قهر الدولة الاسلامية – مقاربة بالتدريج نحو الأعلى – هو تقرير من اعداد مركز الأمن الأمريكي الجديد – الفريق المتخصص بدراسات ISIS وهو خلاصة قدّمها ثلاثة أعضاء مهمّون في المركز المذكور في واشنطن - نشرت في حزيران 2016 في واشنطن تختصر دراسة تفصيلية حديثة و كبيرة جدا استغرقت ستة شهور ، شارك فيها المئات من المتخصصين والباحثين والخبراء العسكريين وبعضهم من القياديين العسكريين والأمنيين السابقين والحاليين وغايتها تعديل نهج الادارة الأمريكية (الحالية في ما تبقى لها من الوقت) ورسم نهج الادارة الأمريكية القادمة تجاه سورية والعراق والمنطقة وذلك على مدى السنوات الثمانية القادمة (فترتي ولاية الرئيس المقبل وبغض النظر عمّن سيكون الرئيس ) بحيث تتحقق الأهداف الأمريكية في المنطقة والتي عجز الأمريكي حتى الآن عن تحقيقها – خاصة في سورية - بسبب صمودها جيشا وشعبا وقائداً ومعها محور المقاومة التي ما بخلت بكل أشكال الدعم بما فيه المقاتلين على الأرض ومعهم روسيا التي زجت بثقلها العسكري- الفضائي على الأقل - في سورية بالاضافة الى تحديث الترسانة العسكرية السورية مما أربك المخطط الأمريكي وراح يهدّده بالفشل .. فهل سينجح النهج الأمريكي الجديد المعدّل المقترح حيث فشل غيره .. وماذا يخبئ هذا النهج القذر في طياته لكل من سورية وللعراق الشقيق ..
دأب موقعنا أرام بريس على نشر هذا التقرير مترجماً وعلى سلسلة حلقات منذ 6/ 7/ 2016 .. والهدف هو اطلاع أخوتنا القرّاء في الموقع على أحدث دراساته فيما يخص الخطط الأمريكية في سورية والعراق والجوار لأنّ هذا سيكشف بالوثائق للقارئ وللقائد العسكري وللمخطط الاستراتيجي في محور المقاومة حقيقة المخطط المرسوم أمريكيا للمنطقة وهو مقلق للغاية وصادم أيضا لمن فاتته الحلقات الأربعة الأولى سنضع روابط تلك الحلقات ..
الأولى : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1113&lang=ar
الثانية : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1120&lang=ar
الثالثة : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1140&lang=ar
الرابعة : http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1157&lang=ar
ويزيد من ثقتنا بأهمية هذه الاستراتيجية هو قيامنا أيضا بنشر خطة صهيونية جديدة صادرة عن معاهد الأبحاث الاستراتيجية في تل أبيب وهي مرفوعة حاليا لجهات رفيعة في دولة الكيان تتعلّق بالجنوب السوري ، وعند التمعّن في التفاصيل نجدها نسخة حرفية عن الاستراتيجية الأمريكية لواشنطن و التي وضعها CNAS وانما مصغرة عنها لتشمل منطقة الجنوب السوري القريبة والمحاذية للجولان المحتل .. رابط المقالة على موقعنا هو :
http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1151&lang=ar
ننوّه هنا أن مركز الأمن الأمريكي الجديد رغم أهميته واعتماد الادارة الأمريكية الحالية لمعظم توصياته فان تقاريره هي دراسات منشورة وليست مخططات او أوامر سرية .. فهو مركز دراسات استراتيجية ذات طابع عسكري، تأتي أهمية منشوراته كونه يعتبر الآن المركز الأول بين أقرانه في الولايات المتحدة رغم حداثة عهده .. وسرّ ذلك بسيط : أنّه انشئ في ظروف الورطة الأمريكية في العراق بعد الغزو فدرس ووضع الأسس التي يمكن فيها الخروج من الورطة مع الاحتفاظ بالسيطرة والنفوذ على العراق ويبدو أنّه نجح في تحويل الصراع ضد الأمريكي المحتل الى صراع طائفي مذهبي أمّا السرّ في نفوذه في واشنطن وصعوده السريع فهو أنّ كلا من صقور الجمهوريين وصقور الديمقراطيين يقف وراءه .. ووراء ه ووراء الصقور، يقف اللوبي الصناعي العسكري الأمريكي . وبالتالي لا يقلّل من أهميّة تقاريره كونها منشورة للعلن لأنّ من طبيعة مراكز الأبحاث أن تنشر تقاريرها .. من جهة ولأنّ دولة كالولايات المتّحدة من البدهي أن تلجأ الى الخبراء في رسم سياساتها أو في رسم التكتيكات اللازمة لنجاح سياساتها خاصة عندما تكون في ورطة مثل ورطتها في العراق .. أو في سورية حيث وصلت محاولات اسقاط سورية والرئيس الأسد الى طريق مسدود بينما انتشر الارهاب في المنطقة وصار يطرق أبواب الغرب بشدة .. وبجدّية
في الولايات المتحدة : لا يرسم الرئيس ولا ادارته سياسات بلاده
في الولايات المتحدة لا يوجد رئيس سيئ و رئيس جيد..
بالنسبة للدول والحكومات الوطنية المناهضة للهيمنة الأمريكية : كلهم سيئون ..
