الأقل قُوةً او المستفيدون كالطفيليات ، فيعملون جاهدين على قلب النظام الإجتماعي بصفتهم الدونية, ولا يخفى في هذه الأحوال من يرتدي ثوب الملائكة و يعمل من خلف الكواليس لتحسين العالم و مساعدة الناس, كل ذلك يقودنا إلى مبدأ صهيوني شيطاني يختصر المشهد بكل أبعاده..... مبدأ سَنَّهُ حاخامات " فرسان الهيكل " و أورثوه ل" فرسان المعبد " .
( نحن لا نصنع الأحداث...و إنما نستثمر أخطاء الآخرين ).
بين الفرات و النيل لعنة يدفع ثمنها أبناء هذا الجيل الحاضر دون أن يعرفوا أن دمائهم هي طلاسم التعويذة التي خَطَّها أحفاد يهوياقيم ليشعلوا شمعدانهم على مذبح نبوخذنصر الكلداني . سبعون عاماً من التيه يقابلها سبعون عاماً من الدم والموت والنار والدمار. فلا تقولوا بعد ذلك ...لا ضَرَرَ و لا ضِرار.....
منذ قيام الكيان الإسرائيلي بإحتلال فلسطين عام 1948 بات من الواضح و الجلي أن هذا الكيان هو المتنفذ الخفي و المتحكم الوحيد بأروقة القرار في أغلب دول العالم بما في ذلك المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلسها الدولي وجمعيتها العمومية وصندوق نقدها الدولي ، وذلك من خلال لوبيات ناطقة بإسمه و فارضة و منفذة لقراراته مهما علا أو دنا شأنها .
فبعد الإنتهاء من مشروع إسقاط العراق ، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد New middle East project الذي بشرت به مستشارة الأمن القومي الأمريكي المتصهينة كوندوليزا رايس إبان ولاية جورج بوش الإبن. هذا المشروع أَذِنَ بإنتهاء دور تنظيم القاعدة الذي هو صنيعة أمريكية ، وولادة عدو مصطنع يسمى " جبهة النصرة " بإشراف ال CIA . فقد إجتمع بتاريخ 19/2/2004 مدراء المخابرات الأمريكية و البريطانية و الإسرائيلية في قصر أحد الأمراء العرب جنوب لندن لمدة ثلاثة أيام و أعلنوا عن تأسيس و إطلاق عملية عش الدبابير Swaps best و هدفهم من وراء ذلك زعزعة إستقرار الدول العربية من خلال خلق صورة شيطانية عن الحاكم لدى المحكومين و دفعهم للإنقلاب عليه و تدمير أوطانهم بأيديهم ضمن نظرية التآكل الذاتي ما يؤدي إلى تحطيم العمود الفقري العسكري والإقتصادي والإجتماعي لدول الطوق التي تحيط الكيان الصهيوني ، وبالتالي تصبح السيطرة على مقدرات هذه الدول أمراً سهلاً .
تسلم قيادة العملية حينها العقيد في المخابرات البريطانية مايكل آريسون الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة ، وهو الذي أخرج أحمد فاضل نزال الخلايلة " أبو مصعب الزرقاوي "
من سجنه في الأردن و أشرف على تدريبه و سلمه قيادة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. قبل ذلك بسنتين كان اعضاء تنظيم داعش الإرهابي يتلقون تدريبات في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية السرية في الأردن بإشراف مدربين من تركيا وبريطانيا والعدو الاسرائيلي وأمريكا ، في مدينة غور الصافي بمحافظة الكرك, وقد استمر التدريب في معسكر البقعة ما بين العامين 2006_ 2007 حسب ما أكد المسؤول عن هذا المعسكر و هو ضابط أمن في القوات الجوية الأمريكية ، حيث شبه هذا المعسكر بطنجرة البخار التي ستنفجر عاجلاً .
العقيد مايكل آريسون قام بالتخلص من أبو مصعب الزرقاوي بعد تمرده في 7/6/2006 ، و بعد ذلك قام بتسليم قيادة التنظيم للمدعو إبراهيم البدري " أبو بكر البغدادي " الذي تم إخراجه من سجن بوكا في بغداد و إخضاعه لفنون اللاهوت والخطابة والتدريبات العسكرية والإستخباراتية في مركز نحال موشي في دوائر الكيان الإسرائيلي مع توفير الدعم اللوجستي التركي له ، و إضافت إسم الشام إلى التنظيم ليصبح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام " داعش " .
