تتركز الأنظار بشكل كبير في الكيان الصهيوني على الخطط الإيرانية لفترة ما بعد تنظيم داعش الارهابي، ولا سيّما خطّة إنشاء منطقة نفوذ مباشرة تمتدّ من حدود إيران إلى البحر الأبيض المتوسّط، بالاضافة الى خطّة تعزيز جبهة عسكريّة ضدّ سوريا ولبنان. ووفقاً لخابرات العدو الاسرائيلي حول الخطط الإيرانيّة - الّتي تمت مناقشتها علناً من قبل قادة هذه المخابرات - فإن خطط التّحصّن في سوريا وتعزيز جبهة عسكريّة ضدّ "إسرائيل"، تتضمّن معاقلَ عسكريّة طويلة الأمد، وجيشاً بالوكالة منتشراً بشكل دائم وشرعي - بالإضافة إلى القوات في العراق ولبنان - وإنشاء منشآت عسكريّة صناعيّة لإنتاج صواريخ دقيقة في سوريا ولبنان
.خطوط العدو الاسرائيلي الحمراء المتطورة
أولا.... القلق الخاص الأوّل من محاولة إيران إقامة "ممرّ أرضي" في وسط الشرق الأوسط - أيّ من إيران مروراً بالعراق وسوريا ووصولاً إلى البحر الأبيض المتوسّط
ثانياً.... تسعى الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى إقامة وجود عسكري واقتصادي طويل الأمد في سوريا بموافقة رسميّة من الحكومه السوريه الذي أصبح أكثر اعتماداً عليها. وتشمل الخطط العسكريّة الإيرانيّة قاعدة بحريّة ورصيف ميناء على شواطئ البحر الأبيض المتوّسّط غير بعيدين عن القاعدة الروسية في طرطوس، والقاعدة الجوية بالقرب من دمشق، والقاعدة الأرضيّة للقوات المسلحة الخاصه تحت قيادة إيرانيّة في جنوب دمشق.
ثالثاً، تسعى إيران إلى بناء وحدة مسلحة كبيرة، أو جيش بالوكالة، ونشرها بشكل دائم في سوريا، كجزء مما يسمى بمحور المقاومة. وقد بنى «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني على نحو متزايد قوات ميليشيات شبه نظامية واعتمد عليها بشكل كبير طوال الحرب السورية، في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يقاتل على عدة جبهات وعلى مساحات واسعة من الارض السورية.
رابعا.... يدرك العدو الإسرائيلي أن التّصدّي لمخططات إيران ووكلائها خارج حدود فلسطين المحتلة المباشرة يشكّل تحدياً كبيراً. وتشمل الأسباب المحددة، اندفاع إيران الحاسم للتوسع الإقليمية، وحجم خططها وأنشطتها في سوريا ولبنان، ونظاماً حكوميّاً سوريّاً جريئاً، وتردّد الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات استباقية هامة لوقف إيران من مواصلة تعميق جذورها في سوريا.