لأنّ الرئيس الأمريكي ببساطة شاء أم أبى عليه السير بالمخطط الذي يخدم الاستراتيجية المرسومة التي يقف وراءها أصحاب رأس المال الصناعي والصهيونية العالمية وكلاهما جشع في رغبته بالهيمنة الكونية .. (ويجدر هنا التذكير بأن مركز الأمن الأمريكي الجديد هو من يقف وراء مشروع القرن الأمريكي الذي هو شعار أن يكون القرن 21 قرنا أمريكيا خالصاً مهيمنا على العالم)
لا يحق للرئيس في الولايات المتحدة التمرّد أو حتّى المماطلة في تنفيذ السياسات الموضوعة .. ولا يصل أصلا الى الرئاسة مرشح للرئاسة من النوع الذي يمكن أن يتمرّد - وان وصل : فمصيره الاغتيال .. أو فضيحة تضطره للاستقالة ..
تتناول حلقتنا هذه (وهي الخامسة في السلسلة) بل وأخطرها على الاطلاق : توسيع عمليات الولايات المتحدة العسكرية في سياق محاربة داعش( ISIS (.. ويتمّ اتخاذ ( داعش ) دوماً المطيّة أوالحجّة لتوسيع الأعمال العسكريّة واضعاف أنظمة أو حتى تفكيك دول لا تروق سياساتها للولايات المتحدة لأنّها تقف حجر عثرة في وجه الهيمنة الأمريكيّة . والحجة جاهزة : " مكافحة الارهاب" ليتم ّ بهذه الحجة ضرب جيوش دول وطنية تحارب الارهاب فعلا ( وداعش ) على أراضيها بحجّة محاربة الارهاب وهذه مفارقة بعيدة عن المنطق تفسّرها البراغماتية الأمريكيّة التي تبيح لنفسها فعل ما تشاء في سبيل خدمة أهدافها في الهيمنة والتوسّع ,, الحلقة مليئة بالمفاجآت بما فيها اقتراح رفع عدد القوات الأمريكية في كل من سورية والعراق ليصبح بعشرات الآلاف في كل من البلدين ، وفيها أيضاً اقتراح بتكرار سيناريو الضغط على سورية ( الذي استعملوه في ال 2013 بقصة الكيماوي) التي يعتبرونها مثالا ناجحاً حقق الغاية حينها التي ستكون هذه المرّة القبول بمناطق ممنوع قصفها يسيطر عليها المتمرّدون المسلّحون الذين تدعمهم الولايات المتّحدة تحت التهديد بقصف قوّات الحكومة السوريّة والمراكز الأمنيّة فيها ان اقتضى الأمر و لم ترضخ دمشق واستمرّت بقصف مناطق المتمرّدين المحظور قصفها .. ويصل الى سيناريو الجهوزيّة للتصعيد مع الروس واسقاط طائراتهم ان لزم الأمر ليخلص التقرير في فصله الثالث الى وهم الاعتقاد بأنّ النجاح مضمون .. مقتنعا بالتفوّق العسكري الأمريكي المطلق ..!! ثم يسترسل التقرير ليصل بعد نجاح واشنطن المزعوم في فرض منطقة ممنوعة من القصف ، فانه يمكنها أن تزيد دعمها للجبهة الجنوبيّة من خلال اجراءات مباشرة أكثر ، بما فيها ادخال قوات خاصة أمريكية ، أردنية ، أو اماراتية عبر الحدود..!!
ممّا يثبت أنّ الأمريكي ما يزال يفكّر بطريقة رجل الكاوبوي في استعراض القوّة .. ولا ينظر بجدّية الى الحجم الحقيقي لقوّة خصومه وهو ما اشتكاه لافروف في لقائه بكلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية عندما خاطبها قائلا أنّ مشكلة الأمريكي أنّه ما زال يعيش وهم أنّه القطب الأوحد ولم يستوعب عقله الباطن بعد أنّ العالم يتغيّر وأنّ زمن القطب الأوحد قد ولّى الى غير رجعة .. تذكّر هنا المحللة السياسية في موقع آرام بريس أنّ الأمريكي استعمل تعبير أنّ روسيا هي أنغولا مع سلاح نووي .. وهو دليل جنون عظمة لدى الأمريكي وربّما كان واحد من أهداف بوتين العديدة في تدخلّه العسكري ضد الارهاب في سورية واستخدامه للصواريخ بعيدة المدى من البحر تارة ومن الجوّ تارة أخرى واصابتها لأوكارهم في سورية بدقة متناهية هو أن يفهم الأمريكي الرسالة عن حقيقة القدرات العسكريّة الروسيّة ..
قبل أن نبدأ بعرض النصّ الحرفي للحلقة الخامسة وجب التنويه أنّه بينما موقع آرام بريس يركّز في مقالاته على حرب المصطلحات ولا يقبل بالمصطلحات الغربية الاستعمارية التي هي جزء من الاستعمار الثقافي وغسيل الأدمغة والايحاء وسنستمر على نهجنا هذا لا نتبدل ولا نتغير .. فاننا نعتذر هنا للأخوة القراء عن حرفية النص الواردة في هذه الحلقات فقد تعمدناه من أجل المصداقية في الترجمة ..كما وجب التنويه أننا نرمي من سرد تفاصيل هذه الوثائق الأمريكية بحرفيتها أخذ العلم بما يخطط العدو من أجل العمل كأفراد وقيادات ومخططين استراتيجيين في دول محور المقاومة على احباطها وافشالها وكذلك نسعى من نشرها الى حفز الهمم لدى الطبقة الواعية المثقفة من أبناء شعبنا ممن وقف بكل جرأة ووطنية وبسالة الى جانب الوطن وكذلك نضعها بين أيدي كل من اصطف معارضا منذ بدايات الأحداث وما زال .. فقد آن الأوان أن يعي خطورة المرحلة ويقف في المكان الصحيح ونحن كلنا ثقة من قدرة شعبنا على اعداد الخطط المعاكسة في المواجهة التي تفشل هذه المخططات القذرة المرسومة بعناية فائقة لسورية والعراق والمنطقة لتكون تلك المخططات تحت أقدام جنودنا البواسل ورفاقهم من رجالات الوعد الصادق ..
