8 هجمات متفرقة متزامنة مساء 13 نوفمبر 2015 بتوقيت موحد تهز العاصمة الفرنسية باريس .. لتسجل كأكبر أعمال عنف في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية
حدثت الهجمات تحديداً في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح لو باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون وشارع دي لافونتين وشارع فولتير ، الارهاب يقترب من المنصة حيث الرئيس هولاند في ملعب رياضي لكرة القدم ( Stade de France ) في سان دوني يحضر مباراة بين فرنسا وألمانيا حيث تقع 3 تفجيرات عند بوابات الملعب ويتم اجلاء الرئيس الى مبنى الداخلية ليعلن من هناك اغلاق الحدود واعلان حالة الطوارئ ونشر الجيش في شوارع باريس
كل هذا العمل الارهابي المنظم والمتشابك الذي وقع نتيجته مقتل 150 شخصاً وإصابة 250 آخرين، بينهم 99 شخصاً في حالة حرجة والمخابرات الفرنسية عاجزة عن اكتشاف اي شيء في مرحلة التحضير وعاجزة عن احباط اي من تلك الهجمات ؟؟!!
علما أن تلك الهجمات تأتي بعد مرور أكثر من عشرة شهور على أحداث تشارلي ايبدو ( كانون ثاني 2015) - تلك الأحداث المثيرة للجدل هي الأخرى - ونعتقد جازمين أن عشرة شهور هي فاصل زمني كافي لتقوم أجهزة الأمن الفرنسية بالاتعاظ واتخاذ الاجراءات والاحتياطات – لو أرادت !!!!
التركي – حسب ادعائه – ينجح في احباط هجمات مشابهة في أراضيه كانت بتوقيت متقارب مع الهجمات الباريسية علما أن التركي تعج بلاده بالاسلاميين المتطرفين !! .. فيا للعجب!! ينجح التركي في ما يعجز الفرنسي ؟!!
يشكل الفرنسيون أعلى نسبة من بين الارهابيين الموجودين على الأرض السورية من بين حملة الجنسية الأوروبية بعدد و قدره 1700 ارهابي ومعظم الباقين من الأوروبيين يتوازعون بين البلجيك والبريطانيين والألمان
فرنسا كحكومة هي الدولة الأوروبية الأكثر تشددا في معاداة نظام حكم الرئيس الأسد بين كل الدول الأوروبية وتفوق حتى الولايات المتحدة في عدائها لسورية وقائد سورية وتدعم تلك الجماعات الارهابية في سورية بشتى الوسائل .. ومن المفارقات العجيبة ان تقع الأحداث الأهم والأخطر في قلب عاصمة تلك الدولة وليس في دولة أخرى أقل تشددا ضد الأسد ؟؟!!
القصف الأمريكي لداعش طوال العامين الماضيين ومعه حلفاءه لم يكن مؤثرا أبدا .. بل زاد في قوة داعش ؟؟!! على نقيض القصف الروسي- الذي رغم كونه حديث العهد - أخذ يحقق نتائج سريعة على الأرض ساهمت وتساهم في تقدم الجيش السوري والمقاومة الى حد مقلق للغرب وللأمريكيين ولأذنابهم الخليجيين!!
الأمريكي يتحدث قبل الهجمات عن عجزه عن ايجاد قوات للمعارضة المعتدلة على الأرض بشكل كاف ليقلب المعادلة حيث التقدم السوري المدعوم من المقاومة وايران والمعزز بالقصف الجوي الروسي على مواقع الارهابيين بات واضحا ويتأمل الأمريكي بايجاد قوات على الأرض مع رفضه أن يكون عمادها أمريكيا..!!
حادثة تفجير طائرة الركاب الروسية وعلى متنها 224 راكب معظمهم من الروس التي سبقت تلك الهجمات الباريسية الأخيرة بأسابيع قليلة كانت رسالة من (الارهاب التكفيري ومن يقف وراءه في الخليج والغرب ) أن الدعم الروسي العسكري للأسد لن يمر بدون ثمن ..!!
كل تلك الخطوط تسير باتجاه واحد لمن يريد أن يرى ..!!
ولمن يتهمنا بنظرية المؤامرة أهدي هذه المقتطفات من تعليق للصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي على الهجمات الباريسية الأخيرة أدلى بها في اليوم التالي لهجمات باريس :
"اذا لم نفز بالحرب في سورية والعراق فسيكون هناك حروب في نيويورك وباريس، اذا لم نقم بارسال قوات الى الأرض لخوض المعركة هناك دماء على الأرض في باريس ونيويورك , طالما بقيت قوة أولئك الأشرار فسيكون هناك دماء على الأرض ، وهذا ما حصل بالأمس في باريس وما حصل قبل 14 عاما في نيويورك .. ثم يوبخ أوباما قائلا : الشعار الأمريكي حول القيادة من الخلف انتهى داعيا للعب دور أكبر في الحاق الهزيمة بالعدو داعيا الى ارسال قوات والى دعم لا محدود للأكراد( البشمركة) وشبه حالة الغرب في سورية برجل عرض عليه أن يكون الملك ورفض."
