يكاد ينهي الجيش السوري بدعم روسي وإيراني تحضيراته لمعركة تحرير إدلب وذلك منذ نهاية الأسبوع الماضي وهو الهجوم الأكبر من نوعه بالمقارنة مع معارك تحرير الغوطة ودرعا – " وهي حركة قد تصبح أكبر كارثة إنسانية حتى الآن في سوريا" حسب مركز الأمن الأمريكي الجديد CNAS" ويتابع كل من Ilan Goldenberg و Nicholas Heras في مقالتهما الجديدة في موقع CNAS " على مدى السنوات القليلة الماضية ، استعاد الجيش السوري أراضٍ في جميع أنحاء البلاد وقلص تواجد القوات الرافضة للتفاوض بالسماح لها بالمرور الآمن إلى إدلب ، حيث تتمركز الآن جميعاً. ولكن مع عدم وجود مكان يذهبون إليه ، فمن المرجح أن يكون القتال حتى الموت ذا آثار إنسانية هائلة " والكلام دوماً حسب هذين الباحثين في واحد من أهم مراكز الأبحاث الأمريكية التي تعنى بشؤون الأمن والدراسات الاستراتيجية حالياً.
اضاف الباحثان "تحاول الولايات المتحدة إقناع تركيا بالوقوف معها بنفس الموقف بالنسبة لإدلب من أجل إحياء عملية التفاوض في جنيف والاستفادة من مناطق السيطرة الأمريكية والتركية في سوريا لتطبيق الضغط على روسيا وإيران على المدى الطويل. يجبر الأسد في النهاية عدم استعمال القوة. لن تنجو هذه الخطة إذا أطلق الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون حملة ناجحة ضد إدلب"
ثم تابع الباحثان " إيقاف حملة الأسد على إدلب ليس كافياً لأن الحقيقة الفظيعة هي أن إدلب قد أصبحت ، كما يقول مبعوث الولايات المتحدة في مواجهة داعش Brett McGurk ، "أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 سبتمبر". لدى الولايات المتحدة مصلحة في إزالة القاعدة وزملائها من إدلب ، وهذا الاهتمام لا يُخدَم بشكل أفضل من خلال هجوم مدمر للغاية أطلقه الأسد والذي من شأنه أن يؤدي إلى أسوأ أزمة إنسانية في حرب مخيفة أصلاً. مئات الآلاف من المدنيين الفارين نحو تركيا لن يساعدوا في اجتثاث جذور القاعدة من شمال غرب سوريا. كما يمكن أن يؤدي إلى إعادة تشغيل تدفقات اللاجئين الرئيسية من سوريا إلى أوروبا", وفي نهاية المقالة يطالب مركز الأمن الأمريكي الجديد من خلال مقالة هذين لباحثين : " على فريق ترامب بالاستمرار في توفير غطاء دبلوماسي للسماح لتركيا بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا من شأنه أن يبقي إدلب تحت الإدارة التركية ، ومن ثم دعم تركيا في العمل مع وكلائها المحليين المتمردين السوريين لملاحقة وإزالة القاعدة والمنظمات المتحالفة معها: من شمال غرب سوريا."
ماذا نستنتج :
* نستنتج أن التهويل الأمريكي الأوروبي غايته ثني الروسي والسوري ومعهما محور المقاومة الممتد من طهران إلى الضاحية العازمين جميعا على حسم معركة ادلب عن عزمهم هذا على إنهاء معركة ادلب، والخطة الأمريكية الغربية هي الحل على الطريقة التركية ودعم بقاء هذه البؤرة تحت النفوذ التركي أي تحت سيطرة أذناب تركيا في إدلب مما يضعف الدولة السورية ويطوّل أمد الصراع في سورية إلى أقصى فترة ممكنة .
* إن إنهاء معركة ادلب وحسمها يعجل من الاقتراب من الخطوة الأخيرة التي يحسب حسابها الأمريكي وأذنابه جيداً وهي إخراجه مرغماً من المنطقة الشرقية ومن التنف ذليلاً مهزوما وبدون تحقيق أية مكاسب أو فرض أية شروط.
* لعلّ افضل وقت لبدء الهجوم هو ما بعد السادس من نوفمبر 2018 حيث لا يكون الرئيس ترامب مضطراً للتجاوب مع الضغوط التي تفرضها الانتخابات في الكونغرس والتي قد تضطره للتورط إلى أقصى الحدود في الرد على فيلم الكيميائي المفبرك الذي يجري الإعداد له حالياً ..
* إذا كان الأمريكي في حساباته لا يتوقع ردا روسيا على أي هجوم واسع على مواقع عسكرية وحكومية سورية إلا في حدود دفاعية معينة أي مساعدة دمشق في تحييد الصواريخ وصدها ، لعلمه بأن الروسي هو أوعى من الدخول في اشتباك واسع مع دول العدوان الثلاثي في سورية لأنّ الأمور قد تنزلق نحو حرب عالمية ، وقد تكون دول العدوان مخطئة في حساباتها – بالنسبية لحجم الرد الروسي - وقد لا تكون
* ولكن الأكيد أن ضربة بحجم عسكري مؤثر على مواقع عسكرية سورية من قبل دول العدوان سيكون الرد عليه - سورياً بحتاً على الأقل - بضرب كل المواقع العسكرية الأمريكية في سورية بزخم صاروخي كثيف ودقيق ويعلم الأمريكي يقيناً بأنّ مواقعه العسكرية في سورية هي ضمن المدى المجدي للقدرات العسكرية الصاروخية للجيش السوري ، وهذا هو سر أن الضربات السابقة كانت شكلية وغير مؤثرة ، فهل يجرؤ ترامب بالمغامرة بمئات القتلى من جنوده في سورية ، يتساءل مراقبون !!!
أرام بريس / الإعلامية ماغي صعب