تنويه: بينما موقع آرام بريس يركز في مقالاته على حرب المصطلحات ولا يقبل بالمصطلحات الغربية الاستعمارية التي هي جزء من الاستعمار الثقافي وغسيل الأدمغة والايحاء وسنستمر على نهجنا هذا لا نتبدل ولا نتغير .. فاننا نعتذر هنا للأخوة القراء عن حرفية النص الواردة في هذه الحلقة فقد تعمدناه من أجل المصداقية في الترجمة ..كما وجب التنويه أننا نرمي من سرد تفاصيل هذه الوثائق الأمريكية بحرفيتها أخذ العلم بما يخطط العدو من أجل العمل كأفراد وقيادات ومخططين استراتيجيين في دول محور المقاومة على احباطها وافشالها وكذلك نسعى من نشرها الى حفز الهمم لدى الطبقة الواعية المثقفة من أبناء شعبنا ممن وقف بكل جرأة ووطنية وبسالة الى جانب الوطن وكذلك نضعها بين أيدي كل من اصطف معارضا منذ بدايات الأحداث وما زال .. فقد آن الأوان أن يعي خطورة المرحلة ويقف في المكان الصحيح ونحن كلنا ثقة على قدرة شعبنا على اعداد الخطط المعاكسة في المواجهة التي تفشل هذه المخططات القذرة المرسومة بعناية فائقة لسورية والعراق والمنطقة لتكون تحت أقدام جنودنا البواسل ورفاقهم من رجالات الوعد الصادق .. مع تحيات موقع آرام بريس
ذكرنا في الحلقة السابقة ظروف نشأة مركز الأمن الجديد في الولايات المتحدة وكيف صعد بسرعة خلال سنوات قليلة ليحتل الصدارة بين مراكز الأبحاث ويجد الأذن الصاغية لدى الادارة الأمريكية الحالية في توصياته الناتجة عن دراساته ذات الطابع العسكري والاستراتيجي .علما أنه توصياته ستمتد الى ما بعد ادارة أوباما لتشمل فترتي ولاية الرئيس المقبل .
نضع هنا اسماء وصور أهم خمسة من أعضاء وقادة هذا المركز البحثي ونبذة عن كل منهم علما انهم هم المسؤولون عن اعداد التقرير الذي ستختص هذه الحلقة بسرد ملخصة التنفيذي كما ورد في نسخته الأصلية ولكن مترجما علما أن .. (هنا بدأت حرفية النص الأصلي فتابعونا) :
هذا التقرير هو نتاج سلسلة من حلقات العمل التي عقدت على مدى فترة ستة أشهر من قبل مجموعة دراسة ISIS CNAS، التي تتألف من مسؤولين عسكريين وحكوميين سابقين وكذلك خبراء مكافحة الإرهاب والشرق الأوسط. ، بالتشاور مع الحكومة الأمريكية والمسؤولين العسكريين والأمنيين الذي استغرق وقتا للتشاور معنا في هذا المشروع ، الآراء الواردة في هذا التقرير هي آراء المؤلفين الثلاثة وحدهم .
الرئيسان المشاركان Michèle A. Flournoy - Richard Fontaine –
والمدير Ilan Goldenberg
والمؤلفان : Nicholas A. Heras و Paul Scharre
Michèle A. Flournoy هي المؤسس المشارك والرئيسة التنفيذية لمركز الأمن الأمريكي الجديد (CNAS): شغلت منصب وكيل وزير الدفاع للشؤون السياسية من فبراير 2009 إلى فبراير 2012.، وكانت المستشار الرئيسي لوزير الدفاع في صياغة الأمن القومي والسياسة الدفاعية، والإشراف على الخطط العسكرية والعمليات، وفي مداولات مجلس الأمن القومي (NSC) ، قادت تطوير التوجيه الاستراتيجي لوزارة الدفاع عام 2012، وتمثل الإدارة في العشرات من التعاقدات الخارجية، في وسائل الإعلام، وأمام الكونغرس. قبل ذ لك اشتركت في فريق الرئيس باراك اوباما الانتقالي في وزارة الدفاع.