ان الوعي وادراك الخداع الأمريكي في فرض الهدنات وفي المفاوضات العبثية بينما المخطط الأمريكي على الأرض كما سترونه من خلال هذه الدراسة والتوصيات الصادرة عنها (مركز الأمن الأمريكي الجديد) هو مختلف تماما وقائم على ضرورة وكيفية تغيير الواقع على الأرض لصالح عصابات المسلّحين المتمردين خلال سنوات سبع قادمة في سورية وانشاء ميلشيا سنية التفافا على الحكومة العراقية اضافة لدعم البشمركة الكردية بحجة محاربة داعش التي أوجدتها استخباراتها لستعملها كحصان طروادة لتنتهي بشرذمة هذين البلدين العريقين (كل من سورية والعراق) الى كانتونات طائفية وعرقية .. ودعم تلك الكانتونات الهزيلة بفرضها مناطق محظور قصفها من قبل الجيش الوطني في البلدين الشقيقين فانه من البدهي أن تحشد كل الطاقات باتجاه التعبئة العامة في دول محور المقاومة والشروع في حسم المعارك الكبرى في كل من سورية والعراق وانجاز النصر مستفيدين من جملة عوامل مساعدة متوفرة حاليا وعلى مدى الشهور الستة القادمة لتشكل فرصة ذهبية سنندم ان لم نحسن استغلالها حيث الولايات المتحدة في مرحلة البطة العرجاء حتى نهاية العام ، وتركيا في مرحلة الاهتزازات الارتدادية لزلزال محاولة الانقلاب الفاشلة وتتخبّط في وضع داخلي معقّد حيث تجاوزت الاعتقالات عشرات الألوف ، جزء كبير من هذا العدد هو من المؤسسة العسكرية اضافة للحاجة في انقرة لاعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ناهيك عن التوتر وانعدام الثقة بين التركي من جهة و الولايات المتحدة والغرب عموما اضافة الى التقارب التركي مع ايران وروسيا بينما السعودي يتلقّى اللكمات في اليمن الشقيق وغارق في المستنقع اليمني حتى الأذنين .. لا يوقف العنجهيّة الأمريكيّة حول امكانيّة تكرار سيناريو الضغط والتهديد بالقوة الذي اتبعته في 2013 بشأن السلاح الكيماوي وبغاية فرض مناطق ممنوعة من القصف الاّ اعلان مسبق أنّ السلاح الكيماوي محظّر دوليا ولن يستعمله الجندي السوري أصلا أمّا فرض مناطق ممنوعة من القصف فمحظر دوليا فرضها على دولة ذات سيادة ولن يقف السوري أو الايراني أو الروسي الا وقفة رجل واحد في افشال العدوان على دولة مستقلّة ذات سيادة ، وان كان صعباً على محور المقاومة التهديد بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة ، فلتكن تل أبيب هي الهدف البديل .. ليقابل الرد الأمريكي بقصف القوات سورية ( بحجة قصف الأخيرة لمناطق تحاول الولايات المتحدة فرضها كمناطق ممنوع قصفها ) بقصف تل أبيب !!
والآن الى النص الحرفي لترجمة الفصل الثالث من دراسة مركز الأمن الأمريكي الجديد الصادرة في حزيران 2016 التي تحمل عنوان :
DEFEATING THE ISLAMIC STATE: A Bottom-Up Approach
CHAPTER 03- Expand U.S. Military Operations
الفصل الثالث: توسيع عمليات الولايات المتحدة العسكرية
ان عملية بناء مجموعات معارضة محلّية متماسكة بدءا من مستوى الأرضية وباتجاه الأعلى سوف يستغرق وقتاً ودعما ًاضافيا من الولايات المتحدة . من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية فانّه يجب تغيير بعض القيود الحالية على عمليّات الولايات المتّحدة العسكرية . معظم هذه التغييرات ستركّز على ساحة المعركة مع ISIS في شرق سورية وغرب العراق. كي يكون متشارو القتال الأمريكيون أكثر فعالية فانّهم يجب أن يكونوا جزءاً لا يتجزّأ من الوحدات المشاركة في الخطوط الأمامية . يجب توسيع العمليّات العسكرية المباشرة المضادّة للشبكات من جانب واحد . يحتاج القادة العسكريّون الى المزيد من التفويض بالصلاحيات من السلطات العليا من أجل عمليات داخل سورية . سيكون هنالك حاجة الى ملاك أكبر من الأمريكيين لدعم هذه الاستراتيجية بشكل فعّال ، مما يستلزم رفع العدد الحالي للعسكريين الأمريكيين العاملين في العراق وسورية والتفويض للسماح بنشر عدد أكبر .
وبينما هذه العمليات العسكرية الموسعة ضد ISIS سوف يترتّب عليها المزيد من التكاليف المادية والمزيد من تعرّض قوّات الولايات المتحدة لسبل الأذى فانها لا تقتضي العودة الى التغطية العسكريّة للولايات المتّحدة لكامل مساحة العراق التي حدثت 2003- 2010 حيث شغلت قواتها العسكرية كل القطر . انما سيبقى التدخل العسكري الأمريكي بشكل رئيسي بدور الداعم للشركاء المحليين ، ولا يتولّى - على نطاق واسع- العمليات القتالية التقليدية التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة ISIS .
في غرب سورية فانّ على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لاستخدام التهديد بقوة عسكريّة محدودة ضد نظام الأسد لردع الأسد وحلفائه الروس عن القيام بغارات جويّة على مجموعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتّحدة .
