-
منذ تشكل محور المقاومة الممتد من طهران الى الضاحية الجنوبية في بيروت مرورا بدمشق والاستراتيجية الصهيوأمريكية تسعى لاسقاط هذا المحور
-
تسعى الولايات المتحدة منذ سقوط العراق في 2003 لوضع الشروط والاستسلام على دمشق تحت التهديد بالعقوبات وبالاجتياح البري في محاولة يائسة لتغيير سلوك دمشق المنخرطة في محور المقاومة والداعمة للمقاومة للاحتلال الصهيوني وكذلك للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي وعندما فشلت في اخضاع دمشق بالترهيب كان اغتيال الحريري واتهام دمشق الذي فشل هو الآخر وانفضح.. وفشل معه محاولة الانقلاب بواسطة عبد الحليم خدام نائب الرئيس المطبوخ أمريكيا ومعه غازي كنعان فيفر الأول الى فرنسا وينتحر الثاني
-
اعتقد الصهيوأمريكي أن الحلقة الأضعف هي المقاومة خاصة بعد الانسحاب السوري من لبنان وأن دمشق وطهران ستضعفان بعد نزع سلاح المقاومة فكانت حرب 2006 بايعاز أمريكي للكيان الصهيوني ليفاجأ الكيان بالصمود الأسطوري لرجالات الوعد الصادق في الميدان وبالضربات الموجعة لقوات العدو التي توغلت برا في الجنوب اللبناني مضافا اليه القصف الصاروخي على كيان العدو الذي لم يتوقف دليلا على عجز الأداة ( اسرائيل) على تنفيذ ما هو مطلوب منها أمريكيا .. ورغم الغطاء الأمريكي والحكومي العربي واللبناني لهذا العدوان .. يفشل العدو في تحقيق هدف العدوان المعلن وهو نزع سلاح حزب الله ليستمر تسلّحه بعد ذلك بصواريخ وأسلحة أكثر من حيث النوع والكم ستجعل من ألم العدو وخسائره في تلك الحرب نزهة مقارنة بما يمكن أن يحصل للعدو من خسائر في أية حرب قادمة
-
تتم محاولة زعزعة الحكم في طهران مستغلين المعارضة و الحصار الاقتصادي بعد فشلهم في اسقاط الثورة الاسلامية في ايران عبر الايعاز لصدّام حسين ودعمه في حربه المجنونة على ايران الثورة ، وينجح قائد الثورة خامينائي بحكمته في امتصاص المعارضة في بلاده واستمالتها لصالح الجمهورية الاسلامية
-
يعود الصهيو أمريكي للاعتقاد – واهماً- بأن دمشق يمكن أن تكون هي الحلقة الأضعف في ذلك المحور وأنه يكفي اسقاط النظام فيها كي يضعف حزب الله وايران .. فيكون العزف على الوتر الطائفي واستغلال ان سورية مكونة من نسيج متنوع من الطوائف والاثنيات (خاصة الأكراد) ويتم استغلال الأكراد و الأخوان المسلمين و التكفيريين الذين تدفقوا من كل أصقاع الأرض الى سورية في بروباغاندا اعلامية منسوخة عن الثورات الملونة و ثورات( الربيع) العربي المزيفة .
-
لو نظرنا بامعان الى مخططات مركز الأمن الأمريكي الجديد CNASتلك المؤسسة البحثية التي انشئت في عام 2007 في ظروف الورطة الأمريكية في العراق، لغاية القفز بسياستي الأمن والدفاع الأمريكيتين (المرتبكتين آنذاك) من خانة الفشل والتخبط الى النجاح في تحقيق الأهداف المرسومة .. وفعلا ينجح تكتيكه الجديد في العراق على تحويل القتال ما بين السنة والشيعة من جهة والمحتل الأمريكي من جهة أخرى الى اقتتال طائفي عبر دعم تنظيم القاعدة في العراق وتسهيل مهمته في القيام بتفجيرات وأعمال عنف طائفية لتكون الشرارة التي تشعل الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة فيسهل عودة الأمريكي المهزوم عسكريا في هذا البلد العريق بحجة محاربة داعش - التي صنعها هو بنفسه - ويدعمها الى الآن لتخدم أجندة واضحة هي تفريغ السكان الأصليين في مناطق محددة من العراق ( الموصل تحديدا) من الاثنيات والطوائف الأخرى لتصبح من لون طائفي واحد تمهيدا لمزيد من التمزيق اللاحق لهذا البلد بانشاء سنستان التي ستمتد لاحقا نحو الرقة ودير الزور.