Richard Fontaine هو رئيس CNAS: شغل منصب كبير مستشاري المركز ، وزميل أول في CNAS منذ 2009-2012 وسابقا مستشار السياسة الخارجية للسيناتور جون ماكين لأكثر من خمس سنوات.، عمل أيضا في الخارجية، مجلس الأمن القومي، ومن طاقم لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. عمل السيد فونتين كمستشار السياسة الخارجية بحملة الانتخابات الرئاسية لجون ماكين عام 2008، وبعد الانتخابات كممثل المدير لأقلية الموظفين في القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- لجنة الخدمات. وقبل ذلك، شغل منصب المدير المساعد لشؤون الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي لعامي 2003- 2004
Nicholas A. Herasهو باحث مشارك في برنامج أمن الشرق الأوسط في المركز ( CNAS) وهو أيضا زميل مشارك في مؤسسة جيمس تاون، حيث كان هو المؤلف للعديد من المقالات التي تركز على الحروب الأهلية السورية والعراقية وآثارها الإقليمية. عضو سابق في برنامج David L. Boren لتعليم الأمن ، لديه خبرة واسعة في مجال البحوث في جميع مناطق سوريا، لبنان، والأردن، مع الخبرة البحثية الهامة في المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا والعراق وذلك قبل CNAS، وكان السيد هراس باحث مشارك في جامعة الدفاع الوطني ، حيث كان يعمل فى مشروع التحليل شامل لأثر الصراعات السورية والعراقية على منطقة الشرق الأوسط.
Paul Scharre زميل قديم وعضو ومدير في برنامج هو زميل أقدم ومدير 20YY مستقبل الحرب
المبادرة إلى CNAS. ما بين عامي 2008-2013، عمل السيد Scharre في مكتب وزير الدفاع (OSD)، حيث لعب دورا قياديا في وضع سياسات لتكنولوجيات الأسلحة الناشئة بأنظمة بدون بشر وذاتية ، وشارك في صياغة توجيه السياسة الاستراتيجية للدفاع لعام 2012،وفي مراجعة تقرير الدفاع الدوري لأربع سنوات في عام 2010 وتوجيه التخطيط على مستوى وزير. وقبل انضمامه إلى مكتب وزير الدفاع OSD، السيد Scharre شغل منصب رئيس فريق عمليات الاستطلاع الخاصة في الكتيبة الجوالة الحارسة الثالثة للجيش ، أكمل جولات متعددة في العراق وأفغانستان. وهو خريج مدراس القوات المحمولة جوا ،والحارسة ، والقناصة ، وخريج بمرتبة الشرف العليا للبرنامج 75 للتلقين الحارس للفوج
Ilan Goldenber هو الزميل الأقدم ومدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في CNAS خدم سابقا في وزارة الخارجية رئيسا للفريق الصغير الذي دعم مبادرة الوزير جون كيري لإجراء مفاوضات الوضع الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وكان سابقا كعضو و أحد كبار فريق تخصصي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، حيث ركز على منطقة الشرق الأوسط. وقبل ذلك، شغل منصب المستشار الخاص في منطقة الشرق الأوسط وبعد ذلك رئيسا لفريق إيران في مكتب وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية. وهو المدير المسؤول عن التقرير المرفوع بعنوان :
قهر الدولة الاسلامية – مقاربة بالتدريج نحو الأعلى – تقرير من اعداد مركز الأمن الجديد – الفريق المتخصص بدراسات (داعش)
DEFEATING THE ISLAMIC STATE- A Bottom-Up Approach
صورة المقالة الرئيسية الحلقة الثانية : أعضاء من قوة العمليات الخاصة للجيش العراقي يشاركون في تمرين في قاعدة قرب مطار بغداد في يونيو عام 2013. قوة مكافحة الإرهاب الدولي هي وحدة من ضمن قوة العمليات الخاصة العراقية ، وتعتبر على نطاق واسع الوحدة العسكرية الأكثر فعالية، والأقل طائفية في العراق، شاركت في العديد من المعارك ضد الدولة الإسلامية، ولا سيما معركة ناجحة لتخرير الرمادي من ISIS في ديسمبر كانون الاول عام 2015.( سعد شلش / رويتر
حول برنامج أمن الشرق الأوسط : About the Middle East Security Program
يجري برنامج أمن الشرق الأوسط أحدث الأبحاث العلمية على القضايا الأكثر إلحاحا في هذه المنطقة المضطربة. ويركز البرنامج على مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على الشراكات الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة، وتوليد الحلول التي تساعد صناع السياسة أن تستجيب إلى كل الأحداث المتسارعة والمتغيرات طويلة الأجل. وهو يعتمد على فريق لديه خبرة حكومية وغير حكومية عميقة في الدراسات الإقليمية، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، والأمن الدوليين. ويحلل الاتجاهات ويولد الحلول السياسية العملية والقابلة للتنفيذ التي تدافع عن مصالح الولايات المتحدة وتطورها .
