أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان امس ، أن المنظمة الدولية تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار في حلب، طبقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة.
وقال فيلتمان خلال جلسة مجلس الأمن "نحن نؤكد على البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول أن الولايات المتحدة وروسيا أتمتا الترتيبات لفرض نظام وقف إطلاق النار في حلب، وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بهذا الاتفاق على الفور وبشكل تام".
يذكر، أن الهدنة الشاملة في سوريا دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 27 فبراير/شباط الماضي، بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها. وبحسب الإعلان المشترك لروسيا والولايات المتحدة آنذاك، لا تشمل الهدنة تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المنظمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية.
وأسفر القتال الدائر في سوريا، حتى الآن، ووفقاً لزعم هيئة الأمم المتحدة، عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل، فضلا عن نزوح الملايين داخل سوريا وخارجها، هربا من تداعيات القتال، ومن ويلات القصف والمعارك التي اجتاحت المدن السورية
ومن واقع التحليللات ووجهات النظر المختلفة علي الصعيد السياسي الدولي نجد انه بالمنظور العسكري الحديث عن وقف العمليات انتهى لكن بالسياسة تستمر المحاولات من اجل ضخ الدماء لها لإبقاء على قواعد الاشتباك" حيث انه " قبل حوالي الشهر اي قبل خروقات "جيش الفتح" بالهجوم الذي شنه على تل العيس، بالتزامن مع جولة في جنيف، بعض الدول تسعى وعلى راسها الولايات الامريكية لتحقيق واقع جغرافي عسكري معين، لم تكن معطيات الارض كما تتمناها بعض الدول لذلك لمسنا هذا التصعيد، اعتقد ان الامور تذهب باتجاه التصعيد لكن ستبقى المحاولات من اجل بقاء التهدئة" وايضا انه " ضمن المعطيات الموجودة الان وانطلاقا الى ما جرى في حلب، ليس واردا ان السعودية ستضحي بعدد من الفصائل المسلحة خاصة بعد ادخال السلاح المتطور الى المسلحين" حيث ان "هدف المسلحين لم يكن تل العيس في ريف حلب، بمعلومات استخباراتية تم استهداف تجمع المسلحين الكبير في خان طومان من قبل الجيش السوري والمقاومة، من قبل مخبرين داخل صفوف المسلحين، هجوم الراشدين لو نجح لكانت اصبحت حلب بالكامل تحت سيطرة المجموعات المسلحة" وكدلك انه " في بداية شهر 4 تم ادخال صواريخ تاو من الاراضي التركية وتم استقبالها من قبل الفرقة 13 المدربة امريكيا وبدأت الارتال تدخل من ريف ادلب ومن ثم توزيعهم من اجل التحضير لهجوم تل العيس، بقرار سعودي وتنسيق مع التركي: ومن هنا يتضح ان "هدف العملية العسكرية في حلب ان تصبح المدينة مفصولة كليا عن الريف بطوق يتم اكمال عبر الكاستيلو وتفقد عندها المجموعات المسلحة اي عمق استراتيجي لها، لو ان لنظام الروسي اجّل موضوع التهدئة لمدة شهر الى شهرين واستمرت عمليات الريف الجنوبي، لكنّا امام متغيرات عسكرية كبيرة جدا تختلف كل المعطيات معها، الروسي اصر على وقف العمليات القتالية " وفيما يخص الوجود الامريكي في المنطقةف فكلنا نعلم تمام العلم ان " الجيش الامريكي موجود في مناطق كردية بريف حلب كخبراء، لذلك من خلال هذه المعطيات ، الامريكي لن يقبل بحسم معركة حلب، الروسي لن يقبل بمنطقة عازلة، والسوري لن يقبل بسيطرة المسلحين على حلب، لذلك انا اتوقع ان تبقى الخارطة الجغرافية العسكرية في حلب كما هي عليه ، الان تتجه الانظار فقط لوقف قصف المدنيين" وفيما يتعلق بمحادثات فانه " منذ بداية محادثات جنيف، كان كلام الوفد السوري واضح من ناحية كيفية مفاوضة ارهابيين لهم مقاتلين على الارض، اي احرار الشام وجيش الاسلام، في جولة جنيف الاخيرة كان له علاقة بالمجريات الميدانية، عندما بدا الروسي بالعمليات الامريكية كان يهدف الامريكي التحرك بالجبهة الشرقية، ويسيطر على مناطق جغرافية، الروسي حقق ما يجب تحقيقه، القوات التي راهن عليها الامريكي لم تستطع ان تحصد ما يجب ان تسيطر عليه في التوقيت ذاته، وما صرح به اوباما من ارسال مقاتلين في الفترة السابقة ليس جديدا، هناك تواجد امريكي قريب في المنطقة، لأنه كان من المفترض ان تدخل قوات "معتدلة" الى تلك المناطق وتطرد داعش، يصبح هناك واقع ميداني" حيث ان المصالح الامريكية تختلف عن الروسية لكنها تتلاقى احيانا، عندما لم يستطع الامريكي تحقيق ما يريد في الجغرافية السورية، وجدنا هذا التصعيد في الميدان، او محاولة عرقلة محادثات جنيف، والخوف لدى الامريكي وحلفائه من عملية عسكرية كبيرة في حلب، لذلك كان هناك تصعيد انساني، لتصبح حلب تحت مجهر كل الدول ليقال ان المسألة في حلب لم تعد تحتمل وعلينا تجديد وقف اطلاق النار، بشرط الا يكون هناك عملية عسكرية كبرى ويبقي الحال كما هو عليه وعلي المتضرر اللجوء الي الله سبحاته وتعالي ....