حاولت تحليل وربط كل المآسي الجارية في منطقة الشرق الاوسط , لم اجد عنصرا مشتركا سوي الغاز والحرب من اجله , وان المصالح المشتركة بين الغزاة ترتكز علي محور واحد الا وهو من سيفوز بنصيب الاسد من الغاز والسيطرة علي مصادره , فهل الغاز نقمة علي الشرق الاوسط ام نعمة لاصحاب المصالح تستحق ان يسحق من اجلها الشرق الاوسط باكمله او علي اقل تقدير ان يعاد تقسيمه بمساعدة البعض مثل تركيا وقطر والعدو الاسرائيلي,
وبات كل اصحاب المصالح يبدون دعمهم للمقاومة العربية تحت مسمي الديموقراطية والشرق الاوسط الجديد .. الخ .. و فشلت كل المحاولات في عقد اية صفقات علي حساب اصحاب القضية اللبنانية و الفلسطينية.
لقد أيقن الجميع ان سوريا التي تعوم على بحر من الغاز هي عقدة الغاز وليست تركيا التي حمت غازها بان اعلنت صراحة ان سوريا جغرافيا وسياديا هي اصل العقدة وانه لا محاله سيحمل غاز من تركمانستان و إيران و العراق مرور بسوريا و غاز لبنان و قبرص وصولا الى اليونان التي كانت واشنطن عقدت صفقة على حسابها مع تركيا فخط نابوكو لا يمر في اليونان و لا يغذيها .. و بالتالي تمثل تلك ضربة قاضية بالمعني الحرفي للامبراطورية الامريكية و سعيها للسيطرة ع طاقة العالم كما تمثل تعزيزاً لعودة الدب الروسي من جديد و سيطرته علي اوروبا و العالم عبر سيطرته علي منابع الغاز و تصديره للكوكب هذا ويقدر احتياطي سورية لوحدها من الغاز بنحو 40.6 مليار متر مكعب من الغاز أما النفط فيقدر انتاجه بنحو 387 ألف برميل يوميا كما يقدر الاحتياطي بنحو
مع اقتراب تضاعف واردات الإتحاد الأوروبي من الغاز أدركت الحكومه الايرانيه أنها قادره على استثمار الغاز الايراني دون الضرر بمصالح موسكو وهي الذي رفضت سابقاً أن تشارك في خط نابوكو الذي اعتبرته موسكو عملاً عدائياً ضدها، فموسكو لا تريد من حجم السوق الأوروبية أكثر من الربع، والغاز الإيراني يمكنه حل المشكلات القانونية فهو لا يضارب على الغاز الروسي بل يكمله، وبنفس الوقت يمنع القوانين الأوروبية من البحث عن مصادر متعدّدة للغاز حين تسقط عن موسكو تهمة الاحتكار، ويحفظ لموسكو نفوذها في وسط آسيا، فلو أن طهران أعلنت في العام 2006 مثلاً عن نيّتها مد غاز إلى أوروبا لاعتبرته موسكو عملاً عدائياً ضد مصالحها، ولكنه في العام 2011 منقذ للموقف الروسي وأصبح على موسكو توقيع اتفاقيات إستراتيجية مع طهران كي تكبح جماح الأوروبيين حين يتحدثون عمّا يسمونه احتكار بيع الغاز، والأهم أن إيران لا تشكل تهديداً للمصالح الروسية في وسط آسيا، وهو الأهم بالنسبة لروسيا، وكذلك يمرّ من أراضي سورية الحليف الأهم لموسكو في الشرق الأوسط.
ما إن أدرك السوريون أنهم أسقطوا مشروع الياسمينة الزرقاء وفي خضم الأحداث لسورية، وقّعت سورية والعراق وإيران اتفاقاً لمد خط غاز من إيران وصولاً لأوروبا، وقد كانت الخطة البديلة عند الأتراك هي مفاوضة سوريا على رأس حزب الله أو تصفية القضية الفلسطينية مقابل الهدوء حيث أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجزا عن المنافسة في السوق الآوروبية و أن النفوذ الروسي يزيد في آوروبا مع إزدياد الطلب, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالإنتعاش الإقتصادي تستعيد عافيتها,
قررت الولايات المتحدة التحرك و كان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكيا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إلعدو الاسرائيلي في لبنان و وصول بوتين الى السلطة و التقارب الصيني الروسي , بعد توتر دام عقود أبان الحرب الباردة , و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية و كانت البداية من إحتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران.
في العام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين إنقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة و التنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الإنقلاب في قطر سببه الغاز كان الإنقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة و التنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الإسم له معنى , فنابوكو إسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق, و بعدها بعام تم إحتلال العراق فعلاً.
وجاءت فكرة مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد أن بات من الواضح ان واشنطن ادركت ماهية خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر , و الغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون الوصول لغاز أذربيجان وتركمانستان صعب كونهم في منطقة نفوذ روسيا , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت آوروبا بالغاز و أصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى, التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي, و لكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام في المنطقة, و السلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إلعدو الاسرائيلي, و هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط الى دول طائفية يديرها العدو الاسرائيلي بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي القضاء على المقاومة في لبنان فيمكن الوصول الى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان.
في عام2018 إن اكتشاف هذه الحقول في حوض البحر المتوسط من شأنه أن يخفف على الكيان الصهيوني استيراد الغاز الطبيعي من الخارج واستيراد الفحم الحجري اللذان يوفران الطاقة للمستهلكين « الإسرائيليين » والشركات، حيث يستخدم الكيان الصهيوني في توليد ثلثين الطاقة التي يحتاجها من الفحم الحجري، ونحو 26% من الغاز الطبيعي.وقدرت دراسة لقسم خدمات الأبحاث في الكونغرس الأمريكي، للكاتب « مايكل راتنر » ((أن حقول داليت وتامار ولفيثان يمكنهم أن يؤمنوا احتياجات « إسرائيل » من الغاز لمدة 100 سنة)). ويقدر البعض الآخر أن إجمالي الاحتياطات في هذه الحقول نحو 26 مرة أعلى من استهلاك الكيان الصهيوني الحالي الذي يصل إلى نحو 330 مليون قدم مكعب في اليوم
وقد نجح اصحاب المصالح في اشعال النيران في منطقة الشرق الاوسط بأكملها وباتت منابع الغاز نقمة علي اصحابها ..