يتكون التقرير من ملخص - ملخص تنفيذي وخمسة فصول : - الفصل 1: نهج جديد - الفصل 2 : البناء المتماسك للمجموعات المعارضة بشكل مناطقي من أسفل إلى أعلى
- الفصل3 : توسيع العمليات العسكرية الأمريكية - الفصل 4: زيادة ممارسة الضغوط مع الجهات الفاعلة الخارجية
- الفصل 5 : إعادة تأسيس الحكم والتفاوض على الشكل السياسي النهائي للدولة - الخاتمة : التخفيف من المخاطر والنظر الى ما هو أبعد من العراق وسوريا
Executive Summary(الملخص التنفيذي):
بعد مضي خمسة عشر عاما على أحداث 11 سبتمبر 2001، مني تنظيم القاعدة بخسائر كبيرة، ولكن تحول التهديد الناتج من التطرف الإسلامي ، وانتشر بطرق ما تزال تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة.
عودة التهديد مؤخرا تتمثل في صعود الدولة الإسلامية في العراق و الشام (ISIS)، وظهور نواة لتلك الدولة (proto-state) في قلب الشرق الأوسط.
تشكل طموحات الدولة الإسلامية تهديدا مباشرا للولايات المتحدة وحلفائها. ليس فقط أن ISIS قد خلقت الفوضى والعنف في العراق، سوريا، ليبيا، وغيرها من الدول غير المستقرة الضعيفة ، ولكنها نفذت أيضا هجمات كبيرة في أوروبا وتم إسقاط طائرة روسية في مصر، وحرضت على الهجوم في ولاية كاليفورنيا. وبالنظر إلى حجم التهديد، فانه يتوجب على الولايات المتحدة وشركائها أن يعملوا الآن لتكثيف مكافحة ISIS بطرق متعددة.
لمواجهة هذا التحدي، عقد مركز الأمن الجديد CNAS خلال الأشهر الستة الماضية اجتماعات منتظمة لدراسة ISIS : المجموعة، التي تتألف من ضباط الجيش السابق والحكومة السابقة، مسؤولون وخبراء في مكافحة الارهاب ومنطقة الشرق الأوسط. فيما يلي نقدم استراتيجية شاملة وسلسلة من التوصيات على حد سواء بالنسبة للرئيس أوباما وكذلك لخليفته الذي سيرث هذه المشكلة. تم الاعلام بهذه التوصيات من قبل : CNAS) مجموعة دراسة ISIS ) عقب مداولات ، وهي تعكس الأفكار التي خرجت من تلك المناقشات. أما التقرير الذي سنعرضه فيمثل وجهات نظر المؤلفين الثلاثة وحدهم.
النهج الحالي وحدوده: في سبتمبر 2014 أعلن الرئيس أوباما عن خطة لتفكيك - وفي النهاية تدمير- ISIS. إن إدارة ذلك النهج، الذي أحرز حتى الآن مكاسب تمثلت في تراجع داعش عن 40 في المئة من الأراضي الخاضعة لسيطرته ، بالاستناد الى تسليح وتقديم المشورة للقوات المحلية وتزويدها بالدعم الجوي لاستعادة السيطرة على الأراضي، اضافة لمواصلة استهداف الولايات المتحدة المباشر لقيادات ISIS بواسطة قوات العمليات الخاصة والقوة الجوية.
ولكن .. !! لم يكن هذا النهج الأمريكي المتبع ناجعا كما يجب أن يكون، لأنه يعتمد بشكل كبير على القوات البرية التي هي في الغالب قوات كردية وشيعية، ولم يتم حتى الآن بناء قوة سنية كافية لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها داعش –والأكثر أهمية – الاحتفاظ بها .
يقتصر الدعم العسكري الأمريكي على عدد من السبل التي لا داعي لها.