بتاريخ 6/6/2014 سيطر تنظيم داعش على عدة مدن شمال ووسط العراق و أجزاء من سوريا عاثَ فيها أقسى و أبشع أنواع القتل و الدمار مستهدفاً كل معالم البلدين الحضارية و الإنسانية, وبتاريخ 30/سبتمبر/2015 أعلنت القيادة الروسية تدخلها العسكري إلى جانب الجيش العربي السوري للتصدي و القضاء على تنظيم داعش و مفرزاته في سوريا ، وفي العراق إلتحق الحشد الشعبي رديفاً إلى جانب الجيش العراقي الذي بدأ يستوعب صدمة داعش حيث نجح في التصدي لهذا التنظيم و القضاء شبه التام عليه ...وهو ما أضر بعملية عش الدبابير التي وَجَبَ إستبدالها بالخطة الأكثر دهاءً و هي عملية " ريح المقبرة " .
"ريح المقبرة = فوضى الشرق الأوسط "
إستشعر جهاز الموساد الإسرائيلي مسبقاً فشل عملية عش الدبابير التي أطلقها بالتعاون مع جهاز المخابرات الأمريكية CIA و البريطاني MI6 في سوريا و العراق ....
الأمر الذي دعا الموساد للتحرك السريع دون التنسيق مع ال CIA و MI6 لإطلاق الخطة البديلة ، بكل فروعها و التي بدأت منذ تاريخ 25 / سبتمبر / 2017 دون أن يشعر بها أحد .حيث قامت بتحريض القيادة في إقليم كردستان العراق للإعلان عن إجراء إستفتاء الإستقلال و الإنسلاخ عن العراق ، وهو ما كاد أن يشعل حرباً ضروساً بين الجيش العراقي و الحشد الشعبي من جهة و الجانب الكردستاني من جهة أخرى خصوصاً أن الإستفتاء تم و بلغت نسبت المؤيدين للإنفصال 97% .
أدرك الكيان الإسرائيلي خطورة الوضع و أن هذه الخطوة قد تُخسره الكثير من النقاط ، فقام بتخدير الأوضاع بشكل مؤقت ريثما يقوم بإضعاف نقاط القوة من خلال هذه المعطيات التالية:
1_ تواجد الأكراد في جنوب شرقي تركيا و شمال شرقي سوريا و شمالي العراق و شمال غربي إيران و جنوب غربي أرمينيا, قد يستتبع تدخل أربع دول إقليمية لقمع الأكراد فومنعهم من إنشاء دولتهم و هذه الدول هي سوريا و العراق و تركيا و إيران ، و بالتالي خروج هذه الدول منتصرة خلال فترة زمنية قصيرة و سريعة و هو ليس الأمر المطلوب, صحيح أن الأكراد في الأجندة الإسرائيلية حطب جاهز و جيد لإشعال المنطقة و إضعاف هذه الدول الأربع و لكن بشكل منفرد و ليس كما لاح للناظر.
2_ يجب إضعاف إيران أولاً و هو ما تعمل عليه جاهدة الولايات المتحدة الأمريكية و من في ركبها .
3_ إضعاف تركيا من خلال توريطها في شرقي الفرات داخل الأراضي السورية بحجة المنطقة الآمنة، وبالتالي إشغالها بحرب ضروس مع الجيش السوري و حليفه الروسي ، و ما يؤيد ذلك ، الإعلان الأخير على لسان القيادة الأمريكية الذي إعتبر إقدام أردوغان على تنفيذ عملية عسكرية شرقي الفرات سيؤدي إلى إنسحاب الطرف الأمريكي من إلتزامه بتعهداته, وهنا نلاحظ عملية جر أمريكية متعمدة للجانب التركي للغرق في المستنقع السوري الروسي اللذان يرفضان أي محاولة لتقسيم سوريا .
مع إنخفاض حدة الخطاب الأمريكي عما سبقه حيث إنتقل من التهديد بتدمير الإقتصاد التركي إلى التهديد بالإنسحاب من إلتزاماته التي لم يعرف أحد حتى الآن طبيعة هذه الإلتزامات لا سيما بوجود سيد للبيت الأبيض ضعيف الذاكرة¡¡¡¡¡¡¡
4 _من الجدير بالذكر أن أنقرة إستشعرت خطر تنظيم الدولة الإسلامية داعش إلا أنها منعت الأكراد من العبور و قتال هذا التنظيم في سوريا عندما إجتاح مدينة كوباني/ عين عرب عام 2014 .
5_ إستنزاف الإقتصاد السوري من خلال إشغال الجيش السوري بهذه الحرب و إيقاف الحل السياسي في سوريا و توقف عملية إعادة الإعمار.