-
يصبح CNAS بسرعة قوة حقيقية في الدراسات البحثية لدى دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة في عهد أوباما ، ويمكن اعتباره حتى هذه اللحظة مؤسسة واشنطن البحثية الأهم في الشؤون العسكرية.. كونه يجسد في خططه أحلام الصقور من الديمقراطيين والجمهوريين في الهيمنة الكونية هادفا لجعل القرن 21 قرنا أمريكيا
-
وكمثال نذكر أن مركز الأمن الأمريكي الجديد كان له دور في اجبار الرئيس أوباما - الذي جنح نحو السلام ونحو تجنب الصراعات الدولية في بداية ولايته الثانية من خلال اقالته لـ كلينتون عن الخارجية ولـ بترايوس عن السي اي ايه على التوالي - على اقالة تشاك هاغل وزير الدفاع المعتدل و المعين حديثا زمنا قصيرا بعد تعيينه في المنصب.. لتعود الأمور الى سابق عهدها من سباق تسلح ومن استخدام مكافحة ( الارهاب الذي يدعمونه خفية ) واجهة لقلب أنظمة والهيمنة الكونية.
-
يوصي مركز الأمن الأمريكي الجديد CNAS بسحق سورية وبالمواجهة مع الروس والصين وفعلا كان توسع الناتو في أوروبا الشرقية وخلق مشكلة أوكرانيا للضغط على روسيا وكذلك توتير الأجواء مع الصين في بحرها الجنوبي
-
كما كان الضغط بشتى الوسائل المباشرة أو بالوكلاء على سورية على مر السنوات الأخيرة في محاولة لاعادة ترتيب الأوضاع فيها على الأرض لصالح الأمريكي التي يقدّر المركز أنها تحتاج 6 سنوات قادمة من الآن اي حتى عام 2022 يكون خلالها اكتمل تنفيذ مراحل مخططه لتفتيت سورية ليبدأ بعدها التفاوض على الشكل النهائي للدولة السورية (بلقنة سورية) في أواخر الولاية الثانية للرئيس القادم بحيث تتم ازاحة هذا البلد (المقاوم للهيمنة الأمريكية في المنطقة والصامد مع محور المقاومة في وجه هيمنة الأمريكي والصهيوني على الشرق الأوسط.. ) من الطريق تمهيدا لضرب باقي نقاط المثلث (ايران وحزب الله).
-
وفي سعيه نحو هذا الهدف اي تفتيت سورية يرى المركز (CNAS) أنه لا بد من الوصول الى فرض مناطق( يسيطر عليها الارهابيون المدعومون أمريكيا ) ممنوعة من القصف لمنع الجيش الوطني في سورية مع الحلفاء من القضاء على الارهابيين والمسلحين المدعومين من قبل واشنطن ووكلائها في المنطقة .. ومنع الدولة السورية بالتالي من توحيد البلاد مرة أخرى
-
ولا يرى CNAS في دراسة موسعة نشرها في منتصف 2016 تحت عنوان DEFEATING THE ISLAMIC STATE- A Bottom-Up Approach )انفردنا بنشره على موقعنا آرام بريس مترجما على حلقات في حينه( لا يرى غضاضة من تأزيم الموقف مع الروس في سورية ان لزم الأمر ويصل به الأمر الى حد الدعوة لاسقاط الطيران الروسي والسوري ان أصرّ على ضرب مواقع يسميها الأمريكي (المعارضة المسلحة المعتدلة)
-
وكذلك الدعوة الى ضرب - اوالتهديد بضرب- مراكز حيوية أمنية وعسكرية في دمشق وغيرها، ويعيد CNAS الى الأذهان في مثال التهديد بقصف دمشق بصواريخ كروز من البحر التي واكبت التصعيد الأمريكي السابق والذي انتهى بصفقة سحب السلاح الكيميائي من سورية عام 2013 بضغط روسي ، والتي يستخدمها CNAS كمثال عن نجاح التهديد باستعمال القوة في الحصول على تنازلات من الدولة السورية ومن حليفها الروسي ..حسب اعتقاده !!
