السيد الرئيس الطبيب الأول .. كوفيد 19 والخطر القادم من شمال سورية... بقلم رئيس التحرير.. الحلقة 6
السادة الاطباء والمتابعين الاعزاء, وعدناكم في الحلقة السابقة (الحلقة 5), ان تكون حلقة اليوم خاصة عن خطر كوفيد 19 القادم الينا من شمال وشمال غرب سورية, وتحديدا من المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الامريكي وقسد الارهابية الانفصالية وادلب ومخيمات النازحين في تلك المناطق كمخيم الهول ومخيم الركبان ايضا لواقع بالمثلث الحدودي مع العراق والاردن والخاضع لسيطرة الاحتلال الامريكي , لكن في البداية دعونا نبدأ بالقول انه في كل يوم أو يومين تطالعنا أبحاث جديدة تنوه بعدم فائدة الهدركسي كلوروكين في علاج كوفيد 19, نرجو منكم المتابعة باهتمام الى نهاية البحث في هذا المقال.
- في الحلقة السابقة (5) نشرنا الدراسة الفرنسية وهي حديثة أيضا
- آخر الدراسات تصدر الآن عن الولايات المتحدة و العينة المدروسة هذه المرة أكبر( 368 مريض بداء كورونا المستجد مع أعراض فوق متوسطة من حيث الشدة) :
تمت المقارنة بين استعمال الهدركسي كلوروكين لمجموعة من المصابين أواستعماله بالمشاركة مع الأزيترمايسين لمجموعة أخرى ، وعدم استعمال أي منهما ، وكانت المقارنة بين المجموعات الثلاثة من حيث نسبة تحويل أفراد كل مجموعة إلى العناية المشددة خلال أسبوع من نهاية المعالجة ومن حيث نسبة الوفيات في كل مجموعة وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الهدركسي كلوروكين أو الهدركسي كلوروكين بالمشاركة مع الأزيترمايسين لم يفيدا على الإطلاق وبالعكس زادات معدلات الوفيات وكذلك حالات النقل للعناية المشددة في المجموعتين بالمقارنة مع المجموعة التي لم يستعمل فيها للمصابين أي من هذين الدوائين !!
الصور أدناه مأخوذة Screen shot من صفحات المواقع الناشرة لتلك الدراسة
ولمن يرغب .. ها هي روابط المواقع الذي نشرت تلك الدراسة
تحدثنا في الحلقة السابقة عن التجربة الكورية الجنوبية ولماذا اخترناها مثالا يحتذى ، ونوضح هنا بشأن فقرة أهمية إلزام عامة الشعب باستعمال الكمامة أن كوريا الجنوبية بالتطبيق العملي (على خلاف الولايات المتحدة التي كانت تجربتها من أفشل التجارب في احتواء الفايروس والتي تأخرت في فرض إجراءاتها الوقائية ، فهي مثلا تأخرت في تعميم استعمال الكمامة من قبل عامة الشعب ، واضطر الشعب في معظمه لاستعمال الكمامة القماشية غير المفيدة لعدم توفر الكمامة N95 أو الكمامة الجراحية وهما الكمامتان الأهم للوقاية ) بالمقابل نجد أن كوريا الجنوبية قد استطاعت تامين كمامتين جراحيتين في الأسبوع لكل مواطن ، وبينما يفضل تغيير الكمامة كل 4 – 6 ساعات بالنسبة للكادر الصحي، فإنه بالنسبة لعامة الشعب وفي الأماكن غير الخطرة لالتقاط الإصابة كالعاملين الصحيين في مشافي وأقسام فيها مصابون بداء كورونا المستجد، ولصعوبة توفر الكمامات حتى في أرقى البلدان فإنه من المنطقي أن يكون الهدف المثالي لسياسات وزارات الصحة في كل البلدان تأمين ما معدله كمامة جراحية يوميا لكل مواطن (أو كمامة (N95
نظرا لأهمية التجربة الكورية الجنوبية وجدت من الأهمية بمكان أن أعيد تلخيصها راجياً الاقتداء بها في بلادنا :وهي تتمثل بـ :