وساهم في ابطاء التقدم : - عدم وجود مستشارين حربيين مرابطين يدعمون الشركاء في الخطوط الأمامية - التردد في نشر المزيد من القوات - وعدم كفاية تفويض القوات
والخلل في الاستراتيجية الآمريكية هو أكبر بكثير في السياسة المتبعة تجاه (الحرب الأهلية) في غرب سورية.
فبينما وضعت ادارة أوباما الأولوية لمحاربة ISIS في الشرق نراها تسعى للبحث عن حل سياسي (للحرب الأهلية) في الغرب.
وباعتبار أن الحرب الأهلية السورية هي التي سرعت بروز ISIS من تحت رماد تنظيم القاعدة في العراق الذي هو مكانها الأول . اذا تم التخلص من نواة الدولة proto-state هذه في شرق سورية وغرب العراق ، وما يزال للمتطرفين ملاذات آمنة في غرب سورية فان جماعات من ISIS أو أخرى ذات تفكير متطرف مشابه ستستفيد من هذا الوضع في الاحتفاظ بالأرض والاستمرار في تشكيلها تهديدا ارهابيا .
علاوة على ذلك، فإن العديد من الجهات الإقليمية الفاعلة تضع في الأولوية ترتيب الوضع في سورية (عقب الحرب الأهلية السورية )على هزيمة ISIS، وإذا أرادت واشنطن الحصول على تعاونها في قتال ISIS - فان شرطهم المسبق للقتال وهزيمة داعش أن على الولايات المتحدة في حاجة لوضع أولوية أهم تتمثل بانهاء الحرب بالشكل الذي يرضي تلك الأطراف .
أخيرا، فان إعطاء الأولوية للاتفاق السياسي اليوم في سوريا ، بينما النفوذ الأمريكي هو ضعيف على الأرض ، والظروف بعيدة كل البعد عن أن تكون ناضجة للاتفاق ، فانه من غير المرجح أن ينتهي النزاع.
النهج البديل :
ينبغي أن يكون الهدف الاجمالي للاستراتيجية الأمريكية هو التقليل إلى حد كبير، وعلى المدى الطويل، القضاء على قدرة ISIS على تنفيذ -أو الحث على القيام ب - هجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها. وسوف يتطلب ذلك من الولايات المتحدة وشركائها تدمير نواة الدولة proto-state في العراق وسوريا، والتي هي مركز ISIS للجذب . فطالما تحتفظ ISIS بملاذها الآمن فأن لديها القاعدة التي يمكن من خلالها الانطلاق و التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وسوف تكون ايضا قادرة على تقديم نفسها على أنها الحركة الطليعية العالمية السنية الجهادية . وبذات القدر من الأهمية - بل وأكثر منها صعوبة في التحقيق- هو في منع عودة ظهور نواة دولة مشابهة proto-state أو ظهور الجماعات المتطرفة البديلة التي يمكن أن تحتفظ بالأراضي في العراق وسورية .
في الأراضي التي تسيطر عليها ISIS ، فإن هذه الاستراتيجية لا تنطوي على تحول جوهري في استراتيجية الولايات المتحدة الحالية، ولكن بدلا من ذلك هنالك بعض التصحيحات في المسار . الأهم من ذلك، فانها تعني النية للاستعانة أكثر مع الوقت بنماذج من العمليات العسكرية على الولايات المتحدة أن تتخذها في تلك الأراضي . وهي تؤكد قبل كل شيء على أهمية تدريب قوات أمن محلية لاستعادة الأراضي التي تتمسك بها ISIS ، ينطوي ذلك على استراتيجية أطول (حرق بطيئ) الذي قد يستغرق عدد من السنوات ولكن يركز على بناء القوة الصحيحة للتمسك بالأرض كنقيض لحالة استعادة السيطرة على الأراضي مع القوى التي سوف تكون في نهاية المطاف غير مقبولة للسكان المحليين. الأهم من ذلك، ان الولايات المتحدة لن تقحم قواتها البرية التقليدية بقصد الانخراط المباشر في العمليات القتالية البرية التى تقودها الولايات المتحدة للاستيلاء على الأراضي من ISIS، لأن مثل هذا النهج هو من غير المرجح أن يعمل دون وجود قوة كافية للتمسك بالأرض في أعقاب ذلك .
