لقاء مع الاستاذ عبد الله الجودة نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الابداع....أجرت اللقاء الاعلامية هبة قاسم / تحرير الاعلامي أيمن علي
انطلاقا" من أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمشاريع متناهية الصغر في تحقيق التنمية الاقتصادية ودورها في بناء الاقتصاد الوطني والنهوض به، اعتمدت الكثير من الدول النامية على تلك المشاريع لتحقيق التنمية الاقتصادية، واستطاعت أن تنهض باقتصادها إلى درجات متقدمة.
وانطلاقا" من ذاك للوقوف على ما تقوم به المصارف وخاصة مصرف الابداع للتمويل، وما تقوم به الدولة لدعم ذلك ،التقت الاعلامية هبة قاسم بالاستاذ عبد الله الجودة نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الابداع حيث قدم عرضاً سلط الضوء من خلاله على اهتمام الدولة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ، قائلا":
كان القرار بإحداث مصرف الابداع للتمويل عام ٢٠١١ بموجب القانون رقم ٩ كمؤسسة مختصة بتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وهي غير ربحية لجهة المساهمين أي في نهاية كل عام تحسب الارباح ويتم رسملتها حيث يتم ضخها بالعملية الانتاجية بالتوسعات بأعمال المصرف .
الغاية من المصرف تأمين التمويل المالي لرواد الأعمال ممن يحتاجون تأمين التمويل لمشاريعهم الصغيرة ومتناهية الصغر سواء كانت المشاريع قائمة أو لبداية مشاريعهم ،بما يضمن دعم عجلة الاقتصاد وبما يضمن توفير فرص عمل لهم ولغيرهم مما يحد من الفقر والبطالة في الجمهورية العربية السورية ، و المصرف في خدماته يستهدف كافة القطاعات الاقتصادية ..القطاع الصناعي ،القطاع الزراعي،القطاع التجاري، القطاع الخدمي... وغيرهم ، وهناك جزء من القروض لتحسين نوعية الحياة والتخفيف من تأكل رأس رأس المال العامل عند شرائح المستهدفين .
ومن خلال سؤال يستوضح ما هو المقصود من تحسين نوعية الحياة ..
تحدث الاستاذ عبد الله : إن المصرف يساهم في تذليل العقبات أمام المشكلات التي تواجه رواد الأعمال من
أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وغالباً ما تتعلق بتأمين المستلزمات اللازمة.
مثلا": أحد المقترضين بحاجة لشراء مستلزمات منزلية .. براد - فرن- مستلزمات استهلاكية فقد يلجأ لبيع جزء من الرأسمال العامل له .. بيع ماكنة او اي آلة يستخدمها في عمله ليشتري شيء آخر ،فنحن ندعمه في قرضه بنسب معينة بحيث يحقق غايته دون بيع اي شيء.
- وعن سؤال تحديد أهم المشاريع التي تم دعمهم للمشاريع الصغرى التي تخص رواد الأعمال الشباب، أجاب الاستاذ عبد الله الجودة نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الابداع " نعمل بكافة القطاعات فنحن ندعم الأسر ..مثلا" ربة منزل بحاجة لتأسيس ورشة صغيرة لتصنيع ملبوسات "كنزات" من الأقمشة نعطيهم ونمولهم مباشرة لاتمام مشروعهم الصغير ، وكذلك شخص آخر من القطاع الزراعي يسعى لانجاز بيت بلاستيكي نمده بالمستلزمات انجاز البيت البلاستيكي ، كما ندعم اي مزارع لديه ارض ويعمل لزراعتها نمده بثمن البذار والسماد اللازم ، وكذلك ندعم اي شاب يريد تأهيل صالون حلاقة نمده بالمستلزمات اللازمة كما نمول مستلزمات بقالية او سوبر ماركت لأي شخص لديه المكان ويسعى لتأمين ما يلزم .
تمويلنا يكون ضمن منهجين منهجية الإقراض ومنهجية التمويل ، فالإقراض يقدم إما لفرد أو لمجموعة مثلا" : يمكن إقراض أربعة أفراد معا" بكفالة تضامنية ، القروض التي نقدمها هي بأدنى حد من الضمانات المقبولة وتتم خلال فترة قصيرة بحيث يستلم الشخص القرض المطلوب .