6_ شل محور المقاومة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و اللبناني و العراقي من خلال توجيه ضربات جوية بين الحين و الآخر و أيضاً من خلال قطع الجسر السوري الداعم له و بالتالي سهولة التخلص منه .
7_ تبقى خطوة أخيرة لإكتمال خيوط اللعبة ، السيطرة على دول المغرب العربي و إفريقيا, حيث نجد أن ريح المقبرة الإسرائيلية هبت بإتجاه ذاك الصوب من خلال تنظيم " الحازميون " الذي ينشط في مناطق و دول المغرب العربي تونس و ليبيا و الجزائر و الذي يقوده السعودي " أحمد بن عمر الحازمي " و قد يمتد إلى إفريقيا و خاصةً نيجيريا التي يتواجد بها تنظيم بوكو حرام الذي أسسه أبو بكر محمد شيكاو المتخرج من جامعة الأزهر للدراسات الإسلامية في مصر .
8_ قد يسأل أحدنا في هذه اللحظة ، وماذا بعد كل ذلك أو كيف نصدق كل ذلك......؟
هنا نقول :
أنظر إلى تاريخ 1/10/2019 إلى الإشتباكات التي إندلعت دون أي سابق إنذار في المدن العراقية بحجة البطالة و الفقر و ما شابه ذلك, وأسفرت عن مقتل 100 متظاهر مدني
فقد إندلعت هذه المواجهات بين المواطنين و القوات الحكومية مباشرةً بعد إعلان الجانبين العراقي و السوري عن إفتتاح معبر القائم الحدودي الذي كان مغلقاً بفضل داعش منذ عام 2014, علماً أن هناك معلومات مؤكدة بتسرب عناصر إرهابية من جانب العدو الاسرائيلي تم قدومها من كردستان ومن تركيا ساهمت في إطلاق النار لقتل المتظاهرين لإشعال العراق من جديد .
العودة إلى بداية المقال تساعد في فهم الخاتمة:
_ العراق يملك رابع إحتياطي من النفط في العالم .
_ 22،5 %من السكان البالغ عددهم 40 مليون شخص يعيشون على أقل من 90، 1 دولار في اليوم .
_ البطالة بين القادرين على العمل 17% .
_ تمويل الإعمار قصير و متوسط الأجل في العراق يتطلب حسب الحكومة العراقية و البنك الدولي 88 مليار دولار ، في حين يلزم لإعادة إعمار ما تدمر في سوريا 450 مليار دولار¡¡¡¡¡¡
_ مليون شخص مشردين من منازلهم داخل العراق .
_ 6،7 مليون شخص يحتاجون إلى أحد أشكال المعونة الإنسانية حسب مصادر الأمم المتحدة.
وفي الجانب السوري, إستطاع الجيش العربي السوري أن يطهر 95% من أراضي سوريا و يقضي على الإرهاب فيها, فمن أين ظهر 80،000 إرهابي مدججين بالسلاح و أعلنوا عن إنضمامهم تحت لواء الجيش التركي, وهذا ما أن أعلن أردوغان عند إطلاق عمليته العسكرية شرق الفرات خلال أيام ، و التي تطور الأمر معه فيها ليعلن عن نيته السيطرة على طول الحدود التركية السورية بعمق 30كم داخل الأراضي السورية .
إنها ريح المقبرة
التي يسعى الصهاينة من خلالها ، لإعادة إشعال الشرق الأوسط بعود الثقاب الكردي .والحُر ......تكفيه الإشارة, يقوم العدو التركي وباشراف مباشر من اردوغان باعادة تاهيل مناطق واسعة داخل الاراضي السورية المحتلة لاعادة توطين الارهابيين المويدين له من عرب وتركمان لانشاء كيان مؤيد له يكون خاصرة رخوة في جسد الدولة السورية, كما تشير التسريبات الى انتقال وتموضع اعداد كبيرة من ال 80 الف ارهابي في قرى ريف اللاذقية الشمالي استعدادا لعمل ما . وهنا تجدر الاشارة الى انه هناك في الداخل السوري من يسعى الى زعزعة الاوضاع الامنية في المناطق المؤيدة للدولة والجيش العربي السوري من خلال العبث بالوضع الاقتصادي, فاحذروا ان تنتقل عدوى مظاهرات العراق الى سورية, لان هذه العدوى اذا انتقلت تشكل الخطة ج في المخطط السري لتكريس تفتيت سورية واسقاط الدولة السورية (حسب دراسة قدمها موقعنا شبكة ارام بريس الاخبارية الى اعلى الجهات افي سورية).... فهل نتعظ ونتعلم من كل مر علينا خلال ال 9 سنوات المنصرمة
Ammar Awad