مستشارو القتال الميدانيّون:
على الولايات المتحدة ارسال مستشارين عسكريين على مستوى الكتائب في العراق، ومع الوقت كذلك في شرق سورية .
صحيح أنّ الولايات المتحدة تقدّم الآن التدريب والدعم لقوّات محليّة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية والأكراد ، كما انّها توفّر التدريب والدعم لقوّات سورية وعراقية في أقطار مجاورة مثل تركيا والأردن . كما تقدّم قوّات الولايات المتّحدة الدعم الجوّي عندما تخرج القوّات العراقيّة لمحاربة ISIS وتتولّى عمليّات اغارة جويّة نوعيّة موجّهة بدقّة ضدّ أهداف شديدة الأهمية. ولكن على الأرض لا يرافق المستشارون الأمريكيون قوّات المعارضة العراقية أو السورية الى ساحة المعركة .
مستشارو القوات الخاصة للولايات المتحدة ، الموزعون ميدانيا ضمن تحالف قوّات سورية الديمقراطية ، تنسّق الحملة للاستيلاء على معقل ISIS الاستراتيجي في الشدادي ، محافظة الحسكة ، شمال شرق سورية . الولايات المتحدة لديها رأس جسر في سورية ، عبر قوات سورية الديمقراطية لشن حملة ضد ISIS (France 24).
انّ دمج أعداد قليلة من الأمريكيين - في الماضي- ظهر بأنّه يزيد بشدة من ثقة شركاء الولايات المتحدة ومن قدراتهم .
خلال الغزو الأوّلي لأفغانستان – على سبيل المثال- فان وجود قوات خاصة ومستشارين CIA بين مقاتلي التحالف في الشمال قد غيّر من موازين القوى لصالحهم في المعركة . ان دمج مستشارين يسمح بتكامل أوثق بين القوة الجوية الأمريكية وبين قوات الشركاء على الأرض ومساعدة أمريكية مباشرة أكثر في عمليات التخطيط والمشورة . علاوة على ذلك فانّ وجود المستشارين الأمريكيين يمكن أن يكون له تأثير ملطّف على الاندفاعات المذهبية في القوات المحلّية . ستكون قوات الأمن العراقية أقل عرضة لارتكاب تصرّفات فيها اشكالية مثل عمليات الانتقام المذهبي في الأراضي التي يتم تحريرها تحت أعين رقابة المستشارين الأمريكيين. سيكون لمثل هذا النهج خطورة أكبر على القوّات الأمريكية.
توسيع العمليات العسكرية المباشرة المضادة للشبكات:
ان استعادة الأراضي التي تحتلّها ISIS واستبدالها بقوّات أمنيّة فعّالة وصالحة سيحتاج وقتاً . وان الصبر الاستراتيجي هو أمر حيوي لتنفيذ هذه الخطّّة . انّ الاندفاع باتجاه الاستيلاء على الأراضي دون المزج الصحيح بتشكيل قوّات مكافحة ISIS يمكن أن يؤدّي الى تفاقم التوتّرات المذهبية . ان محاربة ISIS بقوّات هي غير مستعدّة بعد يمكن أن يقود الى الفشل الذي يحط ّ من معنويّاتهم وفعاليّتهم . الحقيقة المؤسفة هي أنّ الزمن اللازم للقضاء التام على فرصة وجود ملاذ آمن ل ISIS في العراق وسورية سيستغرق سنوات . في غضون ذلك فانه يجب تجريد ISIS من قدرتها على تنفيذ هجمات خارجية في اوروبا أو الولايات المتحدة . على الولايات المتحدة أن تزيد من قدرتها على العمل المباشر في عمليّات مكافحة الشبكات أي ضد ّ ISIS من أجل تجريدها من قدرتها على شن هجمات خارجيّة.
على مدى ال 15 سنة الماضية ، شحذت الولايات المتحدة قوة فعّالة في مكافحة الشبكات تتألّف من مجموعة استخبارية ومتخصّصين بعمليات نوعية ، الذين - بشكل منهجي - جرّدوا القاعدة من قدرتها على شن هجمات واسعة النطاق ضدّ أهداف غربيّة . وبينما الحملة الممنهجة من ضربات جويّة وغارات لا يمكنها أن تحقّق الأمن و السيطرة على الأرض لكنّها تحرم الشبكات الارهابيّة من مأوى يمكنها منه التخطيط لشنّ هجمات .
بينما نفّذت الولايات المتحدة - حتى الآن- ضربات جوية ضد ISIS وبعض المداهمات المحدودة في سورية فانّ حملة موسّعة مكوّنة من جمع معلومات استخبارية ، ضربات جوية ، و مداهمات مباشرة يمكنها أن تجرّد ISIS من قدراتها .
يجب أن يكون في التغيير الأكثر أهمية عن النهج الحالي لادراة أوباما : زيادة عدد المداهمات ضد أهداف ISIS حيث أنّ الادارة تنفّذ بالفعل الضربات الجوية ضدّ ISIS . على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في الصلاحيات التي تزوّد بها العسكر بحيث يتمّ السماح بالعمليات الضّرورية لطرد ISIS واستبدالها ، و خاصة داخل سورية .
مداهمات مثل تلك المداهمة الأمريكية التي قتلت بن لادن ، هي تعتبر من الأدوات الحيوية في تجريد شبكات الارهابيين من قدراتهم ، لأنّها غالبا ما تحمل معلومات استخبارية قيّمة يتمّ جمعها من الموقع ، كما حدث في معسكر بن لادن . فوّضت الادارة للقيام ببعض المداهمات في سورية ، مداهمة آذار مارس 2016 التي قتلت قائد بارز في ISIS عبد الرحمن مصطفى القادلي تم ذكرها علنا . وبينما المداهمات تعرّض القوّات الأمريكية للأذى ، فان لها فائدة تسريع جهود الولايات المتحدة في تفكيك الشبكة الارهابية ل ISIS .