-
حساب الحقل في سورية لم يطابق حساب البيدر .. فلا الجيش في سورية ضعف ولا كف عن القتال ولا سلّم قائده بالأمر الواقع بل استمرّ ومعهم رجالات الوعد الصادق والحليف الايراني في تحرير المناطق واستعادة سلطة الدولة السورية عليها برغم صعوبة المعركة وآلاف الشهداء .. هذا الصمود كانت تراقبه موسكو باهتمام فكان التدخل العسكري الفضائي الروسي في منتصف العام الماضي عندما شعرت موسكو أن دمشق باتت مهددة .. تلاه القصف الثقيل بصواريخ كاليبر على معاقل الارهاب من بحر قزوين .
-
حقنا للدماء اختار الحليفان الروسي والسوري بالتوازي مع محاربة الارهاب الطريق السياسي للحل بينما كان الأمريكي يستعمل المسار السياسي لغاية واحدة مختلفة تماما هي المناورة في كسب الوقت لصالح الارهابيين حيث يتم ايقاف القتال يالضغط على الروسي لفرض الهدنات كلما اقترب السوري وحلفاؤه من اعلان الانتصار في بقعة ما .. من الجغرافيا السورية
-
كان آخر هذه الهدنات في ايلول من العام الحالي 2016 والتي كانت شاملة التزم فيها السوري وحلفاؤه بينما عجز الأمريكي ( عن عمد) عن تنفيذ ما هو مطلوب منه مع الطرف الآخر أي فصل الارهابيين عن من تسميهم واشنطن بالمعتدلين أو في وقف القتال ، والأنكى من ذلك أن قام التحالف الأمريكي الغربي ذاته بخرق الهدنة في 16 ايلول عبر قصف قوات الجيش السوري المحاصرة من قبل داعش في دير الزور بالطيران ليرتقي قرابة مائة عسكري سوري شهيدا اضافة لعشرات الجرحى بالتنسيق مع داعش بدليل تواقت قصف التحالف مع تقدم داعش باتجاه تلك المواقع .
-
مما استوجب الرد السريع الروسي والسوري في دير الزور لمنع داعش من الاستفادة من نتائج القصف الغربي وكانت تلك الحادثة نقطة تحول في سياسة الكرملين ، قام بوتين بتغيير مدير مخابراته الخارجية بعد يومين من الحادثة ، وكانت توجيهات بوتين للمدير الجديد ان الأولوية هي ليست للتفاوض وانما لدعم الحلفاء على الأرض في مكافحة الارهاب ..
-
في ردها على مشروع استهداف سوريا اعلنت روسيا عن نشرها لبطاريات المضادات الجوية اس300 واس400 لتغطي كل أجواء سورية ، وأسلحة أخرى هي ليست قادرة فقط على تدمير اية طائرة تطير في مجال راداراتها بل كذلك على تدمير الصواريخ الجوالة الحديثة.
