أبرزت وسائل اعلام العدو الإسرائيليّ يوم الاثنين المصافحة الـ”تاريخيّة” بين وزير أمن العدو الإسرائيليّ، موشيه يعلون، والأمير الصهيوسعوديّ تركي الفيصل، الذي كان قائدًا للمخابرات الصهيوسعوديّة. وكان الأمير قد صافح في العام الماضي وزير طاقة العدو الإسرائيليّ، يوفال شطاينتس.
وتساءل موقع (المصدر) الصهيوني في بداية تقريره: هل "إسرائيل" و"السعودية" أقرب من أيّ وقت مضى؟ لافتًا إلى توثيق وزير الأمن يعلون، والأمير تركي، في لحظة مصافحة ودية وعلنية في مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ. وبحسب المصادر السياسيّة في تل الربيع المحتلة فقد جاءت المصافحة عند انتهاء خطاب وزير أمن العدوالإسرائيلي، في نهاية جلسة في موضوع الشرق الأوسط، خاتمًا فيها المؤتمر.
وتطرق يعلون في خطابه إلى العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي ومملكة بني الصهيوسعود، وبقية الدول العربيّة التي ليست هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين إلعدو. وقال يعلون في هذا السياق "إنّ هناك للإسرائيليين قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة. أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضًا عن دول الخليج ودول شمال إفريقيا. مع الأسف، ليس هنا الآن ممثلون عن هذه الدول ليسمعوا كلامي". وذكّر وزير العدوالإسرائيليّ أيضًا بالمصالح المشتركة لدى إلكيان المحتل، الولايات المتحدة وأوروبا مع الأنظمة السنية، وعلى رأسها الصراع ضدّ إيران. وقال: "نحن نعتبر السعودية زعيمة المعسكر السني ضدّ إيران، على حدّ تعبيره"
بعد ذلك قال إنّ إيران هي الدولة الشريرة بالنسبة لنا وبالنسبة للأنظمة السنية. الإيرانيون لا يصافحوننا علنًا، ولكننا نلتقي بهم في غرف مغلقة. في أعقاب هذه التصريحات “لدغه” الأمير تركي الفيصل، قائلا : "إنّ:مصافحة الإسرائيليين لم تساعد الفلسطينيين كثيرًا، على حدّ تعبيره". ووفقًا لتقرير في صحيفة “هآرتس″ الصهيونية فقد أشار الأمير الصهيسعودي إلى أنّ يعلون محقّ بخصوص العداء بين الدول السنية وبين إيران والإخوان المسلمين، ولكنه أكّد أنّ الدول العربيّة غاضبة أيضًا من :إسرائيل" بسبب الاحتلال وبسبب تعاملها مع الفلسطينيين.
وقال الأمير السعوديّ في هذا الإطار: "لماذا على العرب أنْ يشعروا بالصداقة تجاهكم بينما تتصرفون بهذا الشكل"، كما قال. ومع ذلك، قال آخرون حضروا في المكان إنّ فيصل قال هذه الكلمات من أجل “تأدية واجبه شكليًا”، وبعد خطاب يعلون تصافح الاثنان بودّية وتبادلا الابتسامات الحارّة، التي قد تشير إلى معرفة مسبقة، على حدّ تعبير مصادر العدو الإسرائيليّ
في موضوع متصل بما سلف، قال رئيس شعبة العمليات في جيش العدو الإسرائيليّ الجنرال نيتسان آلون: إنّ الأجهزة الأمنية تتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن تنظيم داعش مع التحالف الدوليّ الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكيّة.
ونقلت صحيفة (هآرتس) عن الجنرال قوله: إنّ تنظيم داعش “عدو خطير”، وأكّد أنّه ورغم نجاحات التحالف الدولي في مواجهة التنظيم، فإنّه لن يتم القضاء عليه قريبًا.
علاوة على ذلك، لفت الجنرال الصهيوني إلى أنّ الكيان الصهيوني و"إنْ كان لا تتخذ موقفًا واضحًا مما يحصل في الحرب السورية، لكن بالتأكيد تقف بجانب التحالف الدوليّ لمحاربة تنظيم داعش، وتتقاسم مع دول التحالف المعلومات الاستخبارية. في حين ذكر الضابط الأسبق في استخبارات العدو "عاموس غلبواع" في صحيفة (معاريف) أنّ المنطقة تشهد حروبًا متلاحقةً، وأنّ الصراعات المسلحة في العالم الإسلاميّ ستُحدد طبيعة مستقبل الشرق الأوسط، لاسيما النزاعين الاثنين الأكثر خطورة، وهما السني الشيعي والسني الداخلي، وبناءً على نتائج هذه الصراعات سيتم تصميم طبيعة ووجهة المنطقة سياسيًا وثقافيًا، بحسب تعبيره.
وكانت إحدى صحف العدو قد كشفت النقاب في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي عن عقد زعيم حزب “هناك مستقبل الصهيوني "يائير لبيد" لقاء مع مسؤول المخابرات الصهيوسعودي الأسبق السفير بالأمم المتحدة الأمير تركي الفيصل بنيويورك، وذلك للتباحث حول مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية قبل أكثر من عقد من الزمان.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنّ اللقاء شمل تبادل وجهات النظر حول المبادرة، حيث نقل عن لبيد قوله إنّ اللقاء جاء للسير قدمًا في مبادرته السياسية القائمة على أساس المبادرة العربية للسلام. وفي ختام اللقاء الذي لم يسمح بنشر صور منه، عقّب مكتب لبيد على الأنباء قائلاً: "إنهما (لبيد والفيصل) تباحثا بشأن المبادرة السياسية التي يسعى إليها لبيد، والتي ستحافظ على المصالح الإسرائيلية وتضمن استمرار وجود الكيان كدولة يهودية، وتُمكّنه من الاستعداد مع دول عربية معتدلة لمواجهة ما أسماه بـ”الجهاد العالمي”.