تقول المعلومات الأستخبارية, أنّ النخب السياسية والدينية في كيان الاحتلال الاسرائيلي, ومعها الجماعات اليهودية العالمية, وجماعات اللوبي الأسرائيلي في أميركا وغرب أوروبا, تسعى جاهدةً وبشكل دوؤب الى توفير مظلات الدعم المالي, والأقتصادي, والسياسي والثقافي, والديني للجماعات اليهودية الصغيرة, والموجودة في دول أسيا الوسطى ومنطقة القوقاز, بحيث يؤدي هذا السعي الممنهج والمدروس بدقة الى, اتوستراد – سياسي وأمني سالك, يتيح تعزيز قدرات هذه المجموعات اليهودية الصغيرة في منطقة أوراسيا كلّها, كي تمارس حضورها القومي في مفاعيل متتاليات هندسية, لجهة عمليات صنع واتخاذ القرارات السياسية والأمنية الأستراتيجية, في دول أسيا الوسطى الخمس والقوقاز الشمالي والجنوبي.
وان كان العدو الاسرائيلي قد حقّق نجاحات غير عادية في بناء, واعداد كوادر اللوبيات الأسرائلية في كل من كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان, الاّ أنّه ما زال يواجه صعوبات جمّة وعراقيل ذات عقابيل كثيرة, في كل من أوزبكستان وتركمنستان, وذلك لان اللوبيات الاسرائلية والجماعات اليهودية ما زالت بتأثيراتها في مرحلة الأجنّة, وذلك بسبب صعود وتناسل غير عادي للحركات الأسلامية الجهادية في أوزبكستان, وامتلاك تلك الحركات الجهادية الأسلامية أجهزة استطلاع خاصة بها, ولها تنسيقات غير مباشرة مع أجهزة المخابرات الأوزبكية في بعض الملفات الداخلية, في حين أنّ نظام الحكم في تركمنستان يمتاز بالقوّة والصلابة, والرافض الى الآن, لأي دور اسرائيلي في البلاد, وآسيا الوسطى لا بل في كل أوراسيا.
لذلك, شرع حديثاً العدو الاسرائيلي, في اعتماد استراتيجية حديثة في أسيا الوسطى, تحديداً كمرحلة أولى, حيث تركز على كازاخستان لتكون شريكاً لها في أسيا الوسطى بدلاً من أوزبكستان, وحتّى قرغيزستان وطاجيكستان, لكون الأخيرة صارت أكثر ارتباطاً بروسيا الفدرالية, وتركمنستان بدأت تميل الى التفاهم مع ايران وروسيا الفدرالية وتركيا أيضاً.
ولأن كازاخستان, تقع في مناطق جنوب الفدرالية الروسية, فانّ واشنطن ستعتمد على العدو الاسرائيلي, باعتباره يملك مفاتيح كازاخستان, وان كانت الأخيرة الدولة الرئيسية في أسيا الوسطى لجهة محور واشنطن – تل ابيب, فانّ أذربيجان الدولة الرئيسية في مناطق القوقاز الجنوبي, بدلاً من جورجيا لجهة المحور الأميركي – الأسرائيلي, وعليه فانّ كازاخستان وأذربيجان, تشكلان مداميك مفاعيل الرؤى الأميركية – الأسرائيلية فوق الأستراتيجية, لجهة المصالح المشتركة لهما في كل مناطق أوراسيا العظمى.
المخابرات الصينية غير غافلة عمّا يجري, وهي تملك أكبر شبكات التجسس في العالم, وان كانت تركز على المعلومات العلمية, ودقائق العلم الأكتروني, وآخر ما توصل اليه العلم الحديث, من اختراعات الكترونية مختلفة, الاّ انّها تراقب الوضع عن كثب, وتعمل بهدوء وصمت, كونها بصورة نوايا محور واشنطن – تل أبيب, الساعي الى المزيد والمزيد من تدهور وتفاقم الأوضاع في قيرغيزستان, كون ذلك من شأنه أن يؤدي الى تفكيك دول أسيا الوسطى الأخرى, ويقود الى فوضى خلاّقة في كل أوراسيا العظمى, وهذا ما تسعى واشنطن وتل ابيب جاهدتين لاحداثه, عندّها وفي هذه اللحظة الزمنية بالذات, سوف تتدخل الصين وبقوّة وبشكل علني وغير علني, لحماية أمنها القومي والداخلي, من أخطار الأخطبوط الشيطاني الشرّير, لمحور واشنطن – تل أبيب, ومن تحالف معه من الغرب الأوروبي.
تقول المعلومات حول دولة كازاخستان, أنّ الأخيرة ذات مساحات كبيرة وشاسعة وسكّانها, الكازاخ وطنيون حتّى النخاع, ويمتازون بالتماسك والشعور الوطني والأعتزاز بقوميتهم, وبالتالي هي بمثابة دولة حاجزة وعازلة, وتفصل بين الفدرالية الروسية بشكل عام, ومناطق جنوب روسيا الفدرالية بشكل خاص من جهة , وكل من قيرغيزستان, وطاجيكستان, وأوزبكستان من جهة أخرى, ومن هنا نجد أنّ موسكو صنّفت الصراع القرغيزي الداخلي عندّ نشوبه, بالنسبة لها بأنّه خطر ثانوي, لذلك جاء التدخل الروسي عبر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في حينه في التعامل مع الصراعات في الداخل القرقيزي.