ينبغي أن يكون الهدف الاجمالي للاستراتيجية الأمريكية هو التقليل إلى حد كبير، وعلى المدى الطويل، القضاء على قدرة ISIS على تنفيذ أوالحث على القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها
في غرب سوريا، هناك حاجة إلى تحول أكثر راديكالية بطريقة العمل . فبدلا من التركيز أولا على التوصل إلى اتفاق سياسي، يجب على الولايات المتحدة أن تشدد على تسليح وتدريب المجموعات المحلية التي تكون مقبولة للولايات المتحدة بغض النظر عما إذا كانوا يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو ضد ISIS . والغرض من هذا الجهد هو ليس فقط الحاق الهزيمة ب ISIS وانما على هذه المجموعات أن تهمش الجهات المتطرفة الأخرى، وأن ترسخ حكما مقبولا مستديما على المدى البعيد ووضعا أمنيا يمنع وجود ملاذات آمنة للارهابيين في المستقبل، ويهمش وجود و تأثير تنظيم القاعدة. وينبغي أيضا أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لزيادة استخدامها لعمليات الارغام العسكرية في الغرب وأن تكون على استعداد لتهديد وتنفيذ ضربات عسكرية محدودة ضد نظام الأسد من أجل حماية هذه الجهات وبنفس الوقت انذار جميع الجهات الفاعلة الخارجية الرئيسية في سوريا، بما في ذلك كلا من شركائها في الشرق الأوسط وكذلك روسيا وإيران، أنها مستعدة للتورط أكثر . مع مرور الوقت، هذا النهج المزدوج لطرد ISIS من الشرق السوري وضمان قدر أكبر من سيطرة المعتدلين في الغرب السوري يمكن تحقيق التراجع في نفوذ المتطرفين عبر سوريا والعراق، وتهيئة الظروف لتحقيق نتائج سياسية عن طريق التفاوض في كلا البلدين.
ففي العراق، حيث تبسط القوة السنية المحلية نفوذها وتسيطر بدلا من ISIS، فإنها يمكن أن تزيد من ضغط السنة في المفاوضات مع بغداد وعلى مر الزمن مساعدة تسهيل ترتيبات تقاسم السلطة في العراق التي تعكس الوضع الأمني الجديد على الارض.
في سوريا، مع زيادة نفوذ وسيطرة القوى المعتدلة في الشمال الغربي والجنوب الغربي، يمكن أن يكون هناك في نهاية المطاف اتفاقا لتقاسم السلطة مقبولا من تركيا والعربية السعودية وروسيا وايران ومن الجهات الداخلية الفاعلة ليبقى خليفة (نظام الأسد العلوي) يحكم ، ولكن على أن تسيطر الجماعات المحلية التي تعكس المزيج العرقي والطائفي وتحكم مناطقها .
توصيات السياسة المقترحة:
ان النهج المبين أعلاه يتطلب الجهود الأربعة متضافرة:
1- بناء جماعات معارضة مسلحة محلية متماسكة، من أسفل إلى أعلى التي يمكن أن تتمسك بالأراضي ، توفر الأمن، وتهمش المتطرفين. لتحقيق ذلك فان على الولايات المتحدة :
* زيادة دعم الجبهة الجنوبية في جنوب غرب سوريا.
* تركيز جهودها الداعمة على كل من جيش النصر وائتلاف الفرقة الشمالية في شمال غرب سوريا، واستخدامهما لمواصلة نهج صبور طويل الأمد يستبعد التنظيمات من قبيل النصرة وحلفائها المقربين في المعارضة.
* استخدام شمال شرق سوريا بمثابة رأس جسر التي منها يمكن للولايات المتحدة دعم العرب السنة النازحين من مناطق سيطرة داعش في شرق سورية ، والوصول إلى القبائل المحلية، في الوقت الذي يتواصل فيه توسيع الدعم للجيش السوري الجديد في جنوب سوريا.
* إعطاء الأولوية لتدريب القوى السنية في العراق- من الناحية الأمثل - من خلال الحكومة المركزية العراقية، ولكن إذا استمر الفشل في هذا الأمر فيتم تدريبها مباشرة.
2- زيادة الدعم العسكري الأمريكي المباشر لمجموعات المعارضة وكذلك للعمل الأمريكي المباشر في عمليات مكافحة الشبكات ضد ISIS على وجه التحديد، فإن الولايات المتحدة ينبغي أن:
* تضمين مستشارين حربيين على مستوى الكتيبة في العراق، وبمرور الوقت، في شرق سوريا وذلك لتمكين القوات الشريكة من قتال ISIS على نحو أكثر فعالية.