هي اذن أحداث ايلول مرة أخرى ولكن بنكهة باريسية هذه المرة .. فما هي الغايات؟؟!!
تخدم هذه الهجمات في الداخل الفرنسي النزعة العنصرية الشوفينية المعادية للاسلام وللعرب عند الفرنسيين وهذا يتطابق مع ما تسعى اليه الدعاية الصهيونية في الغرب ..
أما الغاية الأخطر فهي اعطاء الحجة الشعبية الداخلية والخارجية لاطلاق يد فرنسا وبوارجها واسطولها الجوي في سورية : الظاهر منها ضرب داعش أما الخفي فهو الاسراع بقوات تشكل حاجز صد يقوي (التيارات التي يسميها الغرب المعارضة المعتدلة )لتتمكن من من الحلول في مناطق سيطرة داعش بعد توقع اقتراب انهيارها تحت الضربات السورية الروسية الجوية المركزة .. لمنع الجيش السوري والمقاومة من تحريرها .. ويشبه الأمر هنا دحر الجيش الأحمر لقوات هتلر النازية عن أبواب موسكو وبدء تحريرة لآوروبا من جهة الشرق عندها سارع الغرب لتحقيق انزال نورماندي ليسترد فرنسا وليسابق الروس على المانيا حيث التقي الجيشان في برلين لتنقسم المانيا الى شرق وغرب..
نتمنى من السوري والروسي وحلف المقاومة ان يسارعوا في كشف ما لديهم من ملابسات حول تفجير الطائرة الروسية فهو يقدم حجة قوية للجم الدول الخليجية المتورطة بدعم الارهابيين في سورية وعلى رأس القائمة كل من قطر والسعودية ويساهم هذا في تقويض قدرات عملائهم الارهابيين في سورية .. فالغرب يفتعل الأعمال الارهابية ليتستغلها في تبرير سياساته العدوانية ضد الشعوب بينما نحن لا نجيد استغلال عمل ارهابي حقيقي قام به العدو وأدى الى ضحايا مدنيين في لجم ذلك العدو وفضحه !!
وأن يسارعوا أيضا في العمليات البرية ليستبق الاستعدادات الغربية في دعم الارهابيين تحت مسميات "معارضة معتدلة" لمواجهة الجيش السوري على الأرض عندما يسعى للتقدم في مناطق سيطرة داعش حاليا .. آن الأوان للدخول العسكري البري الايراني السريع والواسع ليس لعجز القوات الحالية على الأرض في تحقيق الانتصار فهي رائعة في أدائها بشهادة العسكريين الروس وبدهشة العسكريين الغربيين المحللين وانما لتدارك تطورات واضحة يخطط لها الغرب بعناية ستنتهي بتقسيم سورية الى شرق بيد الغرب وغرب بيد حلف المقاومة والشرق !!!
وفي الختام استشهد بتصريح الدبلوماسي الأميركي السابق ورئيس مجلس العلاقات الدولية ريتشارد هاس أنّ نجاح خطة إرسال قوة أميركية إلى المناطق الكردية سيؤدّي إلى تقسيم سوريا. حيث اكد هاس في مقابلة لـ"سي أن أن": "لا أريد أن أقلل من شأن هذه الخطوة ولكنها ليست طموحة بما فيه الكفاية، هذه ليست استراتيجية لسوريا بأكملها وهي ليست بداية لاستعادة سوريا كدولة وهي تهدف بالأساس للتوصل لاستقرار بسوريا". وأضاف: "ما سينتهي إليه الأمر هو أنه وفي حال نجحت هذه الخطة فإنّه سيكون هناك قرابة ست مناطق في سوريا واحدة للنظام السوري وأخرى للأكراد وثالثة لداعش وأخرى للنصرة وغيرهم وهذا ما ننظر إليه إن نجحت الخطة الجديدة"حسب قوله.ولفت الدبلوماسي الأميركي إلى أنّ "إرسال قوات أميركية هو بالفعل تغيير جذري للسياسة المتبعة وتهدف إلى تصحيح الأخطاء الأساسية في السياسة الأميركية المتبعة في المنطقة وفهمنا أنّه لا يمكننا القيام بذلك من الجو فقط ولابد من وجود بري لشريك قوي".ورأى أنّه "لا يمكن اعتبار هذا التدخل البري ضخما كما كان الحال في العراق وأفغانستان".
يتبع........بقلم د. ليندا نجار