ويبدو أن إدارة ترامب ترى بوضوح طموحات إيران في المنطقة بشكل عام وفي بلاد الشام بشكل خاصّ، وهي تدعم أنشطة الردع الإسرائيلية ضدها، ولكنّ البعض في القدس قلقون بشأن ما إذا كانت واشنطن ستقوم باستحداث عمل جدي ومستمر خاص بها وتنفذه كجزء من استراتيجية شاملة للتّصدّي للأنشطة الإقليمية الإيرانية الضارة. ومن المحتمل جداً أن يسود الميل داخل الإدارة إلى الاكتفاء بهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإعطاء الأولوية لقضايا السياسات الأخرى، والحد من دور الولايات المتحدة في سوريا. ولدى معظم الدوائر السياسية في إسرائيل انطباعاً بأن الولايات المتحدة قد تقبّلت أساساً الدور الروسي الرائد في سوريا، وأنّها سوف تقلص دورها، وتحافظ على وجود محدود في البلاد، وتشارك في الجهود الهادفة إلى تخفيف التصعيد في جنوب سوريا
بالمشاركة مع روسيا - منذ انتشارها العسكري في سوريا في أواخر عام 2015 دعماً للرئيس بشار الأسد وحلفائه - تمكنت "إسرائيل" من إقامة حوار قيادات وثيق ومنتج، شمل قيام وزير الدفاع الروسي بأول زيارة له إلى فلسطين المحتلة في منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر، و[إقامة] آلية ثنائية فعالة لتجنب المواجهة العسكرية. وقد وافقت روسيا على خطوط إسرائيل الحمراء (التي تمّت مناقشتها أدناه) في سوريا واحترمتها، وبقيت صامتة علناً عندما تصرف العدو الاسرائيلي بناء عليها، في حين احتجت فقط بصورة غير علنية في حالات الخطر المتصوّر على الجنود والممتلكات الروسية. ولكن في حين أنّ هذا الموقف وغيره من المواقف الروسية - على سبيل المثال، الانفتاح على نظام يتسم بقدر أكبر من اللامركزية في سوريا - يشير إلى أوجه الاختلاف مع إيران، إلّا أنّ مصالح روسيا بالمقارنة مع إيران، أقل تواؤماً مع العدو الإسرائيلي. ولا تزال روسيا بحاجة إلى إيران في سوريا وخارجها، ولن تتخلى عن شراكتها معا، الأمر الذي يمكن أن يفسّر إصرارها العام على إضفاء الشرعية على الوجود الإيراني في سوريا. وقد تحاول روسيا كبح الطموحات الإيرانية، ولكنّها قد تختار أن تفعل ذلك جزئياً، وتبتعد عن أنظار الجمهور وعن المواجهة المباشرة، . ووفقاً لمسؤولين في العدو الاسرائيلي، إنّ روسيا غير راضية عن الخطط الإيرانية الّتي تهدف إلى إنشاء قاعدة بحرية قريبة من قاعدتها الخاصة أو قاعدة أرضية قريبة من فلسطين المحتلة، بينما يبقى موقف روسيا من إنشاء قاعدة جوّيّة إيرانية أقل وضوحاً. ويبقى أن نرى ما إذا كانت روسيا مستعدة للتدخل بفعالية وإلى أيّ مدى لمنع هذه المخطّطات الإيرانية وغيرها من التّحقّق.
وفي ضوء قوة الدفع الإيرانية، قام العدو الاسرائيلي في الأشهر الأخيرة بتوسيع "منطقة (عدم المقبولية" الخاصّة بها في سوريا) لتشمل الانتشار العسكري والبنية التحتية الإيرانيّين الطويلي الأجل على النحو الذي تمثله الخطط الإيرانية المذكورة آنفاً. بيد أن القادة السياسيين والعسكريين افي كيان العدو الاسرائيلي قد حرصوا على عدم وضع خطوط حمراء محددة في هذا الصدد. فقام كلّ من رئيس وزراء العدو نتن ياهو، ووزير الحرب ليبرمان ورئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، في مقابلة استثنائية له مع وسيلة الإعلام الّتي تسيطر عليها السّعوديّة "إيلاف"، بالتّحذير بصورة عامة من أن "إسرائيل" لن "تقبل بـ" قيام إيران بترسيخ جذورها عسكرياً في سوريا وتحويلها إلى "قاعدة عمليات متقدمة ضد "إسرائيل" ولن "تسمح لها" بذلك، كما لن "توافق على" ذلك. كما تعهد نتن ياهو في عدد من المناسبات بأن "إسرائيل" "ستعمل على منعها "و" مقاومتها "و" عدم السماح لها بتحقيق ذلك"، وأبلغ زملاءه الدوليين بأنّ أي معقل عسكري إيراني ضمن حدود هذا التعريف العام سيتحوّل إلى هدف مشروع. ومع ذلك، توقف عن رسم خط أحمر محدد بعبارات محددة.
