ادارة ترامب تنشئ منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية (الكونغرس الفلسطيني العالمي) لتكون موالية لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما ، وبأيدي فلسطينيين ممن لديهم استعداد للتخلي عن حقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته الوطنية.
إدارة ترمب تنتقل للخطة "ب": تسمين شخصيات فلسطينية لانشاء منظمة تفاوض على صفقة القرن.
كوشنر يشكل منظمة فلسطينية للتفاوض على صفقة القرن.
واشنطن: خاص
بعد أن فشلت جميع الجهود السياسية الأميركية وسياسة الضغوط الاقتصادية لجلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى طاولة المفاوضات على صفقة القرن المشبوهة انتقلت الإدارة الأميركية لتنفيذ الخطة ،،ب،، التي سبق وأن هدد بها مبعوث الإدارة الأميركية لعملية السلام حين صرح صراحة ان الإدارة الأميركية ستبحث او ستجد بدائل محلية ولن تترك مقعد منظمة التحرير الفلسطينية شاغرا لفترة طويلة على مائدة مفاوضات صفقة القرن التي سيتم خلالها تقطيع وتصفية القضية الفلسطينية والتهامها بعد توزيع ما تبقى من خارطتها على القوى الإقليمية في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل التي ستستفرد بالتهام ما تبقى من أراضي الضفة مقابل إمارة أو دويلة في غزة لها مطار في إيلات وميناء في قبرص التركية وربما علم فلسطيني سيرفع على ناقلة نفط مملوكة لشركاء خليجيين كثر يتسولون مقعدا على طاولة ،،القرن،،.
الخطة ،،ب،، الأميركية لتسمين عجول سياسية فلسطينية تاخذ دور شاهد الزور على طاولة ،،القرن،، انتقلت للعلن الآن وكشفها التزامن غير المستغرب بين إعلان الإدارة الأميركية إغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير في واشنطن وإعلان مليونير فلسطيني أميركي باحث عن اي دور كان في عالم السياسة هو "عدنان مجلي" عن إطلاق منظمة 《الكونغرس الفلسطيني العالمي》 من واشنطن نفسها.

سبب عدم الاستغراب من تزامن الحدثين أن مجلي وشريكه "فادي السلامين" التقيا عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وكان آخر لقاء قبل نحو اسبوعين بحضور مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام غرينبلات وطبخت فيه قصة إنشاء الكونغرس الفلسطيني العالمي على عجل لدرجة لم يتسنى لمجلي فرصة وضع نظام داخلي أو هيئة تاسيسية للمنظمة الجديدة وبادر بالإعلان عنها.

وربما يعود سبب الاستعجال بالاعلان عن منظمة مجلي إلى القرار المصري بالاستجابة لطلب الرئيس عباس بوقف مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل والتركيز على ملف المصالحة لقطع الطريق على محاولات خلق بدائل تفاوضية عن المنظمة باستغلال حماس.
ومن المعروف أن الإدارة الأمريكية وضعت ثقلها بتصريحات علنية خلف محاولات إبرام تهدئة تتحول لاوسلو جديد ضمن ممهدات تنفيذ صفقة القرن.

وشريك مجلي، السلامين هو شخصية معروفة ولمن يريد الاستزادة عنه نعيده لمادة نشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية بالوثائق عن تورط السلامين ببيع منازل في القدس المحتلة لمستوطنين بوساطة تجار من دولة الإمارات يرتبطون مع العضو المطرود من حركة فتح محمد دحلان الفار من الأراضي الفلسطينية والملاحق بتهم قتل وسرقة.
وسبق أن حاول مجلي والسلامين العام الماضي عقد مؤتمر لأنصار دحلان في واشنطن على غرار مؤتمر أنصار دحلان في أوروبا لكنهم فشلوا بسبب امتناع اي ناشط عن المشاركة.

وقد تواصل مجلي مع مالك مبنى منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وهو الملياردير الفلسطيني المحسوب على التيار الوطني الفلسطيني فاروق الشامي لاستئجار المبنى فور طرد منظمة التحرير الفلسطينية منه لكن الشامي لم يعطي قرارا بالموافقة ولا يستبعد أن يلجأ كوشنر للضغط لتأجير المبنى لمنظمة مجلي.
ويسعى مجلي للاستحواذ على المبنى حتى لو شراءً لرمزية المبنى التاريخية كونه وحتى قبل ان تستأجره منظمة التحرير في التسعينات كان مشغولا من منظمات تمثل المصالح الفلسطينية وتتبناها في واشنطن كاتحاد الطلبة العرب والمنظمة العربية الأميركية لمناهضة التمييز العنصري ومنظمات أخرى.

ويعتقد مجلي ومن يقف وراءه في الإدارة الأميركية ان الاستحواذ على المبنى التاريخي سيمنح من يقيم فيه الحق ولو رمزيا لتمثيل مصالح الفلسطينيين ولذلك يمارسون ضغوطا كبرى للاستحواذ عليه فيما بدأت مؤسسات فلسطينية أميركية محلية تمثل غالبية مؤسسات الجالية بالتحرك للحفاظ على المبنى وإبقاء علم فلسطين مرفوعا وحجبه عن العجول السياسية المسمنة أميركيا.
وسبب تقاطع مصالح الإدارة الأميركية ودولتان خليجيتان هامتان على مجلي أنه مجرد رجل اعمال طروحاته غير واضحة ويطالب بالسلام وأعلن سابقا أنه ضد مقاطعة الرئيس الفلسطيني للإدارة الأميركية وانه مع الجلوس والاستماع إلى ما تطرحه الإدارة الأميركية اي انه مع الجلوس على طاولة ،،القرن،، وفي سياق بحثه الطموح عن أي دور سياسي يلعبه فإن من يعرفون مجلي الجاهل بالسياسة يؤكدون انه لا يؤيد فقط الجلوس على طاولة ،،القرن،، لكنه مستعد ان يلبس القرن أو يجلس عليه إن أتيح له دور سياسي مهم.

وتكمن مشكلة رجل الاعمال مجلي ومن يقف خلفه من رجال الأعمال الأميركيين الذين عينهم ترامب للإشراف على صفقة القرن بدعم من حكام خليجيين مستجدين ان عالم السياسة ليس كعالم الصفقات التجارية وايضا تنقصهم خبرة التاريخ خاصة فيما يتعلق بمحاولات لصناعة بدائل لمنظمة التحرير التي انتهى صانعوها إلى مزابل التاريخ. يذكر ان السلطة الفلسطينية جمدت حسابات مجلي البنكية دون إبداء أسباب مع اعتبار ذلك مصلحة وطنية . وسبق لها ان جمدت حسابات شريك مجلي السلامين بعد كشف تورطه بنقل عقارات في القدس لمستوطنين وقام السلامين برفع قضية على السلطة الفلسطينية في واشنطن. ويعتبر السلامين من الشخصيات المنبوذة من أبناء الجالية الفلسطينية فيما لم يكن مجلي منبوذا حتى الآن لكنه سيكتشف ذلك قريبا عندما يلقى عليه البيض الفاسد وربما بعض الأحذية القديمة في أولى مشاركته الجاليوية بعد دخوله حظيرة المشروع الأميركي لتسمين العجول الفلسطينية الهجينة.