يتحدث الإيرانيون والسعوديون بصفة غير رسمية عن أهمية الاجتماعات التي جرت بعيداً عن الأضواء، في وقت تأزمت فيه الأوضاع في المنطقة، ولا سيما في سورية و العراق. وحيث ان الزيارة المرتقبة تحمل بين طياتها ت رسالة ضرورة التعاون بين البلدين للحد من انتشار ظاهرة التطرف والتشدد والعنف في المنطقة والاتفاق الضمني علي السـلام وعودة العلاقات بين الطرفين لمصلحة الابنة الصغري سوريـا .. . ولا سيما مع وجود ملفات خلافية عديدة بين الطرفين، جعلت شكل العلاقة بينهما وفق مراقبين يأخذ منحى عدائيا. فلم ينجح البلدان حتى الآن بالقيام بزيارات متبادلة عالية المستوى، رغم ترحيب الإيرانيين باستقبال الفيصل في إيران سابقا، ورغم الحديث المتكرر عن زيارة متوقعة لظريف إلى الرياض.
ومما لاشك فيه ان تلك الزيارة ماهي الا نتاج مباحثات ومداولات بين كل من السعودية، الإمارات،, روسيا ومصر لمناقشة أزمة المنطقة بعد تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب وتقدم قوات تنظيم "داعش" على الأرض في سوريا و العراق.
والتوجه الإيراني نحو السعودية قد يكون ضمن إطار السعي إلى لعب دور في التحالف الإقليمي الدولي الذي يوشك أن يأخذ صورة عملية، ولا سيما بعد تنامي التوقعات بتشكيل تحالفات جدية، تقوم بخطوات أكثر عملية لمحاصرة تنظيم (داعش) في العراق ومحاولة الاسد المستميتة للخلاص منهم . وما زاد من وتيرة هذه التحليلات، .
ورغم العرض الإيراني الرسمي خلال الاتفاقية الاخيرة مع اوباما لإرسال قوات عسكرية للمحاربة في العراق ضد (داعش)، فضلاً عن التأكيد الصادر من اوباما بالنوايا الايرانية في السـلام مع دول الجوار, والتنسيق الجاري علي اعلي مستوي من عدة دول نحو إرسال طهران وفد إلى السعودية لمناقشة تطورات الأوضاع في العراق، وسوريا بعدما تداولت وسائل الإعلام العالمية اخبار الخلاف ابين السعودية وروسيا حول القضية السورية، إلا أن زيارة ظريف في هذا التوقيت تشي برغبة إيرانية في المشاركة في التحالفات الإقليمية والدولية العلنية التي ستقدم الدعم لسورية في محاربة داعش، ما سيثبت شعارات طهران حول الانفتاح والدبلوماسية التي يرفعها الرئيس اوباما والغرب ..
هدا ويجب ان نعترف صراحة ان الخلاف الإيدولوجي بين البلدين والاختلاف في المواقف على قضايا مفصلية في المنطقة لم يسمح للقيام بخطوات تقارب كبيرة حتى الآن , الي ان التطورات الاخيرة والجارية علي الساحة كانت بمثابة المحرك الاساسي في إطار لعب دور مشترك لتجاوز أزمات المنطقة ومحاربة التطرف. ولعل هذا هو السيناريو الوحيد خلال هذه المرحلة الذي سيسمح بالتقارب الجزئي بين طهران والرياض وحل المشكلة السورية بصفة نهائية والبدء في الاعمار واستعادة السيادة لكل من العراق وسوريا وإلى علاقات أكثر هدوءاً، ليصب هذا الأمر في مصلحة محاربة "الإرهاب" الذي اقترب من حدود البلدين معاً. ..
جميع الحقوق محفوظة لقلم د.أسامة اسماعيل