درغام” يتهم المصارف بالتقاعس ويمهلهم 11 شهراً ليثبتوا قدرتهم على خدمة المواطن بتقديم قروض سكنية!
وجه الدكتور دريد درغام حاكم مصرف سورية المركزي انتقاداً حاداً إلى بعض المصارف التي قال إنها تعودت أن يأتي المقترضون إليها ونادراً ما قامت بتسويق منتجاتها لديهم، وعندما أزال المصرف المركزي في 2017 قيود الإقراض عن المصارف العامة ورفع سقف الإقراض إلى 500 ألف ليرة لمصرف التوفير والتسليف تمكنا من إقراض عشرات المليارات بأشهر قليلة.
دمشق | وبين درغام في منشور له على صفحته الشخصية على فيسبوك، أنه وفي ظل التعثرات المصرفية في السنوات السابقة أصبحت معايير التسليف التي وضعها المركزي ضرورة قصوى حيث كان الحرص على تخصيص نصف الإقراض في كل مصرف لأغراض إنتاجية. أما أولويات الإنتاج فقد وضعتها وزارة المالية بالتعاون مع وزارة الصناعة حسب قوله.
واعتبر الحاكم أن مفهوم رصيد المكوث ظهر ليؤكد على أن المصرف لم يوجد ليأخذ التاجر أو الصناعي القرض ولا يعود إلا لتسديد الاقساط!، إذ يؤكد رصيد المكوث وفق ما أشار الحاكم إلى أنه كلما أودع المتعامل جزءاً أكبر من حصيلة نشاطه في المصارف تزايدت حظوظه بالاقتراض منها، مما يتطلب متابعة المتعاملين عن ذوي الأنشطة الفعلية القادرة على توليد تدفقات نقدية دورية تبرر الإقراض الحالي والمستقبلي.
وقال الحاكم: نظرا لتقاعس العديد من المصارف في شرح حقيقة ضوابط التسليف الجديدة لمتعامليها، صدر التعميم 489 في 2012018 وتأجل تطبيق رصيد المكوث حتى نهاية العام. وأصبح بذلك بمقدور المصارف الراغبة بالتسليف إقراض أكبر عدد من المقترضين خلال 2018 مما يتطلب التركيز على:
1. المشاريع الجديدة لأنه لم يكن لها يوماً علاقة برصيد المكوث
2. تمويل المستلزمات السلعية (رأس المال العامل) للمشاريع القائمة ذات الملاءة
3. إقراض الحرفيين والمهنيين المليئين.
وتابع الحاكم: هذه جهود تتطلب التأكيد على مختلف المقترضين عند توقيع عقود الاقتراض الجديدة أن إيداع حوالي 10% من إيراداتهم (ما يعادل ربحهم مع إمكانية سحبه عند الضرورة) في نهاية كل أسبوع أو شهر سيسمح بتجديد التسهيلات بالعام التالي وكلما أودعوا أكثر زادت فرصهم بالاقتراض.
وأضاف الحاكم: بانتظار تفعيل القروض السكنية (فور الانتهاء من التحضيرات الجارية عليها خلال الأشهر القادمة) لا بد أيضاً من التأكيد على أن 11 شهراً بدون رصيد مكوث أكثر من كافية كي تثبت المصارف العامة قدرتها على خدمة الموظفين بقروض شخصية (نأمل أن يكون بينها القروض السكنية خلال الأشهر القادمة فور انتهاء ضوابطها).
وأمل الحاكم بأن يتفهم الجميع أن مهلة سنة أكثر من كافية كي تشرح جميع المصارف للمتعاملين معها أن رصيد المكوث سيكون اعتبارا من عام 2019 شرطاً ضرورياً كي تكون الأولوية بالإقراض لمن يتعامل مع المصارف ويظهر حقيقة نشاطه النقدي والتجاري أو الصناعي لها.
