يسيطر التنظيم الإرهابي داعش على ستة سدود من أصل ثمانية سدود كبرى على نهري الفرات ودجلة، وبدأ يستعمل تلك السدود كسلاح ، وينفذ التنظيم خطته من خلال "إغلاق السدود وجعل الجفاف يضرب القرى والسكان المحليين ". كما أغرق التنظيم بعض المناطق بالمياه لتدمير سبل العيش هناك ودفع السكان إلى النزوح.
ففي شهر مايو/ أيار من عام 2015 سيطر التنظيم على سد الفرات في مدينة الرمادي، وخفض كمية المياه في المجرى السفلي لنهر الفرات بمقدار النصف، ما أدى إلى نقص في المياه في خمس محافظات. وفي عام 2014 لجأ التنظيم الإرهابي إلى مياه أحد السدود على نهر الفرات قرب الفلوجة للدفاع عن نفسه والهجوم على خصومه. ففي البداية أوقفت مليشيات التنظيم تدفق المياه لطرد القوات العراقية، وبعدها أطلق المياه ما تسبب في أضرار كبيرة وأرغم 60 ألف شخص على النزوح.
في أغسطس / آب 2014 استولى التنظيم الارهابي على أحد أكبر السدود على نهر دجلة في الموصل، ودق هذا ناقوس الخطر لدى المجتمع الدولي. فهذا السد يلبي نصف حاجيات إمدادات المياه للمناطق الكردية، وكان بإمكان التنظيم الإرهابي توسيع رقعة الجفاف في أجزاء كبيرة من العراق. ومن بين أسوء السيناريوهات تفجير السد ما كان سيغرق بغداد والموصل ويؤدي بحياة نصف مليون شخص. وتمكنت القوات العراقية والقوات الكردية بدعم جوي من القوات الأمريكية من استعادة السد بعد أسبوع من بسط تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة عليه.
وإضافة إلى التحكم في المياه وإطلاق الفيضانات هناك طريقة ثالثة لاستخدام المياه كسلاح وهي التلوث أو التسمم. ففي ديسمبر/ كانون الأول من عام 2014 قام التنظيم الإرهابي جنوب تكريت بخلط المياه الصالحة للاستعمال بالنفط الخام، كما يوضح الباحث الألماني توبياس فون لوسوف. وفي يوليو/ تموز 2015 أراد التنظيم نقل هذه الاستراتيجية إلى الأراضي الأوروبية، عندما حاول مقاتلو التنظيم تسميم أكبر خزان للمياه في عاصمة كوسوفو بريشتينا، بيد أنه تم الكشف عن المخطط قبل وقوعه.
ويظل الخطر الأكبر مطروحا عندما تتزايد الضغوطات على التنظيم الإرهابي. فعندما يبدأ في فقدان قوته وفقدان أجزاء كبيرة من الأراضي والسكان، يمكن أن يلجأ إلى تدمير شامل للمنطقة من خلال تفجير سدود نهري الفرات ودجلة. ما سيجعل الماء كسلاح دمار شامل
الباحث الألماني توبياس فون لوسوف.