ومن المفترض أنّ هذا الخطّ من فن الخطابة يهدف إلى خدمة عمليّة الردع مع السماح للعدو الاسرائيلي بقدر كاف من المرونة بتحديد متى وأين تتصرّف. وهو يعكس في جوهره معضلة مستقبليّة محتملة للعدو تتعلّق بتحديد المكان الذي يمكن فيه وضع حدّاً فاصلاً بين الوقاية المطلوبة والتصعيد غير المرغوب فيه. وأشار نتن ياهو إلى هذه المسألة في مقابلة أجراها مع "هيئة الإذاعة البريطانية" في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، موضحاً أنه "كلما كنا مستعدين لوقف إيران، كلما قل احتمال لجوئنا إلى أمور أكبر بكثير"، وأن مبدأه التوجيهي يقضي "باقتلاع الأمور السّيّئة من جذورها". وقد تكون الضربة على القاعدة البرية بالقرب من الكسوة في 1-2 كانون الأوّل/ديسمبر، التي قام بها ال، والّتي تمت مناقشتها في وقت سابق، مثالاً جيداً على ذلك؛ فقد شهدت أوّلاً تغطية إعلاميّة ثمّ استُهدفت في الوقت الذي كانت فيه قيد الإنشاء، وقبل أن تصبح مأهولة. ما بالنسبة لإسرائيل،عدو الاسرائيلي فقد ظلّ خطر التّصعيد في سوريا منخفضاً طالما استمرت الحرب، وشاركت فيها الجهات الفاعلة ذات الصلة بما فيه الكفاية بحيث جعلها غير قادرة على فتح جبهة أخرى مع "إسرائيل" التي تُعتبر جهة فاعلة قويّة. ولكن من المرجح أن يزداد خطر التصعيد من هذا القبيل مع اقتراب الحرب من نهايتها، وأن يفرض تخفيف التصعيد والحلول السياسية جدول الأعمال، وأن يستعيد نظاماً سورياً جريئاً السيطرة على معظم مناطق البلاد، وأن تقوم إيران بترسيخ نفسها بشكل أعمق في المنطقة. وفي هذا السياق، من المرجح أن تتسبب التدابير الاحترازيّة للعدو الاسرائيلي ردود جريئة من المعسكر الإيراني -السوري، وربما بضغط روسي من أجل ضبط النفس اللعدو بهدف تجنب التصعيد وتفادي تقويض العملية السياسية التي تقودها روسيا. بدأ الجيش السوري بالرد على الضربات االعدو المُتصوّرة بإطلاق النار باتجاه الطائرات المعادية وعلى الرغم من أن تلك الإجراءات تعرض الطائرات للخطر، إلا أنها أشارت إلى ازدياد الجرأة والنّزعة إلى الرّدّ، مما دفع العدو إلى اتخاذ قرار بالردّ بالمثل على أي عملية إطلاق نار من هذا القبيل، بهدف حماية حريتها في القيام بالعمليّات بشكل حاسم - بما في ذلك عمليّاتها ضد إدخال قدرات متطورة للدفاع الجوي واستخدامها - وهو إجراء يعتبر بمثابة خط أحمر آخر. ولهذا السبب، دمّرت قوات جيش العدو الإسرائيلي في تشرين الأول/أكتوبر أحد رادارات بطارية الدفاع الجوي السورية الّتي أطلقت النار على الطائرات االمعادية في مهمة استطلاعية روتينية في لبنان، وذلك بينما كان وزير الدفاع الروسي يزور فلسطين المحتلة. وفي أعقاب ذلك الحادث، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقری، الذي كان يزور سوريا آنذاك، من أنّه لا يمكن السماح للعدو الاسرائيلي بالعمل بحرية في سوريا. وبالتّالي، ينبغي للمرء أن يفترض أنّ إيران وسوريا يسعيان الآن إلى إيجاد سبل لخلق وسيلة للتّصدّي لما يسمى لرّدع االمعادي، الأمر الذي يمكن أن يصبّ بدوره الزّيت على أزيز النار.