-
كان ردّ الولايات المتحدة على هذه الخطوة الروسية هو بإعطائها الأوامر للارهابيين بقصف السفارة الروسية في دمشق بقذائف الهاون ، فأعلنت روسيا بدورها قدوم ثلاث قطع عسكرية أخرى عبر المتوسط في الوقت الذي لاتزال فيه حاملة طائراتها في طريقها الى سورية .
-
ترد ادارة أوباما بتحريض الدول الـ 64 والمؤسسات الدولية الثلاث التي انضمت الى تحالفها (الذي يُزعَم انه أنشئ لمحاربة داعش) على شن هجوم ضد دمشق، لكن على ارض الواقع لم ينضم لهذا التحالف سوى كندا و فرنسا وهولندا اضافة الى الولايات المتحدة ، الفكرة كانت في إطلاق صواريخ جوالة تستهدف دمشق ثم تليها عملية قصف للجيش السوري ، هذا المشروع تم اعلانه لأعضاء الناتو اثناء انعقاد مجلس لهم في27 من ايلول 2016، وقد دعم السيناتور جون ماكين هذا المشروع في مقال له بجريدة الوول ستريت آنذاك
-
على أن يتم ذلك بالتواقت مع التحضيرات الحالية لـ (تحرير الموصل في العراق والتي يسيطر عليها داعش) بينما الهدف الحقيقي في الموصل هو احلال العراقيين السنة محل داعش بدل السلطات العراقية و السكان التاريخيين لهذه المنطقة في محاولة لخلق دولة سنستان. هذا التحالف لم يقم بقصف داعش لكنه لم يتردد في إبادة ميليشيا من المتطوعين الشيعة "عن طريق الخطا" قدموا الى المدينة لتخليصها من الظلامية.
-
ويفضح أردوغان بغبائه الخطة ففي تصريح لصحيفة "صباح" التركية يقول أردوغان بأنه ما إن تتحرر الموصل حتى تعود الى سكانها "فقط العرب السنة و الاكراد السنة و التركمان يمكنهم البقاء فيها". بمعنى آخر التحالف يقترح اتمام العمل الذي عهدت به واشنطن الى داعش وذلك بدعم التطهير العرقي الذي يمارسه التكفيريون, وخصوصا ترحيل وإبادة المسيحيين و الاكراد الإيزيديين لخلق دولة طائفية. فداعش ستنزح من الموصل نحو الرقة ودير الزور بالطريقة التي اخلى بها هذا التنظيم جرابلس في وجه الجيش التركي دون اية معارك!!
-
و في اكتوبر 2016 اشار يانس ستولتنيرغ أمين عام حلف الناتو مع انتهاء اجتماع وزراء دفاع التحاد الأوروبي الذي دعي اليه الى ان حلف الناتو نشر طائرات أواكس لتحسين رؤية التحالف للأجواء السورية
-
تستمر ادارة أوباما بتنفيذ مخطط CNAS وذلك من خلال الضغط على الروسي لوقف قصفه الجوي بحجة حماية المدنيين في بروباغاندا اعلامية مكشوفة هدفها عرقلة تحرير حلب ومختلف المناطق وكذلك من خلال محاولات يائسة لفرض الهدنات يستفيد منها الارهابيون في تعزيز مواقعهم
-
يدخل مخطط CNAS في سورية في مأزق عميق .. فحسب الخطة يجب اقناع الروسي بالامتناع مع السوري عن قصف مواقع محددة داخل سورية والتهديد وتنفيذ التهديد بقصف الطيران الروسي والسوري ان رفضا التحذيرات الأمريكية وكذلك التهديد بقصف نقاط عسكرية واستراتيجية سورية ان استعمل السوري القصف المدفعي أو الصاروخي لمناطق محظورة أمريكيا .. كل هذه الخطط ذهبت أدراج الرياح مع انتشار المضادات الجوية ومضادات الصواريخ الروسية الحديثة وراداراتها و التي باتت تغطي سورية بالكامل .. ومع قناعة بوتين التامة بعدم جدية ادارة أوباما في التوصل لاتفاق .