- السخاء في استخدام اختبارات الكشف عن الإيجابيين بمرحلة باكرة من انتشار الوباء في كوريا الجنوبية
- عزل كل إيجابي والتأكد من التزامة بالعزل ( يوضع في الفنادق ولا يعاد للمنزل حتى عودة الاختبار سلبيا)
- توزيع الكمامات الجراحية وإلزام الجميع فيها
- تطبيق توصيات صارمة بغسل الأيدي المتكرر وتعقيم السطوح وتجنب المصافحة والتجمعات والمباعدة بين الأشخاص
- تجهيز أعداد كبيرة من المنافس ومعدات الوقاية وغرف العناية المشددة تحسبا للأسوأ
- إجراءات الحظر ( والتي لم تعد ضرورية بعد السيطرة على الوباء فانطلق الاقتصاد الكوري الجنوبي من جديد)
الخطر القادم من الشمال:
- في علم الأوبئة وخاصة عندما ينتشر الوباء عالميا : يعتبر لبنان جغرافيا دولة محظوظة فحدوده البرية مفتوحة مع دولة واحدة فقط هي سورية ، ( الحدود مع فلسطين مغلقة منذ نكبة فلسطين عام /48)
- في علم الأوبئة : وخاصة عندما ينتشر الوباء - أي وباء عالميا - سورية المنكوبة بالحرب الكونية عليها و التي دخلت منذ شهر تقريبا عامها العاشر ، ساعدها الحصار الغاشم في إبطاء انتشار الوباء بسبب توقف الطيران المباشر مع دول الغرب ومع معظم الدول العربية منذ سنوات أضف إلى ذلك إ الحدود البرية المغلقة مع معظم دول الجوار ما عدا لبنان ..
ولكن بالمقابل لهذه الحرب الكونية الغاشمة ولنتائجها العسكرية والاقتصادية على الأرض آثار سلبية يمكن أن تحد من قدرة الدولة على السيطرة على الوباء / رغم إجراءاتها الصارمة في الحظر والإغلاق / بدءاً من سيطرة للإرهابيين في الشمال الغربي على مساحات واسعة من محافظة ادلب مروراً بسيطرة عصابات قسد المدعومة أمريكيا على مصادر الثروات المائية والزراعية والثروات الباطنية من نفط وغاز ، أضافة إلى التهجير وما ينتج عنه من مآسي وازدحام وفقر يضاف إلى ذلك من نتائج اقتصادية كارثية لتلك الحرب الظالمة والحصار الغاشم الذي يرافقها من ضعف في العملة الوطنية وضعف في القدرة الشرائية للمواطن مما ينعكس كله سلبا على قدرة الدولة والمواطن على التصدي للوباء بالشكل الأمثل وكل هذا معروف للجميع.
الأخطر من كل هذا هو الشمال الغربي : فتركيا المفتوحة على مناطق الإرهابيين تسجل في ساعة إعداد هذه المقالة أكثر من 98 ألف و600 أصابة مؤكدة مما يجعها تتصدر دول الشرق الأوسط قاطبة في عدد الإصابات بوباء كورونا المستجد Covid-19
وهذا يعني ( ومهما بلغت كثافة التحاليل التي تجريها حكومة أردوغان)- والكلام ينطبق على كل الدول ومهما بلغت الشفافية في الإعلان عن الإصابات – أن الرقم الحقيقي للوفيات هو عدة أضعاف أما الرقم الحقيقي للإصابات فيقدره الخبراء بعشرة أضعاف الرقم المكتشف بالحد الأدنى .. وهو كلام عام لا نخص به تركيا فقط .. نستنتج مما ذكر أن هناك مليون تركي بالحد الأنى مصاب بداء كورونا المستجد Covd-19 وإن وجود السوريين بكثافة في تركيا ووجود مهجرين على طرفي مناطق الحدود واختلاطهم مع الأتراك في تلك المناطق واختلاط الأتراك معهم في الشمال الغربي في مناطق سيطرة الإرهابيين يجعل الوضع هناك معقدا جداً ولا يبعث على الاطمئنان على الإطلاق .. فتركيا المنشغلة بكورونا – ليس لديها الإمكانيات للاهتمام بمناطق سيطرة ما يسمى إمارة ادلب الإسلامية – هذا إن كنا سذجاً و افترضنا حسن نية التركي أصلا في تلك المناطق !!