ينبغي أن يعطى القادة العسكريون على الأرض التخويل باجراء مداهمات مباشرة في العراق وسورية لتجريد ISIS من قدرتها على شن هجمات خارجية ، ويجب التفويض باستخدام الموارد الكافية لتمويل ودعم هذه العمليّات .
اعطاء صلاحيّات أكثر مرونة خاصة في شرق سورية
العنصر الرئيسي لتنفيذ توسيع العمليّات العسكريّة في سورية - كل من مهامّ التدريب والمشورة لدعم القوات المحليّة وعمليّات من جانب واحد مضادّة للشبكات تقوم بها الولايات المتحدة - هو اعطاء صلاحيّات أكثر مرونة للقادة العسكريين. على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في الصلاحيات التي تمنحها للعسكريين ، للسماح لهم القيام بالعمليات الضرورية لطرد ISIS واستبدالها ، خاصة في داخل سورية .
على الرّغم من أنّ شرق سورية وغرب العراق هما ساحة معركة موحّدة تسيطر عليها ISIS ، فانّه لأسباب بيروقراطية وقانونية وتاريخية فانّ حكومة الولايات المتّحدة حالياً لا تسمح للعسكريين الأمريكيين في شرق بذات المرونة التي تسمح بها في العراق .
بينما الحدود الرسميّة بين العراق وسورية قد محيت عمليّا بواسطة ISIS ، فانّه يجب على العسكريين أن يحصلوا على موافقة عالية جدّا في المستوى على أي عمل يقومون به على الأرض في شرق سورية ، برغم أنّه لديهم صلاحيات مرنة أكثر بكثير في غرب العراق .
في الواقع فانّ معظم العمليات العسكرية على الأرض في سورية يجب أن يتمّ رفعها الى أعلى المستويات بالتسلسل حتى تصل الى الرئيس أو الى كبار مساعديه لنيل الموافقة . طول هذه الاجراءات يجعلها صعبة الى حدّ لا يصدّق من حيث الاستجابة بسرعة ورشاقة لحالات فيها تغيّرات تطرأ في ساحة المعركة .
هناك أسباب تبرّر هذا الافتراق ( التفاوت) . ففي العراق ، الولايات المتحدة موجودة هناك بناء على طلب الحكومة العراقية وكذلك لديها تاريخ طويل في قيادة العمليات هناك .
غرب سورية يتطلّب بالتاكيد حذراً أكبر ، لأنّه في الواقع هناك احتمال نشوب صراع مسلّح مع الحكومة السوريّة أو حتّى مع روسيا . لكن في شرق سورية ، فانّ الظروف يجب أن تسمح بمرونة أكثر ، حيث أن نظام الأسد فقد قدرته على ابراز القوة والنفوذ أو السيطرة على تلك المناطق ولم يتدخّل ضدّ الوجود الأمريكي .
الغاء التقييد الموضوع على أعداد القوّات المسلّحة :
انّ تحديد أعداد القوّات المسلّحة الأمريكية المكلّف بعمليّات مكافحة ISIS في العراق وسورية يجعل من العدد غير كاف لرفد الاستراتيجية الموسّعة الموضوعة في هذا التقرير .
في وقت كتابة هذا التقرير (صدر في حزيران 2016) أذنت ادارة أوباما ب 300 عسكري في سورية وقرابة 4000 في العراق . في العراق فان العدد الفعلي على الأرض هو في الغالب أعلى ، بسبب الوحدات الدوريّة والتعهّد بالدعم .
من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية من توسيع الدعم لممثلين محليين على الأرض وزيادة العمليات المباشرة ضدّ ISIS ، فانّ هناك حاجة لأعداد اضافية من الجنود في العراق وسورية . بالاضافة الى الأفراد العسكريين المشاركين مباشرة في تقديم المشورة وفي عمليات مكافحة الشبكات ، فانّ هذه العمليات تحتاج دعما هاما على شكل قوات تدخّل سريع ، الدعم اللوجيستي ، الاستخباري ، وقوات الحماية (على سبيل المثال أمن القواعد العسكريّة) ، الدعم الناري ، وحدات دعم الاخلاء الطبي والدعم الجوي ، من أجل رفد هذه الاستراتيجية بشكل مناسب ، فانهّ على الادارة الغاء تحديد عدد القوات في العراق وسورية و رفعه ، وبالتشاور مع قادة البنتاغون ، الترخيص لأعداد أكبر من المقاتلين في كل من البلدين . وبينما تحليل مفصّل لمهمّة القوات وعددها هو خارج نطاق عمل هذا التقرير ، فانّ الرفد الكافي سيتطلّب رفع القيود عن السقف الحالي لعدد القوات وربما سيحتاج رفع عديد قوات : بالترتيب من عدة مئات الى بضعة ألاف في سورية ومن عشرة آلاف الى عشرين ألف في العراق . ولن تكون هناك حاجة للعودة الى استعمال واسع النطاق لأعداد اضافية من فئة المائة ألف أو أكثر أسوة بمستويات الذروة لعدد القوات في العراق وأفغانستان سابقا . مستوى تعداد القوات يجب أن تحدّده - الى حد ما – قدرة الشركاء على استيعاب الدعم الأمريكي ، وكذلك الشهيّة السياسيّة لقوات أمريكية اضافية في العراق ، حيث هذا يشكّل عامل يحدّ من رفع القوات بشكل كبير . والى الحد الذي فيه يفوق تعداد القوات الأمريكية مستوى الارتياح والقبول لدى الحكومة العراقية ، فان بعض من عدد القوّات الاضافي يمكن أن يتمركز في تركيا أو الأردن .
