اثبت الجيش العربي السوري انه أكثر الجيوش العربيّة تسييسًا نظرًا لتشرّبه العقيدة، وهواكثرالجيوش في الشرق الاوسط جدارة وحرفيّة.. بالبر والبحر والجو ...وهذا الجيش وبعد الاحداث صمد بكل مكوناته بصلابة ابهرت رؤساء اركان اقوى الجيوش بالعالم وهذا التقييم ادلى بة رؤساء اركان الدول الغربية في اجتماعهم في لندن .
يرى الجيش السوري ان بقاء الدولة مرادف لبقائهم. ويرى ان ما سمي انتفاضة هو صنيعة اجنبية بمواصفات امريكية ولا تعبّر عن الإرادة الشعبيّة. وبناءً عليه، فإنّهم ماضون في صراعهم مع الارهابيين حتّى النهاية كما أعلنوا على الدوام.ورؤساء أركان الدول الغربية يدركون جيدا أنّ لسورية أعداء كثيرين في المنطقة ساعد بعضهم المتمردين.
باختصار، إنّ شريحة الضبّاط لديها ما يبرّر موالاتها للنظام وللقائد العام. على قانون الشرف العسكري وهم يترصدون الافعال التي يتوقّعونها من أعدائهم. وأولئك الذين يعرفون سورية لا يفاجئهم على الإطلاق ولاء الضبّاط لدولتهم ولسوريتهم ولشرفهم العسكري وحسب اعتقادي ان اسباب التحام الجيش (العربي) السوري بقيادته السياسية، والتزامه بادبيات الولاء والطاعة لقائده الاعلى بشار الاسد، وصموده في معترك الصراع قبالة عشرات الجماعات الارهابية والعصابات المسلحة لاكثر من اربعة اعوام عجاف.. ولكنني اعتقد ان هذه الاسباب واضحة لا لبس فيها، وماثلة بجلاء امام كل من يريد ان يرى الامور على حقيقتها وليس كما يتمناها او يتصورها باوهامه، وهي تتلخص اولاً واساساً في ذلك التطابق الكلي بين العقيدة القتالية والرؤية الاستراتيجية والتربية النضالية للجيش السوري المعروف تاريخياً بحسه الوطني وانتمائه العروبي حتى اطلق عليه عبدالناصر لقب 'الجيش الاول'، وبين المواقف المبدئية والقناعات والتطلعات السياسية للرئيس الاسد حول مجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها الصراع المصيري والتاريخي مع العدو الصهيوني، واكاد اجزم ان 'الجيش العربي الاول' ما كان ليؤازر قيادته السياسية كل هذه المؤازرة، ويمتثل لاوامرها كل هذا الامتثال، لو سبق لها التلوث باوساخ الصلح والتطبيع مع دولة الاغتصاب اليهودية.. فالجيش هو الاعلم والادرى -بحكم وظيفته- بنوايا قائده الاعلى ومخططاته وتحضيراته العسكرية.فحرب تشرين ومعارك الاستنزاف بجبهة الجولان وحصار بيروت ومعارك البقاع مع جيش العدو الصهيوني في لبنان والاستنفار الدائم جعلت قادتة يملكون الخبرة الزمنية المتراكمة عسكريا وامنيا وسياسيا.