هناك من قد لا يعجبه هذا المقال ولكني اثرت على نفسي ان اقوم باداء رسالتي الاعلامية رغم كل التحديات وذلك انطلاقا من كلمة القائد بشار الاسد عندما التقى بالدعاة والداعيات ومن يسمون برجال الدين.......
من خلال متابعتي لمجريات الاحداث التي تعصف بسوريا الحبيبة ومختلف بلدان العالم الاسلاموي وجدت ان العقول غير متحررة من التبعية العمياء لكل ما هو فاسد في كتب الموروث الثقافي الديني والذي ساهمت في تعزيزه وسائل الاعلام وصناعة الدراما السورية التي اظهرت دور العقيد والزعيم وما يسمى برجل الدين ؟(شيخ المسجد الذي يفتي) على حساب الوعي الوطني حيث نشات طبقة من اثرياء من يسمون برجال الدين والدعوة والفتوى يسترزقون على حساب غالبية الشعوب والغريب بالامر ان نسبة كبيرة من المتعلمين وحملة الشهادات الجامعية ومدعي العلمانية والثقافة تغيب عقولهم ويستمعون بكل جوارحهم لما يقول الخطيب او الامام او المفسر ليس هذا فحسب بل انهم لا يجرؤون على المناقشة.
والجدير بالذكر ان احدى المنظمات الاعلامية ومقرها بريطانيا وهي تابعة لمركز الاعلام الدولي IMC قد انفقت خلال السنتين الماضيتين ما يقارب من 750 مليون دولار لدعم القنوات الدينية وعلى راسها القنوات الدينية الاسلاموية المتطرفة في ظل غياب الدور التنويري المعني بالتنمية الفكرية والبشرية للاعلام العربي عموما والسوري خصوصا ولم يجرؤ الاعلام السوري على طرح وبث برامج على شكل حلقات اسبوعية تفند وتنتقد وتنقض ما هو فاسد في كتب التراث الديتي التي اوصلتنا لمرحلة دمار بلدنا حتى ان القائمين على قناة متخصصة في الدين (نور الشام) لم يتجرأوا على باتباع نهج التنوير ونقد ونقض وتطهير كتب التراث الديني والمناهج الشرعية من كل ما لا يقبله العقل والضمير الانساني والكوني بل على العكس نجدهم يكررون تفاسير واحاديث كتب التراث ومما زاد الطين بلة ان قناة فضائية اخرى (قناة سما) انضمت الى جوقة تقديم البرامج الدينية في غياب تام لاي برنامج يهتم بالتنمية الفكرية والبشرية وينقد وينقض كل ما هو فاسد في كتب التراث الديني ويدعو المواطن السوري للتفكير بما يسمع او يقرأ في كتب التراث الديني ومن هنا نلاحظ ان لا خطاب ديني واخلاقي جديد ومتحضر في المدى المنظور لان هذا يتعارض مع مصالح طبقة رجال الدين
الحرية هي قرار واختيار ومسؤولية لذلك حرروا عقولكم من كل ما يناقض الضمير والمبادئ الفطرية الكونية فلن يتم تحرير اوطاننا من الارهابيين والتكفيريين الا بتحرير عقولنا من الافكار والمعتقدات والخرافات والموروث الثقافي والديني الذي يتعارض مع الضمير الكوني والانساني. وحرية العقول لن تتم الا بفصل الدين عن السياسة والدولة ومؤسساتها واولها فصل الدين عن مؤسسات التربية والتعليم والاعلام والقضاء وهذا ما سيضمن للشعوب حريتها من تسلط رجال الدين عليهم والتبعية لهم والطاعة بشكل اعمى
