صحف امريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين كبار أن هدف العمليات التي تشنها الـ"سي آي إيه" والقوات الخاصة هو تصفية قياديين في التنظيم، مشيرة إلى أن إحدى هذه العمليات نجحت الأسبوع الماضي في القضاء على أحد البريطانيين الذي كان ينشر الدعاية لـ"داعش" عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وحسب المسؤولين أنفسهم فقد جرى حتى اليوم تنفيذ عدد من هذه الضربات. وأضافت الصحف أن الـ"سي آي إيه" حصلت في هذه الحملة العسكرية دقيقة الأهداف على صلاحيات واسعة في تحديد هويات ومواقع قادة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد أكدت المصادر أن الضربات توجه على هذه الأهداف حصرا تحت إشراف "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" (جي إس أو سي) التابعة لقيادة القوات الخاصة الأمريكية.
ما هي هذه الصلاحيات بالضبط لعناصر استخبارات وقوات خاصة تعمل بشكل رسمي ومعلن على أراضي دولة أخرى؟ وهل الإدارة الأمريكية لديها علم بنوعية هذه القوات والعناصر وتسليحها، أم أن هناك مجموعات "الخفاء" التي عادة ما تعلن الإدارة الأمريكية والبنتاجون ووكالة الاستخبارات أنها لا تعرف عنها أي شئ ولا توجد عنها أي معلومات رسمية؟
إذا كان الناتو قد لعب دورا حيويا في مساعدة عناصر القاعدة في الاستيلاء على الساحة الخضراء وقصر العزيزية في ليبيا، فإن الولايات المتحدة تقوم بهذا الدور في سوريا الآن على المحاور المذورة أعلاه لتقديم أكبر قدر من الدعم الجوي والاستخباراتي والعملياتي لما يسمى بـ المعارضة المعتدلة المسلحة، والمجموعات الدينية المتطرفة، وربما لمجموعات تنتمي إلى داعش نفسه.
لهذا فليس مصادفة أن يتزامن الحديث عن نشاطات الاستخبارات والقوات الخاصة الأمريكية على الأراضي السورية، مع قتل 13 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في أماكن مختلفة من العاصمة دمشق نتيجة سقوط قذائف هاون بالقرب من وسط العاصمة نفسها. وكذلك انفجار سيارة مفخخة في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 25 آخرين. وفي الحقيقة، فقد ظهرت عشرات السيارات التابعة للتنظيم الإرهابي في اللاذقية، وهو ما يشير إلى خطورة ما يجري الآن، ومساعي واشنطن للوصول بأقصى سرعة ممكنة إلى تنفيذ سيناريوهات لا يشك أحد في أنها ستجلب المزيد من الدمار ليس فقط على سوريا.