أعلنت صحيفة الغارديان اليوم 23 يناير /ك2 أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني دعا العالم للاعتراف بإخفاق سايكس بيكو التي رسمت الحدود في الشرق الأوسط، وطالب باتفاق جديد يمهد الطريق لدولة كردية.
من أربيل نشر مارتن شولوف مقالا في الغارديان بعنوان "زعيم أكراد العراق يقول يجب إعادة ترسيم الحدود" ويذكر شولوف أن مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق دعا زعماء العالم للاعتراف بإخفاق اتفاقية "سايكس بيكو" لعام 1916 التي رسمت الحدود الحالية للشرق الأوسط، كما دعا إلى التوصل لاتفاق جديد يمهد الطريق لقيام دولة كردية.
قال البرزاني إن المجتمع الدولي بدأ يقبل أن العراق وسوريا تحديدا لا يمكن توحيد كل منهما مرة ثانية، وأن "التعايش الإجباري" أمر خاطئ. وقال البرزاني أيضا حسب شولوف "أعتقد أنهم (قادة العالم) توصلوا إلى أن حقبة سايكس بيكو انتهت. سواء قالوا ذلك أم لم يقولوا، الحقيقة على الأرض كذلك".
ويقول شولوف إن الخريطة السياسية لشمال العراق تغيرت جذريا في الـ 18 شهرا الماضية بعد اجتياح تنظيم "داعش الارهابي" للموصل ثاني مدن العراق. ويضيف أن القوات الكردية تسيطر الآن بصورة كاملة على كركوك وسنجار، وعلى ألاف الأميال التي كانت سابقا تحت سيطرة الحكومة المركزية العراقية. من جهته قال برزاني إن الاستقلال الكردي "أصبح الآن أقرب من أي وقت مضى"، مضيفا أن الدول التي كانت تعارض تلك الخطوة على مدى سنوات "بدأت تقتنع بجدواها، نظرا لأن السيادة الكردية وفقا للحدود الحالية ستضفي وضوحا على الصورة"، حسب قوله.
يستغل البرزاني ( زعيم اقليم كردستان في العراق ) المدعوم من بريطانيا وفرنسا واسرائيل و(المتقارب مع تركيا- اذ يبيع نفط الاقليم عبر تركيا ) مخالفين بذلك أبسط مبادئ سيادة العراق على كامل ترابه - يستغل البرزاني التطورات الراهنة وتغير الخارطة السياسية لشمال العراق في السنة ونصف الماضيتين اللتين نجمتا عن اجتياح تنظيم داعش للموصل و محافظتين عراقيتين اخريتين وضعف الحكومة المركزية في بغداد مما أدى الى وصول طلائع قوات البشمركة الى حقل كركوك ومنطقة سنجار في العام الماضي يستغل كل ذلك ومعه التمدد الداعشي في الجزيرة السورية والرقة الذي كان مبررا وحجة لانخراط القوات الكردية الشعبية في الجزيرة السورية- وحدات الحماية الكردية سابقا – انخراطها في ما يسمى قوات التحالف الديمقراطي المشكلة من استخبارات الغرب في الشهر العاشر من عام 2015 الحجة هي محاربة داعش والواقع هي ابعاد تلك القوات المحلية عن التنسيق مع الجيش السوري والروس في تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش باتجاه تنسيق مع البشمركة ومع التحالف الغربي الذي تقوده أمريكا والناتو ويضاف اليها زيارة البرزاني الى السعودية في أواخر العام الماضي .. وكانت الأولى من نوعها عبر التاريخ الحديث ، ومعروف دور السعودية السلبي في الأزمة السورية والساعي لايحاد قوات برية على الأرض السورية في المنطقة الشرقية مدعومة من الغرب غايتها اضعاف الدولة المركزية في دمشق فاذا ما أضفنا الى ذلك تصريحات أردوغان المحذرة لوحدات الحماية الشعبية الكردية في الشمال الغربي السوري - التي تنسق قتاليا مع الحكومة السورية ومع القوات الروسية- من الاقتراب من غرب نهر الفرات .. يضاف اليها الاصرار التركي الرسمي على وجود قوات تركية في محيط الموصل في بعشيقة بما يخالف أبسط مبادئ القوانين الدولية واحترام السيادة.. بينما يصرح وزير ادفاع الأمريكي أشتون اليوم السبت عن أهمية وجود قوات برية على الأرض في كل من العراق وسورية على أن تكون اقليمية او محلية في إشارة إلى الجيش العراقي والقوات الكردية والقوات "السنية" في سوريا، واصفا هذا النهج بأنه "مسألة استراتيجية". ومع التصريح البرزاني الأخير تكون اكتملت الصورة أكثر فأكثر .. وهو السعي نحو قيام دولة كردية على أنقاض الدولتين السورية والعراقية ..