استخدام القسر (الاكراه) العسكري للردع والحؤول دون الضربات الجوية في جنوب غرب سورية وشمال شرقها:
على الولايات المتحدة أن تبحث عن سبل لحماية الشركاء المحليين على الأرض من القصف الجوّي. لقد كان التفوق الجوّي لكل من النظام وروسيا مركزياً في منع هؤلاء الفاعلين على الأرض من استعادة مناطق أكثر والسيطرة عليها أو في أن يكونوا قادرين على ممارسة الحكم بشكل فعّال . علاوة على ذلك فانّ نهج القوّة العضليّة للولايات المتّحدة بهذا الشأن سيرسل اشارات أوسع لكل الجهات المؤثرة في الصراع الخارجية منها والداخلية ، وهذا يزيد من التفوذ الأمريكي . انّ وقف الأعمال العدائيّة الذي تمّ التفاوض عليه في جنيف قد أثبت انّه في آن معا : ما يزال هشاً للغاية كما انّه أكثر دواما من المتوقّع . لقد خفض الى حدّ كبير من عدد الضحايا المدنيين داخل البلد . وقد صمد الى حد كبير في الجنوب ، لكنّه فشل في وقف القتال في حلب ودمشق . وبينما ISIS وجبهة النصرة هما ليسا جزءاً من وقف الأعمال العدائيّة ، فانّ روسيا ونظام الأسد قد اتخذا تفسيرا موسّعا لمجموعات المعارضة في اعتبارها متطرّفة وكثيرا ما كانا يهاجمان مجموعات معتدلة تدعمها الولايات المتحدة موجّهين الاتهام اليها أنها متطرّفة . ان هذا يقلّل من قابلية الجماعات المقبولة الاستفادة من الزخم بمرور الوقت والبدء بالحكم والسيطرة على المزيد من المناطق (والذي لو حدث كان سيقلّل من الجيوب المتطرّفة داخل البلاد) ويخلق مسافة أكبر بين الوضع الحالي وبين الحالة المرغوب بها في النهاية لسورية فديرالية لا مركزية ، فيها تكون قوى محلّية مقبولة تحكم وتفرض الأمن على الأرض .
عسكري كبير - بدون رتبة صف ضابط – في كتيبة الاسناد والدعم القتالي 524 ، الفرقة 17 للاسناد والدعم ، يوزع ال M-16 الى جندي في قوات الأمن العراقية في معسكر تاجي قرب بغداد في نيسان 2016 . تدعم الولايات المتحدة حاليا قوات الأمن العراقية لتتولّى الحملة ضد ISIS عبر برنامج يدعى : العراق تدريبه وتجهيزه. ( الجيش الأمريكي/الرقيب :Kalie Jones ).
في الجنوب السوري : منذ التدخل الروسي في صيف عام 2015 ، أضحت الجبهة الجنوبيّة تخسر الأراضي بسبب تقدّم نظام الأسد وحلفائه. ولكن منذ وقف الأعمال العدائية فانّ الوضع في الجنوب قد أصبح هادئا بشكل كبير . يمكن للولايات المتحدة ، ويتوجب عليها القيام بجهد أكبر لمساعدة الجبهة الجنوبية وذلك عن طريق الحد من امكانية تعرّضها لضربات جويّة والغاء التفوّق الجوي للنظام في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجبهة الجنوبية . بدون هذه الخطوة ، سيكون من المستحيل بناء جيش ومؤسسات حقيقيين للمتمردين قادرة على السيطرة على جنوب سورية وحكمها . وسيكون من المستحيل ادخال الأمريكيين أو أية قوّات أجنبيّة أخرى للمساعدة في التدريب واسداء المشورة ، ودعم الجهود العسكريّة والحكوميّة للجبهة الجنوبيّة .
معالجة مسألة تعرّض الجبهة الجنوبية للضربات الجوية ستتم بشكل مثالي عبر الاستمرار في الاتفاق مع روسيا . ولكن ان تمّ استئناف القصف على الجنوب ، فانّ على الولايات المتّحدة أن تذهب الى ما هو أبعد من وقف الأعمال العدائية الحالي وأن تطالب روسيا بالموافقة على عدم اعنبار الجبهة الجنوبية مجموعة متطرّفة وأن توقف الضربات الجويّة على الأراضي التي تسيطر عايها الجبهة الجنوبيّة في درعا والقنيطرة ، وبالوقت نفسه أن تضغط روسيا على نظام الأسد أن يتوقف هو أيضا عن الضربات . قد يكون هذا ممكنا لأنّ الروس قد يقبلون ربّما بالوضع النهائي حيث تسيطر الجبهة الجنوبيّة على مناطق سيطرة المتمرّدين حاليّاً في جنوب سورية ، طالما أنّ الدولة ( الخليفة لنظام الأسد)
تحتفظ بنفوذها وبسيطرتها في جوهر منطقة تشمل دمشق وأجزاء كبيرة من غرب سورية . فان رفَضَ الروس أو نظام الأسد ذلك ، فان أحد الخيارات التي يمكن النظر فيها هو أن تعلن الولايات المتحدة عموم مناطق سيطرة الجبهة الجنوبية منطقة حظر (ممنوع قصفها) ، وهذا الشكل من الحظر من شأنه أن ينطوي على استخدام الموارد بشكل أقل كثافة وخطورة أقل من منطقة حظر طيران ولكنّه يأتي بالعديد من الفوائد ذاتها التي يقدّمها حظر الطيران .
