في الواقع لا أدري كيف أبدأ ومن أين أبدأ وقد كنت أحاول الابتعاد عن الكتابة والرد على نصائح القاضي الشرعي الاول بدمشق محمود المعراوي, هذه النصائح التي لا تعني الا تدخلا بحياتنا الشخصية والعامة ولكني فضلت الخروج عن صمتي والتصدي لتصريحات القاضي محمود المعراوي وذلك لاحساسي ان الاكمة قد تخفي شيئا وراءها
من جهة نرى فضيلة القاضي محمود المعراوي يصرح أن عمل المرأة في المقاهي والمطاعم غير محبب وغير لائق بحق المجتمع السوري حيث انه وفي مضمون تصريحه هذا كان يعيب على المرأة أن تعمل في هكذا مجال ومن جهة أخرى نجده يقدم نصائح للمجتمع السوري بضرورة الزواج الثاني وذلك بسبب تفاقم حالة العنوسة.
لقد تجاهل القاضي محمود المعراوي كل الحرب والارهاب الذي تعاني منه سوريا وما أفرزته هذه الحرب القذرة من أزمات نفسية واقتصادية ومعيشية كما تجاهل كل أفعال الارهابيين وعقيدة السبي وقطع الرؤوس وتدمير الاثار وهويتنا التاريخية السورية ليتفرد بتقديم نصائحه للمجتمع السوري مفسحا المجال لنفسه أن يتدخل بحياتنا الشخصية والعامة مستغلا منصبه وهو أنه القاضي الشرعي الأول بدمشق
أود القول لحضرة القاضي محمود المعراوي اننا في سوريا ومجتمعنا السوري لا نحتاج نصائحك ولا نصائح اي من رجال الدين ولا نحتاج تدخلكم في صلب حياتنا الشخصية والعامة عليكم أن تدعوا الخلق للخالق وفي هذا الصدد أتوجه بعدة أسئلة للقاضي محمود المعراوي
1- لماذا لم تقم يا حضرة القاضي باصدار بيان انت وكل علماء الدين والشرعيين تستنكرون فيه تدمير تنظيم داعش الارهابي لواجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر.
2- لماذا لم يتصدى أيا من القضاة الشرعيين لفتاوى التكفير والقتل والسبي وقطع الرؤوس التي انتهجتها العصابات الارهابية منذ بداية الحرب علما أن كل هذه الجرائم ترتكب باسم الرب وباسم الدين. وكذلك لم يقم أيا منكم بالتصدي لفتاوى سخيفة لا يقبلها العقل والضمير النساني والكوني.
3- هل يا ترى تصريحك حول موضوع ضرورة الزواج من امرأة ثانية هو تمهيد لتشريع ما يسمى بملك اليمين بشكل قانوني وشرعي وذلك تحت غطاء مكافحة العنوسة. وأنت تعلم ان ملك اليمين هي نوع من العبودية والرقيق وقد تم الغاء ملك اليمين بقرارات صادرة عن الامم المتحدة عام 1948.
4- هل يستطيع الرجل في وقتنا الحالي ومع تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية أن يتزوج من امرأة ثانية وأن ينجب من المرأة الثانية أطفالا لينفق عليهم..... وهل نسيت أيها القاضي ان معدل المدخول الفردي لم يعد يكفي الشخص الواحد لعدة أيام.
5- بخصوص عمل المرأة في أي عمل شريف نجد أنك أعطيت لنفسك مجالا للتدخل بشكل سافر وغير منطقي وهنا أسألك يا حضرة القاضي ماذا ستفعل أية امرأة أو فتاة في مثل هذه الظروف المعيشية القاسية لمساعدة نفسها واسرتها ماديا.
6- لماذا تفسح لنفسك انت وغيرك المجال للتدخل في حياتنا الشخصية والعامة ومن هو الذي عينك بمنصب الناصح والولي والوصي على المجتمع السوري انت وغيرك من الشرعيين.
7- هل نسيت أن عملك محصور فقط بمجال فض النزاعات والخلافات القضائية العائلية والشرعية وأن احدا لم يطلب منك توجيه اية نصيحة لنا.
8- هل قمت أنت وغيرك من الشرعيين يا فضيلة القاضي بنقد ونقض كل ما هو فاسد في كتب التراث الديني والتي يتم تدريسها في الجامعات والمعاهد والثانويات والاعداديات الشرعية في العالم الاسلامي وهل اجتهدتم انت وغيرك من الشرعيين ومجلس علماء بلاد الشام في اعطاء تفاسير جديدة للايات القرانية.