-
مع وصول مخطط CNAS في التآمر على سورية الى طريق مسدود ومع الفشل الأمريكي في تحجيم روسيا التي يرغب الأمريكي بالنظر اليها كقوة اقليمية وليس كقوة عظمى فكانت الحرب في أوكرانيا وفي سورية سببا في بروز روسيا لأن الحرب في أوكرانيا أعطت المبرر للروسي لاسترجاع القرم التي كان أهداها ستالين لأوكرانيا ولأن الحرب في سورية عززت من مواقع الدب الروسي في المياه الدافئة في المتوسط وأظهرت قوة واقتدار روسيا عسكريا وسياسيا على المسرح الدولي كقوة عظمى اضافة الى انبهار الغرب والعالم بحداثة ودقة وفعالية السلاح الروسي اضافة الى دور الأزمتين في سورية واوكرانيا في زيادة التقارب السياسي والاقتصادي بين روسيا والصين في مواجهة الأمريكي
-
من هنا يمكن فهم ظهور ترامب ووصوله الى سدة الرئاسة في واشنطن وفشل كلينتون في الوصول أنه يمثل نقطة تحول في السياسة الأمريكية ببروز تيار قوي في واشنطن يندد بدعم القاعدة والارهاب فهذا الدعم سيء الصيت وسيء السمعة في عهد أوباما وكلينتون لم يحقق للأمريكي أهدافه في انهيار سورية أو في اضعاف محور المقاومة ، علاوة على أن سياسة أوباما تجاه الروس ومحاولة محاصرتها من قبل الناتو في شرق أوروبا زادت من تأزيم الموقف مع الروس دون أن تحقق أية بوادر انتصار ولو معنوي على الروس .
-
معروف عن ترامب معارضته لسياسة أوباما وكلينتون في استخدام التكفيريين ودعمهم وفي استخدام الاسلام السياسي لتحقيق مصالح الولايات المتحدة عبرهم، ومن هنا لا نستغرب اختياره لمايكل فلاين مستشارا للأمن القومي الجنرال فلاين، (كاتوليكي من أصول إيرلندية) ينتمي للحزب الديمقراطي وكان المستشار الرئيسي للسياسة الخارجية والدفاع خلال الحملة الانتخابية لترامب ، يعتبر فلاين واحدا من أبرز ضباط الاستخبارات من أبناء جيله. قاد وكالة الاستخبارات العسكرية، من تموز 2012 إلى آب 2014، أي الفترة الممتدة من مؤتمر جنيف 1 وحتى غزو داعش للعراق ، في أقل من شهر على تعيينه اصطدم بهيلاري كلينتون، وبالرئيس أوباما بسبب نشره مذكرة سرية حول الجهاديين في بلاد الشام. في هذا الجزء من الوثيقة - التي تم رفع السرية عنها،منذ عام فقط - لاحظ فلاين أن الجهاديين في 2012 كانوا يحاربون الجمهورية العربية السورية، وأنهم كانوا يتلقون الدعم من أبناء العشائر الذين يعيشون بين سورية والعراق. محذرا من نيتهم خلق إمارة مستقلة في شمال شرق سورية تتبع القاعدة ، وهو مايتوافق تماما مع المصالح الإستراتيجية لداعميهم في السعودية، وقطر، وتركيا. وأوضح أنه كتب هذه الوثيقة بعد مؤتمر جنيف1، في محاولة يائسة لمعارضة دعم إدارة أوباما، إنشاء داعش ،أقاله أوباما من منصبه لاختلاف الآراء في آب 2014 ، تشوه كلينتون صورته دائما وتتهمه بالعداء للاسلام وبالرغبة في تعذيب المعتقلين (الاسلاميين) كجزء من حملتها الانتخابية ضد ترامب.