أما من ناحية الإدخار نحن نشجع ثقافة الادخار عند نفس الشرائح المستهدفة. حيث ندعم فتح حسابات جارية - حسابات توفير-حسابات رقمية تلبية لمتطلبات الحكومة ومصرف سورية المركزي وقد تم زيادة عدد ساعات الدوام بالإضافة لدوام يوم السبت ، عملنا لفتح حسابات مصرفية للأخوة المواطنين لتلقي الدعم النقدي من الحكومة .
كذلك من الخدمات الأخرى الغير مالية, نقدم خدمات متنوعة ، تدريب ، تثقيف لعملائنا.. مثلا" : أقمنا أكثر من ورشة تدريبية بما يتعلق بالقطاع الزراعي أو بإدارة المشروع لإكساب المعرفة والخبرة للشخص في إدارة عمله ومشروعه بهدف النجاح والدخل دون ضياع الوقت .
وتابع السيد عبدالله الجودة: من ناحية تقديم القروض فقد تم تطوير الهيكلة للقروض بحيث تلبي كافة الشرائح في المجتمع مثل : قروض زراعية - قروض تربية المواشي- قروض تربية الدواجن - أبقار - ماعز - قروض زراعة الفطر - قروض أشجار مثمرة - سماد .. وغير ذلك، هكذا أصبح لدينا منتجات متخصصة لبقية القطاعات سواء زراعية أو تجارية أو خدمية ، ومن ناحية ثانية لفت الاستاذ عبد الله الجودة إلى أن المصرف حرصا" على الوصول إلى أماكن متعددة منها أبعد الأماكن ولتسهيل وتبسيط الإجراءات أمام المتعاملين عمل على وضع التطبيق الالكتروني يمكن أن يدخل من خلاله للخدمات الالكترونية و أن يقدم أي شخص على القرض بل ويتابع اجراءات القرض ومسيرته ليعرف بأي مرحلة أصبح في معاملته للحصول على قرضه، وبما يتعلق بالشمول والامتداد الجغرافي أوضح أن المصرف يحرص على التوسع وإنشاء نقاط وفروع له على كافة الجغرافيا السورية والهدف منه الوصول إلى الأشخاص غير القادرين على الحصول على الخدمات
المصرفية مهما كانت أماكنهم بعيدة في مختلف المناطق وذلك لتوفير الوقت والجهد ومصاريف التنقل ونوه بأن مصرف الإبداع يعتبر من أكثر المصارف مرونة ومتطلباته بسيطة لأبعد حد لتقديم ما يمكن من تمويل مالي للطرف الآخر بهدف الاستمرارية في العمل ، وقد تم ابرام العديد من الاتفاقيات مع شركات تحويل الأموال لتحصيل الأقساط وتخفيف التكاليف لإعطاء خدمة مميزة وأسعار تنافسية تخفف التكاليف عن العملاء.
أما عن عمر المصرف والمساهمين فإن المصرف يعمل منز ثلاثة عشر عاما" حيث تم انشاؤه عام ٢٠١١ بالقانون رقم ٩ وتم تطوير العمل بالقانون رقم ٨ تاريخ ٢٠٢١ بحيث أصبح التمويل الأصغر يعمل تحت مظلته مع شركاء استراتيجيين هم برنامج الخليج العربي للتنمية بالإضافة للأمانة السورية للتنمية والذين نعدهم الشركاء الاستراتيجيين الحقيقيين, وعن المساهمين اوضح أنهم كذلك شركاء استراتيجيين والمنح التي تقدم ترتبط بأكثر من عامل في البلد وأهمه العامل الاقتصادي، والشركاء الاستراتيجيين يقدمون مختلف أنواع الدعم والذي يتضمن الدعم المعنوي والاستشارات - والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديهم وهو الدعم الأكبر.
وردا" على سؤال كيف أثرت ظروف الحرب على سوريا على أداء عمل المصرف .