* توسيع نطاق العمل المباشر للعمليات العسكرية في مكافحة الشبكات لتفكيك القدرة لدى ISISعلى تنفيذ هجمات خارجية
* وضع صلاحيات أكثر مرونة للتدخل العسكري والدعم ، خصوصا في شرق سوريا.
* ازالة القيود المفتعلة والتحديدات بحيث يتم تعزيز البعثات العسكرية بالموارد المختلفة بشكل صحيح.
* استخدام الإرغام العسكري بالقوة لردع الغارات الجوية في جنوب غرب وشمال غرب سوريا للسماح لقوى المعارضة المحلية المقبولة بأن تحكم وتقوم بتوفير الأمن ، بما في ذلك استخدام الردع و العقاب لإنشاء "منطقة حظر ممنوع قصفها " في مناطق محددة تسيطر فيها المعارضة.
3 - استثمار وتوظيف زيادة النفوذ الأمريكي على الأرض الى تأثير دبلوماسي مع الجهات الفاعلة الخارجية الرئيسية.
ولتحقيق ذلك، يجب على الولايات المتحدة:
* ربط العمليات العسكرية الأمريكية برسائل استراتيجية عن التدخل الأمريكي الحاسم ضد ISIS ومعه اتباع نهج أكثر حزما ضد الأسد
من أجل تحقيق أقصى قدرمن التأثير الدبلوماسي في أفعال الولايات المتحدة
* استثمار التزام أكبر من الولايات المتحدة في معالجة الصراع والتصميم على ابعاد ايران عن أنشطة تزعزع الاستقرار للحصول على دعم شركاء الولايات المتحدة الخليجيين في مجلس التعاون للتنسيق معهم في دعم جماعات المعارضة المسلحة.
* للحصول على مزيد من التعاون التركي في تسليح جماعات المعارضة غير المتطرفة وتعزيز جهود مراقبة الحدود، في مقابل زيادة جهود الولايات المتحدة في غرب سوريا، واضعة قيود على دعم توسع المتشددين الاكراد واستعدادا أكبر لاستخدام ا التهديد العسكري والارغام ، لردع الغارات الجوية قرب الحدود التركية. وأيضا الاستمرار في الحصول على الإذعان والقبول التركي بالهجوم المشترك للاكراد والعرب في جيب منبج .
* تحقيق اتفاق مع روسيا، على المدى الطويل، على اتفاق لتقاسم السلطة في سورية بحيث تتم المحافظة على مركز قوي للموالين وتتم سيطرة أكثر لقوى المعارضة المعتدلة في مناطق غير موالية للحكومة
* إقناع إيران، على المدى الطويل، لقبول اتفاق لتقاسم السلطة في سوريا مع مركز قوي الموالين، ولقبول المحصلة في العراق حيث
تحتفظ الحكومة المركزية الشيعية بالسيطرة ولكن على أن تتناول بجدية المظالم السنية.
4 - اعادة تأسيس الحكم الشرعي والمقبول والتفاوض على الشكل النهائي السياسي للدولة تنهي الصراع في العراق وسوريا. ولتحقيق ذلك، الولايات المتحدة ينبغي عليها :
* التأكيد على أهمية شمولية الحكم وأن يكون جديرا بالثقة ، وتحث الولايات المتحدة الجماعات التي تدعمها على الانضمام إلى البرامج السياسية بما يتفق مع تلك القيم، وذلك باستخدام إعلان الرياض 2015 كلبنة أساسية.
* دعم وتمويل المجالس المحلية البلدية باعتبارها لبنات أساسية في بناء الحكم يكمل استراتيجية الولايات المتحدة لتسليح الفاعلين المحليين، ومع الوقت استثمار هذه المجالس المحلية لبناء حكم اقليمي ، ضمان وصول هذه المعونة عن كثب للمكان الصحيح
وتمكين هذه المجالس المحلية من حكم فعال أكثر من طريقة الجماعات المتطرفة.
* الاستمرار بالالتزام بشكل كبير في السياسة العراقية ، الاستمرار في محاولة لجمع مختلف الأحزاب الطائفية معا ، وعلى المدى الطويل، الضغط لانشاء قوة سنية لزيادة امكانية نجاح فرصة لتقاسم السلطة بين بغداد والأقلية السنية.