-
معروف عن ترامب معاداته للاتفاق النووي مع ايران وكراهيته للجمهورية الاسلامية وصرح علنا أنه سيلغي الاتفاق النووي مع ايران فور تسلمه السلطة - ويلتقي في ذلك مع العدو الصهيوني الذي تربطه به علاقة وثيقة ذلك العدو الذي سعى لافشال الاتفاق النووي مع ايران بشتى السبل – لا نستغرب اذاً اختيار ترامب للجنرال المتقاعد جيمس ماتيس "الكلب المسعور" وزيرا للدفاع في إدارته المقبلة وهو معروف بمواقفه الصريحة الناقدة بشدة لسياسة إدارة الرئيس أوباما الحالية تجاه الشرق الأوسط ، وخاصة إيران، التي زعم من قبل انها "أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط " شارك ماتيس في القتال في افغانستان وفي غزو العراق 2003، وتقاعد عام 2013 بعد أن ترك منصبه قائدا للقيادة المركزية الأميركية.
-
كمحاولة لتوريط الرئيس المنتخب واحراجه منذ اللحظات الأولى لدخوله البيت الأبيض يمكن تفسير اقرار مجلس النواب في الولايات المتحدة وتحت تكتم شديد منطقة حظر للطيران في سوريا في جلسة عقدت في 15 تشرين الثاني 2016 "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" -قانون حماية المدنيين قيصر سوريا عام 2016- يأخذ النص تسميته من الاسم الحركي للشخص الذي عرف عن نفسه بأنه "مصور في الجيش العربي السوري" الذي التقط صورا لآلاف المواطنين الذين لقوا حتفهم تحت التعذيب النص، الذي تم عرضه بطريقة حزبية مزدوجة من قبل نحو عشرة من البرلمانيين الجمهوريين والديمقراطيين، هو في الواقع مبادرة من إليوت إنجل، لسان حال الكيان الصهيوني التقايدي لكن مبادرته هذه المرة مستوحاة من البيت الأبيض ، تم إرسال النص إلى مجلس الشيوخ ، وهو يخطط لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا لحماية الأماكن التي يسيطر عليها التكفيريون
-
وكذلك يتوقع انه في حال فشل الاجتماعات المتلاحقة بين كيري ولافروف بشأن المسلحين في حلب والذين يستميت كيري في الدفاع عنهم أن يتم عرض ذات المشروع اي مناطق حظر طيران - بعد نجاح اقراره في الكونغرس أولا- على الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلا من مجلس الأمن لتفادي الفيتو المزدوج الروسي الصيني الذي مني به مشروع قرار أقل عدائية ضد الجمهورية العربية السورية تقدمت به مصر واسبانيا ونيوزيلندا ، ورغم عدم الزامية تطبيقه فان قرارا من هذا النوع عن حظر الطيران يحرج الرئيس المنتخب في سياسته المعاكسة تماما لهذه التوجهات التي تصب في خانة المواجهة مع الروس والتأييد للارهاب باسم حماية المدنيين ..
ختاما نخلص الى القول أن وصول ترامب وتياره الى البيت الأبيض هو نتيجة منطقية لفشل سياسة الاعتماد على التكفيريين في الشرق الأوسط وفي سورية الذي وصل الى مرحلة الفشل في اسقاط سورية بينما يهدد بصدام حتمي مع الروس الذي لو حدث سيكون له تبعات خطيرة ومن المنطقي تعديل تلك السياسة واستبدال لاعبيها الذين وصلوا الى طريق مسدود ليتم مساعدة حقيقية هذه المرة في الجهود الروسية والدولية الرامية الى ضرب الارهاب بشكل جدي ولكن هذا – ان وجد طريقه للحدوث ولم يعرقله التيار الحاكم للبيت الأبيض حتى هذه اللحظة - يعني أن الخطوة القادمة في الحرب الصهيوأمريكية على مثلث محور المقاومة هي الجمهورية الاسلامية ومن هنا نعتبر كل ما يستجد – ان كتب له النجاح – انما هو تغيير في التكتيك وليس في الاستراتيجية ..