– برغم إدراكنا للوضع الصعب للمهجرين في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة التركي في ما يسمى بالإمارة الإسلامية – فإنه ليس من المناسب أبداً تأمين معابر لهؤلاء في الوقت الراهن وكذلك فإن فتح أية معابر لأي شكل من أشكال النشط الاقتصادي ومهما كان ضروريا ً عبر تلك المناطق يعتبر قرارا غير مناسب على الإطلاق من حيث التوقيت فهو يهدد مناطق التماس ومن بعدها قواتنا المسلحة الباسلة ..وبالعكس المطلوب أعلى درجات اليقظة و التدقيق في مناطق التماس مع مناطق الإرهاب والكلام هنا يشمل أيضا مناطق قسد ومنع التهريب واتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية المناسبة حيال المهربين والأشخاص العابرين تهريبا في هذا الوقت الحساس من كل مناطق الشمال يعتبر حجر الزاوية في احتواء الداء ومنع تفاقمه .
في حال فتحت أية معابر كمثال سواء لأسباب انسانية أو اقتصادية أو عسكرية تكتيكية : فإنني - وبالقلم العريض أقول - أن اتخاذ الاحتياطات بأقصى درجاتها ولو كان مثاليا و من قبل كادر ضخم مؤهل بالتعامل مع الوباء ومجهز متزامنا مع هذا الفتح لأية معابر - فإنه لن يقي من انتشار الوباء:
- لأن الحرارة ليست مقياسا ضامنا - في هذا الوباء – قياس الحرارة له سلبية كاذبة كبيرة وشرحنا في الحلقة السابقة أن 44% من المصابين بالداء انتقلت إليهم الإصابة من اشخاص ليس لديهم أية أعراض أو أي ارتفاع في الحرارة
- ولأن التحاليل المجراة لكشف الإيجابيين لها سلبية كاذبة .. مهما كان السخاء باستعمالها على تلك المعابر ومهما بلغت دقتها ..
تختلف السلبية الكاذبة للاختبارات من اختبار لآخر وهي تفوق الـ 5 بالمائة وببعض الاحتبارات تفوق السلبية الكاذبة ذلك بكثير..
(السلبية الكاذبة من الناحية الطبية تعني أن تقول للمرء الذي تجري عليه الاختبار أنه سليم وأنه يمكنه العبور استنادا لسلبية التحليل بينما يكون في الواقع يحمل الفايروس أو مصاب به وفي الحالين يكون ناشراً للعدوى!!
يكفي اذن أن يعبر أشخاص ليس لديهم حرارة واختباراتهم سلبية بينما يكونون ناقلين للعدوى وهذا ليس احتمال بعيد بل هو دقيق علميا وواقعي جدا .. لكي نكون دخلنا في المجهول ةغامرنا بفقد السيطرة على الداء !
ختاما نود التنويه انه واثناء تحرير هذه الحلقة 6 صدر تقرير من وزارة الخارجية الروسية تفيد ان صرحت الخارجية الروسية بأن واشنطن تخفي حقيقة تفشي كورونا بين القوات الأمريكية في سوريا، محذرة من تحول الوضع الوبائي في شمال شرق سوريا إلى كارثة لا تطاق تضاف إلى معاناة الناس هناك. وقالت المتحدثت باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الخميس: "هناك تقارير تفيد بانتشار عدوى فيروس كورونا في صفوف القوات الأمريكية في سوريا بوتائر عالية تنمّ عن انفجار في حصيلة الإصابات، في حقيقة يتم التكتم عليها". هذا هو رابط الخبر الخاص بتصريح الخارجية الروسية والذي نشره موقع روسيا اليوم قبل نحو ساعة او ساعتين
أوجه التحية لرجالاتنا الأبطال من حماة الديار والقوات البرية الرديفة خاصة في مناطق التماس وألتمس منهم اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع الفايروس واتباع دقيق لتعليمات قياداتهم الصحية العسكرية وتعليمات وزارة الصحة وأذكرهم بأن المباعدة أكثر من مترين لا تكفي وحدها بل تجب المباعدة بين الأشخاص لأقصى حد ممكن وأن استعمال الكمامة المناسبة ضروري وبالشكل الصحيح مع اللباس الوقائي المناسب مع تجنب أي اختلاط غير ضروري .. لا تثقوا بأن الكمامة تكفي .. استعملوها بالشكل المثالي دون أخطاء ولتعلموا أن كل هذه الإجراءات تخفف ولكن لا تقي بالمطلق من فايروس يثبت كل يوم أن فوعته وقدرته على نشر العدوى أكبر مما كنا نعتقد كعلماء..!!
إلى هنا ونلقاكم في حلقتنا القادمة عنوان حلقتنا القادمة بعنوان اخطاء شائعة في التعامل مع كورونا ومفاهيم خاطئة يجب تصحيحها) .. ما يزال في جعبتنا الكثير فتابعونا