ان عدم التفكير عقليا وعلميا ومنطقيا وروحيا في كل ما يقال لنا او نتعلمه او يعتبر موروثا ثقافيا ودينيا مقدسا يسبب لنا الضياع والتوه عن الحقيقة وهذا يعتبر قمة الفشل والجهل والتخلف والظلام العقلي الروحي فالحب والرحمة والانسانية والعطف والحنان هي مبادئ فطرية كونية موجودة عند كل المخلوقات اما بالنسبة لبني ادم فان هذه المبادئ الفطرية الكونية قد تكون على وشك الانقراض بسبب تفاسير واحاديث تدعو للقتل والارهاب وسبي النساء والتي لا يقبلها الضمير والعقل
يجب علينا ترسيخ مبدأ ان الرب هو محبة وجمال وحق وعدل وعلم فافتحوا عيون عقولكم للعلم لان العلم هو ضمير الانسان ووجدانه واحذفوا واسقطوا الخرافات من جميع الموروث الثقافي والديني الذي يدعو للتطرف والعنف والقتل والارهاب وافصلوا الدين عن السياسة وعلموا منهاج الاخلاق الانسانية واهتموا بالبحث العلمي وطهروا المناهج الشرعية من كل احاديث وتفاسير التعصب والارهاب والخرافات التي تسيئ للانسانية ولا يقبلها العقل
فمثلا يقال وحسب ما ورد في كتب التراث الاسلامي ان البخاري درس 600 الف حديث نبوي وانه كان يسافر ليلتقي برواة الاحاديث وان ما يسمى بصحيح البخاري صدر بعد بجث دراسة استمرت 16 سنة وهذا يعني الاتي
600 ال حديث نبوي تقسيم 16 سنة تصبح النتيجة 37500 حديث نبوي سنويا
37500 حديث نبوي سنويا تقسيم 365 يوم تصبح النتيجة 105 احاديث يوميا بعمل مستمر على مدار (24 ساعة) بدون اي راحة او نوم وهذا يعني ان البخاري كان يقوم بتمحيص ودراسة 4 احاديث نبوية في الساعة اي انه كان يبحث ويدرس حديثا واحدا في كل ربع ساعة فهل هذا معقول وهل يمكن لانسان ان يعمل لمدة 16 سنة بشكل متواصل ......فكروا بالمنطق والعقل........ملاحظة هامة...... تم جمع الاحاديث (النبوية) بعد 220 سنة من وفاة محمد نبي الاسلام.....فلكم ان تتأملوا هذاكله.
نحن في هذه الايام بحاجة ماسة الى نقد ونقض كل كتب التراث الديني والتفاسير والمناهج الشرعية التي تتعارض مع العقل والمنطق والضمير الكوني الفطري الانساني وهذا ما يشكل البداية لصياغة خطاب ديني اخلاقي متحضر ومتجدد يشجع على نهج المنطق والفلسفة والفن والعلم في بناء الفكر الانساني للمواطن السوري. في هذه الايام غاب عن بلادنا العربية زمن الحمير وعمالقة جمعية الحمير من امثال طه حسين وزكي طليمات والعقاد ونخب الفنانين والمثقفين الذين ساهمو في بناء النهضة الثقافية والوطنية والاقتصادية والسياسية في كل من مصر وسوريا ولبنان والعراق ليحل مكانها زمن خراف عددهم يزيد على مليار و600 مليون يقودهم نحو 5000 من الضباع الذين يدعون انهم رجال عالمين بالدين وهؤلاء الضباع يقودهم حمير متنورين يرسمون سياسة العالم ويتربعون على عروش السلطة في حكومة العالم الخفية بيلدربيرغ وغيرها من الجمعيات السرية التي تحكم العالم.
في الختام اود ان اسأل من يدعون انهم رجال دين سؤالا هاما وهو ...... ماهو موقفكم لو ان الحكومة اصدرت قانونا ينص على ان عملكم الدعوي والارشادي سيصبح تطوعيا وبدون اجر وان عليكم ان تجدوا عملا اخرتعيشون منه؟؟؟؟؟
الاعلامية هبة قاسم/ للحديث بقية اذا كان في عمري بقية