مؤكداً على أنه في العام 2018 الحالي تنصب جهود المصرف المركزي على استكمال مختلف مكونات بنية الدفع الإلكتروني التي يعمل عليها منذ أكثر من سنة، لافتاً إلى أنه في حال تمت الأمور على خير فإن من أهم نتائجها أن رصيد المكوث سيكون محققاً تلقائياً من خلال المحافظ الإلكترونية وعمليات الدفع الإلكتروني. التي ستبدأ ملامح ظهورها بالتدريج من خلال مخطط العمل الذي يرسمه مصرف سورية المركزي لنشر قنوات وأدوات الدفع الإلكتروني في الأشهر والأعوام القادمة.
وذكر الحاكم في ختام منشوره بأن بنية الدفع الإلكتروني التي اقترحها مصرف سورية المركزي عام 2017 ستكون مقدمة لتغيرات جوهرية وتحسين مستوى المعيشة لكافة السوريين في السنوات القادمة. وسيتم خلال العام الحالي إجراء العديد من الملتقيات والحملات الترويجية اللازمة لمواكبة هذه التغييرات الجوهرية.
العقاري” يرد على “المركزي”: نحن جاهزون للإقراض السكني “اسمحولنا”!
أبدى المصرف العقاري استعداده لاستئناف القروض السكنية في أي لحظة يقررها المصرف المركزي، ذلك وفقاً لما نقلته صحيفة الوطن عن مدير في المصرف العقاري لم تسمه بالإسم، حيث أن التعليمات التنفيذية في المصرف جاهزة تماماً للإقراض السكني على حد تصريح “المدير” للصحيفة!
كلام “المدير” يأتي بمثابة رد على منشور كتبه حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور دريد درغام على “فيسبوك”، وجه فيه انتقاد للمصارف العامة لتقاعسها في شرح حقيقة ضوابط التسليف الجديدة لمتعامليها، ما أدى إلى تأجيل تطبيق رصيد المكوث إلى العام 2019، واضعاً “المصارف” في مهلة مدتها 11 شهرا ليثبتوا قدرتهم على خدمة الموظفين بتقديم قروض شخصية وسكنية!
“المدير” رغم تأكيده على صوابية طرح الحاكم لأولوية الإقراض السكني، إضافة لتوفر سيولة ممتازة في “العقاري” للإقراض السكني الأقل مخاطرة لجهة وجود ضمانات سكنية وكفلاء على حد قوله، إلا أنه استدرك وقال إن مشكلة الاقراض السكني مرتبطة بفاعلية القرض في السوق العقارية لجهة تلبية الحاجات، معتبراً أن قرض بمبلغ 5 ملايين ليرة سورية غير قادر على شراء منزل في ظل الأسعار الحالية، كما أن القرض بالنسبة للموظف مشروط بسقف ألا يتجاوز القسط الشهري 40 بالمئة من راتبه، لذا يمكن البدء حالياً في منح قروض لغايات الترميم، بحيث تلبي طلبات شريحة واسعة من المواطنين اليوم حسب تعبير “المدير” للصحيفة.
وفي ذات السياق نقلت الصحيفة عن مدير في أحد المصارف العامة لم تذكر اسمه ايضاً، نقلت عنه استغرابه من فكرة ضعف التسويق لديهم لفكرة رصيد المكوث (التي تحدث عنها الحاكم)، مؤكداً بأنها غير قابلة للتسويق، وليس الوقت مناسباً لطرحها، إذ تتطلب درجة مهمة من تمصرف العمل المالي والتبادل النقدي، وهذا غير متوافر في ظل ظروفنا الراهنة، كما أنه يساهم في نشر فكر التلاعب نوعاً ما، من خلال حساب قيمة رصيد المكوث اللازمة لسحب القرض، وبالتالي تأمينها وإيداعها عدة أيام في المصرف، ثم إعادة سحبها فوراً، متوقعاً إلغاء هذه الفكرة بشكل تلقائي لعدم إمكانية تطبيقها لا هذا العام ولا في العام القادم.