أجرى موقع "دبلوماسي ايراني" التابع لدبلوماسيين متقاعدين في وزارة الخارجية الايرانية حوارا مع شخصية عراقية وصفها بالمعروفة تناول قضية قيام هذه الشخصية بنقل رسالة سرية من وزير الخارجية لنظام آل صهيوسعود "عادل الجبير" الى الجانب الايراني قبل شهرين من الان، حيث يكشف هذا الحوار عجز الموقف الصهيوسعودي امام ايران بشكل كامل.
وتقول هذه الشخصية ان "الجبير" ارسل الى الجانب العراقي شخصا قبل شهرين وطلب منهم تحسين العلاقات مع ال صهيوسعود وقد سأل الجانب العراقي هل يريد الصهيوسعود فعلا حل المشاكل ام يريدون مجرد لقاءات؟ كما أكد العراقيون لهذا المبعوث الصهيوسعودي ان ما يهمهم هو الاحتفاظ بالعلاقات مع ايران وقد رد الجبير على العراقيين ان الصهيوسعوديين يريدون فعلا حل المشاكل وحتى مع ايران فيما يخص سوريا ولبنان والعراق واليمن وحتى البحرين، وحينها سأل العراقيون الجانب الصهيوسعودي "وحتى البحرين؟" وجاء الجواب "حتى البحرين، نحن نفكر بحل المشاكل مع ايران".
واضافت هذه الشخصية العراقية التي لم ترد ذكر اسمها ان العراقيين ذهبوا الى ايران ليشاركوا في مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية وعلى هامش المؤتمر اجتمعوا مع وزير الخارجية الايراني "محمد جواد ظريف" وامين المجلس الاعلى للامن القومي "علي شمخاني" وابلغوا رسالة الجبير للجانب الايراني الذي رد بدوره ان طهران لا تريد التوتر ابدا مع الرياض، لكن الصهيوسعوديين هم من لا يريدون حل المشاكل، وقد اكد الايرانيون استعدادهم الكامل لحل المشاكل مع الصهيوسعوديين، ومن ثم عاد العراقيون الى العراق وابلغوا ممثل "الجبير" ان ايران مستعدة تماما للتفاوض مع السعوديين ولديها الارادة الكاملة لحل المشاكل.
وبعد ايصال الرسالة الايرانية انقطعت اخبار الصهيوسعوديين لمدة اسبوع واحد ومن ثم تم اذاعة خبر اعدام "آية الله الشيخ نمر باقر النمر" وشكلت صدمة للعراقيين الذين ابلغوا الجانب السعودي انهم لا يرضون بأن تتلاعب معهم الصهيوسعودية وعلى الصهيوسعوديين ان لايتوقعوا من الجانب العراقي ان يفعل لهم شيئا بعد هذا.
وقد سأل موقع "دبلوماسي ايراني" هذه الشخصية العراقية لماذا عدل الصهيوسعوديون عن تحسين العلاقات مع ايران، وألم يعلم هؤلاء بأن اعدام "الشيخ النمر" سيكلفهم غاليا؟ اجابت الشخصية العراقية ان الصهيوسعوديين لم يتوقعوا بان يكلفهم اعدام "الشيخ النمر" غاليا لأنهم اذاعوا نبأ الاعدام الى جانب نبأ اعدام 40 عنصرا من القاعدة، كما انهم لم يكونوا يتوقعوا بان يدينهم المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي وحتى اميركا، وقد الغى حتى "ديفيد كاميرون" زيارته للمهلكة الصهيوسعودية.
واضافت الشخصية العراقية انه عندما تم مساءلة الشخص الوسيط الذي له علاقة مباشرة مع "الجبير" انه "لماذا طلبت الصهيوسعودية من العراقيين ايصال الرسالة للايرانيين في حين لم تكن الرياض تريد حلا؟" قال الوسيط ان الامر لم يكن كذلك وان الصهيوسعودية كانت تريد حل المشاكل مع ايران، لكن هناك احداث وقعت وكلفت الصهيوسعوديين غاليا واحس هؤلاء ان اعادة العلاقات مع ايران تكلفهم غاليا وان هذه الاحداث هي مقتل زعيم جيش الاجرام في سوريا "زهران علوش" وفشل المحادثات لانتخاب "سليمان فرنجية" كرئيس للبنان ومن ثم الهجمات الصاروخية الموجعة التي نفذتها حركة انصار الله في اليمن ضد الاهداف الصهيوسعودية وكذلك فشل الحوار اليمني اليمني في جنيف وقد اعتبر الصهيوسعوديون انفسهم خاسرين في كل هذه الاحداث ومهزومين امام ايران ولذلك اعتبروا ان التفاوض مع ايران فقد جدواه.
وقد سأل موقع "دبلوماسي ايراني" هذه الشخصية العراقية "هل يمكن ان تغير الصهيوسعودية موقفها في المستقبل وتتفاوض مع ايران؟" واجابت الشخصية العراقية: من المؤكد ان الصهيوسعوديين ليس امامهم طريق سوى التفاوض ورغم خسارتهم كل ما يملكونه فانهم مجبرين على التفاوض مع ايران، وهل استطاع الصهيوسعوديون فعل شيء امام العراق؟ انهم اصبحوا مجبرين بعد 12 عاما على تعيين سفير لهم في العراق واعادة افتتاح سفارتهم لانهم شاهدوا قيام كل دول العالم بتطبيع علاقاتهامع العراق وبقي الصهيوسعوديون لوحدهم، ان الصهيوسعوديين يرون الان ان الجميع يسعى للتصالح مع ايران وتطبيع وتعزيز العلاقات معها وبقي الصهيوسعوديون لوحدهم، وهم غاضبون الان، لكنهم يدركون بأنهم اذا لم يأتوا الى طاولة المفاوضات فانهم سيتأخرون عن الركب ولذلك هم مجبرون على التفاوض مع ايران واذا هدأت الامور فإنهم بالتأكيد مجبرون على التفاوض مع ايران مجددا.