حان وقت الحصاد....فرنسا تعلن حالة الطوارئ في كل انحاء البلاد .....اكثر من 150قتيلا و 200 جريح منهم حالاتهم خطرة في 8 هجمات متزامنة في مناطق متفرقة في العاصمة الفرنسية باريس ...يعتقد بأن المسؤول عن تلك الهجمات " تنظيم داعش الارهابي
كرة الارهاب تتدحرج والرئيس الاسد كان قد قدم نصائح مجانية لهولاند ومن لف لفه بأن عليهم ان يتداركوا ما اقترفت ايديهم من دعم وتمويل بالعدد والعتاد للارهاب في سورية والذي بدأ اليوم بالهجرة المعاكسة وعبور الحدود....والسياسات الخاطئة لفرنسا وخاصة فيما يجري في سورية هو السبب الرئيسي والوحيد لهجمات الجمعة الدامي ... والنتيجة الطبيعية ايضا للسير الاعمى خلف الولايات المتحدة الامريكية التي تجر خلفها حلفاءها تبعاً لتنفيذ مصالحها فقط ولتعلن واشنطن على اثر هجمات باريس بأن لا خطر محددا يستهدف الولايات المتحدة بعد اعتداءات باريس!!!؟؟؟ لماذا لا خطر يهدد واشنطن في حين جميع اعضاء التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة داعش تلمس راسه وشعر بالخطر ...فلماذا لم تشعر واشنطن بالخطر؟
هدم عش الدبابير
لم يعد للتفاؤل مناصرين , فقد اضحي الغرب بتأثره من جراء عدم الراحـة والترقب دائما لما قد يحدث من لدغات الدبابير , حيث انهم حاولوا تخريب عش الدبابير , ولا يخفي علي احد ان عش الدبابير هدا كان اسم العملية المخبارتية للغرب لانشاء عشا للدبابير يستقطبهم من كافة انحاء العالم ليكون سكنا آمنا في كل من العراق وسوريـا , لكن للاسف بعد ان تجمعت الدبابير حاولوا ان يفرقوها هربا من اصابع اتهام العديد لهم لانشاءها , فما كان للدبابير الا اللدغ , الوثائق التي سربها إدوارد سنودن المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي كشفت بالفعل عن أن البغدادي كان مجرد "دمية" في أيدي المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وغيرها، وأن داعش صناعة "مخابراتية" هدفها قلب الاستقرار في الشرق الأوسط، كما أشارت هذه الوثائق أيضا إلى أن استراتيجية خلق داعش تقوم على نظرية "عش الدبابير" من أجل اجتذاب الإرهابيين من كل أنحاء العالم إلى المنطقة، ومن ثم يتم تدمير الدول العربية والإسلامية من الداخل عبر تغذية الصراعات الطائفية والعرقية.
وعلى الرغم من هذه المعلومات، فإن كل هذه الوكالات المخابراتية تحاول الآن جاهدة نفض يديها مما صنعته بأيديها، وحتي تثبت بعدها كل البعد عن صناعة الإرهاب في المنطقة بدات هدم العش , لكنه بات جليا ان العش اصبح خطرا نظرا لشراسة دابابيره ...وقد تكون استراتيجية جماعات الدبابير تلك واحدة في كل جماعات الإسلام السياسي منذ نشأة جماعة "الإخوان" بدعم من المخابرات البريطانية، فقد تم تأسيس مكاتب "الدعوة" في المناطق التي دمرها الصراع في سوريا من أجل المساعدات الإنسانية والطبية في 2013، لكن في الباطن كانت هذه المكاتب لتجنيد وتفريخ الإرهابيين والجواسيس ومن ثم بدأ في السر إشاعة أن الاسم الحركي لمكاتب الدعوة هو "تنظيم الدولة"، وبدأ تجنيد الدبابير الأجانب الذين توافدوا على المنطقة في أعقاب اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي وتحديدا على سوريا، وذلك مثلما حدث خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان، حينما توافد الأجانب على البلاد لتتشكل بعدها نواة تنظيم القاعدة.
والعقل المدبر لتنظيم داعش الارهابي لا يمكن أن يكون طرف آخر غير العقل المدبر لظهور تنظيم الاخوان الاجرامي والقاعدة وغيرها والتاريخ يشهد بذلك.
بعد باريس الدور سياتي على من؟؟؟؟؟
إن القارئ للعبة السياسية العالمية بدأ يدرك بأن المعادلة في سوريا بدأت تنقلب بشكل واضح و جلي و خصوصا بعد الدخول المباشر للروسي فيها و بثقل كبير ، و هذا ما أدى إلى حدوث إلتفاف مباشر أو غير مباشر في سياسات بعض الدول المعادية للأسد ، و الذي إنعكس بدوره على علاقة هذه الدول بالتنظيمات التي كانت تدعمها ....
و لا يخف على أحد بأن هذه التنظيمات خرجت عن سيطرة صانعيها ، و هذا ما قاله الأسد سابقا عندما أشار إلى أن الدول التي تدعم الإرهاب الحاصل في سوريا لن تكون بمناى عنه و هذا ما حدث فعليا في التفجيرات التي حدثت في كل من تركيا و فرنسا و بالقراءة في الأحداث سنجد بأن التنظيمات الإرهابية من داعش و اخواتها ، قد أصبحت في مواجهة عدوين ، الأول هو النظام السوري و محور المقاومة و روسيا ، و هذا ما أدى لحدوث تفجيرات في الضاحية الجنوبية ...و الثاني هو مجموعة الدول التي كانت تمول هذه التنظيمات و من ثم تراجعت عن ذلك و هذا ما أدى لحدوث تفجيرات السعودية و الكويت و تركيا و باريس و بالتدقيق اكثر و التعمق في السياسة الغربية سنجد بأن فرنسا لن تترك تفجيرات باريس تمر مرور الكرام دون استثمارها بالشكل الامثل ، تماما كما فعلت امريكا بعد احداث ١١ ايلول عندما اعلنت تفردها بحكم العالم ...و لعل أهم ما ستسعى له باريس هو عودتها للشرق الأوسط بشكل أكبر ، اسوة بروسيا ، و خصوصا بعد تراجع الدور الامريكي فيها وهذه العودة ستكون من خلال اعلانها توسيع عملياتها في مواجهة داعش ، و دعم ما تسميه معارضة معتدلة بما يدعم توسع نفوذها في المنطقة .....
على كل حال اللعبة لازالت مستمرة و مشروع الشرق الأوسط الجديد لازال قائما نوعا ما ، رغم كل الانتصارات التي حققتها سوريا و حلفائها ، و كل ما في الأمر أن قواعد اللعبة تغيرت .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن
بعد باريس الدور على من؟!