في الحقيقة، الاستراتيجيةالأمريكية حيال سوريا، واضحة منذ نشوء الكيان الصهيوني، هذة الاستراتيجية، التي تهدف لاحتواء سوريا وإلحاقها بالركب الامريكي في المنطقة، والتي تهدف لجعل سوريا حليفا لامريكا، وصديقا للعدو الاسرائيلي، كما السعودية وتركياومصر، وجميع عربان الخليج.
ولذلك اخترت الإ ضاءة على التكتيك الامريكي حيال سوريا خلال هذة الحرب الكونية.
من التاريخ:
في مكالمة هاتفية بين الرئيس الراحل حافظ الاسد، والرئيس ريغن، صار الرئيس ريغن يملي على الرئيس الاسد بعض الشروط، وبصوت عال. فماكان من رئيس الجمهورية العربية السورية، إلا أن طلب من المترجم ان يقول ويكرر للرئيس الأمريكي الجملة التالية::
(قل للرئيس الامريكي، أن ينتبه لكلامة لأنة يخاطب رئيس الجمهورية العربية السورية) والبقية معروفة، حيث تغيرت نبرة الرئيس الامريكي الإملائية، إلى لهجة هادئة ودودة.
في السياسة::
لايمكن ان تقاس العلاقة الدبلوماسية والسياسية بين الدول.بمحاورة ما، بين رئيسين. فهذا يلغي المعنى المؤسساتي لنظام الحكم، فمابالك أمريكا. إنما في الحقيقة، أن السياسة الامريكية في المنطقة اصطدمت بسياسة سورية أصيلة، والتي اسميها الأسلوب السوري في السياسة. والذي يعتمد على مبدأ القانون الدولي، والحق السوري المشروع، في الوجود، وفي الدفاع عن هذا الوجود، وهو ما تبنته السياسة السورية بمبدأ ( السلام العادل والشامل)،
وهو المبدأ الذي حاولت الالتفاف علية امريكا خدمة لمصلحة "إسرائيل" ولكنها لم تفلح، لذلك بدأت حربها على الوجود القانوني والسياسي السوري، ولذلك لجأت لجميع هذة الإجراءات المواربة، والتي اسميها تكتيك امريكا في الحرب على سوريا.
البراغماتية الامريكية:::
جميع الخطوات الامريكية في معركتها على سوريا اعتمدت على الثوابت التالية:
أولا: حتى لو لم تحقق أمريكا في سوريا، الإ تدمير الاقتصاد، والجيش، والمؤسسات السورية، فهذا انجاز تاريخي يساهم في ضرب الشخصية السياسية السورية، او ضرب الأسلوب السوري في السياسة، والذي يستمد قوتة من تكامل هذة العناصر(إقتصاد، جيش، حكومة). فإطالة آمد الحرب في سوريا لايضير أمريكا، ويفيد الكيان الصهيوني،ولذلك تماطل وتسوف، وتفشل، كل محاولات روسيا واصدقائها لإسراع خطوات الحل في سوريا، فالجيش ينهك، والمجتمع ينهار، والدولةتتفكك، فلماذا الاسراع في الحل، خاصة وأن أمريكا لاتخسر دولارا واحدا في هذه المعركة.
ثانيا::
تظن أمريكا أن إنشغال سوريا في الحرب، يقلل الدعم لحزب الله، إضافة إلى زج حزب الله في المعركة السورية، يخفف الضغط على "إسرائيل"، وهذا هدف رئيسي اصلا للحرب على سوريا، فسوريا التي رفضت وقف دعم حزب الله، يجب أن تدفع الثمن. ولكن هل طابق حساب الحقل حساب البيدر،؟
ثالثا::
إن انهاء الوجود القانوني والسياسي للكيان السوري، يمهد لضرب الخصوم السياسيين لأمريكا، مثل روسيا والصين وإيران، وحتى دول البريكس!!!
فسوريا حليف تاريخي لروسيا وأيران. وضرب سوريا، يحد من صعود هاتين الدولتيين في مواجهة امريكا. كما أن ضرب سوريا يحد من طموح الصين وروسيا وايران، من تأمين ممر مائي مهم ومناسب لطموحهما الاقتصادي ، وهذا الممر المهم هو شرق المتوسط، يعني سوريا.
رابعا::
إن الحرب على سوريا، كانت المحاولة الأخيرة لترتيب المنطقة، قبل الإنسحاب الامريكي، فأمريكا نقلت اهتمامها الاستراتيجي إلى شرق آسيا وبحر الصين، ولذلك نرى حلفاءامريكا يرتبون الاورااق حسب مصالحهم، فتركيا، والسعودية، و"إسرائيل" تلعب لعبتها في المنطقة، بقيادة المايسترو الامريكي. فلذلك نرى دعما عسكريا للارهابيين هنا. ودعما سياسيا للارهابيين هناك. ولانظنن أن تابعا لأمريكا يغرد خارج سربها فيما يخص الحرب على سوريا.
خاتمة::
سوريا السياسية، وسوريا التاريخية، وسوريا الوجود والحضارة والتاريخ، مازالت صامدة، رغم مرور خمس سنين،على الحرب على سوريا.
سورياالجيش العربي السوري، سوريا الحكومة والقيادة السورية، سوريا الشعب السوري. مازالت صامدة، وستبقى صامدة.
وأظن أن هذا الصمود، لم يدخل ضمن حساب التكتيكات الامريكية، ومرة أخرى الشخصية السياسية السورية، أو الاسلوب السياسي السوري، فرض وجوده على أمريكا. ولذلك امريكا تناور..وتناور..وستتنازل أمام سوريا.