أفاد السيد عبد الله اننا جزء من المجتمع السوري والعقوبات التي تم فرضها على البلد أثرت على كافة القطاعات ولكن نحن عملنا على الصمود ومقاومة الظروف وقد كبرت الفئة المستهدفة وأصبح علينا المسؤولية الأكبر لتلبية متطلبات المرحلة ولن نتوقف اي فترة منها بل بقينا ولما نزال مع عملاؤنا نمنح ونلتزم معهم بشكل جيد ، وقد حاولنا جاهدين نعمل لتخفيف التكلفة عن العملاء وسعينا ألا نرفع سعر الفائدة عن ١٨%، مساهمين بالمسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعنا السوري، وقد تم رصد مبلغ من الموازنة التقديرية للمصرف تجاه تلك المسؤولية وكان لدينا عدة مبادرات تجاه المؤسسات الخيرية وتنظيم عدة فعاليات أو تقديم معونات لعدة جهات من المؤسسات الخيرية شملت منح و تسهيلات أثناء الزلزال الذي ضرب بلدنا سورية ، كما تمت التسهيلات من قبل الشركاء الاستراتيجيين خلال فترة رمضان أو أي مناسبة أخرى نعمل ما باستطاعتنا لتعزيز دور المصرف بالمسؤولية الاجتماعية .
وفي جواب عن رؤية مصرف الابداع خلال الخمس سنوات القادمة، افاد أن مصرف الإبداع هو جزء من أداة لتحسين الوضع الاقتصادي للشرائح المستهدفة وسنعمل لزيادة الوعي المصرفي ونسعى نحن وشركاؤنا من مصارف التمويل الأصغر ونبذل قصارى جهدنا للنهوض بالعمليات المصرفية والاتفاق مع شركاء استراتيجيين من اجل تأمين التمويل اللازم ،حيث مصرف الابداع للتمويل الأصغر هو أحد أهم المصارف التي تشجع أصحاب المشاريع على النهوض بأعمالهم ، ولكن ارتفاع مستوى التضخم وضعف القوة الشرائية التي ما زالت مستمرة تجعل الكثير من أصحاب الأفكار يحجم بأخر لحظة من مشروعه سواء حصل على قرض او لم يحصل ، ويراها ورطة لا يعرف كيف سيدفع الضرائب وكيف سيسدد القروض وكيف وكيف اسئلة كثيرة تدور بذهنه تكسبه طاقات سلبية للمتابعة .
كما وضح لنا السيد عبد الله عن سؤال طرح له مفاده : بما أن هذه المشاريع لها الدور الكبير في النهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية الا ينبغي تشجيع أصحاب هذه المشاريع الصغيرة والأصغر والمتوسطة ومنحهم عدة ميزات على شكل إعفاءات ضريبية و اعفاءات جمركية واعفاءات من رسوم الخدمات اذا تم توريد آلات وأجهزة من خارج البلد، ومعاملتهم كما يعامل المستثمر الكبير القادم إلى البلد ، ألا يوجد خطة بالتعاون مع المصارف الأخرى بتقديم مشروع للمصرف المركزي أو للجهات الأعلى المختصة لتقديم ذلك الاعفاء المقترح .
-وكان رده أن الحكومة أصدرت برنامجين للاعفاء من الفوائد أحدهم دعم أسعار الفائدة للتجارة الخارجية مما يتيح لنا و لعملائنا الاستفادة منه ، كما أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل - صندوق الدعم الاجتماعي برنامج دعم أسعار الفائدة بالقانون رقم ٦ حيث أعفى مصارف التمويل الأصغر للمشاريع الصغرى والأصغر من ضريبة الدخل على الأرباح لمدة خمسة سنوات.
ونحن الآن بالتنسيق مع هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة نعمل على إحداث سجل مؤقت للمشاريع الصغرى بهدف توفير التسهيلات الكبيرة لهذه الشريحة وادخالها على عجلة الاقتصاد بحيث تتوفر كافة البيانات عنهم.
وأخيرا بغض النظر عن الشراكات فنحن متواجدون في مختلف الجغرافيا السورية في دمشق وريف دمشق ،في طرطوس وريف طرطوس ، في اللاذقية وريف اللاذقية وفي حمص وفي حلب وانشاء الله في نهاية عام ٢٥ ستصل بحدود 1٥ فرع بالإضافة لعدة أمور نعمل بها للوصول الاسهل لعملائنا مما يسهم في تحقيق انتشار أكبر لخدمات مصرف الابداع و الوصول لجميع الشرائح السكانية في محافظات و مدن بلدنا الحبيب.