والهدف من هذا الاعلان سيكون استعمال أسلوب العقاب وذلك لردع كلّ من روسيا ونظام الأسد عن القيام بضربات جويّة ضدّ الجبهة الجنوبيّة والمجتمع المحلي الدّاعم لها. في سياق خطّة من هذا النوع ، على الولايات المتحدة أن تعلن أنّها ستردّ بالمقابل على أية ضربات جويّة بضربات موجّهة معادلة في السلاح وهي في المقام الأوّل ضدّ أهداف لنظام الأسد . على نقيض منطقة الحظر الجوي ، فانّ هذا لن يتطلّب من الولايات المتّحدة الحصول على تفوّق جوي أو اخراج الدفاعات الجوية السوريّة من المعادلة ، وذلك لأنّها لن تتطلّب طلعات جوية مستمرّة فوق سورية ، وبذلك ستكون اقلّ كثافة في استخدام الموارد. وهي أيضا ستكون هادفة لتجنب أهداف روسيّة، ممّا يجنّبنا الردّ الروسي : الغارات الروسية على وكلاء الأمريكيين سوف يؤدّي الى غارات أمريكية على وكلاء الروس . هذا سوف يعني تجنّب القواعد الجوية السوريّة ، حيث تتواجد قوات روسية ، ولكنه قد يشمل قواعد عسكريّة متقدّمة للقوات البريّة السوريّة او لمرافق تابعة لجهاز الأمن السوري في دمشق والتي هي أهداف ثابتة للنظام ولا تحتاج الى استطلاع معقد. ولا تحتاج الأهداف أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بالهجوم الحاصل ضدّ شركاء الولايات المتّحدة طالما أن رسائل الولايات المتّحدة هي واضحة عن السبب وعن الدافع لذلك .
اذا أنشأت الولايات المتّحدة بنجاح منطقة ممنوعة من القصف ، فانه يمكنها أن تزيد دعمها للجبهة الجنوبيّة من خلال اجراءات مباشرة أكثر ، بما فيها ادخال قوات خاصة أمريكية ، أردنية ، أو اماراتية .
على الولايات المتّحدة أن تعلن أنّها جادّة بتنفيذ هذا التهديد ، يمكن على الأرجح أن يتمّ استثمار هذا الموقف الى تفاهم مع الروس حول عدم استهداف المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة وبالتالي تكسر التفوّق الجوّي للنظام في الجنوب . ولكنّه أيضا من الممكن تماما أن يختبر كلٌّ من السوري والروسي منطقة حظر القصف ويجبر الولايات المتّحدة على الردّ . ان الردّ الأمريكي العنيف ضدّ أهداف النّظام سيُظهر لروسيا وسورية أن مهاجمتهم للجبهة الجنوبيّة انّما ستكون لها نتائج عكسية ، والاحتمال الوارد أن يقود الى تغيير في السلوك. وان ثبت أنّ ذلك غير فعّال في ردع الهجمات الروسيّة والسوريّة في المنطقة المحظور قصفها ، فانّ على الولايات المتّحدة أن تكون مستعدّة للارتقاء في سلّم التصعيد من خلال زيادة وتيرة الضربات العسكريّة وكذلك من قيمة وأهميّة هذه الأهداف . وفي وسعها أيضا النظر في تسليح المجموعات المتمرّدة بأـنظمة الدفاع الجوّي المحمولة على الكتف (MANPADS) مع التحكّم التقني المناسب من أجل فرض منطقة الحظر من القصف بالارغام الذاتي أي من قبل المجموعات للنّظام .
قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة فانّ التهديد بادخال أـنظمة الدّفاع الجوّي المحمولة على الكتف يجب أن يتمّ ايصاله بوضوح الى كلّ من روسيا ونظام الأسد وذلك في محاولة للحثّ على التغيير في السلوك.
اذا أنشأت الولايات المتّحدة بنجاح منطقة ممنوعة من القصف ، فانّه يمكنها أن تزيد دعمها للجبهة الجنوبيّة من خلال اجراءات مباشرة أكثر ، بما فيها ادخال قوات خاصّة أمريكية ، أردنية ، أو اماراتية . يمكنها أيضا أن تقدّم للجبهة الجنوبيّة دعما أكبر في بناء مؤسسات الحكم في المناطق التي تسيطر عليها .
المنطقة المحظور قصفها سترسل أيضا اشارة قويّة الى شركاء الولايات المتحدة والمعارضة السوريّة ، انّ هناك تغيير في التعهّد الأمريكي ، مما يزيد من نفوذ الولايات المتحدة ومن تصميم شركائها على السير بانتظام مع هذا الخط ، وأخيرا فانّ المنطقة المحظور قصفها يمكن أن تتمدّد مع الوقت لتضم مناطق جيش سورية الجديد الذي يقوم بأعمال قتاليّة ضد ّ ISIS في شمال شرق سورية .
قد ترغب الولايات المتّحدة أيضاً في منطقة محظر قصفها في شمال غرب سورية في محيط مناطق ادلب وحلب والى أقصى الشمال . وهذا سيكون أكثر تعقيداً ، لأنّه هناك في الشمال سيكون المقبول من بين العديد من قوّات المعارضة عدد أقلّ وعلى الولايات المتّحدة أن تبقى بعيدة عن القيام بعملية توفير غطاء جوّي للمجموعات المرتبطة بالقاعدة . بينما يبقى تقديم الحوافز للمجموعات في تلك المنطقة المتوقّفة على استعدادهم لفكّ أنفسهم بشكل أكثر وضوحا عن جبهة النصرة والمتحالفين معها عاملاً يمكن أن يقوّي المعارضة المعتدلة .