* على المدى الطويل، بعد إعادة تشكيل الوضع على الأرض ، يتم تسهيل الوصول الى اتفاق عن طريق التفاوض ينهي الحرب الأهلية السورية ويترك مكان لوحدة الدولة السورية ولكن على أن تكون غاية في اللامركزية
* متابعة الشكل النهائي للدولة السياسية التي تحافظ على سلامة أراضي العراق وسوريا وهو الحصيل الأفضل ، ولكن تكون على استعداد لقبول مجموعة متنوعة من أشكال الحكم اللامركزية التي يمكن أن تؤدي إلى التفكك القريب لهذه الدول، إذا كان ذلك
هو الخيار الأكثر واقعية في سبيل تلبية أفضل لأهداف الولايات المتحدة الأساسية في هزيمة ISIS واستبدالها ببدائل قابلة للاستدامة
المخاطر
هذا النهج ينتج عنه بعض المخاطر الحقيقية. فان زيادة التورط العسكري يعرض المزيد من القوات الأمريكية للخطر ،ولكن المؤلفين يعتقدون أنها مخاطر تستحق: نظرا لطبيعة التهديدات للمواطنين وللمصالح الأمريكية في المنزل و خارج البلاد.
كما أن توسيع الدعم للمعارضة يحمل معه مجموعة مخاطر حيث يمكن للمزيد من الأسلحة أن تقع في الأيدي الخطأ في سوريا، ولكن حول هذه النقطة نحن نعتقد ان عدم محاولة تمكين الجهات الفاعلة في سورية الأكثر قبولا يبقى أعلى خطرا من تلك المحاولة.
ان محاولة اقامة منطقة حظر (ممنوع فيها القصف) يمكن أن يفجر خطر التصعيد مع روسيا، ولكن هذا القلق قابل للسيطرة مع معرفة أن أيا من الطرفين لا يريد الدخول في صراع مباشر ، كما أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ممارسة بعض الضغط العسكري إذا كانت ترغب في تغيير الحسابات الروسية والإقليمية و تمكين الجهات الفاعلة الأكثر قبولا على أرض الواقع.
بينما قد يكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق سياسي داخل سوريا والعراق، وحتى في هذه الحالة فان النهج الموصى به من شأنه أن يمكّن الجهات الفاعلة والجديرة بالثقة من الاستيلاء والسيطرة على الاراضي وفي نهاية المطاف إدارة باقتدار أكثر مؤديا لانهيار هاتين الدولتين بينما يتم الحد من إنشاء الملاذات الآمنة للمتطرفين .
ولعل الخطر الأكبرهو أن هذه الاستراتيجية التي سوف تستغرق سنوات لتنفيذها . خلال ذلك الوقت ستبقى المخاطر التي يشكلها ISIS لذلك، بالإضافة إلى التركيزعلى ISIS نواة الدولة proto-state في العراق وسوريا، سيكون على الولايات المتحدة أيضا مواصلة اليقظة واتخاذ خطوات لمنع نوى دول proto-state جديدة من التشكل في أجزاء أخرى من العالم مثل ليبيا، وسيناء، أو أفغانستان. سيكون علينا أيضا لعمل مع شركائنا لمواجهة شبكة المقاتلين الأجانب العابرة للحدود ISIS من خلال برامج محلية مكافحة للتطرف أكثر فعالية وبرامج لمنع تجنيد المتطرفين وتشجيع جمع وتبادل معلومات استخبارية لوقف أولئك الذين كانوا متطرفين .
ان التهديد الذي يشكله ISIS معقد للغاية . من المؤكد أن عدد من السياسات الموصى بها قد تفشل في تحقيق الأهداف المرجوة منها أو يكون هناك آثار جانبية غير متوقعة ، ومع ذلك، فان المؤلفين يعتقدون بأن النهج المبين في هذا التقرير يحاجج في أنه يوظف الدم الأمريكي والثروة بما يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة ويوصي باستراتيجية القبول بمخاطر مقبولة في مقابل تدمير الخلافة ISIS
وتحقيق أهداف الولايات المتحدة المهمة.
خاص سيريا -ان (شبكة آرام الاخبارية)/ الاعلامية د. ليندا نجار