9- من خلال هذه النصائح والتصريحات التي تدلي بها يا فضيلة القاضي الشرعي محمود المعراوي يستحضرني سؤال هام جدا وهو (هل تسعى أنت وغيرك من الشرعيين ورجال الدين الى نشر وغرس فكر بعيد عن العلمانية والمدنية في مجتمعنا)؟؟؟؟؟؟؟؟؟
10- بدلا من نصائحك انت وغيرك للمجتمع السوري أسألك يا حضرة القاضي الشرعي انك لماذا لم تتصدى أنت وغيرك لتجار لقمة العيش وتجار الحرب والازمات الذين حققوا ثروات هائلة على حساب الشعب ولقمة عيشه
11- لماذا يا حضرة القاضي الشرعي محمود المعراوي لم نجدك تتصدى أنت وغيرك من الشرعيين لقضايا الفساد وحكمها من الناحية الشرعية وأثرها السلبي على المجتمع ومطالبة رجال الدولة بالعمل على قمع الفساد بكل أشكاله
12- لماذا لم تصرح عبر وسائل الاعلام يا فضيلة القاضي الشرعي الاول بدمشق محمود المعراوي انت وغيرك من الشرعيين عن موضوع المخطوفين العسكريين والمدنيين والذين خطفتهم المجموعات الارهابية وأن العمل على تحرير هؤلاء المخطوفين من براثن الارهابيين يعتبر واجبا وطنيا وشرعيا.
13- لماذا لم يصدر منك يا فضيلة القاضي انت وكل الشرعيين ومن يسمون برجال الدين في مجلس علماء بلاد الشام اي تصريح تتصدون فيه لانتشار ظاهرة الاطفال مجهولي النسب والذين ولدتهم امهاتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الارهابيين وهم نتيجة لفتاوى جهاد النكاح وزنا المحارم حيث لجأت بهم امهاتهم لاحقا الى المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة.
أعتقد ان اجابتك يا فضيلة القاضي الشرعي الاول محمود المعراوي انت وغيرك من الشرعيين ورجال الدين على هذه الاسئلة أهم بألف مرة من تقديم النصائح لنا وتنصيب أنفسكم أولياء وأوصياء علينا. ومن وجهة نظري أجد أنه من حق اي أنسان ان يسلك النهج الذي يراه مناسبا لنفسه في حياته الخاصة والعامة وحياته المهنية ولا يحق لاي شخص منكم ومهما كان منصبه ان يتدخل بهذه الامور وبصلب حياتنا فمن يرغب بالزواج له الحق ومن يرغب بالمساكنة فله الحق ومن يرغب بالزواج المدني فله الحق ومن يرغب ان يعمل باية مهنة تحفظ له كرامته فله الحق وكل الحق في ذلك
ختاما أقول لكم يا فضيلة القاضي محمود المعراوي انت وغيرك من الشرعيين كفاكم تدخلا بحياتنا الشخصية والعامة ونتمنى منكم ان تلتزموا اعمالكم فقط وان لا تخرجوا علينا بتصريحات تجعلكم محطا للتندر في المجتمع فنحن نعاني ما نعاني وكفانا ما نعانيبه فلا تزيدوا من معاناتنا وليكن معلوما للجميع اننا لن نرضى ان يتحكم بنا و بحياتنا ومصيرنا قضاة شرعيين او رجال الدين ولن نرضى الا بسوريا واحدة موحدة علمانية ومدنية يتم فيها فصل الدين ومن يسمون برجال الدين عن الدولة ودستورها ومؤسسات الدولة وخاصة الاعلام والقضاء والتعليم وتعزيز مبادئ الانتماء الاخلاقي للوطن السوري بحيث يكون الانتماء للوطن فوق اي اعتبار وانتماء ديني او مذهبي او عرقي أو عشائري او طائفي. وتضمن لاي فرد في المجتمع السوري حرية المعتقد وحرية اختيار دينه وتكون فيها سلطة القانون المدني هي اساس التشريع وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول لفضيلة القاضي محمود المعراوي و لكل الشرعيين ومن يسمون برجال الدين (أيها المارون فوق الكلمات العابرة.... اخرجوا من حياتنا وانصرفوا).
الاعلامية هبة قاسم/ للحديث بقية إذا كان في عمري بقية