في وعي مشترك روسي سوري لخطورة ما يحاك على المنطقة الشرقية في سورية من مؤامرات قد تنتهي بفصلها عن الوطن الأم أو جعلها بمثابة بنغازي سورية تحت غطاء جوي غربي ان نجحت الخطة الناتوية في الاستيلاء على مناطق سيطرة داعش من قبل حلفاء واشنطن الاقليميين والمحليين ، يتحرك التحالف الروسي السوري بقوة في كل الاتجاهات فهو يستميل وحدات حماية الشعب الكردية للتنسيق مع القوات الجوية الروسية ومع الجيش السوري في الشمال السوري بدلا من التنسيق مع الناتو من جهة ويتحرك عناصر وضباط من الجيش الروسي نحو القامشلي والمطار تحديدا لتحويله الى قاعدة عسكرية مع تحرك عسكري وأمني واجتماعي باتجاه الأكراد والسريان الأرثوذكس في سعي منه لكسر حلقة التآمر مع الناتو و نلخص هذا الحراك السوري الروسي بأنه مشروع بديل عن تحالف الأكراد مع المشروع الأمريكي وهو مشروط برفع العلم السوري الى جانب الراية الكردية للمقاتلين الأكراد..
وفي تسريبات وصلت موقع آرام بريس مؤخرا أن الروسي يسعى أيضا الى ضم مصر الى التحالف العسكري المعادي لداعش .. ولكن هل يمكن فك عرى الصداقة التي تربط السيسي بالغرب و بالخليج وهل ما يقدمه آل سعود والخليج من مساعدات واستثمارات لمصر رغم تراجع اسعار النفط وصعوبة الوضع الاقتصادي السعودي والخليجي هو غير مشروط ؟؟ .. وهل يأمن السوري والروسي نشر قوات مصرية برية- أن تم- أنه سيكون في سياق التحالف مع محورهم وليس مع المحور المعادي؟؟!! يتساءل مراقبون؟؟!! أما البرزاني فانه لا يخفى على أحد ارتباطه الحالي بالتركي وكذلك ومنذ عقود بالصهيوني وكذلك بالفرنسي والبريطاني وكذلك مؤخرا بالسعودي .. فهل اي من هؤلاء هو صديق للأكراد؟!! يتساءل مراقبون
على المقاتلين الأكراد وكذلك الأحزاب الكردية في سورية خاصة وفي المنطقة عامة أن يفهموا أن عدوهم التاريخي هو التركي العثماني ومنطقي اذن أن يستغلوا الشرخ العميق_ الذي يزداد وضوحا بين الروسي ونظام الحكم التركي العثماني لصالحهم في التحالف مع الروسي وليس مع الأمريكي فالعدوّان (داعش وأردوغان) عدوان مشتركان لكل من الروسي والكردي ولكل مواطن سوري بطبيعة الحال وهو ما يميز المحور(السوري الروسي الايراني ) عن المحور الناتوي الذي يضم تركيا (العدو التاريخي) ،هذا المحور غير الجاد أصلا في قتال داعش ،وانما في استعمال كل من الكردي وداعش والتركي والخليجي وغيرهم من المغرر بهم كأدوات في تحقيق الفوضى والفراغ في المنطقة بما يخدم مصالحه هو وليس مصالح أبناء المنطقة .. والتاريخ والتجربة والواقع الراهن كلها تثبت أنه لا يمكن للكردي أن يكون في منأى عما يحدث في المنطقة فالخراب والدمار الذي عانى منه الشعب العراقي والسوري من نتائج كارثية نجمت عن سقوط صدام حسين ثم حاليا من نتائج كارئية لما يحلو للغرب تسميته ب: " الربيع العربي الذي ولّد داعش" لم يقتصر أذاه على طائفة معينة أو اثنية معينة تعيش في العراق أو سورية وانما حل الخراب في جميع ملل ومكونات المجتمعين العراقي والسوري دون تمييز بين أي عرق أو طائفة أو ملة أو اثنية، وان كان لا بد من اسقاط سايكس بيكو وهو ما بدأه الغرب فعلا من خلال مخططهم الخبيث و"الثورات الملونة" في نشر الفوضى غير الخلاقة فانه من المنطقي اسقاطه نحو التوحد بين الاقليمين السوري والعراقي فمقومات التوحد بين القطرين تفوق اية مكونات توحد بين أي من الولايات الأمريكية أو بين اي من الأقطار الأوروبية المنضوية تحت لواء ولايات متحدة أمريكية أو اتحاد أوروربي.. فمتى يستيقظ أبناء المنطقة .. أحفاد صلاح الدين ؟؟
جميع حقوق النشر محفوظة للإعلامية د. ليندا نجار دمشق 23/1/2016 ولموقعنا الاخباري