الأحاديث التي تصلنا من ارض نجد والحجاز "السعودية" تتحدث عن مظاهر بؤس صار مرئيا منذ فترة وعن تقشف وازدياد في البطالة .. كما أن أحوال الانفاق الخارجي في حدودها الدنيا .. ناهيك عن الاستقطاب المذهبي الداخلي الذي رفع سلمان من سويته منذ أن أعلن أنه حامي المذهب الوهابي وتعمد رفع السيف في المنطقة الشرقية .. وشن حرب اليمن على اساس مذهبي لمنع تمدد ايران الشيعية كما قال .. وسيحاول التصادم مع ايران من داخلها .. وهاهو يصطدم مع أجنحة الاسرة السعودية الكبرى ..
أميريكا التي تضبط كل شيء في مملكتها الوهابية ومزرعة الأبقار .. وتضبط حتى وقت الأذان في "السعودية" تراقب بهدوء كل شيء وهي تريد لهذا الملك الطائش أن يتم ما تعهد به من اطلاق أزمات جديدة في المنطقة .. ولكنها متمسكة بسلطتها على الشرق ومركز بلاد الاسلام الا أنها لاتزال تنظر بجدية الى مشروع انهاء النموذج السعودي والاتيان بغيره ليكون نظاما مقبولا من محيطه وأكثر اقناعا بعد تراجع الثقة بالعائلة الوهابية وشرعيتها الدينية والاجتماعية .. كما أن الغرب يبحث دوما عن نموذج أكثر انسجاما مع روح العصر لأن عملية التغطية على نظام ملكي استبدادي لم يعد من الممكن تفادي الاحراج فيها لأن الغرب حريص جدا على الظهور بمظهر الانسجام مع الذات وهو ماكان متاحا قبل عصر الانترنت والتواصل الاجتماعي .. ولذلك كان جاستا .. وكانت شعارات البقرة الحلوب التي لن تعود حكرا على ترامب ..
لكن ماذا اذا أخطأت حسابات أميريكا ومحمد بن سلمان وتكررت لحظة انفجار المملكة قبل أن تتدارك أميريكا علمية التغيير كما انفجرت ايران ضد الشاه يوما رغم كل ماقدمه لأميريكا في لحظة تلاقح الفقر مع الغضب الشعبي قبل أن تتدارك أميريكا خطأها في غفلة من الزمن الذي صعقها بمفاجأة الخمينية في زمن كانت أميريكا تخشى من ظهور ايران الشيوعية التي كان فيها حزب تودة الشيوعي الايراني أقوى التيارات وهو الذي انتعش بوصول الرفاق الشيوعيين الى جوارهم في أفغانستان وكان يعتقد على نطاق واسع أن الرفاق الشيوعيين سيقتحمون ايران نجدة لحزب تودة .. وفجأة ظهر لهم الخميني الذي اجتاح ايران بثورة عارمة لانظير لها وأطاح بالشيوعيين والأمريكان في ضربة مزدوجة ؟؟ ..
اذا فاجا التاريخ العالم في "السعودية" ..عندها لاشك أن مملكة قطع الرؤوس ستنهي العصر السعودي برأس لويس السادس عشر .. السعودي .. محمد بن سلمان .. وسنقول عندها ان لحظة من الزمن الفرنسي لقحت زمنا عربيا .. على الرمال .. التي ستهب عليها العاصفة .. لاتستهينوا بما يزرع التاريخ فجأة في رحم المستقبل .. ولاتستهينوا باللحظات العابرة للزمن .. والتي تسافر من قرن وتحط على قرن آخر .. من القرن الثامن عشر الى القرن الحادي والعشرين .. والتي تقطف الرؤوس الساذجة والطائشة والمفلسة .. وتعيد انتاج الحياة .. ويتكرر انهاء فصول التاريخ .. بانهاء الأسر التي تظن أنها خالدة الى الأبد فكل المعطيات تشير ان الفقر والبؤس سيشكل انفجارا مفاجئا في وجه الملكية الوهابة الاستبدادية