التحدّي الآخر هو أنّ الشمال الغربي هو أيضا أولوية بأهمية أكبر بالنسبة لنظام الأسد ، والذي يمكنه أن يرفع من عتبة نموذج الضربة التي سيكون على استعداد لتحمّلها . ان نهجاً من هذا القبيل يمكنه أن يساعد أيضاً في تجنّب تصعيد برّي أكبر في حلب والتي يمكن أن تؤدّي الى موجة مهاجرين ضخمة جديدة تسبّب الضغط على تركيا وأوروبا. ثم انّ فرض منطقة محظور قصفها في الشمال ستكون ذات مغزى عميق للأتراك، الذين كانوا مستائين من الانتهاكات الروسيّة لمجالهم الجوّي والذي أدّى الى اطلاق االنار واسقاط الطائرة الروسيّة وأزمة كبيرة في العلاقات الروسيّة التركيّة .
في نهاية المطاف فانّ هذا النهج يأتي بمخاطر حقيقيّة ، من الممكن في أيّة لحظة أن يفشل الردع أو أنّ ضربة أمريكية تصيب هدفاً روسيّاً عن غير عمد. في هذا السيناريو هناك امكانية أن يردّ الروس على الولايات المتحدة أو يقوموا بتصعيد حملتهم العسكريّة في سورية ويَتَحدّوا الولايات المتّحدة في أن تردّ أو تُصعّد . يجب أن تتم مراعاة هذه الامكانية بشكل جدّي . ولكن في ذات الوقت فانّه لا الولايات المتحدة ولا روسيا ترغبان في الدخول في صراع تقليدي كبير ، والولايات المتّحدة ما تزال تحتفظ بالتفوّق (الهيمنة) . وحتى لو كان هناك تصعيد ، فانّ هناك فرص متعدّدة لوقف صراع عسكري مباشر قصير . ربّما السابقة الأكثر قابلية للتطبيق كانت الرد الأمريكي عام 2013 على استعمال نظام الأسد الأسلحة الكيميائية . في تلك الحالة ، فانّ الروس كانوا حريصين على تجنّب التدخّل العسكري الأمريكي المباشر وكانوا قادرين على اقناع الأسد أن يتخلّى عن معظم أسلحته الكيميائية . وبالمثل، في هذه الحالة فإنّ النتيجة الأكثر ترجيحا هي أنّ الروس سوف يستمرّون في الضغط على النّظام من أجل التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض، والذي هو ببساطة تطبيق أكثر صرامة لوقف الأعمال العدائية.
الحد من تورّط الولايات المتحدة – على قوات الولايات المتحدة ألاّ تقوم باحتلال الأراضي او السيطرة عليها:
انّ توسيع نشر القوّات في الاقليم هو ليس منحدراً للانزلاق والعودة الى احتلال العراق . على الولايات المتّحدة ألاّ -–وهذه القوات الاضافيّة لن تكون لديها المهمّة بأن – تحتلّ أراضي أو تسيطر عليها .
مستشارو المعارك الأمريكيّون المزروعون جنبا الى جنب مع القوات المحلية في العراق وسورية يجب أن تكون وظيفتهم هي عملية الدّعم . هذا في بعض الأحيان يشرك قوّات المستشارين عندما يكونون في معركة . في الحقيقة لقد قُتل بعض الأمريكيّين في العمليّات الأخيرة . غير أنّه يجب تقييد الدور القتالي الأمريكي ليكون فقط في دعم قوّات الشريك أو في ادارة عمليات اقتحام مباشرة ضد كبار قادة ISIS . ولكن يجب الاّ تكون القوات التقليديّة للولايات المتّحدة بحدّ ذاتها متورّطة في استرداد مناطق من ISIS .
الجيش الأمريكي قادر بدون أدنى شكّ على الاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها ISIS ، وان الرّغبة في تحقيق انتصارات سريعة ورؤية تقدّم ضدّ ISIS يمكن أن يقود الى الرغبة في ارسال قوّات الى سورية والعراق لهذا الغرض . وهذا سوف يكون خاطئاً . انّ دحر ISIS هو غير كاف لالغائها كتهديد . ولمنع عودة ISIS أو عودة ظهور جماعة متطرّفة أخرى ، فانّه يجب أن يحلّ محلّ ISIS قوات أمن محلّية صالحة وهيكلية للحكم . انّ ارسال قوّات أمريكية من أجل استرداد أراضي واقعة تحت سيطرة ISIS سوف يعيد وضع الولايات المتّحدة الى الموقف الذي كانت عليه في العراق 2003- 2010 : (عالقة في وسط مستنقع) .
ان مفهوم أنّ القوات الأمريكيّة قد تكون قادرة على الاستيلاء على الأرض بينما تنقل عنصري السيطرة والبناء في الاستراتيجية المكوّنة من عناصر : " ازالة ، سيطرة، بناء " الى الشركاء المحلييّن كان مفهوما مراوغا( غير قابل للتحقيق) طوال فترة حرب العراق وسيبقى غير قابل للتحقيق اليوم . ان النّهج الأفضل والأكثر ديمومة هو دعم وتمكين قوّات الشريك أن (يزيل ، يسيطر ، وبناء أنفسهم).
ان استراتيجيّة الشريك أوّلاً ، قد تتقدّم بشكل أبطأ ولكنها أكثر قدرة على تحقيق مكاسب أكثر استدامة على المدى البعيد ، وذلك بمستوى من الالتزام هو أسهل تنفيذا ً ، ويتماشى مع مصالح الولايات المتّحدة.
خاص سيريا_ان (شبكة آرام الاخبارية) / الاعلامية د. ليندا نجار