ووفقا لتصريحات مسؤولين صهاينة فقد وجّهت أعمال "اسرائيل" في سوريا رسالة رادعة هادفة إلى جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، ولا سيما إيران و الجيش السوري ، وشكّلت أداة قوية ضد الخطط الإيرانية. في الوقت الحالي، تسمح هذه الأعمال للولايات المتحدة "بالتعاقد" مع العدو الاسرائيليفي الجزء الأكبر من الجهود الحركية لمواجهة إيران في سوريا، وتزويد روسيا بوسيلة ضغط مانعة تتعلّق بإيران و«حزب الله». ومن المفارقات، أن بعض هذه التدابير يمكن أن تخدم، من دون قصد، المصلحة الأساسية مع الرئيس بشار الأسد بعد الحرب لكبح النفوذ الإيراني الساحق في بلده.
يشغل الضغط الإيراني لسدّ الثغرة الناجمة عن هزيمة تنظيم داعش الارهابي حيزاً كبيراً في المشهد الاستراتيجي الإسرائيلي. وإذا استمر المسار الحالي، قد تتواجه جهتان فاعلتان عازمتان (العدو الاسرائيلي وإيران - بشكل متزايد في سوريا وتنزلقان إلى حافة الهاوية في نهاية المطاف، وتتصاعد المسألة إلى مواجهة في النهاية. وتُظهر زيادة احتمالات سوء التقدير عدم وضوح الخطوط الحمراء الإيرانية في هذه المرحلة.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي على تعزيز الهدوء في فترة ما بعد الحرب وتشجيع قيام نتائج سياسية مستقرة في سوريا، عليهم أن يدركوا أن إيران الراسخة الجذور في سوريا ومحور المقاومة ستتصرف ضد تحقيق أهداف العدو الاسرائيلي.
الى ذلك تجدر الاشارة الى ان منظومة الدفاع الجوي السورية اسقطت طائرة F16 صهيونية معادية واصابت طائرات اخرى في رد حاسم جديد من نوعه حيث اطلقت الدفاعات الجوية السورية 25 صاروخا ضد الطائرات المعادية وسقطت طائرة ال F 16 محترقة بالكامل داخل فلسطين المحتلة واصابة احد الطيارين خطيرة كما قامت المضادات الجوية السورية باسقاط عدة صواريخ معادية اليوم استهدفت مواقع عسكرية واهداف للجيش السوري بريف دمشق. هذا الرد يعطي انطباعا كاملا ان الدفاعات الجوية السورية استعادت عافيتها وان اي عدوان ستتم مواجهته بحسم وردع قوي مما يعني ان العدو الاسرائيلي فقد السيطرة على قدرته الرادعة لسوريا وايران ومحور المقاومة وان انتصار الجيش العربي السوري ومحور المقاومة بدعم روسي على تنظيم داعش الارهابي وتقهقر تنظيم جبهة النصرة الارهابي وباقي الفصائل الارهابية في ادلب وريفها بدأ يفرض معادلة جديدة فرضها الجيش السوري وايران ومحور المقاومة مما انعكس فشلا كاملا للعدو الاسرائيلي في فرض ما يريده في المنطقة من رسم حدود جغرافية خاصة بها ودليل ذلك واضح من خلال توقف حركة الطيران في مطار بن غوريون وفتح الملاجئ في المستوطنات ودوي صفارات الانذار داخل فلسطين المحتلة وطلب القيادات الصهيونية من واشنطن وموسكو التدخل والتوسط لوقف تدهور الوضع وهذا يفرض بالتالي سؤالا مهما وهو هل سيجرؤ العدو الاسرائيلي على تكرار عدوانه باستخدام الطيران والصواريخ؟؟؟ الايام القادمة ستكشف عن ذلك ولكن ومن خلال مراقبة الوضع يبدو ان العدو الاسرائيلي سيستمر في استفزازاته مما قد يؤدي الى حرب اقليمية كبرى لان رد الجيش السوري ومحور المقاومة سيكون موجعا خاصة ان العدو الاسرائيلي وحسب تصريح قياداته السياسية والعسكرية لا يعترف بالحدود لان هذه الحدود لا تعطيه الامان.