«موتي كاهانا»، رئيس منظمة «عماليا»، وهي منظمة «إغاثة» إسرائيلية للاجئين السوريين، تستخدمها تل أبيب للتدخل غير المباشر في سوريا إلى جانب «البطانيات والحليب»، أشار كاهانا إلى وجود «خطة إنسانية» يجري العمل على بلورتها حالياً، لإقامة «منطقة آمنة» في الجنوب السوري، حيث يتجمع فيها اللاجئون لـ«تلقي المساعدات». ويلفت الى ان «المنطقة تتعلق، كمرحلة اولى، بمنطقة محمية وآمنة تقام على عرض عشرة كيلومترات من شرق الحدود الاسرائيلية، وبطول عشرين كيلومتراً من القنيطرة جنوباً، مع اختيار اللاجئين المجمعين فيها جهازاً محلياً مستقلاً للحكم الديموقراطي.
فقد كشف كاهانا عن الخطة قائلا : «لقد بدأنا العمل.» وفي الأسابيع القليلة المقبلة، سنقدم الإمدادات إلى المنطقة الآمنة في سوريا.» وأضاف قائلا: «ستسمح لنا "الحكومة الإسرائيلية" بتقديم الإمدادات الإنسانية للشعب السوري،» مشيرا الى ان "اسرائيل" «مستعدة للسماح لمنظمة غير حكومية أمريكية - أي نحن - بتوسيع الإمدادات وتقديمها.
وأوضح كاهانا إن المرحلة الأولى تقضي بجلب الأدوية والمعدات، فيما تسعى المرحلة الثانية لفتح المدارس والتركيز على التعليم، وتهدف المرحلة الثالثة إلى المساعدة في إنشاء قوات الشرطة المحلية وتجهيزها. وقال أيضا: «لقد حددنا البلدات والقرى التي سيتم العمل فيها، ولكن لا أستطيع أن أكشف بعد عن مواقعها بالضبط،» رافضا تحديد جماعات المعارضة التي تنسق المنظمة معها.
وبعد إنشاء وحدة الاتصال، ظهرت فجأة المساعدات "الإسرائيلية" في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى بالمعارضة وفي هذا السياق، قال أبو عمر الجولاني، المتحدث باسم ما ييسمى "مجلس قيادة الثورة في القنيطرة والجولان" «لقد وصلت هذه المساعدات من مرتفعات الجولان المحتلة بفضل شبكة من المتعاونين مع "الإسرائيليين".
وأضاف: «لا نعرف من هم، ولكنهم عملوا في جوف الليل وقاموا بتوزيع المساعدات على 35 قرية، بما في ذلك صيدا الجولان، صيدا الحانوت، غدير البستان والحيشا،» وهو ما يشير إلى نظام توزيع منتظم بحسب الجولاني مع قدرة وصول واسعة إلى جميع أنحاء المنطقة.
هناك حوالي 14 لواء في المنطقة، من الجيش السوري الحر لجبهة النصرة وشهداء اليرموك التابع للدولة الإسلامية. وبحسب اللبواني «لا توجد اية مشكلة لاي مجموعة من هذه المجموعات مع "إسرائيل،" والعكس صحيح أيضا.» وأضاف «إن المشاكل داخلية بين مختلف المجموعات.»
أما الخائن عصام الزيتون، الذي يتمتع بعلاقات مع العدو الاسرائيلي، فأكد أيضا وجود علاقة سرية بين "إسرائيل" وعدد من قادة الألوية، وتحديدا تلك التي تشارك في مركز العمليات العسكرية في الأردن. الزيتون، وهو السوري الوحيد الذي دعته إسرائيل لحضور مؤتمر الأمن السنوي في هرتسليا، هو من المدافعين عن إنشاء منطقة آمنة بموافقة "إسرائيل".
وقال الزيتون للمونيتور: «لقد عملت على مدى السنوات الخمس الماضية لفتح هذه النافذة المغلقة،» في اشارة له الى الشراكة مع العدو الاإسرائيلي. وأضاف قائلا: «لقد تم غسل أدمغتنا لعقود من الزمن بهدف إقناعنا أن "إسرائيل" عدوتنا. إلا أن هذا منافي للحقيقة، و"إسرائيل" هي الوحيدة التي تقوم بضرب أعدائنا.»
وبحسب الزيتون، المنطقة الآمنة المقترحة «تبدأ من جباتا الخشب [جنوب هدار] وتمتد إلى صيدا الجولان وتل الحارة» أي أنه تخطى الإحداثيات التي قدمها اللبواني، مسلطا الضوء على المناطق التي تم توزيع المساعدات الاسرائيلية فيها مؤخرا.
بالنسبة للعدو الاسرائيلي، من المفيد جدا إنشاء منطقة آمنة في المنطقة إذ بإمكان هكذا مشروع منع القوة الجوية السورية من الطيران فيها على مقربة من الحدود ومنع حزب الله من شن هجمات على الجولان المحتلة، ما يسمح للصهاينة ترسيخ قبضتها على أراض يدعي قادتها أنها تنتمي لها ويناشدون المجتمع الدولي للاعتراف بها
الجدير بالذكر انه بدأ العمل فعليا بالخطة منذ مدة ويتم حاليا عقد صفقات مصالحة وبرعاية "اسرائيلية" مباشرة بين مختلف الفصائل في الجنوب بما فيها تلك المؤيدة لداعش تمهيدا لانشاء منطقة حكم ذاتي تتمتع باستقلالية سياسية وامنية وعسكرية عن الوطن السوري الام وهو ما يمهد للفيدرالية في المنطقة الجنوبية ولهذا السبب لم تشتعل الحبهة الجنوبية حيث كان مقررا وفق المخطط الامريكي ان يقوم تنظيم الجيش الحر الارهابي بإشعال الجبهة الجنوبية متحالفا مع باقي الفصائل الا ان العدو الاسرائيلي طلب من التقوقف وتأجيل ذلك في الوقت الراهن ريثما تتبلور ملامح الخطة عمليا على الارض ولمس أول نتائجها
هذا يعني ان الجبهة الجنوبية قد تبقى هادئة نسبيا خلال الفترة الحالية ولكنها قد تشتعل في اية لحظة اذا ما واجهت الخطة الصهيونية التي بدأ العمل بها اي تصدي من الجيش العربي السوري وحلفائه في المنطقة الجنوبية.
الجدير بالذكر أننا نشرنا على موقعنا آرام بريس تفاصيل الاستراتيجية الامريكية في سورية والمنطقة وكان أهمها
الحلقة الخامسة http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1163&lang=ar
والحلقة الرابعة http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1157&lang=ar
بالاضافة الى تقرير اوردته صحافة العدو الاسرائيلي عن هذا المخطط الذي يقوده موتي كاهانا كنا قد نشرناه منذ اسبوعين http://www.arampress.com/?page=Details&category_id=30&id=1151&lang=ar